المحرر موضوع: ( عاشق عنكاوا ) أو مدير المتحف السرياني فاروق حنا عتو  (زيارة 3595 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بهنام شابا شمني

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 502
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
( عاشق عنكاوا ) أو مدير المتحف السرياني فاروق حنا عتو


عنكاوا كوم / خاص
اجرى الحوار/ بهنام شابا شمني


يعشق التراث حتى الثمالة ، ارتبط اسمه بمتحف التراث السرياني ، وبكل ما يتعلق بتراث وتاريخ عنكاوا . يبحث عن كل ما هو تراثي او تنبعث منه رائحة الاباء والاجداد ، لم يترك زاوية او ركنا قديما في بلدته الا وبحث فيه ، ولا شيخا او صاحب معلومة الا وسأله ، كلما التقيته في مكتبه ، الكتب والاوراق والتخطيطات والوثائق التاريخية متناثرة حوله ، يدقق تلك ويبحث في اخرى ويسجل في ثالثة . منشغل الان لانجاز مشروع وثائقي ضخم يؤرخ لبلدته عنكاوا . ولفرط حبه بها واهتمامه بتاريخها واصول اهلها وارثها الحضاري ونضاله من أجلها اسميته ( عاشق عنكاوا ) أنه مدير المتحف السرياني فاروق حنا عتو .



*لنتحدث عن فاروق حنا عتو قبل متحف التراث السرياني ؟
فاروق حنا عتو شمعون حنوكا هَبّي ، من عائلة ( هَبّي ) التي قَدِمت الى عنكاوا في أواسط القرن التاسع عشر بعد ان هاجرت من منطقة ( مار سْنيقا ) في قرية ( ديرّْكّْي ) . وديركي قرية صغيرة كانت تقع ما بين اربيل وعنكاوا ، والدتي من عائلة ( سياوش ) العنكاوية الاصيلة .
من مواليد كركوك 1954 وسُميت بأسم ( فاروق ) لان يوم عماذي صادف زيارة الملك فاروق ملك مصر الى كركوك فأرتأت جدتي تسميتي على اسم الملك فاروق .
نشأ فاروق حنا عتو في كنف عائلة والده يعمل عامل في شركة نفط كركوك ، ووالدته ابنة فلاح مارس مهنا مختلفة بالاضافة الى الفلاحة ، مثل حياكة المنسوجات وصناعة الحصران والعمل في البساتين ، ومن والدتي تعلمت التراث وتعلقت به فهي كانت مدرستنا في الحياة . ومن والدي تعلمت حب الوطن والنضال ضد الظلم حيث كان منتميا الى صفوف الحزب الشيوعي ، ومنه تعلمت ايضا الارادة القوية والصراحة والاصرار ، وأستطيع ان أقول انه من مدرسة البيت حصلت كل الذي انا فيه الان .
بسبب الاحداث السياسية المضطربة التي كانت سائدة في بداية الستينات من القرن الماضي 1960 ـ 1963 والملاحقات السياسية اضطر والدي الى ترك وظيفته في شركة نفط كركوك خوفا من القاء القبض عليه من قبل السلطات فانتقلنا للعيش في عنكاوا . وتحولت عائلتنا من حياة الرفاهية التي كنا نعيشها الى حياة البساطة في قريته عنكاوا دون ان يترك نضاله السياسي . كما التحق شقيقي الاكبر بفصائل الحركة التحررية ( الانصار ) وجرت محاولات لالقاء القبض على والدي ووالدتي وقسم من شقيقاتي ، وفي فترة كان كل اهلي في السجون .
بسبب كل ذلك حصلت لنا انتكاسة في الحالة المعيشية ، وتوجهت والدتي الى ممارسة المهن التي كانت قد تعلمتها من بيت والدها لتعيلنا ويساعدنها في ذلك شقيقاتي اللاتي كن قد تركن المدرسة ، وتحول بيتنا الى محل للصناعات الحرفية باشكالها المختلفة . مما سمح لي ان اعيش كافة تفاصيلها وانا طفل صغير وبقيت اشكالها وممارساتها عالقة في فكري فخلقت في نفسي الرغبة الى المحافظة عليها والاحتفاظ بكل متعلقاتها ورسمها وتوثيقها .
بعد انهائي للدراسة المتوسطة ولتوجهاتي الادبية والفنية قدمت الى معهد الفنون الجميلة في بغداد ، وقُبِلت فيه ، لكن لضعف حالتي المادية لم التحق فيه ، لكني توجهت الى اعدادية الزراعة نزولا عند رغبة والدي وتخرجت منها وعُينت موظفا في دوائر الزراعة لمدة (30) سنة . وخلال هذه الفترة كنت امارس الرسم الذي تعلمته بالفطرة وشاركت بعدة معارض فنية محلية . ودائما ما كنت اعمل تخطيطات تراثية وصلت من العدد بحيث احضّر لها الان لمعرض خاص بها اسميته مبدئيا ( الاوراق المنسية ) . كما أقوم بتنفيذ لوحات فنية آشورية وبابلية قديمة من أوراق النباتات المجففة وشاركت بها في عدة معارض منها معرض اقامته المؤسسة العامة للسياحة في مصيف صلاح الدين ، بالاضافة الى المعارض التي كانت تقام عن طريق الكنيسة في الثمانينات من القرن الماضي .
في 6 آذار من عام 1991 كان لي دور بارز في المظاهرة التي اقيمت في اربيل ضد السلطات الحكومية آنئذ وكنت حاملا حينها رتبة ملازم أول في الجيش العراقي . وشاركت ايضا في انتفاضة آذار في عنكاوا والتي اصبت فيها بطلق ناري في ساقي ، بالاضافة الى نضالي السابق والتحاقي مع البيشمركة في سنة (1979 ـ 1981) وانا كادر في مكتب محلية اربيل للحزب الشيوعي . بعد كل هذا أردتُّ ان انهي ذلك بعطاء قومي .




