المحرر موضوع: معنى الكتاب وأهمية الكتابة  (زيارة 959 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل زاهـر دودا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 267
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
معنى الكتاب وأهمية الكتابة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ زاهر دودا 2016
يمكن تعريف كلمة الكتاب بالشكل المبسط الاتي :
ك : كمية  (كتلة)
ت : تجارب 
ا   : الحياة
ب : بدون مقابل (بلا مقابل) .. فتكون الجملة :
كمية تجارب الحياة بدون مقابل .
 أي ان في كل كتاب فيه تجارب وخبرات لأفكار الكاتب يقدمها للقارئ مجانا ، أو بمقابل مبلغ بسيط مقارنة مع قيمة المحتوى والجهد المبذول في التأليف الى الطبع والإخراج وأخيرا النشر .
تكمن اهمية الكتاب وتأثيره في المجتمع عندما نجده يتداول بين شرائح واسعة ومختلفة وله تأثير في بناء الفكر ويوسع ادراك العقل ، وكم كان خوف الانظمة الاستبدادية الدكتاتورية من تداول بعض الكتب في المكتبات ، وكم احرقت وصودرت ، وكم اعتقل قُرّائها وطورد كتّابها ، وكانت تعتبر بعض الكتب المحظورة الممنوعة بمثابة قنبلة موقوتة عند اقتناءها وخطرا مميتا لكل من يمتلكها في مكتبته الشخصية . ولا زال هذا الخوف والحذر قائما في كثير من الدول تمنع نشر وعرض بعض الكتب المخالفة لسياسات النظام وتتعامل معها كالمخدرات تشكل خطرا عليها عندما تتداول في المجتمع .
كل كاتب يشغله كثيرا عنوان المقال ليتناسب مع جوهر الموضوع فكيف اذن بعنوان الكتاب الذي سيصدره باعتبار ــ عنوان الكتاب ـ يشكل جواز المرور ومدخل للقارئ للسكن والعيش في عالمه الخيالي بعيدا عن الواقع تشاركه مشاعره وأحاسيسه ويندمج مع ذلك العالم .
عند دخولك في اي بيت ، مهما كانت امكاناته ومكانة صاحبه الاجتماعية والمادية ، فمن خلال نظرة خاطفة على عناوين الكتب المتواجدة في مكتبته ، تستطيع ان تقرأ افكار وثقافة صاحبها .
لذلك عندما سُئِل الفيلسوف اليوناني أرسطو ( أرسطو طاليس 384 ــ 322 ق.م )  :
ــ  كيف تحكم على إنسان ؟   فأجاب :
ــ  أسأله كم كتاباً يقرأ وماذا يقرأ  ؟
بينما المعجمي الموسوعيّ الفرنسي  بيار دو لاغورس (1817 ــ 1875 م )  يقول :
 ــ  قل لي ماذا تقرأ أقل لك مَن أنتَ .
غير ان الفيلسوف شيشرون ( ماركوس توليوس شيشرون  106 ــ 43 ق.م ) يقول :
ــ  من لا يقرأ التاريخ يبقى أبد الدهر طفلا صغيرا .
ــ  بيت بلا كتب جسد بلا روح .
بينما قال فنست ستاريت ( 1886 ــ 1974م ) في اهمية الكتب وفائدتها الفكرية والروحية والحياتية :
ــ  عندما نجمع الكتب نجمع السعادة . 
نعم فمن خلال ما نتعلمه من تجارب الاخرين عند مطالعتنا وقراءتنا الكتب الاجتماعية والنفسية والصحية وغيرها التي تتعلق بحياة الانسان ، نستطيع ان نكشف كثير من السلبيات التي قد تصادفنا في الحياة لأن الكتب   تُعلّمنا  كيف نتجنب مشاكل الحياة قبل وقوعها ، بذلك سنعيش سعداء بعيدين عن ما يعكّر حياتنا ، بشرط ان نستوعب ما نقرأه ونؤمن بأهمية ما نقرأ ، وكما قال ستاينسلاس دو بوفير : اقرأ قليلا ولكن استوعب كل كلمة قرأتها ، ويؤيده أرنولد توينبي حينما قال : ليست العبرة في كثرة القراءة ، بل في القراءة المجدية .   
