المحرر موضوع: في العراق...امتزج حب الله بحب الوطن  (زيارة 946 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سمير القس يونان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 140
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
في العراق...امتزج حب الله بحب الوطن
                       

بقلم....سمير القس يونان                               
في 27 نيسان لسنة 2016
لا يمكن ان نمنح عنوانا ومسميا لما يمر به العراق ويعيشه الان الا ما سمينا وعنونا هذا المقال..لقد اختلطت كل ما النظريات الاجتماعية وأضحت عاجزة لتبلور فكرة او نهج او طريق ينطبق على التخبط والتدحرج السياسي الذي نراه في العراق..يقولون ان السياسي ثعلب ماكر ومخادع ويصيغ العجينة على هواه لكنه يمتلك جزءا من الخجل والصدق اقله داخل اسرته وبعيدا عن اروقة برلمانه ومعتركه السياسي..لكن السياسي في العراق ضرب رقما قياسيا وخياليا في الكذب والمكر والسرقة ولا بد وقد فقد ماء وجهه ولم يعد يمتلك جزءً من الحياء..ما يجري في عراق اليوم فاق التصور ولم يعد بمقدورنا هضم ولو قضمة من هذا الجسد المتهرئ..لا وفاق ولا وئام ولا رؤية ولا احترام ولا نظام وأصبحوا شلة قذفتها الامواج لتلقى برا امينا وهو شاطئ العراق..جاءوا ليجسدوا الانحطاط الاداري والخلقي واقتنوا من التجارب السيئة التي اجتاحت العالم ليكونوا مثالا في التقمص..كان املنا بهم تجديد الحياة وإزالة ما تعلق بتلابيب العراق عبر العهود السابقة من وهن ورهن وان يعيدوا وجه العراق وبهائه لكنهم ركلوه بأقدامهم القذرة وأضافوا طمسا ورجسا وجعلوه جثة هامدة لا نبض للحياة يعتريها التفسخ والزوال..ماذا سيحل بمتأمل فقد كل مقومات صيرورته من هؤلاء ان يأتوه بحقه وإلا هم يتصارعون كالثيران تحت قبة البرلمان ديدنهم التنكيل والإخلال واخذ الثأر وهناك في الخارج صراخ وعويل وبشر جياع خائفين قلقين ينتظرون..قبل ايام قرأت خاطرة تقول::في اسطبل للحمير جحش مضرب عن الطعام وأصاب جسده الذبول حدا اثار حفيظة ابوه الحمار وهذا ما دفعه ليستطلع الامر عن سبب اضراب ابنه عن الطعام..ذهب الحمار الى الجحش وعندما رآه انقهر كثيرا لما حل به من وهن ونحول واخذ يداعبه ويمسد وبره بقدمه الامامية قائلا له::ما بك يا بني؟؟لقد احضرت لك اجود انواع التبن والشعير دون ان تأكل منها حفنة مصرا على انقطاعك وعزوفك عن الاكل..ارايت كيف اصبح جسمك؟؟انا والدك وأمرك يهمني اكثر من اي مخلوق..هل تعاني من الم او مرض او مشكلة؟؟قل لي ربما استطيع مساعدتك لتعود الى حياتك الطبيعية..رفع الجحش رأسه بصعوبة بالغة وقال لوالده:انهم البشر يا ابي!!اندهش الاب لكلام ابنه وقال الحمار:ماذا بهم البشر يا بني المسكين؟؟قال الجحش:انهم يسخرون منٌا نحن معشر الحمير فهم ينعتون بعضهم بعضا بالحمار كلما تصرف احدهم تصرفا خاطئا ومعيبا ومشينا..لهذه الدرجة نحن مخلوقات رديئة وبلهاء وغبية لا فائدة لها ولا يضيف وجودها في المعمورة لونا جميلا؟؟يا ابي نحن لسنا كذلك فإننا نعمل ليل نهار دون ان نكل او نمل او نحتج او نرفض وما يقدموه لنا نقبل به وفي نفس الوقت لدينا من المشاعر والإدراك القدر الكافي..فلماذا كل هذا الاجحاف بحقنا والتقليل من اهميتنا وإذلالنا المستمر..ارتبك الاب وعليه انتقاء الجواب الصائب والشافي لجحشه ليعدله عن قراره..وعلى حين غرة اخذ الحمار يحرك اذنيه ورأسه يمينا ويسارا ثم قال:انظر يا بني؟ان معشر البشر خلقهم الله على احسن تقويم وفضلهم على سائر  المخلوقات لكنهم اساءوا لأنفسهم بقدر كبير قبل ان يتوجهوا بإساءتهم الينا نحن الحمير..انظر اليهم والى اية درجة من الانحطاط والكراهية وصلوا..هل رأيت حمارا يسرق مال اخيه الحمار؟؟هل رأيت حمارا يعذب بقية الحمير ليس لشيء إلا لأنهم اضعف منه؟هل رأيت حمارا عنصريا يعامل الاخرين من جنسه حسب لون وبره او نهيقه او جنسه؟؟هل سمعت ان حمارا انتحر بسبب اتان لم تبادله الحب؟هل سمعت ان حمارا قتل اخاه الحمار ليفوز بعقيلته؟هل سمعت ان الحمير عقدوا قمة لا يعرفون لماذا مجتمعين؟هل سمعت او قرأت ان الحمير الامريكان يخططون لقتل الحمير العرب للحصول على الشعير؟هل رأيت حميرا جاسوسا وعميلا يتآمر ضد بلده لحساب الاعداء؟هل رأيت حمارا يميل الى حمار اخر على اساس الدين والطائفة؟وووووو..طبعا لا وجود لهذه الجرائم في عالم الحمير والبشر لا يحترمون تلك الحكمة من خلقهم بهذه الصورة..فهم اساءوا لخالقهم ولأنفسهم وفقدوا كل سبل السعادة والأمان..لهذا يا ولدي اطلب منك ان تحكٌم عقلك الحماري وترفع راسي وراس امك عاليا في محافلنا البسيطة وتبقى كعهدي بك حمار ابن حمار..اتركهم يا جحشي يقولون ما يقولون فيكفينا فخرا اننا لا نكذب ولا نسرق ولا نقتل ولا نشتم ولا نرقص طربا وبيننا جريح وحزين..اعجبت هذه الكلمات الجحش فقام وراح يلتهم الشعير والعلف وهو يقول::نعم سابقى على عهدتي يا ابي..سابقى افتخر انني حمار ابن حمار ..اترون كيف ان الحمير تستهزئ بانحطاطنا وخلقنا المتدني وكبريائنا وريائنا ونفاقنا..اليس من الواجب ان يشدوا بأصابعهم الرتيمة(خيط كانت العجائز في العقود الماضية تلفه على البنصر لتذكيرها بشيء)ليتذكروا دائما بأنهم مدينين لناس منحتهم الثقة ليكونوا حيث هم..الى اين وصلت بكم الوطنية من شح وضحل فقد اضحيتم مثار سخرية للقاصي والداني ولم يبق لديكم غير حفنة من الدولارات تعتقدون انها ستسعف افلاسكم الخلقي والروحي ولا تقلدوا الغجر بان تدفن مع نعوشكم المال والذهب ظنا منكم باستخدامها في الحياة الأخرى