رساله محبه وحقيقه وواقع جوابا لرساله غبطه ابينا البطريرك مار لويس روفائيل ساكو -
رسالة عيد القيامة “ان نسير معا الى السلام” الرابط
http://saint-adday.com/?p=11756 .
تحيه و احترام ..شلاما و ايقارا :
نبداء من اخر الرساله
عيد مبارك وقيامة حقيقية لكل واحد منا ولعائلاتنا ونقول لكل العالم قام المسيح حقا قام هليلويا ,وشكرا لغبطتكم سيدنا مشاركتنا رؤيتكم وافكاركم لواقعنا في بلدنا الام بلاد الرافدين ,واسمح لمواطن مسيحي كلداني بسيط ان يبادلكم الرسائل بمحبه .
قولكم
أجواؤنا مَشحونةٌ، وبلُدنا مُجزأ، وبعضُه لايزالُ تنظيمُ الدولة الإسلاميّة يحتله، والمؤسف ايضًا ان كلَّ تحالفٍ منقسمٌ على نفسه بسبب صراع المصالح وطموحِ الزعامة، فغاب “الوطن فوق الجميع “و " كرامة الانسان في المقدمة". وأود ان أذكر هنا بقولِ المسيح: " كُلُّ مَملَكةٍ تَنقَسِمُ على نَفْسِها تَخْرَب، وكُلُّ مَدينةٍ أَو بَيتٍ يَنقَسِمُ على نَفْسِه لا يَثبُت" (متى 12/25). كلام لا غبار عليه ومضبوط 1000000%
قولك
صراحة واقع مُحزن ومؤلم ومُحبط، لكنه لا يزالُ هناك أَمل. نحتاج الى خطوات عمليّة للخروج من هذا الوضع القاسي ومنع من ان تؤدي هذه الصراعات الى مزيدٍ من الفُرقة والاقتتال والموتى والتهجير والخراب والضغوطات النفسية والقلق والخوف. . كلام سليم . ولغبطتكم محاولات في كل الاتجاهات لايقاف هذا الواقع المرير والكل يشهد بذالك, فهل وجدت من مجيب من الطرف الاخر شريك الوطن ؟؟؟.
وتكمله قولك
لننظر نحن المؤمنين مسيحيين ومسلمين وصابئة وايزيديين، نظرة ايمانية هادفة الى مأساتنا ولنستقد منها في جعلها فرصة خصبة وقُوّة دافعة لاستعادة الثقة والتسامح والتلاقي عبر الحوار الجاد والمصارحة من اجل تحقيق المصالحة الوطنيّة والوحدة والشراكة والسلام، وتفويتِ الفرصةِ أمام من يَسعون لاستثمار مشاكلنا لمصالحهم (قوى داخلية وخارجية)! . هنا اختلف معك 100% وخصوصا بزج اسم المسيحيين ومن بعدهم الصابئه ومن بعدهم القسم من اليزيديين في هذه التشكيله .فنحنُ المسيحيين لا ناقه لنا ولا جمل في هذه المأساه, فبداءاً من قادتنا من لطمنا على خدنا نعرض له الاخر ,
وهكذا ترى اللطمات والصفعات واللكمات والركلات تنهال علينا من كل صوب وحدب ونحن لم نتعلم لهذه اللحظه كيف نصدها على الاقل وليس ردها !!!! مع الاسف الشديد و اصبحنا ( حايط انصيص ) في ارضنا الام . وبما ان مكانتك ومركزك لا يسمح لك في بعض الاحيان وضع النقاط على الحروف ليس لعدم معرفتك بقراءه الواقع بل لخوفك على ابناء شعبك و مصيرهم اسمح لي انا العبد الفقير ان اضع النقاط على الحروف .فمصيبه العراق وكل ما حل به مأسي هو بسبب المسلمين فقط لا غير (الله) وكيلكم شيعه وسنه واكراد وغيرهم .والدليل ادناه من دستور جمهوريه العراق العظيم :
المادة (2):
اولاً :ـ الاسلام دين الدولة الرسمي، وهو مصدرٌ اساس للتشريع:
أ ـ لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع ثوابت احكام الاسلام..
