المحرر موضوع: المـنتـج الـثـقـافـي ( الفني أو الأدبي )  (زيارة 873 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل زاهـر دودا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 267
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
المـنتـج الـثـقـافـي ( الفني أو الأدبي )
زاهـر دودا  ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  24  تموز 2014

يولد العمل الفني أو الأدبي من فيض المشاعر القوية للأحاسيس الدقيقة المتأثرة بحركة الحياة للأحداث السلبية كانت أم الإيجابية ، ومن مخاض التأثيرات والمؤثرات تولد الأعمال العظيمة كردة فعل تأثيرات البيئة نفسها .
الانسان في أي مجال فكري عندما يتأثر ويعاني من حالة معينة فأنه يتفاعل معها بكل احاسيسه ومشاعره فتشكل لديه رؤية لحلها ومعالجة لسلبياتها ، وعندما يعبّر عنها بالعمل ــ كنتيجة لرد فعل الحالة ــ يكون خلالها فاقدا للوعي الطبيعي الاعتيادي شارد الذهن والحواس مندمجا مع الحالة يصور الخيال من عدة اتجاهات وجوانب يعمل لتصفية الصورة الضبابية لتكون الرؤية كاملة والمشهد اوضح حسب الخبرة المتراكمة لأحاسيسه ومشاعره .
كالرسام ، تختلف نظرته للأشياء عن نظرة الانسان العادي لرؤيته الثاقبة الدقيقة المسحورة المتأثرة بالانفعالات النفسية الداخلية فتعكسها ألوان وخطوط فرشاته على اللوحة عارضا فيها أفكاره الخاصة معالجا الموضوع حسب رؤيته ونظرته الفنية .
كذلك عند الموسيقي ، فإن حساسية إذنه للأصوات تختلف عند المستمع العادي أثناء تأليف العمل الموسيقي ، فتتفاعل الأنغام الموسيقية مع أحاسيسه المتأثرة بفكرة العمل الفني ، وخلاصة التفاعل ينتج لحنا أو عملا موسيقيا معبرا عن تلك الأحاسيس والمشاعر الداخلية المنسجمة مع ما كان في صورته الذهنية المرسومة .
والحالة نفسها عند الكاتب أو الأديب حينما يجذبه موضوع ما ويتأثر به ، فعند معالجته بطرح افكاره ورؤيته المتأثرة ، غالبا ما يأخذه العمل بعيدا عن واقعه وعن وعيه الطبيعي اثناء الكتابة ، فتخرج من قلمه الحروف بدون سيطرة منه على حركة أصابع يده لتكتب بالشكل والخط الواضح الجميل، وإنما ينقل المكتوب من صفحات الفكر المتأثر بالموضوع الذي يكتبه ، فينتج عملا أدبيا أو ثقافيا يعالج تلك الحالة التي كان قد تأثر بها.
فعلى الفنان أو الأديب أن يخرج من حالة الانصهار والتفاعل مع العمل الذي يقوم به، ان يخرج على مراحل الى حالته الطبيعية الاعتيادية القريبة لفهم وفكر البيئة التي حوله، من اجل ان يجمع المتناثرات ويرتبها بتلك الرؤية الطبيعية قبل أن يطرحها بالإضافة الى رؤيته الشخصية وبنظرته الخاصة، لتكون أسهل وأسرع فهما وتقبلا للمجتمع وبالتالي يكون تأثير معالجة الحالات السلبية أقوى ، ليجني ثمار جهده وللغاية التي من أجلها ولدت فكرة العمل .
******************