بوقفة أحتجاجية:عراقيات يمزقن ملصقات تقيد حرية المرأة وتحرض على الافكار المتطرفة في بغداد
عنكاوا كوم/ خاصأمام جدران كونكريتية وسط بغداد وضعت عليها ملصقات تحرض على تقييد حرية المرأة بأسم الدين وتضيق من الحريات الشخصية، وقفت نساء عراقيات تزامنا مع اليوم العالمي للمرأة في تظاهرة حاملات لافتات تندد بالافكار الرجعية والخاطئة التي تنتهجها جهات متطرفة.
التظاهرة التي حملت اسم "بغدادنا أجمل" كانت ضمن وقفة احتجاجية مدنية دعت اليها نساء عراقيات للمطالبة برفع ملصقات عشوائية على جدران العاصمة وساحاتها، تحرض على تحجيم دور وحرية المرأة وإضعاف سلطة القانون في البلاد وفرض الافكار المتشددة على الاخرين.
وشاركت في الوقفة نساء يمثلن منظمات المجتمع المدني ورابطة المرأة العراقية وجمعية نساء العراق وعن لجنة المرأة في وزارة الثقافة فضلا عن صحفيات واكاديميات من دار ثقافة الاطفال ودار النشر الكردية، اذ أكدت الصحفية أفراح شوقي أن سبب تنظيمها جاء أحتجاجا على الملصقات المشاعة على جدران بغداد والتي تحرض ضد المرأة وتحد من شأنه وتكفر السافرة والمتبرجة والغناء وغيرها .
وقالت شوقي في تصريح صحفي خاص بعنكاوا كوم "رغم الظروف السيئة للبلد الأ أن المرأة أستمرت في العمل والابداع والنشاطات واصبحت مثالا يحتذى به في الدول العربية وحتى الغربية".
"أفراح" التي كانت في مقدمة المتظاهرات وضعت اللوم على الدولة كونها لم تقيم جهود المرأة العراقية وتدعمها ووقفت مكتوفة الايدي حيال الحملات المتطرفة والملصقات التي تحط من قدر المرأة وتسلب حريتها.
وأضافت شوقي "هناك بعض المتصيدين يحاولون اشعال الفتنة في الشارع ونحن نريد أن تكون بغدادنا جميلة وان نحافظ عليها لذا أطلقنا على هذه الوقفة "بغدادنا اجمل" وستبقى لأن المراة جميلة وتحب الجمال وترغب بأن يكون لها كيان حقيقي في بلدها".
حماس المتظاهرات تزايد مع صيحاتهن المناهضة ضد الافكار المتشددة مما دفعهن الى التحرك صوب الجدران التي حملت الملصقات وقمن بتمزيقها بأيديهن وبعضهن استخدمت الالات لقلع اللافتات المقيدة للحريات الشخصية .
من جهتها، أعربت الدكتورة فاتن الجراح في حديث مع "عنكاوا كوم" عن خيبة املها من الاجواء المشحونة بالتوتر ومحاولات فرض الرأي على الاخر من خلال ظواهر وضع ملصقات على جدران معهد الفنون الجميلة ومبنى المحكمة وفي مناطق أخرى ببغداد تحث على العنف ضد المرأة وطمس حقوقها بحجة أنها مستندة الى الدين والشرع الاسلامي.
ورأت الجراح المخرجة المختصة بمسرح الطفل ضرورة الحد من هذه الظواهر السلبية ومنح المرأة دور اكبر في الدوائر التي تعمل فيها وعدم تهميش النساء في المجتمع العراقي، مشيرة الى وجود عقليات ذكورية متخلفة في دوائر الدولة ومنها في وزارة الثقافة تسعى الى تحجيم دور المرأة.
ورغم قلة اعدادهن الأ أن القوات الامنية منعت المتظاهرات في بادئ الامر من تنظيم الوقفة أمام معهد الفنون الجميلة بحجة عدم استحصال الموافقة الرسمية، لكن الاصرار على أجراء الوقفة الاحتجاجية جاء لصالح النساء المتظاهرات اللاتي تعالت أصواتهن لمناصرة حرية المرأة العراقية.
