المحرر موضوع: مَنْ كان يصدق أن يحدث هذا ؟ الجزء الاول !  (زيارة 4023 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بدري نوئيل

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 136
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مَنْ كان يصدق أن يحدث هذا ؟ الجزء الاول !
بدري نوئيل يوسف ـ السويد
حادثة أنقلها لكم ليست من نسج الخيال بل حقيقه حكتها لي الدكتورة (ميم) .
يكاد المرء لا يصدق وهو يسمع  ما حدث لهاتىن الاختان ، هل ستبقى أحلاماً لهما في القادم من أيامهما ؟ أم ستكونان إنسانا ليس بإنسان ؟ ويدق قلبهما للعيش بدون إحساس ومشاعر ، لا يرى العالم ولا يسمع منها شيء ، تمضي الأيام ولم تشعرا بمرورها ، تلومان الدنيا للحادثة التي اصابتهما ، وتُؤمن الاخت الكبيرة بقضاء الله وقدره ، وتردد دائما ربي اختر لي ما تراه خيرا لي ، واغفر لهما لأنهم لا يعرفون ماذا يعملون ، من احب الله رأى كل شيء جميلا. لن يستطيع لسانهما عن الحديث ولا تقدر عيونهما على البكاء ، ولا تستطيعان أن تصلح ما تهدم يوما في حياتهما ، والأخت الكبرى تحكي قصتهما وما جرى لهما قالت : أخذنا من الرّعب ما لا يوصف ، في بلد ضاعت فيه القيم فماذا يتوقع المرء من انتشار الفساد والانحراف والرذيلة والإرهاب .
صباح احد الايام وقع انفجار في احدى مناطق بغداد العتيقة ، أمام مقهى كان مكتظا بالعمال لا يوجد فيه مكان شاغر ، ملئ رجالا جلسوا على مقاعد يحتسون الشاي ينتظرون من يطلبهم ويأخذهم للعمل اليومي ، وبعد دقائق  معدودة بدأت سيارة الاسعاف تنقل الجرحى والشهداء من العمال الفقراء المعتمدين على اجرتهم اليومية الى احدى المستشفيات القريبة من موقع الحادث .
كانت الدكتورة (ميم) في الخامسة والعشرين من العمر فتاة رائعة الحسن بجمالها عيناها زرقاوان وشعرها بني ، تتوقّد في عينيها عزيمة الشّباب وترتسم على وجهها المحبة ، محبوبة لدى كلّ النّاس تتحلّى بأخلاق حميدة ، تعمل ضمن فريق الاطباء الجراحين الذين يعالجون الجرحى بجد ونشاط في صالة العمليات في احدى المستشفيات ، استمر الحال بإجراء العمليات حتى الساعة السابعة مساء ، بعد انتهاء الفريق الجراحي من عمله اعدت الدكتورة (ميم) التقرير وسلمته الى مدير المستشفى ، في الوقت نفسه كان الرائد (طاء) ينتظر التقرير النهائي لعدد الجرحى والشهداء في غرفة مدير المستشفى ليقدمه للصحفيين المتجمعين في اروقة المستشفى ، بحضور الدكتورة (ميم) اعطى المدير نسخة من التقرير الى الرائد (طاء) الذي اعترض على عدد الجرحى والشهداء ودار نقاش بينه وبين الدكتورة  (ميم) وأعلمته ان الارقام مطابقة لواقع الحادثة ، وحاول اطالة الحديث معها فقد ابدى اعجابه بجمالها .
 في هذا الاثناء رن هاتفها الجوال كان المتصل والدها واعلمها انه مع والدتها وأختها الصغيرة (حاء) البالغة من العمر خمسة عشرة سنة في منزل خالها حيث زوجته تشكو من الم في الكلية ، وعليها قبل رجوعها للمنزل تزور زوجة خالها وتسلم عليهما وتطمئن على صحة المريضة ثم يعودون معها للمنزل .
بعد زيارتها لمنزل خالها اخذت والدها وأمها وأختها (حاء) بسيارتها عائدين الى منزلهم ، وقبل وصولهم بمائة متر تقريبا انفجر اطار السيارة الامامي اوقفت (ميم) سيارتها لتغير الإطار ، كانت انارة الشارع مقطوعة والمنازل مظلمة وبصيص النور بداخلها ربما من شمعة تحترق او لمبة نفطية ، والظلام بدأ يغطي المدينة ، طلب والد الدكتورة (ميم) ان تأخذ امها وأختها (حاء) ويتجهون نحو المنزل لان المسافة قريبة ولا يوجد مبرر وقوفهم في الشارع وتحضر الشاي له ، وسيقوم بتغير اطار السيارة ويلحقهم ، لحظ العائلة المشئوم واقفا واتجهوا الثلاثة نحو المنزل .
