المحرر موضوع: ليس صدام ولا المالكي ولا العبادي ولا غيرهم وانما الشعب العراقي هو سبب الاجرام والقتل والفساد والجوع  (زيارة 2576 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
ليس صدام ولا المالكي ولا العبادي ولا غيرهم وانما الشعب العراقي هو سبب الاجرام والقتل والفساد والجوع

- مقالتي بعيدا عن الكياسة

في البداية اقول بان هؤلاء الذين يعتبرون انفسهم مثقفين نشروا صياغة معينة حول تحليل اسباب عدة احداث, وهذه جعلوا منها  راي عام الذي بدوره انتشر. واي شخص الان يخرج عن هذا الراي العام يتم اعتباره خروج عن الكياسة السياسية والادبية, وبالتالي قد يتعرض الى انتقاد شديد او يطلبون بحذف مقالته.

واقول ايضا بان 99% من المقالات التي ينشرها ما يسمون بالمثقفين العراقيين هي خاطئة ولا تصلح للقراءة وهي لا تفيد احد باي شئ. وكل هذه المقالات هي مبنية فقط على اساس واحد وهو "ثقافة الاتهامات" , حيث ان هناك فقط اتهام لاشخاص معينين لوحدهم وليس هناك اي حديث عن المسؤولية. واذا تحدثوا عن المسؤولية فانهم يقولونها هكذا "رئيس الحكومة يتحمل المسؤولية عن..." وهم في ذلك يستخدمون تعبير المسؤولية بشكل خاطئ وبالتالي لا علاقة له بثقافة المسؤولية وانما يبقى يجري ضمن ثقافة توزيع الاتهامات.

- شئ عن تاريخ العراق...ما الذي حدث؟

انا كشخص قرأت عن تاريخ العراق ولم اعشه فانني توصلت الى النتائج التالية: كان هناك عدة حركات سياسية وكل حركة تمتلك ما يسمون بالمثقفين الخاصين بها. هؤلاء في ايام الانقلابات في العراق كانت كل فئة منهم تسمي نفسها وطنية. "نحن اشخاص وطنيين وحزبنا يمتلك افكار وطنية".  هذه هي الطريقة البشعة والتي هي بالمناسبة لا تزال تستعمل.

السؤال الذي اوجهه لامثال هؤلاء هو : هل هذا الوطن الذي يتحدثون عنه هو وطني ايضا اذا لم اتفق مع الافكار التي يطرحها هكذا حزب؟ وماهو المقصود ب "النضال"؟ هل سيناضلون ضدي اذا لم اتفق مع افكارهم التي يسمونها بالوطنية؟

جواب كل هذه الحركات التي تسمي نفسها بالوطنية كان ولا يزال: كلا لن يكون وطنك وسنعتبرك خائن وسنناضل ضدك ونعلن الثورة...

هذه الافكار الوطنجية والثورجية النضالجية المتخلفة ادت بان تقسم المجتمع العراقي الى وطنيين وخونة. وجرت بان تقود الى ذبح العائلة الملكية بطريقة اسوأ من داعش, وجرت الى ان تقوم كل هذه الحركات بمباركة من اغلبية المثقفين العراقيين بان تقوم بسحل وتعذيب العراقيين في الشوارع وقتلهم...وهي ادت بان تحول كل العراقيين الى مناضلين ثورجين يناضلون ضد بعضهم البعض...

من المسؤول عن ما حدث: المسؤولية يتحملها الشعب العراقي, لان هذا الشعب هو الذي انجر خلف مثقفين واحزاب وهو الذي سمح بنشر هكذا ثقافة وهو الذي لم يقم بدراستها بشكل نقدي ومعرفة نتائجها. لهذا فان كل العراقيين الذين تم قتلهم في تلك الفترة فانهم تم قتلهم بسبب الشعب العراقي نفسه.

كيف يتحدث المثقفون عن صدام حسين؟

المثقفون يضعون اليوم هكذا قصص كوميدية: "جاء شخص اسمه صدام حسين وقام بتكوين عصابة ونجح بالسيطرة على المجتمع العراقي ومن ثم قام بتاذية هذا الشعب المسكين...الخ."