*لو لم ينشأ المتحف ما الذي كان يخطط له فاروق حنا عتو ؟
خلال حياتي كنت أجمع الكثير من الادوات التراثية وكل ما يتعلق بالتراث حتى تجمع لي منها ما يقارب من ( 70 ـ 80 ) قطعة أثرية ، كنت احتفظ بها في زاوية من دار سكني بالاضافة الى مجموعتي من المخطوطات التراثية أضف الى ذلك انني اكتب الشعر الشعبي العنكاوي وبلغة السورث . وكل لوحاتي وتخطيطاتي وشعري يعود الى الموروث الشعبي والتراثي بل كل اهتماماتي ازُجُّها في موضوع التراث . ولهذا كانت لي فكرة اقامة متحف في جمعية الثقافة الكلدانية .

*هل جاء المتحف تحقيقا لامنيات كان فاروق حنا عتو يريد ان يحققها على ارض الواقع ؟
أنا دائما أفكر في عنكاوا ومستقبلها ، بل كل حبي هو لعنكاوا . وما بقي من عمري ساضعه في خدمة عنكاوا وأهلها . والمتحف جاء تحقيقا لقسم من هذه الامنيات .  ولكني لا زلت احتفظ بالكثير من التخطيطات والمواضيع التراثية وجميعها تتحدث عن التراث العنكاوي وهي موجودة الان ، والقسم الاخر في طور الانجاز وساضعها جميعا في مشروع كبير يؤرشف لعنكاوا أودُّ ان أقيمه مستقبلا .




*كيف بدأت فكرة انشاء متحف التراث السرياني ؟
بدأت الفكرة بلقاء جمعني انا والاستاذ بطرس نباتي بالمرحوم الدكتور سعدي المالح المدير العام لمديرية الثقافة والفنون السريانية الذي كان قد أنشأ حديثا قسما للتراث في المديرية ويبحث عن من يقوم بمهمة اعداده وادارته ، وعندما علم باهتمامي بهذا الجانب وشاهد ما املك من تخطيطات تراثية قال ، انت الشخص المناسب الذي ابحث عنه وأوكل لي مهمة ادارة القسم والمتحف الذي كان عبارة عن دار فارغة ، بعد ان تم نقل خدماتي من دائرة الزراعة الى المديرية .
وفي اول يوم مباشرتي وكان ذلك في أواخر شباط من عام 2009 أحضرت معي سيارة بيك أب محملة بالمقتنيات التراثية عندما شاهدها المرحوم الدكتور سعدي المالح قال لي انك أحضرت متحفا كاملا معك . وكل هذا كان تبرعا مني دون مقابل .

