صرخة غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو ... سمعتُ فأستجبتُ
----------------------------------------------------------------------------------------------------------
أبرم شبيرا
ليس أصعب وأشق من الدخول في حوار ومناقشات مع بعض من أبناء أمتنا الملتزمين وبحدة بالتزمت الحزبي والطائفي والعشائري والذي قد يصل في بعض الأحيان إلى نوع من "الزعل". ولكن نحمد ربنا فإحترامنا لهم وصداقتنا المتينة مع البعض الأخر تجعل مثل هذا "الزعل" أن يكون لفترة قصيرة ومن ثم يزول. فهؤلاء ذوي "البعد الواحد" يصعب عليهم جداً أن ينظروا إلى الأمور العامة بنظرة أوسع فيما يتعلق بالمصلحة القومية والوسائل المتاحة والممكنة لتحقيقها والمطروحة من أشخاص منتمين إلى هذا الأمة من جهة وغير متزمتين فكرياً وتنظيمياً وكنسياً من جهة أخرى. فعندما نضع مصلحة الأمة فوق جميع الإعتبارات تصبح بقية المكونات السياسية والبنى الإجتماعية والكنسية والعشائرية إداة لتحقيق هذ المصلحة وتشكل إجزاء من الكل الشامل الذي يحوي هذه المكونات والبنى. في حين نرى بأن أصحاب "البعد الواحد" يرون المسائل العامة المتعلقة بمصلحة الأمة من زاويتهم الخاصة ويجعلون من حزبهم السياسي هو الكل في الكل وفوق جميع الإعتبارات الأخرى. فإذا كان هذا أمراً طبيعياً في الحياة السياسية والحزبية، أي أن ينظر الحزبيون إلى الواقع ومصلحة الأمة من خلال فهمهم وأفكارهم وأيديولوجيتهم، لكن قبول "طبيعية" هذا الأمر متعلق بالأساس عندما يكون الحزب أداة ووسيلة وليس الهدف بحد ذاته وتكون أهدافه على أرض الواقع وليس على الورق جزء مهم من أهداف الأمة. وهذا ما نشاهده في بعض أحزابنا السياسية، فمصلحة الأمة وأهدافها هي دائماً وأبداً في قمة جدول أولوياتها كما هو مدرج في برنامجها السياسي ونظامها الداخلي، ولكن في الواقع العملي وأهداف الحزب على أرض الواقع لها الأولية وهي المتحكمة في سلوكهم. وما نشاهده من لهوث حميم وراء كراسي البرلمان والحكم وعدم الإتفاق المنطقي على الحد الأدني من مصلحة الأمة والعجر في نقل البيانات والإستنكارات والإحتجاجات من الورق إلى ساحة العمل الواقعي والمنتج شواهد في هذا السياق.
الكل يعرف جيداً، لا خلاص لنا إلا بوحدتنا، وأي فكرة أو مشروع أو دعوة نحو هذه الوحدة وهذا الخلاص، خاصة عندما تأتي من أشخاص معروفين في أمتنا بنقاء سجلهم الشخصي وبجديتهم في عملهم وتحملهم للمسؤولية والتزامهم بالمبادئ التي تصب في التحليل الآخير في هذه الوحدة وهذا الخلاص، هو أمر مفروض على كل واحد من أبناء أمتنا، مهما كانت طائفته أو إنتماءه الحزبي أو العشائري أو الشللي، دعمها بكل ما يملك من إمكانيات وكل حسب قدراته وموقعه إذا كان فعلاً مؤمنا بأهمية وحدة أمتنا في خلاصها خاصة في هذه المرحلة التي تتطلب جهود الجميع دون إستثناءات أو تبريرات. فعندما نؤمن بأننا أمة واحدة مهما أختلفت تسمياتنا وطوائفنا وكنائسنا وعشائرنا فإن أي جهد أو محاولة أو فكرة او مشروع من أية قسم من تقسيمات أمتنا، تسموياً أو كنسياً أو طائفياً أو حزبياً أو عشائرياً، يجب أن يكون مقبولا من المومنين بوحدة أمتنا وخلاصها طالما تصب كل الروافد في النهر الجاري نحو وحدتنا وخلاصنا، فلنكن أقل طموحاً ونقول يصب في ساحة المصلحة العامة لأمتنا. وهنا يتبادر إلى ذهبي الموضوع الذي كتبته قبل فترة من الزمن ونشر في موقع عنكاوه عن تشبيه حالة أمتنا "الكلدانية السريانية الآشورية" بالأواني المستطرقة ذات القنوات الثلاثية. فمن المعروف عن هذه الأواني بأنها موضوع فيزيائي لا يدرس في المرحلة الإبتدائية بل في المراحل المتقدمة، المتوسطة والثانوية، لأنه موضوع فوق مستوى طلاب الإبتدائية ويصعب عليهم فهمه. هكذا هو حال بعض من أبناء أمتنا كحال تلاميذ المرحلة الإبتدائية يصعب عليهم فهم وحدة أمتنا بروافدها الثلاثية لأن مستوى وعيهم السياسي والقومي لم يصل إلى مستوى طلاب المرحلة المتوسطة والثانوية في فهم حتمية وحدة أمتنا.