وللامانه الشيعه والسنه نحنُ بالنسبه لهم صفر على الشمال وللنمله يحسبون لها حساب اكثر منا وهذا بسبب افعالنا نحنُ . والاكراد نحنُ بالنسبه لهم حجر عثره يريدون ازالته بكل الطرق والصور ويمسحوا حتى الاسم . والاثنان ( والسنه اقلهم ) امام العالم يذرفوا علينا دموع الخنازير والتماسيح والبعران و و و و ...... فمتى سنتعلم الدرس ونتيقن باننا نتعامل مع اناس ( تخاف ما تختشيش ) .
قولك
لنُبرهنْ أننا قادرون على الانفتاح على بعضِنا البعض، والتعايُّش مع الاختلاف في الآراء، ولنتسارع كفريقٍ واحدٍ رجالاً ونساءً لفعلِ شيءٍ من أجل خلاصِ بلدِنا وأنفسِنا! فالسياسةُ ليست لعبةَ مصالح، بل إحساسٌ بالمسؤوليّة وفكرٌ وثقافةٌ ومواقفٌ شجاعةٌ لتنفيذ ما يَتطلعُ اليه شعبُنا من إصلاحات. هنا غبطتكم تعلم والجميع بان المسيحي يتعايش وينفتح ويبني مع الاخر, فالمطلوب من الاخريين ان يتفاعلوا بنفس الطريقه للبنيان . اما السياسه فهي من اقبح المجالات التي يتجه اليها الشخص وتتباين حسب خلفيه الشخص الايمانيه , والكل يعلم بهذا الشئ خصوصا عندما يتعلق الامر بالاخر والحصول على المكتسبات ( كلمن يعبي بالسله عنب ) فما بالك ان كان السياسي (مسلم ) ؟؟ . غبطتكم خير العارفين بمقوله السيد المسيح له المجد
فقالَ يَسوعُ ادفَعوا إذًا إلى القَيصَرِ ما لِلقَيصَرِ، وإلى اللهِ ما للهِ . لوقا 20\25 . ولانك من تلاميذ السيد المسيح فأنت ترى الحياه و(السياسه) بمنظار السيد المسيح اما غيرك وخصوصا سياسيوا اخر زمان في العراق العظيم الجديد فيراها بعكس ذالك فهو يضحك في نفسه عندما يسمع قولك (فالسياسةُ ليست لعبةَ مصالح، بل إحساسٌ بالمسؤوليّة وفكرٌ وثقافةٌ ومواقفٌ شجاعةٌ لتنفيذ ما يَتطلعُ اليه شعبُنا من إصلاحات.) فجل همهم هو سرقه ( العراق ) وبكل ما اوتوا من قوه وفكر وتعاليم .وكل مجموعه منهم تتعامل مع ( العراق ) وكانه حديقه ( الخلفوهم ) وبهذا الفكر اوصلوا العراق عالميا الى المركز الاول او الثاني بكل الامور السلبيه ( ولله الحمد ) كما يقولون .وهكذا ينطبق عليهم كلام السيد المسيح له المجد
مِنْ ثِمارِهِم تعرِفونَهُم. أيُثمِرُ الشَّوكُ عِنَبًا، أمِ العُلَّيقُ تِينًا . متى 7\16 فماذا تنتظر منهم وانت خير العارفين بكلام البشاره . كلامك بشأن السياسه والسياسيين من الممكن ان يكون صحيح في فرنسا او روسيا او الصين او الهند اما فيمن تقصدهم فلا حياه لمن تنادي .