*ما هي الخطوات التي قمتم بها لاقامة هذا المتحف ؟
بدأنا بتهيئة الكادر الاداري ( الموظفين ) للمتحف وترتيب المعروضات ، ثم شكلنا فرقا جوالة وظيفتها التجوال في قرى وبلدات شعبنا لجمع ما امكن من الادوات والمقتنيات التراثية والتاريخية وسبق ذلك اعلان من على شاشة قناة عشتار يحث ابناء شعبنا لمساعدة هذه الفرق . وخلال فترة شهرين من التجوال استطعنا ان نجمع مجموعة كبيرة من المقتنيات أضيفت الى مجموعتي التي كنت قد اهديتها سابقا الى المتحف .
تبع ذلك عملية ترتيب المقتنيات في الدار التي تم تأجيرها سابقا لتكون متحفا للتراث السرياني ومعالجة التالف منها وصناعة البعض الاخر مثل الاكسسوارات واعمال الطين وما الى ذلك بالاعتماد على معلوماتي وخبرتي وبجهود زملائي من الموظفين الذين كانوا بعيدين عنه كل البعد ولكن حبهم للعمل وتعلقهم به اصبحوا اكثر التصاقا بكل قطعة فيه .
في شهر أيار أو حزيران من عام 2009 وبعد المجهود الذي قمنا به وفي زمن قياسي تم تأسيس مديرية التراث الشعبي بموافقة وزارة الثقافة في اقليم كوردستان والذي اصبح متحف التراث السرياني احد اقسامها ، واستلمت انا ادارة هذه المديرية وتنظيم هيكلها الاداري . وتم ارسال موظفي المديرية للمشاركة في دورات اكاديمية وعلمية في صيانة الآثار ، وافتتحنا قسما للخياطة وآخر لصناعة الاكسسوارات وصيانتها . واصبحنا نملك مجموعة كبيرة من المعروضات لم يعد الدار المؤجرة ان يستوعبها . لذلك تم مفاتحة مديرية بلدية عنكاوا لتخصيص قطعة ارض تمكننا من اقامة بناء للمتحف عليها . وبدوره مدير بلدية عنكاوا المهندس فرهاد مربين نباتي مشكورا وبجهود من قبله تم اقامة البناء الذي هو الان متحف التراث السرياني وعلى الرغم من صغر حجمه الا اننا تمكنا من عرض موجودات المتحف القديم وبالشكل الصحيح . وافتتح المتحف بتاريخ 11ـ نيسان ـ 2011 بمناسبة احتفالات أكيتو .



*ماذا يضم المتحف ومما يتكون؟
المتحف الموجود يضم تاريخ وتراث جميع ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري اينما وجدوا .
 
*هل وجدت من علامة فارقة بين جميع هذه المقتنيات تتميز بها قرية دون اخرى من قرى ابناء شعبنا ، أم هناك تشابه تام في جميعها ؟
هناك تشابه تام في جميع الاثاث والادوات والمقتنيات التي جُلبت او التي كانت تستخدم من قبل ابناء شعبنا في كل قراه وبلداته . الاختلاف الوحيد فقط هو في الملابس . ونجد ذلك واضحا في ملابس ثلاث بلدات قريبة من بعضها وهي ( برطلي ، بغديدا ، كرمليس ) بالرغم من وجود مشتركات بينهم في صناعة هذه الملابس . الكتان الاسمر مثلا والمسمى ( باليوس ) وهو المادة الاساسية في صناعة الملابس ، يُزرع في كرمليس بينما تقوم برطلي بنسجه وحياكته .



