المحرر موضوع: السياسة تحشر نفسها في كل مكان!  (زيارة 6128 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل المطران مار يوسف توما

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 86
    • مشاهدة الملف الشخصي
السياسة تحشر نفسها في كل مكان!

المطران يوسف توما
 
يعتقد كثير من الناس أننا حتى لو ابتعدنا عن السياسة لكنها هي لا تبتعد عنا بل تحشر نفسها في كل شيء. ومع أن السياسة ليست كل شيء، لكنك تجدها في كل شيء وفي كل مكان. على سبيل المثال، زوجان في شهر العسل هذه ليست بالضرورة مسألة سياسية. ولكن نوعية الفندق حيث سيبقيان تبيّن أن المسألة سياسية تماما. جارتي العجوز عمرها 90 سنة تحبّ القهوة صباحا لكنها لا تدرك أن نوعية القهوة وجودتها لها علاقة كبيرة بالسياسة وبأسواق العالم وتقلباتها.
 
السياسة إذن "سلاح ذو حدين" - كما يقال - وهي بحر متلاطم متقلب. يمكنها أن تصير عامل قهر وظلم أو تكون مسألة تحرير ورفاهية. شأنها شأن كل ما يخص الانسان بالضبط كالدين الذي قد يؤدي استعماله إما للقمع أو للتحرير.
في القرن التاسع عشر كان يسود اعتقاد خاطئ لدى الماركسيين أن بالإمكان تغيير البشر والغاء الدين الذي هو في أساس التبعية والقمع بل قيل عنه "إن الدين أفيون الشعوب"، لكن بعد أقل من قرن على ذلك اكتشف الجميع أن الدين يمكن أن يكون هو أيضا عاملا من أجل التحرر. وكان فريدريك إنجلز (1820 - 1895) زميل كارل ماركس (الذي كتب كتاب رأس المال) قد وضع كتابا صغيرا يقول فيه إن المسيحية في بداياتها كانت في أساس الفكر الاشتراكي لكن هذا الكتاب لم يحض بالرواج الذي نالته كتب زميله، وباعتقادي نسي أمرا مهما وهو أن "النفس أمّارة بالسوء"، وأن الفرق بين المسيحية والاشتراكية هو أن الأولى تعالج النفس البشرية من الشر والخطيئة وهذا لم ولن تستطيع أي سياسة أن تعمله لعجزها في دخول الضمير!
 
عندما زار البابا فرنسيس دولة كوبا في أيلول 2015 قدّم له الرئيس السابق فيدل كاسترو نسخة من كتاب "فيدل والدين" حيث يتحدّث رئيس دولة شيوعية بإيجابية عن الدين. لكنه لا يختلف عن كل السياسيين الذين حشروا أنفسهم في الدين وهم غالبا ما يميلون إلى استغلال الدين وتسييسه عوض الاصغاء إلى دعوته العميقة بضرورة التخلي والتجرد والترقي، ناسين مبدأ قاله يسوع: "أعطوا لقيصر ما لقيصر ولله ما لله" (متى 22/21)، فالجمع بينهما وارضاؤهما يكاد يكون مستحيلا. 
ومما يشير إلى هذه الصعوبة من أمثلة تثبت أن السياسة تحشر نفسها في كل شيء، مسألة من الأكثر إثارة للاهتمام تتعلق بأسماء أشهر السنة التي نستعملها كل يوم في عدد أشهر السنة، التي تقلبت وتغيرت بحسب أهواء "السياسيين"! فقد كانت السنة في زمن الرومان عشرة أشهر. لكن الإمبراطور يوليوس قيصر (100 ق.م – 44 ق.م) طلب من علماء الفلك في زمانه وقال لهم: "اخترعوا شهرا يكون فيه اسمي على شرفي". فوضعوا شهر تموز وأسموه يوليو. وعندما مات يوليوس قيصر خلفه الإمبراطور أوغسطس قيصر الذي غار من سلفه فطلب من علماء الفلك نفس الطلب وقال "إذا كان لدى يوليوس شهر مع اسمه، أستحق أنا أيضا واحدا مثله".
 
ولأن أوامر الإمبراطور  هي إمبراطورية ولا أحد يريد أن يقطع رأسه. لذلك، أنشأوا شهر آب - أوغسطس. مع ذلك، ظهرت مشكلة زمنية في عدد الأيام في كل شهر، فهي في المتناوب منذ كانون الثاني يناير 31 يوما ويعقبه 30 يوما وإن كان لتموز - يوليو 31 يوما ليس من المعقول أن يكون آب - أغسطس أقل منه، لذا وضعوا 31 يوما لكل منهما. كيف حلوا هذه المسألة؟ مع طلب إمبراطوري. قام علماء الفلك بإزالة يوم من شهر شباط - فبراير.
 
