فهم داءما بعيدون عن استعمال ضمائر الجماعة ، هذه إلانا القاتلة التي جردتهم من اي موقف مشترك سواء من هذا الامر او غيره ، وهذا ما ينعكس سلبا علينا نحن المسيحيين
الاخ بطرس تحية
ارجو ان يكون مسموحا بان اقول بانني لا اتفق مع هذا الاقتباس, الا انني لا اختلف معك مع محتوى موضوعك وبقية مداخلاتك.
استعمال ضمير الجماعة "نحن" عبارة عن فلسفة اثبتت الفلسفات العلمية الحديثة فشلها بسبب نتائجها المدمرة. فاستعمال ضمير الجماعة "نحن" جاء في الافكار الشمولية مثل ما تسمى بالمدارس الشيوعية وكان الغرض منها سحق الانا عند كل فرد وجعل "الانا" عند كل شخص الى لاشئ وجعلها عديمة القيمة. وهذه فعلوها لتستطيع فئة محددة من الاشخاص القيادين من ان يسيطروا على كل شئ وليرسموا خطوطهم بانفسهم والتي اعتبروها بانها تمثل خطوط ومنهج الضمير "نحن". واي شخص كان يعارضهم كانوا يصفونه بانه صاحب الانا الانانية التي تقف ضد ضمير الجماعة "نحن" وبالتالي كانوا يطالبون بسحق الانا بسرعة. ولهذا تم سحق المجتمعات باكملها.
هذه الافكار التي ولى زمنها تجدها حتى عند احزاب ابناء شعبنا. فمثلا عندما تقوم قيادة احد احزابنا بطرد اعضاء من قاعدتها او تجبرهم بصيغة معينة على تقديم استقالاتهم, فاننا نجد خطاب من قبل هكذا قيادة تقول فيه "هؤلاء المطرودين او المستقلين هم عبارة عن اشخاص انجروا خلف الانا الانانية وبالتالي نحن لا نريدهم بيننا". هذه الخطوة قد ياخذها البعض ببساطة , اذ قد يقول بان هؤلاء المطرودين او المستقلين كانوا مجرد 30 او 40 شخص. ولكن هكذا نوع من خطاب وفلسفة عندما يشربها ويمتصها ابناء شعبنا فهي تمتلك نتائج تدمير شامل.
وهذه النتائج نجدها في ان الانا هي مسحوقة عند الاغلبية الساحقة من ابناء شعبنا, اذ حتى في الغرب حيث الامان لا نجد عند افراد ابناء شعبنا اية تحركات او تظاهرات او احتجاجات او مطالبات, هذا لان الانا مسحوقة عندهم.
الانا هي نعم تهتم بالمصلحة الشخصية. وهنا اقول بان اي شخص من ابناء شعبنا اذا لم يرى الدفاع عن اراضينا او مناطقنا جزء من مصلحته الشخصية فانه سيكون اكبر كذاب اذا ادعى بانه يهتم بالمصلحة العامة. ومن هنا نلاحظ بان التاكيد على المصلحة الشخصية بهذا الشكل اذا تحققت فلا احد عندها سيكون محتاج الى مصطلحات عامة عديمة المعنى مثل المصلحة العامة.
الانا هي بطلة. فالانا عند اي شخص عندما يحقق نجاح معين في اهداف هو يمتلكها في عدة مجالات (مثلا دراسة , عمل , ومنها ايضا مثلا مصلحته الشخصية في تحقيق حقوقه) فانه يشعر عن طريق نجاحه بانه عبارة عن بطل لانه حقق ذلك بنفسه.
وهنا فاني اوصي القراء قراءة الكتاب للفلسفة الجديدة ل Ayn Rand في كتابها Who is John Galt
هل هذا يعني انه لا يوجد هناك ضمير الجماعة "نحن"؟
الجواب كلا هناك الضمير "نحن". ولكن الضمير "نحن" هو عبارة عن
مجموع الانا عند كل افراد ابناء شعبنا. الضمير "نحن" ينبغي ان يتم فهمه بانه عبارة عن
مجموع الطاقات الفردية عن كل ابناء شعبنا. وهذه الطاقات لتعظيمها والاستفادة منها فيجب تعظيم الانا وقدراتها عند ابنا شعبنا واعادة الثقة ب الانا.
قد يسال احد القراء: انظر الى الانا الانانية عند قيادات احزابنا وممثلينا, فهل هكذا تعظيم ل الانا الذي تريده؟
جوابي هو: هكذا سؤال عبارة عن مغالطة لانني لا اتحدث عن تعظيم الانا عند بضعة اشخاص قيادين او ممثلين. وانما انا اتحدث عن طاقات الانا وقدرات الانا وتعظيمها عند
كل وجميع ابناء شعبنا واعادة الثقة ب الانا عند كل فرد من ابناء شعبنا.
اذ لو ان كل فرد من ابناء شعبنا وكل فرد من قواعد اجزابنا وكل فرد من جماهير احزابنا امتلك الثقة ب الانا الخاصة به وقدراتها وطاقاتها فان ابناء شعبنا او افراد قواعد الاحزاب وجماهيرها كانت ستمتلك فلسفة اخرى للتعامل وبالتالي كانت ستجبر القيادات وممثلي ابناء شعبنا على سلك سلوك مختلف تماما. سلوك نحو الطريق الصحيح.
واخيرا اعيد بان الافكار التي جاءت بها المدارس الشيوعية عبارة عن افكار فاشلة ومليئة بالتناقضات. فشخص معين مثلا اذا طبقها فانه من جهة سيطالب بسحق الانا, ومن جهة اخرى سيتسال اين افراد ابناء شعبنا , لماذا هم ساكتين, بمعنى لماذا الانا عندهم ساكتة لا تطالب باي شئ.
وبشكل مختصر:
مشكلتنا ليست في ان الانا هي قاتلة كما جاء في الاقتباس الذي اخذته منك, وانما مشكلة ابناء شعبنا هي انهم يمتلكونم "انا" مقتولة , تم قتلها وسحقها......................
Who is John Galt
http://www.amazon.com/gp/product/0452011876?keywords=Ayn%20Rand%20john%20galt&qid=1455970242&ref_=sr_1_2&sr=8-2