اما قولك
نحن المسيحيين في هذه الأيام الصعبة، بالأمسِ ختمنا الصوم الاربعينيِّ وبدأنا الاسبوعَ المقدّسَ للاحتفال بعيد الفصح-القيامة (الأحد 27 اذار) أجمل اعيادِنا وأكثرُها بهجةً ورجاءً، ولكيلا نبقى ننظر الى جراحاتِنا الظاهرة، ونفقد الرجاء المسيحي لهذا الألم-الصليب، أدعوكم الى الحكمة والتروي والبقاء معًا متحدينَ على الأرض التي ولدنا فيها وعشنا عليها مع اخوتنا الاخرين نحو 1400 سنة وبنينا معًا حضارةً مشتركة. وحذار من التخبّط وفسح المجال امام أشخاص وجمعيات ودول ليستغلوا معاناتنا لمصالحهم ويشتتوننا في أربع اقطار المعمورة (50 هنا و100 هناك).. سيدنا نحنُ في (العراق) معلقون على الصليب منذُ 1400 سنه ليومنا هذا ومع هذا نبتهج ونفرح بقيامه مخلصنا وفادينا ونحن لا نزال معلقين على الصليب من قبل صالبينا وما لنا غير يسوع يضمد جراحنا . ومع كل هذه الالام علمنا من غزى بلادنا وارضنا من الجهلاء و الاميين العلوم والقراءه والكتابه وعلمناهم كيف يكتبون قرآنهم وينقطوه وطورنا لهم لغتهم العربيه المأخوذه من الاراميه وكل الفضل يعود لنا و للغتنا السريانيه , فعلى يدنا عرفوا معنى كلمه حضاره واستلموها على الحاضر اهل مكه وجزيره العرب , وبعدما اخذوا منا رحيق علومنا ومعرفتنا اخذوا يضطهدونا ولليوم مازالوا ومازال البعض منا متعلقا بارضه الام ويقاوم ظروف الحياه الصعبه , فكيف لا تريد من البعض الاخر منا الذي انهكته الحياه بمأسيها في الوطن ان يبحث عن مكان آمن له ولعائلته بعله تشتيتنا !!! فهل الاخرين بحاجه الينا كي يشتتونا ام هي نبوءات الكتاب المقدس تتحقق فينا فيما يخص الاشوريين والكلدان واشور وبابل ؟؟؟. والمسلمون العراقيون انفسهم منذُ زمان يتطافرون ويتركون العراق الى بلاد (الكفار) الواسعه في ارجاء العالم وهم من بيدهم السلطه فما بالك بنا نحن الذين (لا نهش ولا نكش).
اما قولك
أدعوكم لتكونوا قامة إنسانية ومسيحية ووطنية كما يريدُ المسيح، ونموذجاً معتدلاً ومُحبّاً، حاضراً وفاعلاً، نموذج " نورٍ ورجاء" في الولاء للوطن "بيتنا" وللعراقيين "أهلنا"، والتواصل مع الجميع والتكامل والتعاون في بناء حاضرنا المناسب ومستقبلنا وعندها حضورُنا لن يكونَ مهدداً! اتتصور غبطتكم ان لم نكن نحنُ سائرون على هذا الدرب والنهج على تعاليم السيد المسيح له المجد وهم متاكدون من هذا الشئ كانوا تركونا (نشتم الهواء) في العراق منذ 1400 سنه مضت ؟؟؟ ..سيدنا العزيز نحن مهددون في كل البلاد الاسلاميه ( لوجه الله تعالى ) هذه تعاليم القرآن ولا غبار عليها البته وهي اوضح من الشمس في فلك السماء .
واخيرا قولك
وأود ان اختم بهذه العبارة من العهد الجديد في مواجهة معاناتنا والتمسك بالثبات في ايماننا ومحبتنا ورجائنا ورسالتنا شهادة للمسيح رسول السلام: " كُونوا في الرَّجاءِ فَرِحين وفي الشِّدَّةِ صابِرين وعلى الصَّلاةِ مُواظِبين. واغلِبوا الشَّرَّ بِالخير (رومية 12/10 و21) وفعلا هذا هو احد الامور التي تُبقي البعض منا متمسكين بارض بلاد الرافدين بلاد الاباء و الاجداد , نطلب من الرب الاله لهم ولكم ان يحميكم ويقويكم لتستمروا بتحمل الام الصليب الذي لا زلتم معلقين عليه وستبقون معلقين عليه في العراق العظيم وعلى اقل تقدير المئه عام القادمه في حاله لم تندثر المسيحيه الام في العراق واقصد بهم هنا المسيحيون من الكلدان و السريان و الاشوريين تلاميذ مار توما الرسول مبشر بلاد الرافدين خلال السنين القليله القادمه .
واخيرا سأكون ممنوناً جدا لمن يشاركنا في الاراء بالرسالتين من الكتاب والقراء المحترمين فمنكم نستفيد .
نقبل ايادي غبطتكم وتقبلوا فائق تحياتي و احترامي .قام المسيح حقا قام .هليلويا .
ظافر شانو