*ما هي أقسام المتحف ؟
تم تقسيم المتحف الى عدة اقسام . هناك قسم للازياء الشعبية ويضم أزياء (18) بلدة من بلدات شعبنا ولكن طموحنا اكبر لولا الوضع المالي والاقتصادي الذي يمر به اقليم كوردستان ، في خططنا مثلا عرض الازياء البابلية والاشورية وايضا الملابس التراثية لقرى وبلدات ابناء شعبنا في ايران وتركيا وسوريا ولبنان وغيرها من الاماكن ولكن الاسباب المالية التي ذكرتها حالت دون ذلك ولكنه يبقى مطروحا للاشخاص الذين سيتسلمون المهمة من بعدنا .
تتبع هذا القسم ورشتان ، ورشة الخياطة وورشة الاكسسوارات التي تقوم بصناعة اكسسوارات يعود تاريخها الى ثمانين أو تسعين سنة مثل اكسسوارات عنكاوا مثلا ( بْسكْي ، كْرموكي ، قوبازي ، بْلْبلي ) وهذه الان غير موجودة ، لكن اقوم أنا برسمها وتخطيطها لتقوم الورشة بصناعتها من النحاس الاصفر وتخرج وكأنها أصلية .
هناك جناح الادوات المنزلية الطينية والفخارية والادوات القديمة التي كانت تستخدم في الصناعات الشعبية . هناك جناح آخر الادوات الزراعية وكل ما يتعلق بها ، وقسم للمنسوجات ، ويرافق كل هذه شروحات ومعلومات عن المادة المعروضة وباللغات ( السريانية ، الكوردية ، العربية والانكليزية ) .
هناك قاعة خاصة في المتحف يطلق عليها ( الجناح الثقافي ) . وهنا لا بد من ان نذكر بصمات المرحوم الدكتور سعدي المالح ، ولاهتمامه بالثقافة السريانية استطاع وبمشاركة الباحث ( أدمون لاسو ) في بعض منها في جمع وتوثيق محتويات هذا القسم ، ويشمل سيرة حياة رواد النهضة الفكرية السريانية ونتاجاتهم الفكرية وبعضا من مقتنياتهم ، بالاضافة الى مجموعة من الصور التي توثق لحياة شعبنا ومدنه وقراه واديرته ، ولكن هذه تحتاج الى تطوير ايضا .   



 *هل لديكم سجل بزوار المتحف وكم يدخله سنويا وما هي مستوياتهم ومن هم الشخصيات المهمة التي تفتخر بانها قامت بزيارة المتحف ؟
لدينا احصائية يومية بعدد زوارالمتحف ، ومستوياتهم تختلف ما بين طلبة المدارس والعامة ورجال الفكر والسياسة ومن مختلف الانتماءات القومية والدينية من العراقيين والاجانب . ونفتخر بان المتحف مسجل ضمن المواقع السياحية لمدينة اربيل ، لذلك تجد من بين زواره سفراء دول ووزراء وبرلمانيين ورجال دين ، و في سجل زيارات المتحف تجد كلمات بمختلف اللغات . ولكن اول من طرق باب متحفنا هما الشاعر أدونيس والمرحوم المطران اسحق ساكا .




 *هل توقف العمل في المتحف ؟
عملنا لا يتوقف ما دامت هناك روحية ومحبة للعمل تنبض في داخلي حتى وان لم نستطع مواصلة تطويره بسبب ضعف الامكانيات ، ولكن هناك صيانة مستمرة لمعروضاته ومحتوياته ، وهناك شيء مهم قمنا به وهو تهيئة وتعليم كوادر للقيام بذلك واستطعت ان ازرع في نفوس موظفي المتحف حب التراث .
من ان احد اسرار نجاحنا هو اننا لا نحسب انفسنا موظفين بل عائلة واحدة نتشارك في العمل بمثابة اسرة واحدة والمتحف هو بيتنا. ولم يقف عملنا عند العرض داخل المتحف فقط ، بل شاركنا في عروض للازياء في كثير من المهرجانات أقيمت في القوش وبغديدا والسليمانية وغيرها ، بمشاركة شباب وشابات من ابناء عنكاوا . كما قمنا بخياطة نماذج من هذه الازياء لطلبة المدارس ، فاستطعنا بذلك ان نوجه اهتمام هذه الشريحة بتراث الاباء والاجداد ولم تعد تمر مناسبة الا وتجد حضور هؤلاء الشباب الى المتحف لاستعارة الملابس التراثية لارتدائها وهم مفتخرين بها . وبهذا نكون قد حققنا جزء من رسالتنا .