قبل وصولها المنزل بعدة خطوات صادفتهم سيارة فيها ثلاث شباب احدهم يقود السيارة بسرعة ورعونة وتهور ، توقفت السيارة بالقرب منهم ونزلوا الشباب الملثمين وحاولوا امساك البنتان لكنهما ركضتا نحو المنزل لفتح الباب وحاولت الام ابعادهم لكنها تلقت ضربة بأخمص المسدس على رأسها من احد الشباب سقطت ارضا وضرب رأسها بدكه الشارع ، رجعت (ميم) لمساعدة امها وقعت بقبضة الشباب مزقوا ثيابها وأشبعوها ضربا ورفسا وحملوها الى داخل سيارتهم وسحبوا البنت الصغيرة من شعرها الى داخل السيارة وانطلقوا بسيارتهم مسرعين يهللون من الفرح على الصيد الثمين . بعد دقائق وصل الوالد الى المنزل بعد تغيره الاطار ولاحظ باب المنزل مغلق وزوجته ملطخة بدمائها مستلقية فوق الرصيف بالقرب من مدخل باب المنزل ، بدء يصرخ على بناته فلا مجيب طرق ابواب الجيران وخرج بعضهم مستغربين من صراخه وتفاجئوا مما اصاب زوجته في هذا الاثناء شعر الوالد بالتعب وسقط على الارض قبل مجيء سيارة الاسعاف التي استغرق وصولها اكثر من نصف ساعة مع الشرطة بعد اتصال جارهم عين بالطوارئ ، نقل الوالد والوالدة الى المستشفى وصل الى موقع الحادثة الرائد  (طاء) وبدء يحقق مع الجيران بعد ما عرف ان الحادثة وقعت مع الدكتورة (ميم) التي كانت معه في غرفة مدير المستشفى قبل ساعة تقريبا . 
اتجهى الشبان بسيارتهم الى منزل واقع على اطراف المدينة وتناوبوا الثلاثة على اغتصاب البنتان مع الضرب والتعذيب ولا ينفع مع الشبان التوسل والبكاء او دفع مبلغ لقاء عدم التعرض لشرفهما واستمر الحال حتى مطلع الفجر والشباب فرحين يرقصون على انغام الموسيقى متلذذين بعذاب الدكتورة وأختها . 
مع شروق الشمس وضع الشباب البنتان في السيارة ونقلوهما الى احد الشوارع عند مدخل المدينة ورموهم من السيارة وتركوهم عراة ملطختان بالدماء وهما بين الحياة والموت ، وبعد فترة زمنية مرت سيارة اجرة توقف السائق وتعجب مما رأى نزل من سيارته ونزع قميصه وستر جسم الدكتورة وكان في سيارته قطعة قماش لفها حول جسم البنت الصغيرة ونقلهم الى منزلهم.
وصلت البنتان الى باب منزلهم ترجلتا وتركهم سائق سيارة الاجرة ومضى في طريقه ، البنتان وجدتا باب المنزل مغلق لا يوجد من يفتح الباب لهما ، حقيبة الدكتورة اليدوية بما فيها من نقود ومفتاح المنزل والهاتف اخذها الشباب ، الساعة تقارب الخامسة صباحا ، اشتدّت الحيرة وعصفت بنفسهما قلق هائل ، أفكار شتّى تنازعهما وتتقاذف ذات اليمين و ذات الشّمال وتتلاعب بأفكارهما كالرّيشة في مهبّ الرّيح ، وتلتقي في خضمّ من التّساؤلات الحائرة أين والدهما وماذا جرى ، انتبهما نوبة من البكاء ، توجهت الدكتورة (ميم ) نحو منزل الجيران وقرعت الباب لحظات وخرجت جارتهم (تاء) وأدخلتهم لمنزلها مرتبكة خائفة البستهم ملابس بناتها وأعطتهم احذية  ، فهمت الجارة ما جرى للبنتان أجهشت جارتهم في البكاء في مرارة وحزن ، في الوقت نفسه البنت الصغرى اصبحت شاحبة الوجه في صفرة الأموات غائرة العينين مستلقية في تراخ وذبول وإعياء على الكرسي فهي تشكو من نزف حاد نتيجة الاغتصاب .
نكمل مَنْ كان يصدق أن يحدث هذا في الجزء الثاني.





