بيان المجلس القومي الكلداني بمناسبة عيد المرأة
بعد أن قطعت المرأة شوطاً كبيراً الى الأمام متخطية العديد من العقبات والحواجز التي كانت تواجهها والمفروضة عليها، أصبحنا نتلمس أثر مشاركتها الفاعلة ومساهماتها الكبيرة في عملية النهضة الانسانية و الثقافية والاقتصادية والسياسية والعلمية والابداعية والتي كان لها دوراً هاماً وبارزاً لا يمكن تجاهله، ومع التطور وانتشار الوعي في المجتمعات المتحضرة كان لابد من تكريم للمرأة بتخصيص يوم الثامن من آذار من كل عام عيداً للمرأة وإعتماد مواثيق وأتفاقيات دولية لضمان حقوقها.
ان واقع المرأة في البلدان التي شهدت التغيير ومنها العراق بعد أن امعنت النظم الدكتاتورية والفردية في تهميش دورها واستحداث مجتمع بموروث ذكوري مهيمن على الرغم من التطور العلمي والثقافي الذي اصبحت عليه في العقود الاخيرة فأنها لم تنصف واستخدمت كوسيلة لكسب التأييد وتهييج الشارع، وكنا نأمل من حكوماتنا المنتخبة انصاف المرأة وصيانة حقوقها وتكريس العمل على الارتقاء بوعيها وتعليمها ونيلها لحقوقها المشروعة في ارتقاء المناصب العليا في الدولة والمؤسسات المختلفة، كما أن ظاهرة العنف ضد المرأة والتي تعد من أخطر الآفات الاجتماعية التي تجتاح مجتمعنا أصبحت تعكس الجانب الانحرافي الذي يهدد أمن المجتمع والأفراد، لذا استوجبت الضرورة وضع قانون شامل ومتكامل يحمي المرأة من العنف والعدوان ويصون حقوقها ويرفع الحيف عنها ويحترم كرامتها ومكانتها، فلا يمكن لأي ديمقراطية ان تتطور من دون مشاركة مساوية للمرأة في كل الميادين.
ان شعبنا الكلداني السرياني الآشوري كغيره من شعوب العالم المتحضر قد كرم المرأة ودافع وطالب بحقوقها وناضل من أجلها، كيف لا وسوح النضال بمختلف اتجاهاته يزخر بمآثر نسائنا ووقوفها بوجه الظلم والطغيان وتهميش دورها الأنساني والسياسي واصرارها وثباتها على مواقفها القومية وخوض غمار كل الميادين بكل جرأة وصبر.
وبأحتفائنا بعيد المرأة لا يسعنا إلا تقديم اسمى التهاني وأرق التبريكات بأسم قيادة واعضاء ومؤازري المجلس القومي الكلداني للمرأة بعيدها متمنين لها بالمزيد من التقدم وان تنال كل حقوقها، وان يحفظ الله نساء شعبنا ونساء العراق ويرفل عليهن بثوب العز والكرامة، وننحني إجلالاً وأكباراً لكل النساء اللواتي قدمن أرواحهن في سبيل الوطن وقرابيناً على مذبح الحرية والأنسانية.
المكتب السياسي
للمجلس القومي الكلداني
8 آذار 2016
