(في ذكرى اربعينية والدي)
ايشو شليمون
يسـتلهم المـرءُ دنيــاهُ يُجاريهـا كلٌ يقـود الى ما النفسُ تُرضيها
تَبقى هي الدنيـا الغازاً طلاسِـمُها والنفس عاجـزة في كشـف ما فيها
مُذ أُنشِـأ الكـون والأنسان زينتـه قد جاهد العقـل في فهم معانيها
والروح اضحت أمـام العَقلِ معجزةً ســر الحيـاةِ تعـود حيـث باريها
يا واهب النفس للأحيـاء قاطبة بالروح منك غـدا الأنسـان سـاميها
إن الحيـاة وإن طالت بنا زَمَنـاً وقـت يحيـنُ فِراق الروح ينهيها
مُر هو الموت إذ طالت مخالبه في البيت رمزاً عَمودَ الدار حاميها
أرثيـكَ يا أبتي والقلـب منكسـر نار الفراق أثارت جُرحَ ماضيها
أمسـت لفقدِكُـمُ الأيــام خاويـة والدار اضحت بلا أركان تحميها
من عِطرِ إرثكَ أتلو ما يُخالجني فيـك المناقِبَ كنـز، كيف أرويها
بالود كانت مدى الأيام عشرتكم حُباً سَلاماً بطولِ النفس تقضيها
إنَّ الوداعـة طبـع زادكـم ألَقاً والنفس عندك روح الحـق ساقيها
في الصبرِ مُختبرٌ في الجودِ مقتدرٌ في النائبــاتِ حليـم في تفاديـها
إرحل فخوراً قَرير العين يا أبتي فيـك المَزايـا مـع الأبـرار تقضيها
ختمُ الكلام وِداعاَ كيـف أنطقها والذكريــاتُ عِـزازاً كيــف أنهيـها
يبقى وِداعُـكَ في ذكـراه يؤلِمُنا فالحـب نبـعٌ يُثيـر النفسَ يَرويهـا
إليكَ ربي دُعاء ُ القلبِ أرفُعُهُ روحُ الفقيــد على يمناك ناديهـا
إرحم بفضلك روحاً كُنتَ غايَتها فيـكَ الرجـــاء تُزكـي حالَ راعيـها
يا رَبُ إرحم وأسبغ من مراحمك أنتَ الشـفيعُ وأنـت من تقاضيـها
أنتَ الطريقُ ومنـكَ الحق ينصِفُنا فيـــكَ الحيـــاة نموتُ ثمَّ نحييـها
وهنا بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن اخوتي أود ان اتقدم بخالص شكري وتقديري الى جميع الذين شاركونا في مواساتنا بحضورهم الشخصي والمتصلين من مختلف اقطار العالم عبر وسائل الاتصال المختلفه مثمناً لهم وقفتهم الأخويه معنا، متمنياً للجميع الصحة والسعادة،راجياً من الرب القدير ان يحفظهم جميعاً وعوائلهم من كل مكروه ويتغمد أمواتنا جميعاً بواسع رحمته.
ملبورن 2015/11/29