يدُ تشوني ليست تحت الصخرة
تشوني إيدو ليلا تخوت كيبا
آشور كيواركيس – بيروت"
إذا تجاوز الصبر حدوده، فهو جبن" (جورج جاكسون – ناشط ثوري أميركي)
- بعد 13 سنة من نقل الأوراق من سيّد إلى آخر ...
- بعد 13 سنة من المواعظ الإنهزامية في المهجر الحر...
- بعد 13 سنة من تفكيك المجتمع الآشوري وقومنة الطوائف ...
- بعد 13 سنة من الصراخ
فقط من أجل الكوتا والكرسي الوزاري ...
- بعد 13 سنة من الدعاية لـ"العراق الجديد" والسكوت على احتلال الأرض الآشورية والتغطية عليه ...
- بعد 13 سنة من المتاجرة بالوجود القومي الآشوري على مائدة الهوية بمشاركة رجال الدين المستعربين ...
- بعد أيام من التصريح البنفسجي للنائب عماد يوخنا، يطمئن فيه الشعب "الآشوري" بأن العبادي وعد حركته المسيحانية بكرسي في الحكومة فيما شعبه يعيش في الكرافانات وعلى أبواب السفارات ...
... انتفض وادي نحلا بمن تبقــّى من آشورييه من جبل كارا حتى جبل عقرة، هؤلاء الذين لم يعرف أجدادُهم الإستسلام ولا استشهدوا في الحرب العالمية الأولى على يد الأكراد والأتراك في سبيل مجرّد "تعليم السوريانية"، أو كرسي وزاري في اسطنبول، ولا مجرّد شهادة بدَويـّـة في "الوجود القومي الآشوري" ... بل في سبيل نواة القضية الآشورية : الأرض الآشورية.
فبتاريخ 13/04/2016، قرأت في صفحة "ROOSH" (إستيقظ) على الفايسبوك، والتي تديرها مجموعة من الشباب آشوري الواعد في آشور المحتلة، عبارة تقول : "
نحن لسنا أولائك النائمين السذج بعد الآن" – وهذا أضاف المزيد من الأمل على أخبار التظاهرة الآشورية في وجه الإحتلال الكردي أمام برلمانه، كتعبير عن رفضهم لاستمرار تكريد أرضهم، والتي لم يستطع المشاركة فيها العدد المتوقّع بسبب منع عصابات البيشمركة لأبناء نحلا من المشاركة حيث سدّوا الطريق أمامهم.
وما لفت نظري ونظر الكثيرين من آشوريين وغيرهم، هو صورة السيدة الآشورية الفاضلة جونيتا كيواركيس (تشوني)، العجوز التي أكل الدهر وشرب من معاناتها على أرضها المكرّدة عنوة، تواجه عنصراً من العصابات الكردية، وكأنها لا تعيش في الواقع (الصورة في أسفل المقالة).
إن الإنتفاضة الآشورية "السلمية" التي شهدناها مؤخرا تسدّ الطريق أمام ذريعة "إيدَن تخوت كيبا" (يدنا تحت الصخرة) التي طرَق بها "المناضلون" رؤوسنا لسنوات فيما كانت يدهم طليقة في الهواء خلال صراخهم الجريء ضد تهميشهم بالكراسي النيابية والوزارية...
قصّة نحلا هي قصّة آشور بأكملها، حيث يدفع الآشوريون منذ قرون ثمن صراعات الدخلاء على أرضهم، أما خلال العقود الأخيرة حصرا، فوادي نحلا كان يضم أصلا 25 قرية آشورية عامرة، تم تكريدها بعد إجبار أهاليها على الهجرة من قبل عصابات التعريب والتكريد ولم يبقَ فيها اليوم سوى 8 قرى، كلها تعاني من احتلال الدخلاء الأكراد لأراضيها المحاصرة وهي : جمربتكي، كشكاوا، ميروكي، هيزانكي عليتا، هيزانكي ختيتا، بلمند، شولي، وخليلاني – يعيش أغلب أبناء هذه القرى اليوم في المهجر، حالهم حال أغلب أبناء الأمة الآشورية.
يأية حال، إن المسألة ليست مسألة وادي وبضعة قرى، بل إنها قضية شعب بأكمله، صاحب أرض بأكملها تعاني نفس معاناة نحلا، وفي هذه الحال من واجب آشوريي المهجر قبل آشوريي العراق، الكفّ عن التحليلات السياسية وتأسيس لجان طارئة تقتصر مهمتها على تنظيم التظاهرات في الدول التي صنعت العراق والكيان السرطاني داخله، وعقد لقاءات مستمرّة مع حكوماتها ليتم فيها طرح القضية الآشورية كما هي : "آشور محتلـــّـة من قبل الأكراد"، وكفى التأمــّــل من السياسة الإنهزامية التي تمارسها كافة المؤسسات الآشورية التي تمثلت حتى اليوم في المنابر الرسمية العراقية.
بناءً على ما ورَد، وأقولها بكل محبة وجدية للشرفاء من كوادر وأعضاء المؤسسات السياسية الآشورية العاملة في العراق :
تسابقوا على ترشيح "خالتي تشوني" لتمثل الشعب الآشوري في البرلمان الكردو-إسلامي (بغداد) وعندها لن يكون هناك أي داعي لإحياء مناسبة "رأس السنة الآشورية" لإثبات وجودكم، وسيحترمكم أعداء الأمة الآشورية أكثر وأكثر كون يد "ممثلنا" لن تكون حينها تحت الصخرة (تخوت كيبا).
(رأي شخصي)