المحرر موضوع: صديقي هوزايا في الاربعين أحنّ اليك  (زيارة 1444 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل لطيف نعمان سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 694
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                                         صديقي هوزايا في الاربعين أحنّ اليك
                                                                                  لطيف نعمان
مثلما اليت على نفسي أن أكون أول من يكتب في رثائك يوم رحيلك ، هكذا اثرت أن أرثيك في الاربعين ، وفي كلا الحالتين تتدفق الكلمات الغزيرة على قلمي بعفوية لفيض نبلك وخصالك المتميزة ، ولأنك قريب الى قلوبنا .. كيف لا وقد جاء رحيلك مبكرا وأنت في عز العطاء ، واسرتك  بأمس الحاجة اليك ونحن كذلك ..لقد عودتنا أن نتطلع الى مياه نهرك المنهمرة فيضا من الحلاوة والبلاغه ونغرف منها  ، ليس في شؤون الادب واللغه والاعلام والسياسه فحسب ، انما في كل ما له صله بشؤون وشجون الحياة بتعقيداتها وحلوها ومرها ..
اليوم اتذكر اكثر من اي وقت مضى حاجتي لفطنتك وحنكتك وحكمتك التي اطفأت الكثير من مشاكساتي ومغامراتي وعربدتي في الكتابه كلما كنت انفعل لأخطاء أناس لم اكن اتمكن ان اواجههم الا بالقلم ..
وقد كانت تلك المشاكسات تعرضني الى الكثير من المسائلات ، وربما الملاحقات ايضا لولا اهتدائي بنصائحك ..
اما في الشأن الوطني الذي كنت اتباهى به وأضن نفسي أكثر الاصدقاء حبا للوطن والارض  ، فلم اجد غيرك من تمكن وبجداره من منافستي والتفوق عليّ في حب الوطن .. لقد كنت المتميز من بين الاصدقاء في التشبث بالارض والوفاء لكل من له صلة بحياتك ..
اربعون يوما أكتب ، أرثي ، أتذكر ، وأحن لاتكفي  وأنا أعيد الى ذاكرتي مقولة شريكة عمرك جان دارك هوزايا عندما التقيتها : - (لطيف مهما كتبتم عن يونان فهو قليل بحقه)..نعم صدقتي القول سيدتي ، أرشيفه الثري يشهد على ذلك ، ومهما فعلنا لانفي جزء ضئيل  من حقه ..
لقد كنت صديقي شجرة وارفه الظلال استظلت تحت فيئها شريكة عمرك وعيالك اضافة الى الكثير من الاصدقاء و  المثقفين ، والسياسين ، والاعلامين ..
اليوم احن الى عذوبة كلماتك ، وهدوءك ، وصدقك ، ونبلك ..أحن الى كفك المليء بالعطاء والخير ..الكف الذي حمل قلما غايه في الرشاقه وسطّر أجمل الكلمات ، وأحلى العبر ..
كنت خير صديق ، ونعم الاب ، ونعم الشريك لجان دارك ، نعم الجار ، نعم الرفيق ، نعم المعلم ، نعم الشاعر ، نعم الوزير ..
كم كانت فرحتنا كبيره يوم تم توزيرك ؟.. وكم أزداد تواضعك يومها وكأني بك كنت تحاكي الاشجار التي كلما زادت ثمارها كلما انحنت اغصانها ..
لما تم توزير هوزايا ضن الكثير بأنه سيصاب بالغطرسه والكبرياء كبقية الوزراء ،  لكنهم لم يعرفوا أن الرجل قبل أن يصبح وزيرا للصناعه انه وزير للاخلاق والتواضع ..
خلال مسيرتي الفنيه والثقافيه عملت مع الكثير من الفنانين والادباء والمثقفين لكني لم أشعر بمتعة العمل الثقافي والقومي والاعلامي  مثلما عملت مع صديقي هوزايا ..
هل انسى تجارب العمل المشترك في تحرير جريدة بهرا ، وسهر الليالي الطوال  لسنوات عده ؟..هل انسى ملاحظاتك القيمه في بروفات مسرحيات يوم الشهيد الكلدو اشوري ، وأبتهاجك أيام العرض بها ؟.. هل انسى الايام التي عملنا معا في دهوك واربيل ابان التسعينات ولغاية 2003 (انتقال جريدة بهرا الى بغداد) ؟..
هل انسى عندما كنت احمل اليك كتاباتي واعرضها امامك وانت على فراش المرض تضيف اليها ملاحظاتك الرائعه وتزيدها متانة في  الحبكة  والحلاوة؟..
في ذكرى الاربعين اتذكر كل ساعة وكل يوم  عملنا معا .. أتذكر صبرك ، حلاوتك ، ملاحظاتك ، خطك الجميل ..
كم كنت جميلا ..كم كنت انيقا ..كم كنت مبدعا ورائعا .. كم كنت مزهوا ويليق بك مكتب الوزير ، وتليق وتزهو بك الوزاره ..
اليوم لما دخلت بيتك صرت اتطلع الى كل ركن وكل جزء فيه وكل غرفة فيه علني أراك ، بحثت طويلا علني أجد سريرك ، لكني رأيت صورتك في  عيون الاهل والاصدقاء .. اتطلع الى كتبك وصورتك  في مكتبك ، ثم خرجت الى حوش الدار وأنا اتلفت ذات اليمين والشمال  ، أراك ماثلا امامي ترحب بي ، تصافحني وتعلو وجهك  الضحوك والمشرق ابتسامة مفعمة بالطيب والسعاده ..
نعم سيدتي جان دارك مهما كتبنا فهو قليل بحق يونان هوزايا ..