ان من يقرأ هكذا قصص سيظن على الفور بان صدام هو شخص نزل من المريخ, الفضاء الخارجي, وبانه كان شخص خارق القوى وقدراته الخارقة ساعدته بان يسيطر بسهولة على عدة ملايين من البشر بحيث انه استطاع ان يسيطر على المجتمع باكمله...

ولكن ما جرى بالبطبع لم يكن بهكذا قصص للاطفال. فافكار القومجية العروبجية انتشرت بعد التقاء المجرم رشيد عالي الكيلاني بهتلر... وبعد ان تاسس حزب البعث فانه كان هناك عراقيين قاموا بتاييده. وبقية العراقيين لم يقفوا ولم يحتجوا ضد وصول هكذا حزب للسلطة. لم يحتج احد انذاك. حتى الاحزاب الاخرى مثل الحزب الشيوعي لم تملك احتجاج في ذلك الوقت.
 
بشكل مختصر جدا: الشعب العراقي كان قسمين: قسم يتحمل المسؤولية لانهم ايدوا صدام حسين وحزبه. والقسم الاخر من الشعب يتحمل المسؤولية لانهم لم يخرجوا للاحتجاج لمنع صدام وحزبه للوصول الى الحكم.

ولان كل شخص مسؤول بنفسه عن ما يفعله وما لا يفعله. ولان كل شعب يبقى غصباً عنه مسؤول عن ما يفعله وما لا يفعله. فان كل الحروب التي حدثت بعد مجئ البعث وايضا ما رافقها من اعدامات وتعذيب وسجون وقمع يتحمل مسؤوليتها الشعب العراقي نفسه. اي ان  ما تعرض له الشعب العراقي من حروب التي فقد فيها افراد من عوائلهم واقربائهم وما تعرضوا له من سجون واعدامات وتعذيب هي كلها يستحقها الشعب العراقي, لانني كما وضحت فان الشعب العراقي يتحمل المسؤولية لوحده عن كل ذلك.

وانا اؤمن بان القراء سيتفقون معي اذا قلت بان لو لم يكن هناك شخص اسمه صدام لجاء شخص يمتلك اسم اخر مثل محمود او كاظم وكان سيقوم بنفس الاجرام, هذا لان الشعب العراقي بغالبيته العظمى هو شعب محب للاجرام والقتل, والدليل كما قلت, فان هذا الشعب اما ايد هكذا حركات مجرمة او انهم لم يخرجوا للاحتجاج لمنع وصولها للحكم.

ماذا جرى بعد سقوط البعث؟

ما جرى لم يكن مشابه لما جرى في اماكن اخرى من العالم بعد سقوط الديكتاتورية فيها. فمحاكم نورنبيرغ بعد سقوط النازية حرصت على اجتثاث الثقافة وليس الاشخاص لوحدهم. اي جرت عملية تغيير ثقافي عالجت اخطاء الماضي وحرصت على ان لا يتم اعادتها. الا ان في العراق فان الشعب العراقي بنفسه قام اما بتاييد عدة احزاب دينية او غيرها او لم يحتج على سياساتها. النتيجة كانت ايضا قتل ودمار وفساد وجوع.  هذا لان الشعب العراقي باغلبيته هو شعب فاسد وليس لان هناك شخص حكومي واحد اجبرهم على القبول بالفساد, فليس هناك بالفعل شخص ينزل من المريخ وليس هناك في الطبيعة شخص يمتلك قوى خارقة للطبيعة ليسيطر على الملايين.

هنا من سيقول: هذه الثقافة مسؤول عنها المثقفين الذين هم من قام بنشرها ايضا.
هذا الكلام صحيح جدا, ولكنه ايضا كلام يتم وضعه ضمن ثقافة توزيع الاتهامات. اذ ان المسؤول الحقيقي  والوحيد سيبقى الشعب العراقي بنفسه. لان هذا الشعب هو الذي كان عليه ان لا يؤيد خطابات المثقفين وهو كان عليه ان يخرج الى الشارع للاحتجاج ورفض خطابات المثقفين.

