توقعات بفشل العبادي في إعلان حكومة التكنوقراط في موعدها رئيس الوزراء العراقي يتجه نحو إخفاق جديد بسبب تمرد بعض الوزراء، ورفضهم الاستقالة مثلما تقتضيه خطة تجديد الفريق الحكومي.
ميدل ايست أونلاين
قوى المحاصصة الطائفية أقوى من أي رغبة بالإصلاحبغداد ـ أكدت مصادر عراقية مطلعة أنها أصبحت على يقين من فشل رئيس الوزراء حيدر العبادي في إعلان التشكيلة الجديدة لحكومته خلال المهلة التي حددها البرلمان العراقي له والتي تنتهي الخميس، ستنقضي دون ان يتمكن من اعلان حكومة التكنوقراط الموعودة.
يأتي ذلك في حين جدد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الاربعاء تأكيده على أن الاعتصام امام بوابات المنطقة الخضراء يجب ان يستمر بوجوده او بغيابه.
وقالت المصادر العراقية إن التمرد الواضح والحاسم الذي أبداه بعض الوزراء ضد العبادي وخطته الإصلاحية يؤكد حتمية هذا الفشل.
ورفض وزيرا الخارجية إبراهيم الجعفري والتعليم العالي والبحث العلمي حسين الشهرستاني بشكل صريح ترك وزارتيهما واستبدالهما بآخريين، وذلك وفقا لبيان وصف بشديد اللهجة أصدره النائب بالبرلمان عن التحالف الوطني الشيعي كاظم الصيادي.
واعتبر الصيادي في البيان أن العبادي أصبح "فاقدا للأهلية".وقال الصيادي إن "التحالف الوطني الشيعي فقد زمام المبادرة فيما يخص قضية الإصلاحات بسبب سعيه للمحافظة على المناصب التي يعتبرها مقتنيات شخصية له، مشددا على أن "التحالف أصبح عبارة عن مجموعة من الدكتاتوريات والإمبراطوريات".
وأضاف أن رئيس التحالف إبراهيم الجعفري الذي يشغل منصب وزير الخارجية يرفض تغييره ضمن التعديل الوزاري بالإضافة إلى وزير التعليم حسين الشهرستاني، مشيرا إلى أن الجعفري والشهرستاني أصبحا مرفوضين شعبيا على حد قوله.
وحذّر الصيادي من أن الأمور في البلاد وصلت إلى مفترق طرق، لافتا إلى أن العبادي رجل فاقد للأهلية في قيادة مجلس الوزراء ولا يمتلك أدوات القيادة وإصدار القرارات.
والأربعاء، جدد مقتدى الصدر على ضرورة أن يتواصل الاعتصام بوجوده او بغيابه، محذرا في لقاء صحفي من أن العراق متجه الى "اعلى مراتب الخطر" اذا بقي الوضع على ما هو عليه.
ونفى زعيم التيار الصدري وساطات إيرانية بينه وبين العبادي، مؤكدا أنه "لم تكن هناك أيّة وساطة منهم، ولا أظن أنهم سيفعلون".وبخصوص تعامل العبادي مع الاصلاحات التي طرحها زعيم التيار الصدري، ذكر الصدر "كأني به (العبادي) يقع تحت ضغوطات الكتل السياسية الطالبة للسلطة والنفوذ، بل هي في صراعٍ مع الوجود ـ أعني وجودها ـ أو العدم، فهي في الأغلب ليس لها غطاء شعبي على الإطلاق، وإنما وجودها في أروقة السياسة الفاسدة".
واضاف ان "أحد الأمور التي أفسدت فيها الحكومة والأحزاب المشاركة، هي المحاصصة الطائفية وتأجيج النفس الطائفي، لذا فنحن من الساعين لرفع هذا النوع من الفساد".
وقال إنه "إذا بقي الحال على ما هو عليه، فإن العراق يصل إلى أعلى مراتب الخطر من جميع النواحي".وهدد الصدر الثلاثاء بسحب الثقة في البرلمان من العبادي، ما لم يلتزم بالمهلة التي حددها مجلس النواب لتشكيل حكومة تكنوقراط.وتسلّم العبادي الخميس الماضي قائمة ترشيحات مقتدى الصدر لوزراء حكومة التكنوقراط المنتظرة.
وأكد مكتبه أنه سيتم التعامل إيجابيا معها ومع الترشيحات الأخرى حيث سيقوم العبادي بتقديم قائمة بالتعديلات الوزارية إلى مجلس النواب الخميس.