عنكاوا 29/1/2016


متصل حنا شمعون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 761
    • مشاهدة الملف الشخصي
استاذ لطيف،
لقد قلناها جميعا ً انه مهما كتبنا عن المغوار يونان هوزايا فذلك قليل بحقه، وها نسمع نفس الكلام من جاندارك وهي ادرى بعظمة زوجها ، وما كانت لتقول ذلك لولا يقينها ان الغايب عن بيتها كان يحمل همّ امة كاملة ولذلك باحت لك بسر تعرفه اكثر من جميعنا.
لقد اسوقفتي معظم ما ورد في مقالك هذا، لأَني انا الآخر قد كتبتُ قصيدتي لمناسبة أربعينية فقيدنا الغالي ورغم المسافة التي هي عبر المحيط الشاسع فإن خواطرنا هي مشتركة ، كأني قرأت مقالك هذا وحولتُه انا الى قصيدة بالسريانية.
الخسارة بفقدان يونان هي فادحة ولا يمكن تعويضها، فقط الأمل هو فيما تركه المرحوم من إرث ثقافي وجيل الشباب الواعي الذي هذٌبه بأسلوبه السلس، وكما ورد في متن مقالك الرائع هذا... لكن يبقى قليل بحق يونان هوزايا.
فقط اريد ان تعرف الأخت جاندارك اننا نحن جميعاً تلامذة الملفان يونان شركاء حزن عائلته، ولا يمكن لنا ان ننسى ذكراه ابداً.
تحيتي الخاصة لشخصك الكريم وعاش قلمك السبّاق في الكتابة عن الملفان يونان هوزايا.
                                                                                           حنا شمعون / شيكاغو

غير متصل لطيف نعمان سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 694
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أستاذ حنا شمعون وصديقي الرائع الجميل
محبتي لك ..شكرا لفيض نبلك ومرورك العذب .. تحياتي لكم وللاهل الاكارم ..

لطيف نعمان
عنكاوا  31/1/2016

غير متصل سيزار هوزايا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 358
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ لطيف..
عميقة هي المشاعر التي ابدع قلمكم في ترجمتها، وهذا تلمسناه منكم في مقالكم الاول، بل رثاءكم للفقيد الغالي.. المثير ، ان هوزايا وان رحل، الا اننا لا نزال نكتشف كل يوم شيئا جديدا في رقي شخصيته من خلال شهاداتكم..

ليبارك الرب بكم

سيزار هوزايا

غير متصل سيزار هوزايا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 358
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ حنا شمعون..

شكرا من جديد لشهادتكم بحق الفقيد الغالي.. انا شخصيا بإنتظار سماع او قراءة قصيدتكم متوقعا ان تكون سامية في تعابيرها كسابقاتها..

تقبلوا تحياتنا