نهنئ الجميع بمناسبة حلول عيد القيامة المجيد، ونطلب من الرب أن يحتفل أبناء شعبنا به في قراهم ومدنهم بعد تحريرها وطرد الطغاة منها إنشاءالله.
يحتفل غالبية المسيحيين بعيد الميلاد المجيد في يوم محدد هو ٢٥ كانون الأول من كل سنة، ويتساءل الكثيرون لماذا لايقع عيد القيامة في يوم محدد من السنة أيضاً؟ وماهي قصة البيض الملون، وهل لها جذور دينية مسيحية؟
سبب هذا الأختلاف يعود الى عام ٣٢٥ م عندما وُضِعَتْ معظم القوانين التي تُنظّم المسيحية الحديثة في مجمع لآباء الكنيسة عقد في مدينة نيقية ، أو مدينة (Iznik) التركية الحالية.
حيث قرروا في هذا المجمع أن يكون الأحتفال بعيد القيامة (الفصح) في الأحد الأول بعد أول إكتمال للقمر (يكون بدراً) في الربيع من كل سنة.
والمعروف أن الربيع يبدأ في ٢١ آذار من العام، هذا يعني أن العيد سيقع أحد أيام الأحد في الفترة الواقعة بين ٢٢ آذار و ٢٥ نيسان من السنة، لذلك نرى هذا الأختلاف بين سنة وأخرى.
كما لم يكن اختيار وقوع عيد القيامة في الربيع اعتباطياً، بل كان لفتة ذكية من آباء الكنيسة لأحلاله محل أحتفالات الشعوب الوثنية التي دخلت المسيحية وكانت تحتفل بأعيادها أيضا في الربيع وتستعمل رموزاً تشير إليه كالبيض الملون وفراخ الدجاج التي أصبحت رموزا تقليدية إرتبطت بعيد القيامة منذ ذلك الوقت.
هذه الرموز تشير الى بداية جديدة أو ولادة جديدة ونهوض (قيامة جديدة) في الربيع وعودة الحياة بعد فترة السبات الشتوية، والقيامة الجديدة بالضبط هي ماتحتفل بها الكنيسة في إشارة الى موت المسيح وقيامته والحياة الجديدة.
أما وجود الأرنب -أو مايسمى بأرنب الفصح- فليس أيضا من قبيل الصدفة لأنه يعتبر رمز الخصوبة في الربيع وأرتبط ب (Eostrae) الهة الخصب لدى الأقوام الجرمانية التي دخلت المسيحية واحتفظت به أيضا.
وجرت محاولات عديدة من قبل الكنيسة لأحلال الخروف محل الأرنب الذي يعتبر رمزا للجنس، إلا ان هذه المحاولات لم يُكتَب لها النجاح لكون هذا التقليد متأصل في هذه الشعوب.
نبذة مختصرة عن مدينة (Iznik) التركية أو مدينة نيقية سابقا
إزنك، وكان أسمها نيقية حتى القرون الوسطى، مدينة تركية تقع في محافظة بورصه على الضفة الشرقية لبحيرة تحمل نفس الأسم.
بُنيت سنة ٣١٠ قبل الميلاد، ويبلغ عدد سكانها ٤٣٤٢٥ نسمة بحسب تعداد عام ٢٠١٢ .
إحتلها السلاجقة عام ١٠٧٨م وكان هذا الأحتلال أحد الأسباب الرئيسية للحروب الصليبية الأولى حيث تم تحريرها، إلاّ أنها سقطت مرة أخرى في عام ١٣٣١م بيد العثمانيين وأصبحت جزءاً من إمبراطوريتهم.
توجد في المدينة آثار كاتدرائية القديسة صوفيا التي إنعقد فيها مجمع نيقية الثاني في عام ٧٨٧م.