قد لا يدرك الكثيرون أن السياسة هي في كل شيء، لكن ما يخص البشر لتنظيم الحياة في المجتمع لا يخلو من المفاجآت التي وراءها أمور السياسة.
 
في هذه الأيام لدى لقائي بكثير من الناس، خاصة الشباب منهم، أشعر باشمئزازهم من السياسة لأنك تسمعها وتراها مع جميع نشرات الأخبار السلبية منها خصوصا، التي تتحدث عن الفساد والسرقة والمجون والمحسوبية، فيقولون تفضل! ماذا نأمل من هؤلاء ألا يشعرك هذا بالتقزز من السياسة والسياسيين؟ وما يثير الانتباه هو التسارع، أي باتوا يصعدون بسرعة وينزلون بسرعة أكبر، مثل آنيه الناعور، تصعد مملوءة وتنزل فارغة، هذا إذا أبقت السياسة رأسهم على كتفهم! وهذه الخبرة لا تجعل الناس يتعظون، والحال ليس كل السياسيين سيئين، لكن الأغلبية لا يتعلمون من الماضي وهذا يجعل العاقل يشعر أكثر من أي شيء بالاشمئزاز جدا، ومن يمسك بمقاليد الأمور - ولو لفترة قصيرة - يتصور أنه يمكن أن يفعل ما يحلو له!
 
لدى انتخاب البابا يجتمع حوله الكرادلة ويأتون بإناء فيه أوراق التصويت له ويحرقونها أمامه ويقول له المتقدّم بين الكرادلة: "تذكر! هكذا يتبخر مجد العالم". فالذين صوتوا لك لم يعطوك صكا على بياض، لتسود، بل هنالك من سيحاسبك في اليوم الأخير.
 
لذلك ليس من حياد في السياسة. ما هو موجود هو فكرة خاطئة عن الحياد. لكن بطريقة ما، صوابا أو خطأ، والجميع يتدخل في السياسة منهم من لديه خبرة ويتعظ من الماضي ومنهم من يكرر الأخطاء. 
بعد كل شيء، فإن أيا من السادة والسيدات الذين يشغلون مقاعد البرلمانات والوزارات جميعهم جاءوا من خلال أصوات المنتخبين الذين رفعوا الأصبع القرمزي بفخر ثم بعد مدة صرخوا ندمهم، والسبب هو في السياسة. لأننا نعيش في عالم حيث يتم التحكم في السياسة من قبل أقلية. والعراق ليس استثناء. وهذه قصة أخرى، تدعو إلى الإصلاح السياسي، وأن يحيط كل سياسي نفسه بمستشارين متجردين ينصحونه بصدق وليس بأصدقاء متزلفين يريدون اقتسام الكعكة، هذا إن بقي هنالك كعكة، بعد الافلاس ونزول أسعار النفط، والله يستر مما سيأتي!

كركوك 2016



غير متصل شليمون جنو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 104
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
سيادة المطران مار يوسف توما الجزيل الاحترام
تحية ومحبة، اسمحلي ان اؤكد ان السياسة من منظوري الخاص هي داينمو الحياة برغم بشاعتها في بعض الأحيان. وان احد الأسباب الرئيسة في اندثار المسيحية من الشرق الأوسط هي ابتعادها عن السياسية التي كان لها تأثير كبير في ازاحة المسيحيين وبكافة انتمائاتهم القومية. لقد ارتبط المسيحيون بمسيحيتهم اكثر من ارتباطهم بالسياسة التي تركوها لقيصر، هذا القيصر الذي لم يكن يوما مسيحيا وبالتالي لم يهنأ المسيحيين بالامان والسلام والاستقرار. لاحظ سيادة المطران ان الأقباط يشكلون اكبر تجمع مسيحي الشرق وشمال افريقيا مرتبطون اكثر بالكنيسة مبتعدين عن مركز السلطة التي هي سياسة وبالتالي صارت اقدامهم تترنح جراء السياسة التي يسيطر عليها الاخر، هذا رايي في السياسة وشكرا لقبولك مداخلتي

غير متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5234
    • مشاهدة الملف الشخصي
يقـول سيادة المطران يوسف تـوما :
(( أن يحـيط كل سياسي نفسه بمستـشارين متجـردين ينصحـونه بصدق وليس بأصدقاء متزلـفين يريدون اقـتسام الكعكة (هـذا إن بقي هنالك كعكة ) بعـد الإفلاس ونزول أسعار النفط ، والله يستر مما سيأتي !))
طبعاً كلامه واضح وليس محـصوراً لـرجال السياسة فـقـط وإنما ينـطـبق عـلى القادة الكـنسيّـين وعـلى أصحاب المشاريع الإقـتـصادية والمسؤولين الإجـتـماعـيّـين ....ولو كان قـد قال هـذا الكلام في أي تجـمّع ـ لـرأيت الحاضرين يصفـقـون لا أرادياً .
ولكـن أنا سـبق أن قـلتُ نـفـس الكلام بل وبتـركـيـز أكـثر :

