يُفهَمْ من كلامك بأن سيادة المطران سرهد جمو هو من أمر بتأسيس الرابطة الكلدانية، لأن روما لايهمها وجود رابطة كلدانية أم لا، والمعادلة (حسب تخمينك) هي كالآتي:
المطران جمو يأمر روما (عميله الكاردينال ساندري)--- ساندري يأمر البطريركية (غبطة البطريرك في هذه الحالة)--- البطريرك ينفذ أوامر روما التي هي أوامر المطران جمو بصورة غير مباشرة ، وكنتيجة لذلك تغير موقف مار ساكو في الجانب القومي ليتماشى مع موقف المطران وهو ما فاجأكم أنت والأخ مايكل والكثيرون ممن يفكرون هكذا.
ياله من تخمين عبقري (إختراع)، ولكنك نسيت - مع الأسف - بأن المطران جمو لايقف مع تأسيس الرابطة ولم يشجعها، وهذا يعني أمر واحد من إثنين:
١- سيادة المطران يناقض نفسه، بمعنى آخر عنده (إزدواجية) في الشخصية.
٢- تخمينك لا أساس له من الصحة.
الاخ جاك على عكس البقية فان هذا اول تخمين اكتبه بالرغم من انني في عدة قضايا امتلك تخمينات مثل اي شخص اخر, ولكني لا اكتبها , بل ارغب بسماعها من الاشخاص المعنين بانفسهم. وما كتبته كان اولا تعليق على الاخ مايكل سبي, وانا مع هذا كنت حريصا بان اسميه بانه مجرد تخمين وها انت فضلت ان تسميه اختراع لتقوم بهذا التعليق عليه, ولكني مع هذا لن اعتبره اكثر من مجرد تخمين.
بكل تاكيد ان هذه الخطوة كانت مذهلة ومفاجئة, حيث ان غبطة البطرك كان سابقا يرفض ذلك بشكل قاطع. وهذه انا لا ارى مشكلة عندما تاتي بهكذا طريقة , فانا ايضا اغير افكاري بشكل مذهل ومفاجئ ولكنني اشرح لماذا غيرتها. فانا في كل الاحوال شخص اسخر من مصطلحات مثل "المبادئ الثابتة التي لا تتغير حتى الابد" والتي اخترعها الثورجيين ليقوموا بتخوين الاخرين الذين يرفضون نهجهم.
ولكن المشكلة تبقى عندما يكون هناك رؤوساء مؤوسسات يغيرون اراء ويتخذون قرارات وهم لا يشرحون اي شئ وفي هذه الحالة يفتحون الابواب امام التخمينات.
عنوان موضوعك هو "وحدة الكنيسة الكلدانية ليست بيد روما فقط". وحول الوحدة مثلا, فان الكنيسة الكاثوليكية تتحدث ايضا عن شعار الوحدة الذي يتحدث عنه غبطة البطرك والذي لا احد يعرف نموذجه وشكله. ولكن المثير فيها هو ان الكنيسة الكاثوليكية في تصريحاتها عن الوحدة مع الكنيسة الاشورية لا تذكر في اي مكان اي شئ عن ضرورة وحدة الكنيستين الكلدانية والاشورية باعتبار ان ذلك سيساعد المسيحين في ظروفهم هذه والتي يطرحها غبطة البطرك. كل تصريحات الكنيسة الكاثوليكية هي عارية وخالية من هكذا ضرورة بين الكنيسة الاشورية والكلدانية. وكلها تجري فقط حول الكنيسة الكاثوليكية نفسها.
وبالطبع انا لن اتركك بدون دليل, فالمشرف على هكذا مشروع هو الكاردينال كاسبر وهو الماني الاصل. فاذا كان شعار الوحدة الذي يحمله غبطة البطرك المقصود منه ادخال الكنيسة الاشورية في الكنيسة الكاثوليكية فهذا ليس شعاره وانما شعار الكاردينال كاسبر الذي يقول في مكان اخر بانه يشجع الكنيسة الكلدانية على اقناع الكنيسة الاشورية في الدخول ضمن الكرسي الفاتيكاني.
والكنيسة الاشورية اذا دخلتها فانها ستصبح مثل الكلدانية تحت سيطرة مجلس كنائس الشرقية وستخسر سلطتها على ابرشيات الخارج وكل صلاحياتها.
وهنا اعيدها لك: غبطة البطرك يقول بان وحدة الكنيسة الكلدانية والاشورية ستساعد المسيحين في محنتهم في العراق.
وهنا اؤكد لك بانني لا علم لي باي باي حرف حول نموذج وشكل هذه الوحدة, واعيد واؤكد بانها فقط كتخمين اذا كان المقصود منها دخول الكنيسة الاشورية ضمن الكنيسة الكاثوليكية, فان الكنيسة الكاثوليكية متمثلة بالكاردينالات لا يذكرون ولا حتى حرف واحد عن اي وحدة ضرورية بين الكنيستين الكلدانية والاشورية وانما فقط مصلحة الكنيسة الكاثوليكية بحد ذاتها.
هناك فقط قول بان لو دخلت الكنيسة الاشورية ضمن الكاثوليكية فان الاخيرة ستتمكن بان تساعد المسيحين الاشوريين في اوضاعهم في العراق وكأن ذلك تضعه كشرط.
وهنا المصدر:
https://zenit.org/articles/cardinal-kasper-on-the-assyrian-church/وهذه الاسطر التي اقتبسها من شرحي حول المساعدة :
Second, that the results of our dialogue may be further explained and received, so as to allow Catholic and Assyrian faithful to better understand and help one another.
الرابط يدور حول المناقشات حول الكنيسة الاشورية ولن تجد فيه اسم الكنيسة الكلدانية على الاطلاق. ليس هناك ولا حتى سطر واحد يقولون فيه بان الغرض في الاساس هو ان يتوحد مسيحي العراق لتساعدهم وحدتهم في محنتهم.
تحياتي