من هذا المنطلق، ولأنني أؤمن إيماناً صادقاً وعميقاً بخلاص أمتنا عن طريق وحدتنا، خلقت لي أكثر من أذنين فسمعت صراخ غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو وبالتالي أستجبت له بما جاد قلبي وقلبي وفكري فأيدت من موقعي الخاص دعوته لإيجاد مرجعة مسيحية موحدة في العراق. وهنا يجب أن لا يفوتني أن أذكر تأييد الحركة الديموقراطية الآشورية (زوعا) لدعوة غبطة البطريرك هذه والذي جاء على لسان ممثلها في البرلمان السيد عماد يوحنا لتعطي هذه الحركة إنطباعاً جيداً عن فكرة إيجاد مرجعية مسيحية موحدة كسبيل لتوحيد خطاب المسيحيين في العراق ودفعه بزخم قوي ربما سيكون أكثر قدرة على إختراق آذان المتربعين على كراسي الحكم في العراق وقادة الأحزاب السياسية المهيمنة.
يخطئ من يظن بأن إستماعي إلى صرخة غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو وإستجابتي لها من خلال الكتابة عنها تأتي من إعتبارات خاصة ومحددة، بل أستمعت إليها وأستجبت لها بكتابة بعض السطور عنها تأتي من إعتبارات عامة قومية منطلقة من إيماني القومي بوحدة أمتنا كسبيل لخلاصنا، وليس هي أول صرخة أسمعها وأستجيب إليها فقد سبق وفي كل كلمة أو لقاء أو كرازة لمثلث الرحمات البطريرك مار دنخا الرابع الراحل إلى جنات الخلد التي لم تكن تخلو أبداً من دعواته للوحدة القومية والكنسية كنت أخلق لي أكثر من أذنين وأستمع إليها بشغف وأستجيب لها ببعض السطور. وفي المستقبل القريب أيضاً وعلى نفس النهج أستمعنا وبشغف وعن قرب إلى صرخات قداسة البطريرك مار كوركيس الثالث صليوا أثناء مراسيم التكريس في عنكاوه الى دعوته في "شراكة حقيقية بين الجميع ومع الجميع ومن أجل الجميع" مضيفاً قداسته "نجدد التزام كنيسة المشرق الاشورية تجاه شقيقاتها الكنيسة الكلدانية والسريانية بالعمل من اجل التقارب او الوحدة وتوحيد الجهد اليوم وغدا اكثر من أي وقت لنكون بمستوى ما يواجهه شعبنا من تحديات وجودية وانني وباسم كنيسة المشرق الاشورية ادعو اخوتي بطاركة الكنائس المشرقية، وبخاصة السريانية والكلدانية، الى التزام الية عمل مشتركة بل وبلغة اليوم اقول غرفة عمليات مشتركة" فإستجبت لها من موقعي الخاص وبإمكانياتي المحدودة ببعض السطور. والحال نفسه مع غبطة المطربوليت مار ميلس زيا عندما وجد في التسمية الوحدوية لأمتنا "الكلدانية السريانية الآشورية" نهجاً وسبيلاً للعمل الوحدوي القومي والكنسي فأستمعنا إليها وبشغف وكتبنا عنها بعض السطور لأنه أول كاهن على مستوى عال في كنيسة المشرق الآشورية ينهج نهجاً وحدوياً من خلال هذه التسمية الوحدوية.