النتيجة والمطلب: مهما عارض اي قارئ ما اقوله اعلاه فان الطبيعة نفسها تعرف اشياء محددة التي هي بمثابة قوانين للطبيعة التي لا يمكن لاحد ان يقوم بتغييرها وهي:

- كل فرد مسؤول عن ما يفعله وما لا يفعله. بمعنى مسؤول عندما يفعل شئ مؤيد لنشر ثقافة تسمح بالاجرام. ومسؤول عندما لا يفعل اي شئ مثل الخروج للاحتجاج ضد اي شئ او خطاب قد يقود الى نشر ثقافة تسمح بالاجرام.

- كل شعب يمتلك الحكومة التي يستحقها. بمعنى اذا كان هناك شعب يمتلك حكومة اجرامية  او فاسدة فهذا لان هذا الشعب يستحق ذلك , لكون هكذا شعب هو بنفسه مجرم وفاسد. اذ ان هناك شعوب لا تقبل بالفساد والاجرام وهي نجحت في ذلك وهي تمتلك حكومة وحياة ومجتمع مختلف.


- ومن هنا وبعد قيامي بكل الشرح اعلاه فان المطلوب من الشعب العراقي ما يلي:

1- التوقف عن ثقافة توزيع الاتهامات التي لا يقوم بها سوى مزعطة. والقيام الى التوجه لثقافة المسؤولية.

2- ان يعترف الشعب العراقي بحقيقته كما هي , وهي بانه كان ولا يزال شعب  باغلبيته محب للاجرام والفساد والعنف. هذا مع التخلي عن الكلمات التي يطلقها بعض المزعطة والتي تسمي هذا الشعب بانه شعب عظيم او شعب مسكين لا حول له ولا قوى وبان كل شئ تتحمله بضعة كائنات نزلت من الفضاء.

3- ان يعترف هذا الشعب بان السماح باي ظلم ضد الفرد سيؤدي الى جعل ممارسة الظلم مسموح به ثقافيا في المجتمع باكمله. وعندها فان طالهم هذا الظلم , فعندها لا نريد صراخ وبكاء وجعير. لان هؤلاء الضحايا من العراقيين سيكونون ضحايا الشعب العراقي نفسه.

4- ان يعترف الشعب العراقي بان كل شعب يمتلك الحكومة وشكل الحياة وشكل المجتمع الذي يستحقها. فاذا كان العراقيين اليوم لا يمتلكون لا ماء ولا كهرباء ويعانون من الفساد فهذا لان الشعب العراقي يستحق ذلك. اي ايضا بما معناها ان يعترف الشعب العراقي بان كل الحروب وسياسة الاعدامات والسجون التي تعرض اليها بانه يستحقها.


ماذا ستكون المشكلة مع البعض من الذين سيرفضون اسلوبي في الكتابة؟

مشكلة هؤلاء هي ان هناك عراقيين مهاجرين في الغرب وهناك بينهم من سيعتبر نفسه مثقف. هؤلاء عندما يتحدثون عن الحياة في اوربا فانهم يتحدثون مثلي. اي مثلا عندما يجدون تيارات يسمونها باليمين المتطرف المعادي للاجانب, فان هؤلاء العراقيين المهاجرين ومثقفيهم يقترحون على الفور بان تقوم الشعوب الغربية بتحمل المسؤولية والخروج الى الشارع لمواجهة هذا التيار اليميني المتطرف والاحتجاج ضده من اجل منع وصوله الى اهدافه او ضد وصوله للحكم , ويطلبون من هذه الشعوب بان تقوم بالضغط على اعلامهم وصحفيهم وحكوماتهم لينشروا ثقافة تحترم الجميع.

اي ان هؤلاء يعترفون بان هذه الثقافة هي مسؤولية الشعب نفسه.
ولكن فيما يخص العراق, فان هؤلاء العراقيين والمثقفين يمتلكون فورا طريقة اخرى للتحدث, فلا نرى مسؤولية وانما نرى فقط ثقافة الاتهامات مع جعل الشعب العراقي برئ من كل شئ وبان هناك فقط حفنة من الحكام الذين هم لوحدهم مسببي كل ما حدث.

