المحرر موضوع: ما خفي من سيرة فائق بطي  (زيارة 650 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سامر ألياس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 380
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ما خفي من سيرة فائق بطي
« في: 20:24 04/02/2016 »
ما خفي من سيرة فائق بطي
سامر الياس سعيد
رحل مؤخرا عميد الصحافة العراقية الدكتور فائق بطي ،لتبرز مع  رحيله الكثير من المقالات والاصداء التي دونها كل من جايل (بطي) في ميدان الصحافة او استمتع بما دونه يراع الراحل موثقا لمسيرة الصحافة العراقية بكل مكوناتها خصوصا ،وان هذا الميدان البحثي كان مسك ختام مسيرة قلمية للراحل فائق بطي في ميدان صاحبة الجلالة ..
وقد كتب الصحفيون العراقيون مقالاتهم بدافع توقير ذكرى الراحل واسهاما منهم ليضعوا لمسة وفاء وعرفان في مشهده الاخير ،ومع ذلك فالدرجة العلمية والمكانة الثقافية التي بلغها الراحل زرعت الاسئلة في ظل غياب الصحافة العربية والعالمية  من الاسهام باشارات منها لرحيل  الكاتب العراقي الذي زاوج بين القلم والنضال اغناءا لمسيرته في الصحافة العراقية والتي استهوته وجذبته بعد ان تشرب المهنة منذ ان كان يرافق والده الصحفي البارز روفائيل بطي حيث شق  الاخير بقلمه الطريق لتبوء  وزارة الاعلام وليكون لفرسان الكلمة الفرصة في تحقيق انجاز مهم يضاف لبصماتهم واياديهم البيضاء  في سبيل نهضة العراق في بدايات تبلوره الاولى ..
لقد تابعت من خلال الكلمات التي كتبها صحفيون مخضرمون في صحف ومواقع الكترونية عن مسيرتهم الى جانب الراحل الدكتور فائق بطي والذي واصل رئاسته للبلاد (الجريدة )بعد رحيل والده روفائيل بطي فاسهم بذلك في ارساء اهم الصحف العراقية  التي كانت تصدر منتصف الخمسينيات بكل ما كانت تشهده تلك الفترة من غليان انبتته ظروف البلد وتغيير الوعي المجتمعي للعراقيين بعد ان لامسوا اولى ملامح الثقافة العراقية التي كانت تشهد في ذلك الظرف الزمني اولى ثمارها وهذا ما دعاني لان ابحث بكل جدية عن اسهامات للصحفيين العراقيين بما كانت تعيشه البلاد العربية ،وهل اكتفت كتابات العراقيين في تلك الفترة من ان تكون صرخة الحق نحو تغيير واقع الفساد والجهل والتخلف الذي كان بلدهم يئن تحت وطاته ام يبادروا لتصويب فوهات اقلامهم لتشمل ايضا  واقعا مزريا تعيشه البلاد العربية على جانب اخر من الميدان ..
ومع ما اثارته تلك المتابعة السريعة لمواقع اعلامية عربية  غيبت من صفحاتها اية اشارة لمكانة فائق بطي واسهاماته في الميدان البحثي بما يتعلق بالصحافة العراقية جعلنا نضع ايضا علامات استفهام حول الدور المحدود للاشعاع الصحفي العراقي وقدرته على تغطية  ليس الواقع المحلي فحسب بل يضاف اليه الواقع العربي والعالمي مثلما كان الدور الذي اضطلع به صحفيون عرب من خلال ما قدموه من عصارة خبرتهم وتجاربهم ليوظفوها في سبيل نهضة دول اخرى ولم يتحددوا بما كانت تعيشه بلادهم من ظروف ومخاضات لاتقل سوءا عن نظيراتها ..
ومثلما هو معروف فان الصحافة تبقى رسالة ومراة للاجيال اللاحقة لذلك فقد كانت مهمة التوثيق والارشفة من ابرز ملامح الصحافة  حيث التفت اليها  الراحل فائق روفائيل بطي مدونا في اسفارها البدايات والملامح الاولى الخاصة بالصحافة العراقية على وجه العموم ليبدا بعدها بمتابعة سفر الصحافة الكوردية متناولا في ثنايا ما كتبه ضمن هذا الاطار كل ما تعلق بهذه الصحافة التي عالجت هموم الكورد ونادت بانصافهم وتحريرهم من براثن التهميش والاقصاء التي طالتهم خلال مراحل وادوار الدولة العراقية ولم يبتعد عن الهم الانساني للمكونات فكان اخر ما تابعه يختص بالصحافة السريانية فبلور رؤيته التوثيقية والارشيفية المختصة  لهذه الصحافة معززا دورها الاعلامي في ان تكون صوت الحق الهادر ضد كل اشكال الطمس والمحو التي رافقتا اللغة السريانية بكونها اقدم لغات العالم ومنبع الحضارات التي اقتبست اشعاعاتها من وهج حروف هذه اللغة ..
لذلك بعيدا عن رؤية الصحافة العربية لاعمدة الصحافة العراقية ونخبها فان الصحفيين العراقيين لم يجيدوا انهاء مشوارهم بين اروقة المكاتب الخاصة بالمؤسسات الاعلامية وبين مكائن الطباعة  فحسب فضلا عن متابعة الواقع والمجتمع من اجل انضاج ارائهم وابرازها للراي العام  فتابعوا تلك المسيرة الحافلة ليكونوا شهود عصر  وعصور تتابعت من خلالها بدايات  الصحف وعناوينها ليكونوا لها مؤرخين وموثقين ويتابعوا الصرخات الاولى  التي تزامنت مع ولادة الاصوات الاعلامية في الكثير من عهود العراق وبكل ما اختزنته تلك العهود من توهج وانطفاء للفكر والرسالة الاعلامية ونهجها في سبيل القضايا الانسانية ..