*قبل وقت ليس ببعيد قمتم بافتتاح عمل فني تراثي هو المجسم الطيني لبلدة عنكاوا القديمة ما الذي تريد ان تقوله في هذا المجسم لهذا الجيل وللاجيال القادمة ؟
السبب الاول في اقامة هذا المجسم يعود لمدى الحب الذي احمله تجاه هذه البلدة . عنكاوا خلال فترة قصيرة ولمدة ستون سنة من الزمن تحولت من قرية صغيرة الى مدينة عصرية كبيرة . وعلى مدى ( 200 ) سنة من تاريخها قَدِم اليها أُناس من قرى مسيحية أخرى وسكنوها ونشأ فيها وترعرع اولادهم واصبحوا يحملون اسمها مفتخرين ، بينما تركها أناس آخرون وهاجروها الى دول العالم المختلفة .
 هذه التحولات والتغييرات من حركة الناس وحركة العمران وحركة الثقافة تحتاج الى من يوثقها ، حتى يكون هذا الجيل والاجيال القادمة على بيّنة من كافة التغييرات التي حصلت للمجتمع والمدينة التي ينتمي اليها ومدى امكانية الاستفادة منها في بناء المستقبل وفي نفس الوقت الاعتزاز بالماضي والتاريخ .
في البلدان المتحضرة يرصدون الملايين من الدولارات لتوثيق حياة القرية والمدينة ، ولكن هذا الشيء غير موجود في بلادنا ، وانا اردت ان أقيمه في عنكاوا . فقدمت نموذج القرية الطيني بكافة تفاصيل الحياة العنكاوية البسيطة من خلال نماذج بسيطة لتبقى شاهدا للتاريخ وللاجيال القادمة .
 
*ذكرتم خلال الندوة التي اقيمت على هامش افتتاح هذا المجسم انه جزء من مشروع كبير اسميته (بانوراما عنكاوا) حدثنا عن هذا المشروع ؟
منذ عشر سنوات وانا اعمل في كتابة وجمع كل ما يخص عنكاوا وبالتفاصيل في نسب العوائل والازياء والالعاب الشعبية والعادات والتقاليد الاجتماعية كالزواج مثلا والاكلات الشعبية وغيرها مع رسومات توضيحية ، وعن ابنائها من أوائل العسكريين والمعلمين والاطباء والرياضيين واصحاب المهن والحرف وكل ما يتعلق بأهلها . فقد هيأت خزانة من المعلومات كاملة عن عنكاوا ، وستدخل هذه المعلومات في حواسيب لتكون ضمن متحف عنكاوا التراثي الذي أريد انجازه ضمن بانوراما بيت التراث العنكاوي الذي سيضم ايضا مكتبة كاملة عن عنكاوا ، حيث احاول الان جمع كل ما أنجز في عنكاوا ادبيا وفنيا وثقافيا وأضعه في هذا المتحف وسيكون مجسم عنكاوا الطيني أساس لهذه البانوراما .

*المشروع ضخم ويحتاج الى امكانيات مادية وفنية هل تطلب مشاركة آخرين للمساعدة في اقامته ؟
انا لا أبحث عن التبرعات المادية ، والمجسم الطيني الذي أنجزته وما سبقه من أعمال كانت بتمويلي الشخصي أنا أحتاج الى الدعم المعنوي ، ثم هناك مؤسسات تستطيع ان تقوم بالواجب . مثلا مشكورة هي جهود سيادة المطران مار بشار متي وردة رئيس اساقفة اربيل للكنيسة الكلدانية بتبرعه لطبع كتاب ( سلسلة أنساب عنكاوا ) بعد ان أعلنت خلال احتفالية ازاحة الستار عن المجسم الطيني بعدم امتلاكي الامكانية المادية لطبعه . ثم اعقبه ممثل محافظة اربيل الذي اعلن بمساهمته في تخصيص قطعة الارض التي سيقام عليها موقع البانوراما ( بيت التراث العنكاوي ) الذي سيكون عبارة عن بيت من الطين ووفق الطراز العنكاوي .
هذا البيت الطيني سيضم كل ما تبحث عنه من معلومات عن عنكاوا مخزونة في حواسيب مرتبطة بشاشات عرض من خلالها تستطيع التعرف مثلا على العوائل التي كانت تسكن في كل زقاق من أزقة عنكاوا القديمة وشجرة كل عائلة وكل المعلومات عنها . ووصلنا الان الى مرحلة ادخال هذه المعلومات في الحواسيب . ويساعدني في هذه العملية زملائي من الموظفين في المتحف الذين تطوعوا لهذا العمل ومجموعة من الاصدقاء ايضا ، والعمل مستمر وبساعات طويلة فنحن الان في مرحلة التدوين .