وعـليه يتـطلب من البطرك ساكـو أن يكـون له مستـشارون نـوعـيّـون وبالأخـص معارضون قادرون عـلى أنْ يقـولـوا له ( لا ، هـذا خـطأ ، هـذا أفـضل ، هـذا ليس وقـته ..... ) ويسمعهم ويحاورهم فـيتـنـوّر الأمر في ذهـنه وتـتلاشى أعـذاره ويـبقى القـرار بـيـده ....
ويُـبعِـد عـنه المهـوّسين بأهـزوجة ( بالروح بالـدم ... ) ولما وقع الـثـور حـدّت السكاكـين ونادوا في الساحات : ثانـكـيـو بوش !! كما لاحـظناهم بالتلفـزيون ..
لأن هـؤلاء لا يريـدون الخـير له ، إنْ لم نـقـل سيوقعـونه في فـخ !...
7 كانـون الأول 2015
http://alqosh.net/mod.php?mod=articles&modfile=item&itemid=31980

غير متصل انطوان الصنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4286
    • مشاهدة الملف الشخصي
نبافة المطران الجليل مار يوسف توما المحترم
شلاما وايقارا

نعم السياسة تحشر نفسها في كل شىء بطريقة خرقاء ومبتذلة خاصة في دول العالم الثالث ومنطقة الشرق الاوسط تحديدا وهناك علاقة وثيقة بين السياسة وكل ما يجري حولنا وعلى مختلف الاصعدة ومنها الاجتماعية والرياضية والفنية والتعليمية والدينية والصحية والقضاء وحتى الاجهاض !! وغيرها وتعتبر السياسة في هذه البلدان مثل السرطان والنباتات الطفيلية المميتة تلتهم كل ما في طريقها في التربة من ماء وتستحوذ على كل ما في الجو من هواء نقي ولا تترك لأي نبتة طيبة فرصة للبقاء على قيد الحياة فما بالك بالنمو والتفتح

لذلك فأن السياسة في هذه بلدان العالم الثالث بمثابة سرطان خبيث لا جدوى من علاجه الا بالكي والبتر وهي عبارة عن مستنقع لفيروسات معدية ومميتة اما في الدول المتحضرة والمتقدمة مثل امريكا واوربا واستراليا وكندا فأن اغلب الجهات والاطراف المتخصصة الرياضية والفنية والاجتماعية والصحية والدينية والتعليمية وغيرهم يبتعد وينأى بنفسه عن هذا السرطان قدر الامكان واذا انزلق اي جهة او طرف اليه مصيره يكون عرضة للفيروسات المميتة وحال الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في سويسرا مؤخرا خير مثال اما في وطننا العراق حدث ولا حرج مع تقديري

                                      اخوكم
                                     انطوان الصنا

غير متصل كنعان شماس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1136
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
تحيــــة الى هذا القلم المنيــــر  قلم  المطران الجليل مار يوسف  تومـــا ... قمــر مجلة الفكر المسيحي المنيــر  اكرر التحية والى المزيــد من التالق  والرجـــاء لاتبتعد عن مجلة الفكر المسيحي  التي  بغيابك  عنها تلاشت  الوانها الزاهيـــة ودمت قمـــرا منيـــرا في الفكر المسيحي  ايها المطران الجليل  مار يوسف تومـــا

غير متصل maanA

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 236
    • مشاهدة الملف الشخصي
عاشت ايدك سيادة المطران، كما تفضلت السياسة هي التي تلاحقنا، وبما ان ذلك كذلك، فانا ادعوك وادعو كافة المطارنة الاجلاء ورؤوساء الطوائف الجزيلي الاحترام، بان تشمروا عن سواعدكم، وتتجهوا الى المجتمع الدولي ومجلس الامن والامم المتحدة، لاصدار قرار ملزم، بانشاء صندوق تعويض الاقليات في العراق، ليتم اقتطاع مبالغ من مبيعات النفط، وتعويض ابناء شعبنا وابناء الاقليات لكل ما لحق من اضرار جراء القتل والتشريد والتهجير والمليشيات والعصابات الاجرامية وعمليات الخطف والتصفيات والابتزار ودفع الفديات، والعقارات والاراضي المسلوبة والقرى المغتصبة!.
مع جزيل الشكر و الاحترام والتقدير

غير متصل غالب صادق

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 304
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مار يوسف توما الرائع
اريد ان اضيف ان مقولة السياسة والدين علينا فصلهما هو
تصنيف اثبتت التجارب والعولمة فشله وفي الحقيقة ان السياسة
والحياة المسيحية والاجتماعية والاقتصادية ولا احب استعمال مصطلح
الدين كمسيحي لان المسيحية حياة وليست ديانة او معتقد هذه كلها
يعيشها ويزاولها انسان اليوم , لذا هذه التصانيف يستعمها السياسيون
عندما تهتز عروشهم . اشكرك من كل قلبي على عمق تفكيرك وتحاليلك المنطقية
تلميذك .

