الاستاذ والكاتب المتالق خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
استاذ العزيز رابي هذه السلبيات والاشكاليات التي ظهرت في جسد قضيتنا القومية, جعلت جروحنا كبيرة وصعب اندمالها, وبالتالي جعلت شعبنا مهمش ينظر الى الافق وعلى وجهه علامات الياس في انتظار فرج قريب ولا ياتي, لان الانتهازيين الذين يريدون ان يصنعوا لانفسهم امجادا وتاريخا على حساب القضية وتقديم مصالحهم الشخصية على وحدة الامة ومستقبلها.لان بعض رجال الدين والبعض الاخر من ساستنا يريدون ان يستقطبوا الاخرين الى ارائهم, فلم يجدوا سبيلا الا الدخول في متاهات غامضة ومشوشة. وبالتالي نقول ان هذه الاسباب ادت الى اثار سيئة , لهذا نحتاج الى علاج سريع من الجميع, لاخراج قضيتنا وشعبنا من هذا النفق المظلم الى بر الامان, ليرى نور الحياة والوحدة وياتي الميلاد المنتظر. لاننا ما نشاهده اليوم ونقرا في كل لحظة مواضيع نجد الكثير من النقص والثغرات ولا تمت للحقيقة بشيء فقط للاستهلاك الاعلامي. على الجميع ان يفهموا انهم جزء من هذه الامة يؤثرون ويتاثرون بها, ان قضيتنا قضية شعب وتاريخ وحضارة, والجميع اعضاء في هذا التاريخ وهذه الحضارة ونعتبر جسد واحد, ونراقب ما يجري بها من موقع الضمير والمحبة لامتنا والحرص على سلامتها ووجودها, وايضا على تحقيق اهدافها على جميع الاصعدة, وما نخشاه اليوم على قضيتنا ووجودنا من الضياع والتشتيت. استاذ العزيز كم نحن عاطفيون ولا نستفيد ابدا من تجارب الماضي ونتركه درسا للحاضر, ادعوا الجميع الى التحرك ولا ان ننتظر الخير المصطنع من بعض رجال الدين والساسة العاجزين الذين لم يستطيعوا فعل ما هو مطلوب منهم على الاقل, غير انهم غيروا الوان رؤيتهم من الابيض الى الاسود. وبالتالي نقول انفضوا غبار الوهن والتخاذل, وان لا ينظر كل واحد على الاخر لكي يتقدم. وختاما نقول على الجميع ان يعلموا انه لا مكانة في نضالنا وقضيتنا القومية للدجل الديني او الشعوذة السياسية او التخلف الفكري, بل ان التوجه العام يجب ان يسير في طريق تنوير قضيتنا القومية وعقول ساستها, وليس في افساد تاريخها ونضالها وهضم حقوقها ومستقبل وجودها في الوطن. لان مشكلتنا الاساسية والذي يقف عائقا امام تقدم قضيتنا القومية, لا تكمن في السياسة كلعبة في حد ذاتها, انما مشكلتنا تكمن في يعض ساستنا الذين يحاولون ارتداء عباءة العمل السياسي زورا. والذين قدموا لامتنا وشعبنا صورة قدحية عن العمل القومي والسياسي والذي يعتبر في الحقيقة فن يتم من خلاله الارتقاء بقضيتنا وشعبنا الى الافضل, ولكن مع الاسف الشديد هذا الامر لم يتحقق. والله من وراء القصد وتقبل مروري مع فائق تقديري
اخوكم
هنري سركيس
كركوك