لماذا هناك اختلاف للتحدث بين العراقيين في المثالين اعلاه؟


السبب هو لانهم لا يريدون ان يتحملوا المسؤولية بانفسهم وخاصة فيما جرى في الماضي ودورهم فيها. ولانهم يريدون تبرئة انفسهم. ولانهم يعتبرون الشعب العراقي شعب لا حول له ولا قوة, اي بمعنى هم يتمتعون بان يكونوا شعب لا يكون له لا حول ولا قوة. وبالتالي فانهم بتحميلهم الشعوب الغربية للمسؤولية وعدم تحميلهم للشعب العراقي اية مسؤولية فانهم يعتبرون الشعب العراقي بانه في اغلبيته شعب لا قيمة له وبانه لا يستحق حتى اي نقد.

لماذا كتبت مقالتي اعلاه؟

لانني ببساطة متاكد بشكل يقيني لا يحمل اي شك بان مشكلة العراق الحالية تكمن في انها بعيدة عن ذكر الحقائق. ببساطة ليس هناك من يطرح الحقائق كما هي. الحقائق عن الشعب العراقي نفسه. وطالما يكون هناك اخفاء لهذه الحقائق وعدم الاعتراف بها ومواجهتها, فلن يكون هناك اطلاقا اية معالجة لاية اخطاء جرت في الماضي. وبالتالي فان الاخطاء ستعيد نفسها في كل مرة. وهذا هو بالفعل ما يحدث لحد الان.

واخيرا اقول واعيد: مهما عارض اي شخص ما كتبته من حقائق فانه لن يتمكن من ان يقوم باي تغيير لقوانين الطبيعة. فالطبيعة نفسها لا تهتم باية مقالة ولا باية مداخلات ولا باية تعليقات. الطبيعة بنفسها ستظل تعتبر كل شعب وكل فرد من الشعب مسؤول بنفسه عن ما يفعله وما لا يفعله. والطبيعة ستمنح اي شعب شكل الحكومة والحياة والمجتمع التي يستحقها ذلك الشعب.

الطبيعة تحمل الشعب وكل فرد من الشعب بنفسه المسؤولية. والطبيعة غير مهتمة اطلاقا باية تبريرات وتوزيع الاتهامات التي غرضها كلها التهرب من المسؤولية. لان الطبيعة لا تسمح بهكذا تهرب على الاطلاق.

الطبيعة لا تهتم بالمقالات التي تبرئ الشعب وتركز فقط على اتهام كائنات فضائية لوحدها التي يصفونها بانها تملك قوى خارقة للطبيعة قادرة ان تسيطر على الملايين خلال لحظات امثال الاشخاص في فترة الانقلابات او صدام او المالكي او العبادي او غيرهم  من سياسين.

شكرا للقراءة


غير متصل عبدالاحد سليمان بولص

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2135
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ لوسيان المحترم

تحياتي

شكراً لهذا الطرح البديع لنفسية العراقي بشكل عام وكونه خنوعاً ومنافقا الى ابعد الحدود.

المثل الشعبي الذي أصبح مبدأ معظم العراقيين يقول( من ياخذ أمي أسميه عمي)
وان دلّ هذا المثل على شيء انّما يدل على الذل والمهانة التي يرضى بها العراقي.

في سنة 1957 كان المرحوم الملك فيصل الثاني يقود سيارته الشخصية ومن دون حماية في شارع السعدون في بغداد والتفّ حوله الناس وحملوا سيارته وهو بداخلها ورفعوها عن الأرض اظهاراً لحبهم له وفي السنة التالية 1958 قام نفس الشعب بقتل العائلة المالكة وسحل رجالاتها في الشوارع بأسلوب لا يمتّ الى الانسانية بشيء.

الشعب الفرنسي قدّم مئات آلاف الضحايا أثناء الثورة الفرنسية وانتصر لأنّه صاحب حق والشعب الروماني ثار ضدّ الدكتاتور شاوشيسكو واعطى آلاف الضحايا وفي الأخير تمكّن من القضاء على الدكتاتور وازاحته.

خير و صف للشعب العراقي هو ذاك الذي جاء على لسان انسان لم تكن سيرته تخلو من الاجرام وهو الحجّاج بن يوسف الثقفي الذي قال ( يا أهل العراق أهل الشقاق والنفاق أرى رؤوساً قد أينعت وحان أوان حصادها).

