المحرر موضوع: فلسطين : مسلسل الشهداء الفلسطينيين والإحتلال الإسرائيلي..!؟(*)  (زيارة 683 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل باقر الفضلي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 495
    • مشاهدة الملف الشخصي


فلسطين : مسلسل الشهداء الفلسطينيين والإحتلال الإسرائيلي..!؟(*)

باقر الفضلي

هل ثمة من تفسير مقبول، يمكن الركون اليه لتعليل ما يجري على الأرض الفلسطينية، من مسلسل، لا يمكن وصفه، إلا بأنه جريمة حرب متواصلة، يرتكبها جيش الإحتلال الإسرائيلي بحق الشباب الفلسطيني، دون وازع من ضمير، ولا إحساس بعرف إنساني أو إلتزام بقانون دولي، وبحجج واهية لا تصمد أمام أي برهان..!؟

فمسلسل الشهداء الفلسطينين، يتواصل كل يوم ، ولا يأمن على نفسه أي شاب فلسطيني، أو شابة فلسطينية في الخروج الى الشارع أو حتى الذهاب الى الدراسة، أو لأي سبب كان، توجساً من الموت الذي يترصدهم في الطرقات أو على الأرصفة وفي ثنايا الشوارع والطرقات، وبأيد مسلحة من قمتها حتى أخمص قدميها من جيش الإحتلال، أو من مجموعات المستوطنيين، المنتشرة حول حرم المسجد الأقصى، وفي زوايا الشوارع، وبين نقاط التفتيش وفي تقاطعات الطرق والساحات العامة..!؟؟(1)

أما الحجج والذرائع للقتل والإعدام المباشر، فهي جاهزة ولا تحتاج الى كثير من الجهد، لتصدقها وسائل الإعلام الأمريكية والغربية على السواء، فالسكين الفلسطينية، باتت المبرر المقبول لدى الإعلام الغوبلزي _ الإسرائيلي، وإعدام الشاب أو الشابة الفلسطينية ميدانيا، هو الجواب الحاضر، لدى الإدارة الإسرائيلية على الدوام ، فهل يعقل أن تتصاعد أعداد الشهداء الفلسطينييون العزل إلا من الحجارة، الى ما يزيد على السبعين شهيداً خلال شهر من الزمان، في وقت لا تجد فيه الشرعية الدولية غير التفرج على مشاهدة أفلام الفيديو التي تجسد حقيقة جريمة الحرب المتواصلة، التي ينفذها جيش الإحتلال الإسرائيلي بدم بارد كل يوم بحق الشباب الفلسطيني، الذي هب متمرداً على الطغيان والإرهاب الإسرائيليين؛ وليس من باب المبالغة القول، وحتى نشر هذه المقالة، أن يرقى عدد الشهداء الفلسطينيين الى142 شهيداً بينهم 27 طفلاً وطفلة و7 سيدات منذ مطلع شهر تشرين الأول المنصرم ، ناهيكم عن أعداد المصابين من الفلسطينيين، نتيجة اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين،..!؟(2)

أنها حرب غير معلنة ضد الشعب الفلسطيني ومن جانب واحد، وإستمرارها وبهذا الشكل المقصود، لا يعني إلا إصرار حكومة إسرائيل العنصرية على تعميق تلك الفوارق ذات الطابع الديني، بين الفلسطينيين، والمستوطنين الإسرائيليين، وبالتالي فهي لم تعد بحاجة الى شن حرب يستعر وطيسها القومي، أو تلهب وتأجج موقفاً عربياً موحداً، ينهض الى نصرة الشعب الفلسطيني، في وقت ترى فيه أن الأجواء أكثر ملائمة لما يجري الآن في القدس ورام الله وغزة، فمن لم يستشهد بقنابل الطائرات، يمكن إعدامه ميدانياً برصاص جيش الإحتلال والمستوطنين، وبدم بارد..!!؟؟

فحينما تأمن الحكومة الإسرائيلية العقاب على الجرائم التي ترتكبها، فإنها توغل في الجريمة بحجج وذرائع، لن تلبث أن تدعمها نفس تلك الدول التي وقفت يوماً وراء إصطناع ما يدعى ب (الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي )، قبل سبع وستين عاماً من اليوم، وهي نفسها من يقف اليوم وراء دعم إسرائيل في مواقفها العنصرية وإمتناعها من تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وخاصة قرار حل الدولتين، وما أقدمت وتقدم عليه من مباشرة وتكريس الإستيطان، وفرض الإحتلال على الأراضي الفلسطينية بعد 1967، ناهيك عن شنها عدة حروب ضد الفلسطينيين في غزة ومحاولة عزلها عن باقي الأراضي الفلسطينية، إلا البرهان الساطع على ذلك..!؟

إن الهبة الشعبية الفلسطينية المتصاعدة ضد الإستيطان والإحتلال الإسرائيليين، باتت تؤرق كثيراً الإدارة الإسرائيلية، لدرجة باتت معها ردود الفعل على ما يرتكبه جنودها وزمر المستوطنين، ترقى الى إتهامات مباشرة على الصعيد الدولي، من إعتبارها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، الأمر الذي يقتضي من مكتب المدعية العامة الدولية ،وانتصارا لمصلحة العدالة، بالانتهاء فورا من مراحل الفحص الأولي الذي يجريه مكتبها والانتقال الى الطلب من المحكمة التمهيدية بالموافقة على فتح التحقيق في الجرائم الدولية، التي تقع ضمن اختصاص المحكمة، في الإقليم الفلسطيني. على حد قول السيد شعوان جبارين عضو اللجنة الوطنية لمتابعة المحكمة الجنائية الدولية ومدير مؤسسة الحق الفلسطينية لحقوق الإنسان..!(3)
باقر الفضلي 4/11/2015
_________________________________________________________
(*)  كان مقدراً للمقالة أنت تنشر في تأريخها المدون ، ولكن لظروف معينة تأخر نشرها الى يوم النشر الحالي/29/12/2015 مع الإعتذار.
(1)  http://www.amad.ps/ar/?Action=Details&ID=95404
(2)    http://www.amad.ps/ar/?Action=Details&ID=104781
(3)   http://www.amad.ps/ar/?Action=Details&ID=96739