في حين نجد الشاعر الالماني هاينرش هاينه ( 1797 ــ 1856 م ) اكثر دفاعا عن الانسان من خلال دفاعه عن الكتاب عندما قال :
ــ  مَن يحرق الكتب يحرق البشر كذلك .
أي أن الذي لا يُقدّر قيمة الكتاب ويقوم بحرقه فبالتأكيد لا يُقدّر قيمة الانسان ولا يكترث بما يصيبه .
أما الشاعر والكاتب اللبناني ميخائيل نعيمة ( 1889 ــ 1988م ) يقول :
ــ  عندما تصبح المكتبة في البيت ضرورية كالطاولة والسرير والكرسي والمطبخ ، عندئذ يمكن القول بأننا اصبحنا متحضرين .
وان لم أكن مخطئا : البيت الذي لا يحتوي على نبتة خضراء لا تختلف فيه الحياة عن الصحراء .
أما الفيلسوف الالماني ثيودور أدورنو ( 1903م ــ 1969م ) يجد الوطن في الكتابة ، حيث يسكن ويعيش فيه رغم كل شيء ، خاصة لو كان الكاتب منفيا او مهجرا وبعيدا عن ارض الوطن ، إذ يقول :
ــ  بالنسبة للإنسان الذي لم يعد لديه وطن ، تصبح الكتابة مكانا له ليعيش فيه .
ويقول ابن الطقطقي ( 1262م ــ 1309م) واصفا الكتاب بالصديق المريح بدون طلبات والتزامات لعلاقة متحررة من اية قيود ، اذ يقول :
ــ  إن الكتاب هو الجليس الذي لا ينافق ولا يمل ولا يعاتب إذا جفوته ولا يفشي سرك  .
اما جون لايلي يقول : ــ  خير لك ان تزخر مكتبتك بالكتب من ان تمتلئ محفظتك بالنقود .
وهناك امثلة وحكم تقولها الامم حول الكتابة والكتاب ، منها :
ــ لا ينمو الجسد إلا بالطعام والرياضة ، ولا ينمو العقل إلا بالمطالعة والتفكير ....... مثل الماني .
ــ  مَن يكتب ، يَقرأ مرتين ............................ مثل ايطالي .
ــ  الكتاب نافذة نتطلع من خلالها الى العالم ....... مثل صيني
ــ  القراءة بلا تأمل كالأكل بغير هضم ............. مثل صيني
ولا ننسى وادي الرافدين مهد الحضارة الانسانية الاول مدى اهتمامه بالكتب التي كانت في البداية على شكل الواح طينية ، وأول مكتبة في التاريخ الانساني تعود الى زمن الملك اشور بانيبال ( 668 ـــ 627 ق.م ) المكتشفة في عام 1847 م من قبل هنري لايارد ومساعده هرمز رسام في قصره في مدينة نينوى عاصمة الامبراطورية الاشورية ، وقد احتوت على ما يزيد من ستة وعشرين الف (26000) لوح فيها كتابات مسمارية تتضمن مختلف المواضيع الحياتية .
نستنتج من كتابات الفلاسفة والمفكرين من خلال كل الحقب الزمنية المختلفة ، ان في الكتابة بلسما للروح تعري الاوهام وتخفف اوجاع الجسد وهموم النفس ، وعند كتابتها على الورقة ستكون عونا وعلاجا ايضا عندما تقع في ايدي الآخرين وستفيدهم في حل مشاكلهم المشابهة اذا ما صادفتهم في الحياة . 

  10  شباط  2016 / زاهر دودا  ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