قد تكون ثقافة العراقي هذه نابعة في الأساس من كونه عاش تحت الاحتلال لقرون عديدة ولا يزال بحيث فقد الثقة بنفسه لأنّ كل الأقوام التي حكمته جاءت بغية السلب والنهب ومغانم الحرب ولم يأت واحد منهم ليعمّر ويعيد بناء نفسية العراقي المتهدِّمة.

غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4982
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي لوسيان
شلاما
اعتقد ان افضل وصف للشعب العراقي هو ما قالة الملك فيصل الاول وما اتى به علي الوردي بوصف الفرد العراقي  بازدواجية الشخصية. فمرة  تره طيبا واخرى هاءجا او مرة متمدنا واخرى صحراويا
وهذا ما قاله الملك
( أقول وقلبي ملآن أسىً… إنه في اعتقادي لا يوجد في العراق شعب عراقي بعد، بل توجد تكتلات بشرية خيالية، خالية من أي فكرة وطنية، متشبعة بتقاليد وأباطيل دينية، لا تجمع بينهم جامعة، سمّاعون للسوء ميالون للفوضى، مستعدون دائماً للانتفاض على أي حكومة كانت، فنحن نريد والحالة هذه أن نشكل شعبا نهذبه وندرّبه ونعلمه، ومن يعلم صعوبة تشكيل وتكوين شعب في مثل هذه الظروف يجب أن يعلم أيضا عظم الجهود التي يجب صرفها لاتمام هذا التكوين وهذا التشكيل.. هذا هو الشعب الذي اخذت مهمة تكوينه على عاتقي . الجدل يدور بين من تناولوا تلك المقولة المنسوبة لأول ملك على العراق الحديث، في قسوة انكار وجود شعب عراقي ، وفي اطار قول جلالته أنه يسعى لتشكيل شعب مهذب مدرب متعلم، والحديث بالطبع يتواصل للاستفسار عما اذا نجح فيصل الأول ومن جاءوا بعده في تشكيل هذا الشعب.
http://www.azzaman.com/?p=11219

w

غير متصل san dave

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 71
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
السيد لوسيان
تحية طيبة لك ولمتحاورين

       باعتقادي الشخصي ان هكذا شعوب توصف بالشعوب المتطرفة او المغالية في الاتجاهات ، اي تكون في اتجاهاتها ومواقفها نحو الاشياء والمواضيع متطرفة ومغالية سواء كانت هذه المواقف خيرة ام شريرة ايجابية ام سلبية ...الخ، ونادراً ما نراها تاخذ الحد الوسط في مواقفها ، وهكذا مجتمعات التي تسلك هكذا اتجاهات عادةً ماتكون سهلة للانصياع ، اي يمكن بسهولة ان تنجر وراء اي قائد او زعيم بمجرد ان يقنعهم لفضياً ، اي من خلال الكلام والشعارات لفكرة التي يحملها ويريد أن يروج لها ، كما تطرق عالم الاجتماع العراقي علي الوردي في دراساته عن خاصية التى يمتلكها الشعب العراقي من خلال دراساته وتحليلاته لطبيعة الشخصية الفرد العراقي حيث يوصفه بانه فرد (مزدوج الضمير)اي في داخل كل فرد من افراد المجتمع هناك ضميرين وغالباً ما يكون هناك تناقض بينهما ، (ضمير) يحمل في طياته القيم البدوية والعشائرية التى يستمدها من خلال كيانه القبلي او العشائري او حتى المذهبي  و(ضمير) اخر يحمل القيم المدنية التي تكون على شكل قوانين وشرائع تسنها الدولة المدنية الحديثة ،وغالباً ما ينشأ (الصراع) بين هذين الضميرين وفي الغالب يكون الولاء ل(ضمير الاول) اي الضمير القبلي ، اي بهذا الولاء عادةً ما يؤثر سلباً على الدولة كمؤسسة وكيانها وهذا ما يعانيه الشعب العراقي عبر التاريخ ، هنا بودي ان اطرح مثالاً عن هذه الاشكالية التاريخية المتجذرة داخل شخصية الفرد العراقي لكي يتمكن القارئ الكريم استيعاب هذه الضاهرة( ازدواجية الضمير) التي شخصها الدكتور علي الوردي ، عند ارتكاب شخص ما جرم او جناية داخل مجتمع العراقي ويصبح ملاحقاً من الدولة عادةً ما يلجأ الى عشيرته او طائفته او كيان الذي يعتبره (كجماعة مرجعية) له وغالباً ما تقوم هذه الجماعة المتمثلة بالقبيلة او المذهب او العشيرة (الضمير الاول)بحمايته ومساعدته على الفرار او الاختباء من سلطة القانون والدولة المدنية(الضمير الثاني) بحيث اذا سلموا المطلوب لسلطات بهذا قد خانوا ضميرهم (الاول) وان لم يسلموه وساعدوا المطلوب قد خانو الضمير (الثاني) ،وهكذا ينشا عند الفرد العراقي صراع بين هذين الضميرين وغالباً مايسود الضمير الاول الضيق على ضمير الثاني الشامل ومن هنا عادةً تبدأ اشكالية المجتع العراقي الذي تسيطر على ذهنيته افاقاً ضيقة التي تسبب في جعل قوانين الدولة وسلطاتها هشة مقارنةً بقيم القبلية والطائفية والمذهبية والقومية الضيقة وهذا ما يؤدي الى انهيار الدولة والسلطة بمفهومها الحديث بكل سهولة .

غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ عبد الاحد سليمان بولص المحترم تحية

انا اتفق مع مداخلتك بالكامل.

انا عندما ارى  صيحات وصراخ العراقيين في التلفزيون بسبب الاوضاع المزرية في العراق فانني اشعر بالشفقة عليهم وعلى مستوى تفكيرهم الضحل.

اذ ان العراقيين عليهم ان يخرجوا في تظاهرات يلعنون فيها نفسهم بانفسهم ويعترفوا بحقيقتهم البائسة.

اما فيما ذكرته انت من اسباب محتملة فانا ايضا اقول بانها ممكنة. ولكني من جانب اخر لو اقارن دولة مثل العراق بالامارات فانني ايضا اجد فروق.

وفي البداية انا لست شخص معجب بالامارات, فامتلاك الامارات لاكبر واعلى برج هو بالنسبة لي لا يختلف عن اكبر ماعون برياني في العالم او اكبر بيتزا في العالم. اذ ان الامارات لا تملك افضل جامعة او افضل مختبر علمي ولا تملك صناعات حقيقية. ولكن يبقى هناك حقيقة بان الشعب الاماراتي شعب هادئ ويسمح بالاستثمارات الخارجية ويرحب بالشركات الاجنبية ولا يسميها امبريالية او غيرها من مصطلحات بائسة.

هذا الفرق بين الهدوء في الامارات والجعير الصاخب في العراق قد يكون سببه ان الامارتيين لم يتاثروا بالافكار الثورجية التي تميل الى حل كل المشاكل بالعنف والانقلابات العسكرية كما حدث في العراق.

فهي اذن نقطة اخرى تشير الى مدى بؤس وضحالة الافكار الثورجية والوطنجية التي دمرت العراق.

شكرا مع تحياتي

غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ اخيقر يوخنا المحترم تحية

شكرا لمداخلتك وشكرا لهذا الاقتباس اللذي هو صحيح بالكامل. وانا اريد ان اقتبس من الرابط اللذي وضعته انت بعض مما قاله الدكتور علي الوردي لاوضح ايضا نقطة اخرى:


طرح الوردي فكرته عن ازدواجية الشخصية العراقية لأول مرة في محاضرته التي ألقاها في قاعة الملكة عالية في نيسان عام 1951، وأشار فيها الى أن شخصية الفرد العراقي تتسم بالازدواجية. وذكر الوردي في هذا الصدد نصاً نجد أن العراقي المسلم هو من أشدّ الناس غضباً على من يفطر برمضان علنا ولكنه هو من أكثرهم افطارا و أن العراقي، سامحه الله، أكثر من غيره هياماً بالمثل العليا ودعوة اليها في خطاباته وكتاباته، ولكنه في الوقت نفسه من أكثر الناس انحرافا عن هذه المثل في واقع حياته ، و أنه أقل الناس تمسكا بالدين، وأكثرهم انغماسا في النزاع بين المذاهب الدينية، فتراه ملحدا من ناحية وطائفيا من ناحية أخرى . اعترف الوردي بأن تلك التمظهرات تناولها من باب الوصف الاجتماعي لا من حيث انها اختلالات نفسية فالعراقي يجمع بين المتناقضات فهو مثلا تراه تقدميا في السياسة أو يحاول أن يتظاهر بذلك غير أنه في واقعه الاجتماعي رجعي لا يستطيع أن يتكلم مع امرأة دون تلعثم أو يتجاوز عرفا ً اجتماعياً حتى في بيته،