ربما ينبري أحد من أبناء أمتنا ويقول: أنا آشوري ومن أتباع كنيسة المشرق الآشورية ما لي وصرخة البطريرك الكلداني في إيجاد مرجعية مسيحية موحدة فغبطته دائماً يعمل لصالح طافئته وليس لغيرها. والآخر من يقول: أنا كلداني من أتباع الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية ما لي ودعوات رجال الكنسية "النسطورية" - المشرق الآشورية – في الوحدة الكنسية والقومية، فهم معروفين بـ "عنصريتهم" ومحاولاتهم في "بلع" الكلدان في القومية الآشورية. والحال نفسه لا يختلف عن سرياني، سواء من أتباع الكنيسة الأرثذوكسية أو الكاثوليكية في مثل هذه المواقف تجاه دعوات إلى الوحدة القومية والكنسية المنطلقة من كهنة بقية فروع كنيسة المشرق. هذا هو الواقع "المر" السائد في الكثير من أبناء أمتنا، فواقعيته نابعة من النزعة الطائفية التي تهيمن على عقولهم وإفتقارهم إلى الوعي القومي الشامل وأهمية وحدة فروع كنيسة المشرق كسبيل أولي لخلاصنا، فحالهم كحال تلاميذ المرحلة الإبتدائية في عجزهم عن فهم نطرية الأواني المستطرقة. فإذا كان الأمر هكذا ونظرنا للأمر الواقعي بنظرية طائفية ضيقة، فماذا بشأن دعوات نحو إيجاد مرجعية مسيحية موحدة من خارج الإطار الطائفي أو من غير الفروع الثلاث لكنيسة المشرق؟ كتنظيم لقاء مسيحيي المشرق. فهذا اللقاء هو تنظيم يجمع كبار رجال الكنائس المختلفة وشخصيات فكرية وثقافية تأسس في لبنان عام 2010 وأولى إهتماماً كبيراً بأوضاع المسيحيين في المشرق وخاصة العراق. ففي بداية عام 2015 وضع "مشروع تثبيت الوجود المسيحي في العراق كخطة عمل في هذا السياق وقدم المقترح إلى رؤساء الكنائس في العراق. ثم أثناء زيارة رئيس الهيئة التنفيذي المطران سمير مظلوم، المعاون البطريركي لبطريرك الكنيسة المارونية مع المنسق العام الدكتور فؤاد ناظر وغيرهما من الأعضاء للعراق في شهر أيلول من عام 2015 عقدوا عدة إجتماعات مع رجال الكنيسة الكبار وزعماء أحزابنا السياسية وتنظيماتنا القومية وكان أهمها الإجتماع المشترك في عنكاوة – أربيل بتاريخ 26/09/2015 مع أعضاء تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية وعدد من الأطراف والشخصيات المعروفة من أبناء شعبنا وخرج المجتمعون ببيان نشر في المواقع الألكترونية، وهنا أجد من المفيد أن أدرج البيان نظراً لأهميته وصلته بموضوعنا هذا:
"بيان مشترك"
بدعوة من الهيئة التنفيذية للقاء مسيحيي المشرق برئاسة سيادة المطران سمير مظلوم ممثلا عن غبطة البطريرك مار بشارة الراعي بطريرك الكنيسة المارونية
"وانطلاقا من مضمون الحقيقة التي تقول لا شعبا بلا قضية ولا حقوقا بلا نضال سياسي مشترك مبني على جوهر الوحدة الوجدانية "
عقد اجتماع تمهيدي لتجمع الأحزاب السياسية وعدد من الشخصيات من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري (المسيحي) في العراق بكافة اتجاهاته لتوحيد الرؤى والأهداف المشتركة ومسيرة الشعب في إطار وحدوي يشمل كل الجهود السياسية، الكنسية، الثقافية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات من ذوي المؤهلات الفكرية والخبرات العلمية باتجاه الاتفاق على آلية موحدة للعمل السياسي المشترك للوصول الى تحقيق أهداف شعبنا ودعم صموده وتأمين مستقبله على أرضه التاريخية في الوطن .
