نجم ساطع آخر يتهاوى
صبيحة يوم الاربعاء 30/12/2015 هوى نجم ساطع آخر من سماء الثقافة والصحافة لأمتنا، وفقدت الساحة الثقافية والادبية قلما ثرياً في حقول عديدة، دنيا الشعر ودنيا اللغة ودنيا الصحافة والكتابة، لقد كان المرحوم يونان هوزايا رغم اعتلال صحته منذ أكثر من عقدين الى انه لم يستسلم لهذا العلة، بل أطلق فرسه في الميادين العديدة، فكان شاعراً مع الشعراء لغوياً مع اللغوين، سياسيا مع السياسين، وصحفيا في ميدان الصحافة الواسع والمتشعب المواضيع والابواب، رحل يونان هوزايا الشاعر والكاتب في نهاية هذه السنة، ورحل قبله في الروائي والباحث سعدي المالح، ومن بعده بأشهر قليلة فقدت ساحتنا الثقافية والأدبية الشاعر نينوس أحو الذي رحل في بلاد الغربة حاملاً مأساة أمته في هذا الزمن الغدا, تتهاوا النجوم المتلألئة من ساحتنا الثقافية والادبية واحدة تل والآخري..
وتسير نحو الزوال دون ان تظهر نجوم بديلة عنها لقد رحل الكاتب والباحث والمترجم الكبير الأستاذ جرجيس فتح الله المحامي تاركاً لنا كنزاً كبيراً من الكتب قلما انتج مثقفاً لأمتنا بل لأمم اخرى امثال ما انتجه قلمه الثري. كما ورحل من بعده بسنوات قليلة الشاعر والقاص سرجون بولص تاركاً وراءه مجموعة من الدواوين الشعرية والقصصية اغنى بها مكتبتنا الثقافية، ثم تبعه الشاعر والمترجم جان دمو تاركاً هو الأخر ارثا ثقافياً عظيماً امتدحته اقلام المثقفين العراقيين والعرب وكلما تمر السنوات نشعر أكثر بلفراغ الذي تركه هؤلاء في ساحتنا الثقافية واليوم يرحل عنا الشاعر والأديب والصحفي يونان هوزايا تاركاً هو الأخر كنزاً من الكتب المتنوعة تنير المكتبة الثقافية لأمتنا.
تعرفت على المرحوم يونان هوزايا في بغداد مع بداية الثمانينات وتوسعت علاقتنا بعد الأنتفاضة، وخاصة عند انخراطه في صفوف الحركة الديمقراطية الآشورية وتنم المسؤولية فيها. وانخراطي في صفوف حزب بيت نهرين الديمقراطي، حيث كنا نتبادل الأراء في المجال السياسي والقومي والمجالات الثقافية ايضأ، واقتربنا الى البعض وتوطدت هذه العلاقة أكثر عند اشتغالنا في مجلس نقابة صحفي كوردستان في بداية تأسيسها، كان رحمه الله بعيداً عن التعصب القومي والتفكير العنصري المتزمت هادئ في تعامله ومستعداً دائماً للاستماع الى المقابل ومناقشة افكاره واراء وطروحاته، تغمده الله برحمته الواسعة، والصبر والسلوان لذويه.
زادوق أدم
30/12/2015