               غالب الصادق

غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4982
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
غبطة المطران مار يوسف توما
شلاما
الجميع يقر بان للسياسة عالم وادوات ودوافع ومشجعات واغراءت ونوايا وتطلعات تختلف عن عالم الرجل الديني
وسوالنا كيف لرجل الدين ان يبعد نفسه عن السياسة
وحول ما جاء في  رودو الاخوة فان لكل رد منهم اهمية خاصة تتعلق بمصلحة شعبنا بصورة عامة
ومن جانبي
اتفق مع الاخ مايكل سيبي في ان يكون لرجل الدين المسوءل لجنة من الكفوءيين والذين لا يتملقون في مواقفهم بل يقرلون الحق دوما في كل الامور للتوصل الى اي قرار يقدم عليه المسوءل الروحي
كما اجد ان اقتراح الاخ  امان ا
جدير بالدراسة
تقبل تحياتي والرب يبارك

غير متصل 1_MAHER POLES

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 24
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
يبدو بأن بعض رجال ديننا الأجلاء ما زالوا يفكرون كاسلافهم من الأجيال السابقة دون حدوث أي تطور و تغيير في نهجهم، فهم دائماً على صح، و كلامهم يجب أن يسمع، و آرائهم هي وحدها الصائبة وغير قابلة للنقاش. كما إنهم يتصرفون و كأنهم يقفون على مصطبة أعلى من كل الرعية و البشر، و إن لهم ميزات غير متوفرة في بقية الخلق من البشر.
و لهذا فأن سيدنا الفاضل يوسف توما ينشر ما يريد على الناس، و إن كان لأحد ما من مداخلة أو رد أو فرصة لإبداء رأي، فالأمر غير مهم عنده و لا يستحق منه تعب التواصل معه. ولهذالإخواني  أصحاب الردود والمداخلات بأن سيدنا لن يرد عليكم و لا علي، للعلم فقط مع خاص تقديري لسيدنا يوسف توما.
 