غير متصل اوراها دنخا سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 687
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاستاذ بدري نوئيل المحترم
شلاما
بعد الديمقراطية التي جلبتها لنا اميريكا علينا ان نتوقع ما هو اسوأ، فالقادم اعظم !
اعظم سوءا بالطبع ...
تحياتي وتقديري لجهدك في نقل معاناة هذه العائلة المنكوبة التي لم تهز ضمير احد !

غير متصل سيزار ميخا هرمز

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1071
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأخ والكاتب القدير بدري نوئيل يوسف ( أبو روش ) المحترم
عودتنا على أسلوبك الراقي في التوثيق والنقل السلس ..
أن لم أكن مخطئأ ( أن هذه القصة الحقيقية ) فأني سمعتها من شخوصها الحقيقين .. وذلك سنة 2005 وان لم أكن مخطئأ في الشهر الرابع عندما كان هناك لقاء بين طالبي اللجوء للسويد من شعبنا المسيحي العراقي  مع ممثلي دائرة الهجرة السويدية والذي تم في قاعة كنيستنا مار يوحنا المعمذان للكلدان في سوديرتاليا .. وكنت انا حاضرأ لاني كنت طالب لجؤ في وقتها .. وكان ممثلي الهجرة  وبعض محامي طالبي اللجوء يخبرونا باخر الاخبار ويقدمون النصائح لنا وبودهم معرفة الاسباب الحقيقة والظروف التي جعلتنا مغادرة البلد هناك من تحدث عن اختطاف ابنه ومساومته ودفع فدية وكونه تاجرأ  فقرر ترك العراق الا ان ( حادثة السيدة )  كان لها وقع على جميع الحاضرين وان لم اكن مخطئأ حضرتك تابعت الموضوع .. و نقلته لنا في هذه السلسلة .. واتذكر انك كلمتني انه مشروع لعمل درامي ؟؟
المهم الذي لا يعرف الاخ بدري نوئيل يوسف هو كاتب مرموق و له اختصاص بكتابة السيناريو وله خبرة بالاخراج .. له مسلسلات عرضت على القنوات الفضائية على قناة الفضائية العراقية
"موسم الهجرة" مسلسل جديد يتناول معاناة عراقيين تشتتوا في المنافي

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=691809.0
 وله مشروع فيلم عن الشخصية الكلدانية المعروفة في السليمانية عبد الكريم علكه .. عرضت للاخ بدري عدة مسرحيات على مسرح مدينة سوديرتاليا وكان لها أقبال جماهيري كبير وخصصت ريع تلك الاعمال لبناء الكنيسة الجديدة والمركز الثقافي الكلداني في سوديرتاليا ..
على الرغم من انشغالاتك اخي بدري .. اتمنى ان تكتب تعليقأ ولو بسيطأ أن كنت محق عن ان الحادثة هذه تعود للفترة المحصورة بين 2003 - 2005 لانه صدر توضيح من البطريركية الكلدانية حول ذلك وهناك من أصطاد بالماء العكر
تقبل تحياتي ومودتي
سيزار ميخا هرمز

غير متصل بدري نوئيل

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 136
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ سيزار المحترم
تحية وسلام
شكرا جزيلا لك على هذا الاطراء .
نعم انها القصة الحقيقة التي سمعتها في حينه ، اما التوضيح الصادر من البطريركية كتب رسالة الى غبطة البطريرك بعد اتصال الاب بول معي .
للعلم أن الكتاب الذين اتهموا الجهات الكنسية جزافا ، لم تكن العائلة مقصودة أو كونها مسيحية وقع الاعتداء عليها أبدا ، حظها العاثر وقعت ضحية شباب طائش نتيجة الانفلات الامني وكانت الصدفة لها الدور الاساسي لتخطف ويعتدى عليها ، اما الرائد فكان معجب بجمال الضحية ولكون العائلة محترمة ولم تجد من يسندها استغل الضعف وحصل على المبلغ الذي طلبه . ثم تركت الضحية وأختها بغداد .
بعدها تابعت الموضوع مع الضحية ولكنها تركت السويد لتأخير حصولها على الاقامة .
أما سبب متابعتي الحادثة لتحويلها لعمل درامي مشترك مع بقية الحوادث وكتبت سيناريو مسلسل بعنوان (موسم الهجرة) ، اما سبب نشرها في الوقت الحاضر انه هناك مئات الحوادث وقعت ولم توثق نتيجة الفوضى التي يمر بها البلد تضاف الى حوادث تهجير سهل نينوى والاستيلاء على المنازل والخ . للإطلاع الرأي العام عليها .
دعائي ان السيدة قرأت قصتها وتقدم شكوى للجهات المسئولة في البلد المقيمة فيه .
تقبل مني كل التقدير

غير متصل سيزار ميخا هرمز

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1071
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
توضيح من الاخ الكاتب بدري نوئيل يوسف ( أبو روش ) حول سلسلة مقالاته عن عائلة مسيحية منكوبة
قصة العائلة المنكوبة! يقدمها بدري نوئيل

http://saint-adday.com/permalink/8464.html

الاخ أبو روش المحترم
أسعدني التواصل معكم وشكرأ لوقتك لكتابة التوضيح
كما تعلم اخي أبو روش عندما قمنا بتأسيس المركز الثقافي الكلداني في سوديرتاليا فأن اول مشروع تبناه المركز هو احد اعمالك التي تنتظر رؤية النور وقدمنا طلب منحة له بميزانية بين ( 500 الف كرون الى 750 الف كرون ) مع دراسة متكاملة من قبل حضرتك ولكن للاسف ؟؟
أسعدتني أعمالك المسرحية الاخيرة الهادفة التي عرضت على مسرح سوديرتاليا الكبير الى الحضور الكبير لها والذي خصص ريعها لبناء الكنيسة والمركز ..
سأبقى على امل لرؤية اعمالك الجاهزة لتتحول الى اعمال درامية ( الشخصية الكلدانية المعروفة عبد الكريم علكه و موسم الهجرة ) تقبل تحياتي والى لقاء قريب
سيزار ميخا هرمز