ما يقوله الدكتور علي الوردي صحيح للغاية. هذه تسبب لي مشكلة كبيرة جدا. فانا مثلا لا استطيع ان اعرف باي طريقة علي استعمالها لاقوم بها بانتقاد الشخص العراقي.

واسباب عدم معرفتي باي طريقة علي ممارسة الانتقاد يوضحها علي الوردي في هذا الاقتباس:

ويحذر الوردي الى أن العراقي بهذه الصفات ليس منافقاً أو مرائياً كما يحب البعض أن يسميه ....... بل يعود في نظره لكونه هو اذ يعمل باحدى شخصيتيه ينسى ما فعل آنفا بالشخصية الأخرى. فهو اذ يدعو الى المثل العليا أو المبادئ السامية، مخلصٌ فيما يقول، جاد فيما يدعي. أما اذا بدر منه بعدئذ عكس ذلك، فمرده الى ظهور نفس أخرى فيه لا تدري ماذا قالت النفس الأولى وماذا فعلت .

انا بصراحة في حيرة هل هناك نفاق عن وعي او هو بغير وعي؟

ولكن مع هذا فان كلام علي الوردي صحيح . وهذه ستكون المشكلة الكبرى. اذ كيف علي ان انتقد شخص وهو في نفس الوقت يمتلك نفسيتين والنفسية الثانية لا تعرف ماذا قالت النفسية الاولى. فالبفعل الاغلبية من الشعب العراقي تعاني من غباء وتخلف ليس له مثيل في العالم.

ولكي لا تبقى المناقشة مجرد نظرية فانني ساعطيك مثال عن المنبر الحر نفسه: في هذا المنبر يدخل كاتب عراقي ويكتب مقالة يدافع فيها عن حقوق المسيحين والاقليات الاشورية الكلدانية السريانية والكردية الخ... وهذا ما يجعلك تفرح بها وتقول بان هناك الان تغيير حدث في تفكير العراقيين يبشر بالخير.

ولكن بعد يومين فقط يقوم نفس الكاتب العراقي بنشر مقالة اخرى عن موضوع اخر ويقول فيها بان العراق دولة عربية وارض عربية وبان عليه ان ينتمي بقوة للجامعة العربية ويدافع عن فلسطين العربية واهداف العرب والعروبة الخ.

هذا الكاتب نسى خلال يومين فقط ما كتبه سابقا. اذ هو عندما يسمي العراق بالدولة العربية وبانها ارض عربية فهو هنا حتما يرسل رسالة للعراقيين بان لا يعترفوا ببقية القوميات.

وهنا انا لا استطيع ان انتقده. اذ كما يقول الدكتور علي الوردي فان هكذا كاتب لا يعرف ماذا كتبت نفسيته الاخرى.

ولكوني لا اعرف كيف علي ان اتعامل معه فان ذلك يصيبني بالحيرة ولا يبقى امامي سوى استعمال اسلوب اقوم به بالسخرية من هكذا كاتب. ولكن هذا الشئ لا افعله كثيرا لانني قد احصل على تنبيه او طرد.

تحياتي

غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ san dave المحترم تحية

شكرا لشرح مقتطفات من الدكتور علي الوردي.

وعندما يتحدث علي الوردي عن افرازات الاختلاط بين البداوة والحضارة فعلى العراقيين ان لا يفهموا ذلك بان هناك الان عراقي بدوي وعراقي حضري. بل ان ما يقوله عن الشخصية العراقية تنطبق على العراقي سواء كان امي لا يعرف القراءة والكتابة او حرفي او معلم او طبيب او كاتب او يسمي نفسه مفكر.