وتم الاتفاق على مايلي:
1- دراسة مسودة مشروع يخص مصير شعبنا.
2- الاتفاق على توسيع مساحة القيادة الموحدة كما ورد أعلاه.
3- وضع دراسة متكاملة لإلية العمل والشروع بها.
4- تم تشكيل لجنة متابعة لدعم هذه المبادرة وتجسيدها.
إنها دعوة لشعبنا من أجل الاصطفاف معا لدعم هذه المبادرة وتجسيدها في هذا الزمن الصعب من تاريخ أمتنا.
ومن الله التوفيق
الاجتماع المشترك للهيئة التنفيذية للقاء مسيحيي المشرق
و
تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية وعدد من الاطراف وشخصيات أبناء شعبنا
اربيل – الأحد 26/9/2015
وعقب هذه الأجتماع هرع رئيس وأعضاء لقاء مسيحيي المشرق إلى وضع خطة أو منهاج أو الترجمة العملية لهذا الإجتماع متكونة من عدة مراحل وخطوات عملية لتحقيق ما ورد في البيان أعلاه... ولكن مع الأسف الشديد ظهر فيما بعد ولحد هذا اليوم بأن المعنيين من "زعماء" كنائسنا وأحزابنا وتنظيماتنا لا يقرأون ولا يسمعون أو أن سمعهم ثقيل جداً أن لم نقل هم بدون آذان قادرون على سماع مثل هذه الصرخات نحو الوحدة الكنسية والقومية.. لقد لمست وسمعت وبشكل مباشر من أعضاء لقاء مسيحيي المشرق أثناء زيارتي لهم في بيروت في منتصف شهر تشرين الثاني 2015، بناء على طلب من غبطة المطربوليت مار ميلس زيا، إستغرابهم الشديد من اللامبالاة وعدم الإستجابة للمقترح وكأنها صرخة في واد عميق مقفر لا صدى له فبقى البيان المشترك أعلاه مسجون في الورق غير قادر على إستنشاق الهواء من أرض الأباء والأجداد!!! لا بل وعلمتُ منهم أيضا بأن كتابة البيان أعلاه وتسطيره على الورق كانت في الحقيقة ولادة قيصرية وذلك من شدة الإختلافات حتى على الورق؟؟. وأكتفي بهذا ولا أرغب في سكب المزيد من الخل على جراحنا العميقة والحطب على نيراننا، ولكن قبل الختام أود أن أذكر مايلي:
1. البعض من أبناء شعبنا، خاصة المتحزبين والقومانيين، لايزال غارق في جهل عميق عن تاريخ كنيستنا المشرقية مغطياً هذا الجهل بالمفهوم الغربي في فصل الكنيسة عن السياسة وعن تدخل الكنيسة في السياسة. فكنستنا المشرقية ليس ببعدها الإيماني واللاهوتي بل في كونها مؤسسة تاريخية عرقية كانت دائماً وأبداً وعبر التاريخ الطويل الإطار المؤسساتي الذي من خلاله كانت تمر هويتنا القومية ويتعرف بها العالم ولا زالت حتى اليوم في خضم التحديات الدينية المؤسسة الرئيسية الفاعلة، سواء قبلنا هذا الواقع أم رفضناه. على أن هذا الفهم في الطبيعة المؤسساتية للكنسية ودورها الفعال يفرض علينا أن نعرف إختلاف وسائها عن الوسائل السياسية والحزبية من جهة وعن تقاطع دوائر ساحة العمل المشترك الكنسي والقومي السياسي من جهة أخرى، أي هناك وسائل عمل مختلفة ولكن بأهداف مشتركة، وهو موضوع سبق وأن كتبنا عنه بشكل مختصر. لنأخذ أمثلة على هذا، مار أبرم أثنيل، أسقف كنيسة المشرق الآشورية في سوريا من وسط نيران الأرهاب والتشرد والإختطاف يعمل ويخاطر بحياته من أجل إخلاء سبيل أبناء شعبنا المحتجزين من قبل داعش الإرهابية، أليس هذا، تخليص شعبنا من أنياب الذئاب المفترسة، من مهمات أحزابنا السياسية الذين يشكلون قوات عسكرية للقيام بهذه المهمة؟؟؟ (وسائل مختلفة وهدف واحد). أليس العمل المضني والشاق للمطران مار بشار متي ورده، راعي أبارشية أربيل للكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في حماية أبناء شعبنا المشرد وتوفير مستلزمات الحياة لهم إلى درجة تحول إلى "مفوض سامي للاجئين" عملاً قومياً صميمياً يسعى إليه أيضا أحزابنا السياسية وتنظيماتنا القومية ولكن كل بوسائله الخاصة ؟؟؟. أليس قيام أبرشية إستراليا ونيوزلندا لكنيسة المشرق الآشورية برعاية المطربوليت مار ميلس زيا ببناء المدارس والكليات الآشورية في سدني لحماية لغتنا القومية وتراث أجدادنا من المهمات الأساسية لأحزابنا السياسية ومنظماتنا القومية والتي يدرجونها في مقدمة أهدافهم؟؟؟ لكي نفهم كل هذه الحقائق التي تصب في نهاية المطاف في المصلحة القومية الجامعة، علينا الإنتظار حتى نتخرج من مرحلة الدراسة الإبتدائية وننتقل إلى مرحلة الدراسة الثانوية لكي نفهم كيفية عمل الأواني المستطرقة.
2. من طبيعة المجتمعات البشرية في العالم، هناك أفراد يعملون وآخرون لايعملون. لا بل لا يعملون وأيضا يهاجمهون من يعمل كأسلوب لتغطية كسلهم وهذا شكل من أشكال تخلف المجتمعات. ومجتمعنا الكلداني السرياني الآشوري ليس بعيدا عن هذا التخلف. ما العيب في صرخة نحو وحدة كنسية وقومية إذا كنا ليل نهار نتكلم عنها ونحلم بها؟ ماشاء الله... لدينا "زعماء" كثر على المستويات المختلفة، خاصة الكنسية والقومية ولكن القليل يعمل والكثير لا يعمل. لي صديق عزيز له مواقف إنتقادية حادة تجاه رجال الكنيسة، يقول: رجال كنيستنا لهم أطول عطلة نهاية الآسبوع في العالم ستة أيام، ولا يعملون إلا يوم واحد – يوم الأحد!!! فبغنى عن إتفاقنا مع صديقنا هذا أو إختلافنا فالملاحظ له جانب من الحقيقة... اليوم تقريباً تشترط معظم فروع كنيسة المشرق شرط حصول الكاهن على شهادة جامعية عليا لكي يستطيع تسنم درجة أسقف أو مطران... شيء جيد، ولكن ما فائدتها إذا كانت عطلته الآسبوعية ستة أيام ويعمل يوم واحد المخصص للقداس الألهي؟ لذلك ليس له وقت لعمل شيء آخر، يكرسها ويستخدم شهادته، على الأقل، في البحث والكتابة والتحقيق في تاريخنا العريق. فعلى هؤلاء الذين لا يعملون أن يدعو الآخرين ليعملون. أما إذا حاولنا أن نبطق نظرية صديقنا في عطلة نهاية الأسبوع على بعض من "زعماء" أحزابنا السياسية وتنظيماتنا القومية فإنني أخشى أن أعمل ذلك لعل سنكشف بأن لهم عطلة نهاية الأسبوع متكونة من سبعة أيام. أكتفي بهذا القدر تجنباً لـ "زعل" بعض "زعماء" كنائسنا وأحزابنا، فأغلبهم أصدقاء أعزاء لا نتحمل زعلهم.