*بعد هذا الحديث وكل هذه الامكانيات اذا أردتُ ان اوصفك ، بماذا اوصفك ؟  رسام ، آثاري ، جامع تراث . ام كل هذه ؟
أنا اقول كل أنسان صاحب أرادة يستطيع ان يكون كل هذه ، صحيح اني املك موهبة الرسم ، ولكن الارادة القوية تفرض عليّ ان اقوم بكل شيء أنا من النوع الذي يمتلك ارادة حديدية فتستطيع ان تقول انا كل هذه .

*هل من وصية توجهها الى الاجيال القادمة ؟ 
جميع الموظفين الذين يعملون معي يعلمون بالافكار التي اريد انجازها ، او ما اريد من المسؤول الذي يأتي من بعدي أن ينجزها ، هناك كثير من الاشياء موجودة الان في المتحف ولكن عرضها مؤجل الان ومثيت عليها ملاحظاتنا . هذه سيأتي اليوم الذي يحين فيه موعد عرضها . اتمنى من الاجيال القادمة ومن الذين سيعملون في هذا المتحف وفي الاماكن الاخرى ان يحافظوا على تراثنا وعلى لغتنا ، اتمنى من كل ابناء شعبنا المنتشرين في كل بلدان العالم ان يهتموا بتعليم اطفالهم لغتنا وان يعرفوهم على تراثنا حتى يبقون على تواصل مع اصولهم ، ولهذا تجدني مهتم بتسجيل سلسلة انساب عنكاوا . فمثلا عائلة ( عجمايا ) العنكاوية أصولهم من حدود ايران وتركيا ، جاءوا وسكنوا عنكاوا ولكنهم الان انتشروا في بلدان عدة في أمريكا وألمانيا والسويد وغيرها . واي فرد من هذه العائلة سيكون بامكانه التعرف على اصوله واجداده من خلال هذه الموسوعة . هذا هو الشيء الذي اريده ، أن يبقى الانسان مرتبطا بأصوله وستكون هي الوثيقة التي تثبت ذلك .   
تركنا الاستاذ فاروق حنا عتو أو ( عاشق عنكاوا ) منهمكا في ابحاثه بين عشرات الوثائق والكتب والاوراق ونحن متأكدين ان لديه الكثير من الكلام يريد ان يقوله في حق عنكاوا وفي تراثها وتاريخها والكثير من الاعمال يريد انجازها قبل فوات الاوان .

موضوع ذو صلة
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,794359.msg7428359.html#msg7428359























غير متصل ناصر عجمايا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2363
    • مشاهدة الملف الشخصي
الحقيقة:
بداية شكرا للأستاذ بهنام شابا على العمل الصحفي ، وشكرا للأستاذ فاروق عتو  لهذه المقابلة والزيارة الميدانية للمتحف الذي أنجزه الأستاذ فاروق عتو ودوره الكبير للتوثيق المعلوماتي والتراثي الواقعي لعنكاوا قديماً وحديثاً..
حقيقة : قمت بزيارة المتحف  بشكل سريع جداً وعفوي  ، والألتقاء بالأخ فاروق الذي أدبى كل الأحترام والتقدير لزيارتنا حيث  رافقني الأستاذ نوزاد الحكيم وهو صاحب المقترح لزيارة الأستاذ فاروق والأطلاع على الزخم التراثي العنكاوي والمطعم بترات وحضارة بقية مدننا الكلدانية في سهل نينوى ، مما أثار أعجابي بالجهد الحثيث والمتواصل لرئيس المتحف وأعضائه العاملين فيه.
ولم يسعنا الوقت من كتابة وتوثيق الزيارة هذه بكل تفاصيلها المطلوبة حقاً.. والسبب هو الوقت القصير المتبقي لمغادرة العراق ..
وفي حينها أقتصرت الجهد بتدوين زيارتنا هذه في سجل الزيارات للأخوة والأخوات الذين سبقوني .. هنيئاً لعنكاوا ولشعبها الأبي لهذا العمل التاريخي الحضاري..
ونكرر شكرنا لجهود الأستاذ والأخ فاروق عتو وجميع العاملين في المتحف.
وما يؤلمنا حقاً ضمور وأختفاء متحف تللسقف الذي سبق متحف عنكاوة بسنوات عديدة ، والذي أصبح في وقت لاحق بعد آب \ 2014 دنس من قبل داعش ومن ثم لحقه ماعش ولا زال متحف تللسقف وجميع بيوت أهاليها وللأسف    في حكم المنتهي وشعبها مشرد بين بقاع العالم أجمع في أقليم كردستان ودول الجوار وبلدان الشتات ، من دون معرفة القادم الآثم بلا نتائج واضحة ومعلومة المعالم ، بل من السيء الى الأسوء والقادم مظلم وعاتم ، كما هم شقيقاتها باطنايا وتلكيف وباقوفا وبرطلة وكرمليش وبغديدا..
أنها كارثة أنسانية حقاً لمدن وقصبات سهل نينوى والموصل ، وهذا يعتبر أنتهاكاً لحقوق الأنسان وتطلعاته الحياتية وقيمه الانسانية ، والذي يعتبر تشريد شعب كلداني أصيل من دياره العامرة لآلاف من السنين التي خلت..أنها فعلاً كارثة أنسانية لا مثيل لها في التاريخ القديم والحديث..
أخوكم
منصور عجمايا

