المحرر موضوع: اهـتزت أوروبـا، لكنهـا لـم تـقـع  (زيارة 665 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل غسان يونان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 388
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اهـتزت أوروبـا، لكنهـا لـم تـقـع

غسان يونان / g.younan@hotmail.com
نعـم، تمكـن الإرهـاب من اهـتزاز أوروبـا سـواءً فـي فـرنسـا أم السـويـد أم بلجيكـا مـؤخـراً، ولكـنهـا لـم ولـن تقـع، وببسـاطـة لأنهـا مبنيـةٌ علـى أُسـس الـديمقـراطيـة والعـدالـة وحقـوق الإنسـان وحـريـة إبـداء الـرأي والتـأنّي فـي إيجـاد الحلـول، هـذا البـاب الـذي اسـتغلـه البعض وولـج منـه وتعشـعـش فيـه مسـتغـلاً كـل العـون والأمـن والأمـان الـذي وُفـّر لـه لينقـلـب كاشـفـاً عـن وجـهـه الحقيقـي ونـوايـاه الشـريـرة والسـيئـة تجـاه أوووبـا العظيمـة التـي كـانت أذرعهـا مفتـوحـة للجميـع بغـض النظـر عـن الانتمـاء الـدينـي أو القـومـي.

وإذا كـان البعـض يعتقـد بـأن الضـربـات الجـاهليـة سـتوقـع أوروبـا، فهـو مخطـىء، لأنهـا (أي أوروبـا) قـد تعـرضّت للكـثير مـن هكـذا اهـتزازات وارتجـاجـات ولكنهـا بقيـت صـامـدة لا تتـزعـزع. وأمـا هـذه الأعمـال الإرهابيـة فقـد تـزيـد فـي وحـدتهـا وتماسـكهـا وردودهـا العمـلانيـة فـي اسـتئصال الأورام الخبيثـة التـي تسـللـت فـي جسـمهـا.

فاليـوم الـذي سـيلعـن فـيـه الجهلـة المتطـرفـون أنفسـهم بـات قـريبـاً، إذ سـيُقضى عـلـى هـؤلاء المجـرمـين الإرهـابـيين الكـفرة  ويـرمـونَ فـي البيئـة التـي انطلقـوا منهـا وسيـعـود معهـم كـل مٓـن دعمهـم أو روّج لهـم إلـى العصـر الحجـري والـرمـال الصحـراويـة الحـارقـة التـي انطلقـوا منهـا كـاشـفينَ الـدعـم الـذي يلقـونـه مـن قـادة "عُثمـانـيي" اليـوم.

أجـل، أوروبـا طُعنـت اليـوم فـي الظَـهـر، وبنفـس الـوقـت أوروبـا تعلمـت الـدرس جيـداً واسـتوعبت كـل هـذه المتغـيرات مـن خـلال تقـديـم اسـتقـالات بعـض وزرائهـا أو مـن خـلال إعـادة النظـر بالكـثير مـن قـوانينهـا التـي كـانت السـبب فـي فتـح العـديـد مـن الثغـرات القـاتلـة التـي طالـت وجـودهـا الحـر.
وعليـه، سـوف يـعيـش العـالـم أجمـع ويرى ردّ فعـل أوروبـا علـى الإرهـاب والإجـرام والاسـتهتـار وسـتكـون نهـايـة أي فكـرٍ أو معتقـدٍ قـد ظـنّ يـومـاً بأنـه قُادرٌ علـى النيـل مـن عظمـة أوروبـا وإنسـانيتهـا.

فـلـتحيـا أوروبـا العظيمـة
وليسـقط الإرهـاب الجبـان فـي رمـال البـؤس والشـقـاء.
٢٦ آذار ٢٠١٦