ماهر بولص


غير متصل Salem Canada

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 154
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
سيادة مار يوسف توما الجزيل الاحترام.
(لأننا نعيش في عالم حيث يتم التحكم في السياسة من قبل أقلية) انتهى الاقتباس.
فعلاً سيدنا، هذا ما يحدث اليوم في العراق ،وكذلك في كنيستنا الكلدانية. والدليل،مار عمانؤيل شليطا، بعد رسامته الأسقفية بثلاثين يوماً،قرر تجميد القانون الكنسي الخاص بتنقلات الكهنة لمدة ستة سنوات، وربما بعد ستة سنوات سيعيدهُ الى المجمدة مرة اخرى.وكان نتيجة هذا التجميد، الانشقاق الاول في تاريخ الكنيسة الكلدانية والذي سيعلن عن قريب.
سيدنا ارجو ان تسمح لي بسؤال،بَس بدون زعل.
أولاً: هل حشرتْ السياسة نفسها بما قمت به:
(١) عندما جئت الى فانكوفر في تموز 2015 موفداً من قبل غبطة ابينا البطريرك لإيجاد حل لمشكلة رعية كلدان فانكوفر، وأستدعيتَ الاب أيوب شوكت وقلت له وبحضور مار عمانؤيل شليطا راعي أبرشية مار أدي الكلدانية لعموم كندا :( .. أبونا أيوب اذا لم ترجع الى ديرك، ستحاربك الكنيسة..) مع العلم ان الحديث موثق ومحفوظ كشاهد عند الحاجة.
سؤالي هو، ما علاقة السياسة بهذا الكلام؟ وما نوع السلاح الذي تستخدمه الكنيسة لمحاربة الاب ايوب ومؤمني رعيته - رعية مريم العذراء الكلدانية / فانكوفر ، والبالغ عددهم حوالي 400 مؤمن كلداني كاثوليكي وهؤلاء ذنبهم الوحيد هم معارضين لإدارة الاب سرمد يوسف باليوس السيئة  و يطالبون مار عمانؤيل شليطا بتفعيل القانون الكنسي الخاص بتنقلات الكهنة ،للحيلولة دون انشقاق الكنيسة ، وعودتهم الى رعية الرسولين الكلدانية.
يا سيدنا، وَيَا اعزائي القُرّاء، هل قرأتم او سمعتم يوماً ان المؤمنين البسطاء يطالبون قادة كنيستهم ،بتفعيل القانون الكنسي و القادة يرفضون!؟ مع كل الأسف هذه ليست حزورة، بل هي حقيقة ما جرى ويجري في رعية كلدان فانكوفر.
سيدنا وهل للسياسة أيضاً دور في هذا المشهد؟
سيدنا: ألف رحمة على والديك،لا تقل أن السياسة كذلك قد حشرت نفسها في الفتاوى التي أفتى بها الاب سرمد يوسف باليوس راعي كنيسة الرسولين الكلدانية الكاثوليكية / فانكوفر. ولا زال يفتي بين حين وآخر و حسب الحاجة.
ففي سبيل المثال:
(أ) أفتى ببطلان أسرار جميع الكنائس المسيحية حتى الكاثوليكية منها، ما عدا أسرار الكنيسة الكلدانية المقدسة. وهذا نص الفتوى مقتبس من نشرة كنيسة أبونا سرمد ليوم الأحد المصادف 9- كانون الثاني 2011 والمطبوع بيده. وهو بنفسه يقوم ومن على المذبح المقدس بقراءة وتوضيح ما ينشر فيها من الإعلانات بعد قراءة الإنجيل.
إقتباس: {الإعلانات :توضيح لٍمؤمني كنيسة الرسولين بطرس وبولس.
_ هذه الكنيسة مفتوحة "ليقدم الاسرار الكنسية _من زواج وعماذ وتناول ووو"لكل مَن لا يملك كنيسة تخصُّ طقسه.
_ اي شخص كلداني _ومن اب كلداني في الاسرار الكنسيّة عليه الرجوع الى كنيسته الكلدانية فقط ليحصل على اي سر كنسي او تفسيح.(الترجمة من كتاب الحق القانوني). إذ لا يوجد كاهن كاثوليكي يجبركم على تغيير طقسكم. والزواج والعماذ وكافة الاسرار الاخرى هي باطلة..اي في حكم الباطل ان تمَّ بيع الطقس "لأننا لا نملك الطقس "
إذاً هي سرقة لأننا نبيع ما لا نملك.الطقس الكلداني هو بثلاث لغات(كلداني وسورت،عربي وإنكليزي) فلا حاجة لكم بالذهاب الى طقوس اخرى.
أسألهم..لماذا لا ترجع الى كنيستك في الطقس..يجيب إِنَّهُ احترام للكاهن الذي جلبني ،وإلتزام اخلاقي اتجاهها..الذي يُعمل بالطقس البيزنطي ...سيُصبِح بيزنطي..فلا يتوقع اي اسرار منا.فأنت قد مُتَّ في طائفتك وأسرارك كلها باطلة.}
إنتهى الاقتباس
ملاحظة: المقصود بالطقس البيزنطي هو كنيسة الروم الكاثوليك لإخواننا اللبنانيين في فانكوفر.
(ب) أما فتواه الأعظم فهي بيع صكوك الغفران من نوع خاص جداً والتي لم يكن للبابا لاون العاشر، صلاحية منحها للمتبرعين. وهذا نص الفتوى مقتبس من نشرة كنيسة الأب سرمد ليوم الأحد المصادف 29-12-2013. إقتباس: {وأطلب من أي شخص لديه القدرة لجمع الأموال للكنيسة من التقدم ومساعدتنا.. فبناء الكنيسة هو عمل خلاصي و جماعي..ونتيجته أنه سيكون أسمك مكتوب بسفر الخلاص، فبالرغم من محدوديتك الإنسانية إلا انك قررت أن تبني بيتاً لله. فطوبى لمن يضع ولو صخرة صغيرة على بناء الرب في الكنيسة} انتهى الاقتباس.
سيدنا، هل انت متأكد من أن السياسة أيضاً قد حشرت نفسها في هذه الفتوى !؟ على كل حال هناك فتاوى -بلاوي سود- عديدة، وإذا شئت المزيد منها، فلدى أبناء رعية مريم العذراء الكلدانية/ فانكوفر الكثير منها.
شكراً والرب يبارك الجميع.
((كل ما تحتاجه الشر لينتصر وقوف الأخيار على الحياد لا يحركون ساكنا)) أدموند بيرك.

غير متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5234
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: السياسة تحشر نفسها في كل مكان!
« رد #10 في: 01:44 06/03/2016 »
قال البطرك لـويس ساكـو :
بامكان الكاثوليك عند غياب كاهنهم ، حضور الاسرار عند الكنائس الرسولية لأننا نقر ونعترف بصحة الاسرار المقدسة عندها.

غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: السياسة تحشر نفسها في كل مكان!
« رد #11 في: 16:15 06/03/2016 »
تحية للجميع

الشعارات التي رفعها غبطة بطرك الكنيسة الكلدانية كانت غير مدروسة وهي شعارات قديمة ولى زمنها ولم تنجح في اي مكان وهي كان لها دور سلبي كبير جدا.

اذ بدلا من ان يركز غبطة البطرك باننا شعب واحد غير محتاجين لاي وحدة, وذلك لازالة اية شكوك لدى البعض وللوقوف ضد من يثير هكذا شكوك, فانه قام بالعكس تماما.

ماذا قال غبطة البطرك من خلال شعاراته؟
الجواب هو قال ما يلي: يا ايها ابناء شعبنا, لا تصدقوا اي شخص يقول لكم باننا ابناء شعب واحد وباننا نمتلك وحدة. اذ الحقيقة هي اننا لسنا شعب واحد وانما شعب متمزق, ولهذا نحن اليوم بحاجة الى وحدة التي قد يطول تحقيقها طويلا.

وبذلك اقنع غبطة البطرك شرائح كبيرة من ابناء شعبنا باننا لسنا شعب واحد.

مشكلة غبطة البطرك انه قام بتبني طريقة كتابة المثقفين وطروحاتهم, وبذلك هو انجر خلف كتاباتهم بدون ان يقوم بدراسة تاثيراتها والرسالة التي تنقلها. ودور المثفقين بشكل عام انتقدته انا طويلا, ولكن للاسف كل شرائطي حول انتقادي للمثقفين تعرضت الى حذف من قبل الادراة بدون ان يتمكن ولا شخص واحد من ان يقتبس سطر واحد ليشرح لماذا تم حذفها.

الوحدة بنفسها لا احد يملك عنها مقياس. متى هي وحدة ومتى هي غير وحدة؟ هذا السؤال لا احد يستطيع ان يجيبه. انا هنا اتحدى اي شخص مهما كان ان يقدم لي اجابة.

وفي نفس الوقت بالرغم من هذا الدور السلبي للشعارات التي رفعها غبطة البطرك فانه في نفس الوقت بقى فقط يرددها وكأننا كلنا اشخاص لا نملك وعي لنساله عن ماذا فعل. وهو اصبح بالحقيقة غير مهتم باي انتقاد يتم توجيهه له وللبطريركية. انا طرحت لعدة مرات لماذا لم يستطع البطرك من ان يقوم باقامة قداديس مشتركة بين كنائسنا واقامة تراتيل مشتركة وفعاليات مشتركة...الخ... انا اصبحت متاكد من ان اعلام البطركية لا تتجراء عن الاجابة. فهم يحتاجون اولا ان يسالوا الكاردينال الاجنبي ساندري ليعطي قراره.

ومن ناحية اخرى فان الرسالة التي يرسلها ابناء شعبنا الى كنائسنا هي كما التالي: نحن شعب اغلبيتنا لا تستطيع ان تاخذ قرار بنفسها للاشتراك مع قداديس بقية الكنائس  لتعميق علاقاتنا مثلا الخ... اذ نحن مثل الاطفال نحتاج اولا ان يعطي بطاركة اوامر لنا لننفذها, وبغيرها نحن قاصرين عقليا ولا نستطيع ان نقرر بانفسنا.

كل شرائطي القادمة ستتركز على كسر هذا الارتباط السلبي بين ابناء شعبنا وقرارات البطاركة.

شكرا وتحياتي للجميع مرة اخرى.

غير متصل عبدالاحد سليمان بولص

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2135
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: السياسة تحشر نفسها في كل مكان!
« رد #12 في: 21:59 06/03/2016 »

اذ بدلا من ان يركز غبطة البطرك باننا شعب واحد غير محتاجين لاي وحدة, وذلك لازالة اية شكوك لدى البعض وللوقوف ضد من يثير هكذا شكوك, فانه قام بالعكس تماما.



طالما كانت هناك عدة كراسي بطريركية وطالما كانت هناك أصوات نشاز تلغي المقابل وتفرض عليه تسمية لا يقبل بها وطالما كانت العقلية العشائرية مسيطرة على تفكير الكثيرين من مفكّرينا فانّي ارى بأنّنا نضحك على أنفسنا حين ندّعي بأنّننا شعب واحد.

أحترم جميع الطروحات ولكنّي غير ملزم بالقبول بها على علاتها.

غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: السياسة تحشر نفسها في كل مكان!
« رد #13 في: 22:21 06/03/2016 »
طالما كانت هناك عدة كراسي بطريركية وطالما كانت هناك أصوات نشاز تلغي المقابل وتفرض عليه تسمية لا يقبل بها وطالما كانت العقلية العشائرية مسيطرة على تفكير الكثيرين من مفكّرينا فانّي ارى بأنّنا نضحك على أنفسنا حين ندّعي بأنّننا شعب واحد.

أحترم جميع الطروحات ولكنّي غير ملزم بالقبول بها على علاتها.


الاخ عبد الاحد سليمان تحية

انا مع ان نتجاوز قضية وجود عدة بطاركة. بالتاكيد وجود بطرك واحد وكنيسة واحدة هو الافضل, ولكن القول بان هناك وجود لعدة بطاركة هو موضوع ينبغي علينا ان نتجاوزه.

يعني كان هناك عدة مواضيع تقول "ان الخلافات بين احزابنا تقود الى انقسامات بين ابناء شعبنا". وانا اقول كلا هي لا تستطيع ان تسبب انقسامات الا اذا كانت العلة بين ابناء شعبنا بانفسهم.

يعني هناك في اوربا عدة احزاب من اليسار المتطرف الى اليمين المتطرف ومليئة بخلافات, لماذا لا تحدث انقسامات في الشعب؟

وهناك ايضا عدة كنائس داخل الدولة الاوربية الواحدة, لماذا هي ليست مشكلة كبيرة في احداث انقسام؟

مشكلة وجود عدة بطاركة هي مشكلة بين البطاركة انفسهم ولوحدهم. وتحويل البطاركة مشكلتهم هذه لتشملنا كلنا وبان يحولوها بانها تسبب انقسام بيننا كلنا عبارة عن تجاوز غير مقبول من قبل البطاركة. وبنفس الوقت انها مشكلة الاحزاب عندما تملك خلاف, والخلاف بينها يجب ان لا يشملنا كلنا.

واضيف ايضا قد يكون هناك من بين ابناء شعبنا من لا ينتمي الى اي كنيسة . كأن يكون شخص فقد ايمانه مثلا, هكذا شخص يملك لغتنا وهو جزء منا, وغير متعلق باي بطريركية.

مصطلح شعارات الوحدة هي تبقى بدون مقياس. هكذا مصطلحات اما تستطيع ازالة شكوك او اثارة شكوك. وعندما يقول شخص باننا بحاجة الى الوحدة, فهذا لماذا؟ لان طبعا هو يريد نشر رسالة باننا لسنا شعب واحد. وعندما يرسل هكذا رسالة باننا لسنا شعب واحد, فانه سيقنع هكذا شعب بذلك, وبذلك يكون ما يتحدث به هكذا شخص ذو تاثير سلبي اكثر من اي نية ارادها.

موضوع كنيسة واحدة وبطرك واحد تبقى مشكلة البطاركة بانفسهم ولوحدهم. عليهم ان يبقوها ببطريكيتهم. خاصة وان ازالتها وبالاخص داخل الكنيسة الكلدانية تحتاج الى عدة مناقشات طويلة مع الفاتيكان. وانا ضمن قرائتي لتاريخ الفاتيكان فانني اجد ان كل المواضيع داخل الفاتيكان احتاجت الى قرون الى ان توصلوا الى نتيجة معينة.

تحياتي

غير متصل ميخائيل ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 664
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: السياسة تحشر نفسها في كل مكان!
« رد #14 في: 01:13 07/03/2016 »
مسكينة السياسة, كم من الجرائم ارتكبت بحقك! وانت مجرد فن وعلم لحكم الناس والاوطان..
انت ام الموبقات.. انت شيطان رجيم
لو جاع الاطفال, فانت من حشر نفسه في عقول الاغنياء
لو سادت الحروب, فانت من دغدغ قلوب السلاطين
لو هجر الناس وسبيت النساء, فانت من يبيعهم في المزاد
لو ابيدت الشعوب والثقافات باسم الدين, فانت من وسوس في نفوس الابرياء
اه لو استطيع الامساك بك او حتى لمسك, لقطعتك اربا اربا وخلصت العالم من شرورك

يا سيدي المطران, لقد قفزت فوق "أعطوا لقيصر ما لقيصر ولله ما لله" . هل السياسيون حشروا نفسهم في الدين ام رجال الدين هم الذين مرغوا دررهم في السياسة؟! الا يحق لنا ببعض الوضوح؟
مع تقديري الخالص لشخصكم الكريم

غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: السياسة تحشر نفسها في كل مكان!
« رد #15 في: 01:55 07/03/2016 »
يا سيدي المطران, لقد قفزت فوق "أعطوا لقيصر ما لقيصر ولله ما لله" . هل السياسيون حشروا نفسهم في الدين ام رجال الدين هم الذين مرغوا دررهم في السياسة؟! الا يحق لنا ببعض الوضوح؟
مع تقديري الخالص لشخصكم الكريم


ادخال الدين في السياسة بين مسيحي شرقنا كان مختلف كليا عن اية منطقة اخرى في العالم, مختلفة عن ادخال ديانة الشنتو بالسياسة في اليابان التي كانت من اجل نشر فكرة الاستعداد من اجل الموت من اجل الامبراطور وافتخار الساموراي بجمع الجماجم التي كانت هوايتهم المفضلة. ومختلفة عن الديانة البوذية التي كانت ترافق الذباحين في اليابان والصين ومختلفة عن المسيحية في الغرب ومختلفة عن الدين اللذي يسمى بالاسلام.

الفصل بين السياسة والدين عن المسيحين من اجدادنا كان سيعني حمل اجدادنا السلاح والوقوف ضد الغزاة العطشى والجوعى اكلي الجراد القادمين من الصحراء ومنعهم من احتلال بلداننا.

ولكن لان كان هناك ادخال الدين في السياسة فكان اجدادنا مؤمنين باحبوا اعدائكم واعطاء ارضنا طوعيا للغزاة بدون اية مقاومة تذكر, بل ان اجدادنا قاموا بعدها بترجمة كتبنا لهم وكان اطباء رؤوساء الغزاة المسمين بالخلفاء كلهم من المسيحين .

غير متصل ميخائيل ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 664
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: السياسة تحشر نفسها في كل مكان!
« رد #16 في: 20:56 07/03/2016 »
الاخ لوسيان, الحوار معك ممتع
مقتبس
(ولكن لان كان هناك ادخال الدين في السياسة فكان اجدادنا مؤمنين باحبوا اعدائكم واعطاء ارضنا طوعيا للغزاة بدون اية مقاومة تذكر, بل ان اجدادنا قاموا بعدها بترجمة كتبنا لهم وكان اطباء رؤوساء الغزاة المسمين بالخلفاء كلهم من المسيحين .)

يقوم الغرب منذ فترة ليست بقصيرة وحتى الفاتيكان نفسه, باعادة دراسة التاريخ المسيحي بطريقة تحليلية ونقدية ومنها دور الكنيسة في اضطهاد وابادة الشعوب المغلوبة على امرها مع ثقافتها. في حين نجد بعض رجال ديننا لا زالوا يتكلمون بلغة مجمع نيقية, التي انا شخصيا لا افهمها وبالتاكيد اغلب ابناء شعبنا. بعض رجال ديننا, يكتبون ويعلنون كمن  يمتلك, ليس فقط التفوق الروحي علينا, بل ايضا التفوق الفكري والذهني والثقافي في كافة الامور الحياتية, وبالمقابل تجد بعض اخر من مثقفينا يطبلون ويزمرون لهم بنعم ولكن!
 عندما جاء المغول من اطراف الصين واحتلوا قرابة ربع مساحة العالم القديم ومن ضمنها وادي الرافدين واسقطوا الدولة الاسلامية, اعتنق ملوكها واعداد كبيرة منهم المسيحية. لم يستمروا طويلا فتخلوا عن المسيحية وتحولوا الى الاسلام, فبداْ مسلسل جديد من القتل والتنكيل بالمسيحيين, لكن بالنسبة لرجال الدين المسيحي هؤلاء المغول لم يختارهم الرب, والقتلى من المسيحيين هم شهداء الرب. كيف يتخلى المغول عن سيفهم الذي جاء بهم الاف الاميال من اجل ان يحبوا اعدائهم!. كان غزو بغداد سنة 1258 تصور. معضلتنا المميتة هي اننا نعيش في هذا التناقض الفكري وليس الايماني, من جهة نقول باننا كنا اكثرية في وادي الرافدين عند الاحتلال الاسلامي, والان لم يبقى الا نزر اليسير مكانه المتاحف, ومن جهة اخرى نفتخر باننا ساهمنا في ارساء اركان الدولة الاسلامية في كافة المجالات العلمية والفلسفية والترجمة. لنتاْمل نصف مليون مسيحي فقط ,وليس عشرة ملايين, في اربعة عشر قرنا في قانون التضارب للبشر كم كان سيكون عددهم الان!. لم يكن في ذلك الزمان احزاب سياسية لنتشمع بها وانما كنائس ورجال دين مسيحيين.
برأي, علينا اعادة دراسة تاريخ مسيحي وادي الرافدين كما يفعل الغرب وبشكل تحليلي ونقدي ويدون اعطاء فائدة للشك لاي جهة كانت.