غير متصل سلام يوسف

  • اداري منتديات
  • عضو فعال جدا
  • *
  • مشاركة: 188
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
في البدء ينبغي علينا القول بأن الجهود التي يبذلها صديقنا العزيز بهنام شابا في صولاته و جولاته الصحفية التي يحاول فيها أبراز كنوز عنكاوا الحبيبة و تسليط الضوء عليها ووضعها أمام  الملأ جهودا أقل ما يقال عنها بأنها ( مشكورة ) و تعكس مدى حبه و تقديره لهذه البلدة التي فتحت قلبها قبل بابها لكل أبناء شعبنا المسيحي بكل تسمياتهم بعد نزوحهم من قراهم و بلداتهم الواقعة في سهل نينوى بعد سيطرة أرهابيي داعش عليها و هو جزء يسير من العرفان بالجميل تجاه هذه البلدة التي لا يمتاز بها إلاّ الأصلاء ، فشكرا مرة أخرى يا صديقنا العزيز بهنام على هذه التغطية الصحفية و الزيارة الميدانية الى المتحف السرياني في عنكاوا واللقاء بالأخ العزيز مدير المتحف السيد فاروق حنا عتو .
حقا يمكن أعتبار المتحف السرياني في عنكاوا الذي تم تأسيسه قبل عدة سنوات أحد كنوز عنكاوا الثمينة جدا رغم قصر عمره لأنه أصبح أحد أهم الصروح الثقافية و الحضارية الموجودة حاليا في المنطقة خاصة بعد أن قام برابرة العصر الحديث من أرهابيي داعش بتحطيم كل المواقع التأريخية و الآثارية في الموصل و سهل نينوى العائدة لحضارة أبناء شعبنا من الكلدان و الآشوريين و السريان . لقد تشرفنا بزيارة هذا المتحف الجميل و الرائع أنا و عائلتي في زيارتنا الأخيرة الى عنكاوا الحبيبة و كان في أستقبالنا الأخ العزيز مدير المتحف حيث رافقنا بكل أدب وتواضع منذ أن وطأت أقدامنا عتبة المتحف و بدأ بشرح و توضيح كل شيء يتعلق عن المتحف بأهتمام منقطع  النظير و نحن نحلق في فضاءات المتحف و عيوننا لا تصدق ما ترى و تحاول الأمساك بكل زاوية من زواياه قدر الأمكان و بقدر الوقت المحدد الذي كنا نمتلكه في ذلك اليوم الشتائي الماطر الذي أمتزج فيه المطر المحبب لدينا مع عبق تأريخ بلدتنا الحبيبة عنكاوا و شعرنا و لو للحظات قليلة بأن المتحف قد أخذنا من حيث لا ندري في سفرة مجانية لا تقدر بثمن الى ثنايا التأريخ الذي يجب أن لا ينسى أبدا .

أخوكم سلام يوسف