اليزيدين والمسيحين الذين تعرضوا للتهجير كانوا مندهشين عن قيام جيران لهم بالاعتداء عليهم. تقول اليزيدية شيرين (الرابط في الاسفل ) ما يلي:

"حرفيون، معلمون أو أطباء، جميع جيراننا العرب انضموا على ما يبدو للتنظيم"، وتصف شيرين صدمتها الكبيرة عندما تحول المعارف إلى جناة.

هؤلاء العراقيين من المعلمين والاطباء والحرفين لم تعرف نفسيتهم الجديدة في وصف شيرين عن كيف كانت نفسيتهم السابقة عندما كانو يتحدثون عن احترام الجيران واقوالهم "انتم جيران ونخليكم على رأسنا...الخ"

وهذه الازدواجية تنطبق على الكتاب العراقيين ومفكريهم ومثقفيهم . وتنطبق على الاغلبية الساحقة من  العراقيين.

وهنا انا اريد ان اقتبس مثال ذكرته انت:

اقتباس
هنا بودي ان اطرح مثالاً عن هذه الاشكالية التاريخية المتجذرة داخل شخصية الفرد العراقي لكي يتمكن القارئ الكريم استيعاب هذه الضاهرة( ازدواجية الضمير) التي شخصها الدكتور علي الوردي ، عند ارتكاب شخص ما جرم او جناية داخل مجتمع العراقي ويصبح ملاحقاً من الدولة عادةً ما يلجأ الى عشيرته او طائفته او كيان الذي يعتبره (كجماعة مرجعية) له وغالباً ما تقوم هذه الجماعة المتمثلة بالقبيلة او المذهب او العشيرة (الضمير الاول)بحمايته ومساعدته على الفرار او الاختباء من سلطة القانون والدولة المدنية(الضمير الثاني) بحيث اذا سلموا المطلوب لسلطات بهذا قد خانوا ضميرهم (الاول) وان لم يسلموه وساعدوا المطلوب قد خانو الضمير (الثاني) ،وهكذا ينشا عند الفرد العراقي صراع بين هذين الضميرين وغالباً مايسود الضمير الاول الضيق على ضمير الثاني الشامل ومن هنا عادةً تبدأ اشكالية المجتع العراقي الذي تسيطر على ذهنيته افاقاً ضيقة التي تسبب في جعل قوانين الدولة وسلطاتها هشة مقارنةً بقيم القبلية والطائفية والمذهبية والقومية الضيقة وهذا ما يؤدي الى انهيار الدولة والسلطة بمفهومها الحديث بكل سهولة .

كلامك صحيح نعم. ولكن هذا ليس ثابت فقد تتغير النفسية عدة مرات اخرى بدون ان تدري ماذا فعلت سابقا.

اعطيك مثال: الم يقم صدام حسين بالالتجاء الى شيوخ العشائر ليقوموا بالتبليغ عن اي شخص من عشيرتهم يهرب من العسكرية؟ هذه الحقائق مذكورة حتى في تقارير للامم المتحدة. وصدام حسين نفسه كان قد تنازل عن تسمية نفسه برئيس دولة وسمى نفسه بشيخ شيوخ العشائر.

الملخص: الشعب العراقي باغلبيته هو شعب شديد الغباء. وهكذا شعب لن يحصل على اية حكومة تحقق له اي شئ يذكر. فافراد الحكومة هم ايضا عراقيين والمثقفين والكتاب العراقيين ومفكريهم كلهم ينطبق عليهم هذا الغباء اللذي شرحه الدكتور علي الوردي.

في النهاية فان الشعب استحق في كل مرة ما اصابه من ويلات وماسي. هو يستحق كل ذلك وانا اسخر من اي شخص يرى المشكلة بانها فقط بصدام حسين او المالكي او العبادي. فهؤلاء كما وضحت لم ينزلوا من الفضاء. وانما كل ذلك حصل لان الشعب العراقي يستحق ذلك بكل بساطة.

ببساطة اكثر: ما تعرض له العراقيين من حروب وسجون واعدامات وقتل وتعذيب وتفجيرات ومقابر جماعية وبانهم لا يمتلكون ماء ولا كهرباء وبان هناك فساد كبير الخ هي كلها يستحقها الشعب العراقي. وهذه قدمنا عنها توضيح جيد للغاية.

تحياتي
...................
الرابط حول اليزيدية شيرين:

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,803086.0.html