المحرر موضوع: الراحل .. الغائب الحاضر ابا ســــعـــد !!  (زيارة 893 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل هرمز كوهاري

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 139
    • مشاهدة الملف الشخصي
الراحل ..  الغائب  الحاضر
ابا  ســــعـــد  !!

قبل سنة   وفي مثل هذا اليوم اي  بتاريخ 21  مايس ـ ايار  2015  غادرنا  الى الآخرة  قريب وعزيز علينا هو عبد الرحيم  اسحق قلو  المحامي  ـ   اباسعــد
 
نبذة مختصرة عن حياته :
[  عبد الرحيم اسحق قلو ، من مواليد القوش  6 / 8  /  1919
 درس الابتدائية في القوش واكمل الثانوية في الموصل سنة1942  ، انتمى الى الحزب الشيوعي العراق سنة  1943 وبقي عضوا فيه حتى النهاية ،  وعمل معلما في مدرسة القديس يوسف في بغداد  لغاية 1945 ثم انتقل للعمل في شركة نفط العراق في كركوك لغاية 1961 حيث تركها مكرها (كما ذكر في كتابه ) لظروف سياسية ، التحق بكلية الحقوق ، سنة  1963 اعتقل وسجل  لمدة ثلاثة سنوات ، اطلق سراحه سنة 1965 ثم اكمل كلية الحقوق سنة 1967 وانتمى الى نقابة المحامين وبدا يمارس مهنة المحاماة
اعتقل سنة 1979 لمدة سبعين يوما معصوب العينين ومع التعذيب ثم اطلق سراحه وعاود مهنة المحاماة حتى  ايلول 2002 حيث غادر العراق الى كندا مع عائلته  للعيش هناك  مع بقية افراد عائلته حتى رحيله الى الاخرة ،خلال فترة وجوده في العراق ومنذ 1959 مثل اتحاد النقابات  في عدة مؤتمرات داخل العراق وخارجه . خلال وجوده في المهجر نشر مئات المقالات في عدة مواقع جمعها في كتاب  طبع في  2010 ]
 
 
.                       ................................................
]
 
 ابا سعد   مرت علينا سنة صعبة منذ فراقك الابدي  ،  حُرمتُ فيها من الاتصال بك
هاتفيا  او بريديا  ، ومن المناقشات  والحوارات   معك في السياسة  وغيرها  كما كنا  قبل ما يزيد  على ستين  سنة  حتى رحيلك  قبل سنة مثل هذا اليوم.
 
اكتب لك  هذه الرسالة   بالرغم من اني متاكد  انها  لم ولن تصلك  ولم ولن يحاول العلم  البحث عن وسيلة لللاتصال والمراسلة مع الاخرة !!  ولم لن  ينجح  كما نعرف  ، ان  حاول ذلك !!
 
ولكني بالرغم  ذلك  ساستمر بكتابتها ! ربما  سنلتقي في حلم جميل  آخر  كما حدث لي قبل اكثر من  شهر حين التقينا في اللامكان كنا ثلاثة جالسين كل على صخرة وكاننا في البيادر ، لم اتعرف على الجليس الثالث  على يساري . كنا نحن الاثنين  انا وانت   وجها لوجه نتناقش واذا  بخيال  لم ارى  وجهه  بل رايت واضعا  يده  على كتفك برفق وهو   يقول
بقول لك   " قوم صار  الوقت " دون ان تساله او تعارضه ! بل  انا  قلت له  بالعامية
" خليه  هسه   دنحجي " !!   اي اردت الا يقاطعنا  هذ الدخيل  الغريب  !! فقال : انتهى الوقت .. ثم  غبتما  انت والمجهول  في المجهول .!!
 
 وكما تعرف نحن لا نؤمن بالغيبيات ، ولكن افسر حلمي  هذا  لما نقل الي  :
انكم  كنتم  تنتظرون  دورك في العملية في المستشفى وجاء اليك  الممرض او الممرضة  ليقول لك حان موعد العملية ...ولم تعرف انت  ولا  تعرف  ام سعد  ولا بقية  الاهل  المرافقين لك   انه الموعد الاخير او هم دعوك  للرحلة  الى الاخرة .. وانا بقيت في شك في خطأ بشري في المستشفى   غير مقصود   والا كيف تدخل سيرا على الاقدام ومن ثم  الى    رأسا   الى  الاخرة !!  .
 
و لكي  اخفف  الم فراقكم  هذا ، فقد  وضعت كتابك على المنضدة بجانب سريري ،واقرا مقالاتك  الدافئة  الهادفة   النافذة  الى الاعماق ، المليئة  بالامل والتمنيات للشعب
 العراقي الذي  عملت  له  كثيرا  ، مع بقية الشهداء والمناضلين والوطنيين المخلصين ،   وتحملت في سبيله   الكثير  والكثير  وخاصة  من اجل عماله  وفقرائه   ، تحملت  الضيم والسجون والمعتقلات والتعذيب  النفسي والبدني   ، وتعهدت  في حياتك في  مهنة المحاماة   التي مارستها  بامانة  طيلة  مدة  34 سنة  ، الاً   تتوكل في اية قضية ضد العامل او الفلاح الفقير او المظلوم  ،  بل كنت تتوكل عنهم مجانا وتتحمل مصاريف الدعاوى  !!
 
نم صديقي ورفيقي وعديلي قرير العين فقد كفيت ووفيت  وتركت لنا وللاجيال القادمة ارثا   ثمينا من السيرة الحسنة   والاخلاص  و حسن الاداء  في كافة اعمالك ،   ومواصلتك   العمل في سبيل الطبقة العاملة  .والفقراء والمهمشين .
 
وقيل لي ان  اخر  كلماتك قولك  " العراق ينزف " ويوسفني ان اقول لك : العراق زاد نزيفا   وفاضت الدموع الساخنة ، دموع الثكالى والايتام والمشردين والجياع والمرضى ووو ..
 
ولو  انى  حظيت  بحلم ثان   ومقابلة  ثانية  معك ، لأقرأ  لك هذه الرسالة  التي قطعا لم تصلك   وكذلك  احملك تحياتي   وقبلاتي  الى الشهيد  الياس  أبا طلعت   والى الراحل   الذي سبقكم   أبا جوزيف  والى كل الشهداء والراحلين الذين عملوا وضحوا في سبيل الشعب والوطن .
 
واطمئنوا  انكم جميعا  ستبقون   ماثلين  امامنا  بخيالكم   وان   فقدنا  وجودكم .!!
 
 
                                                                           اخوكم
                                                                  هـــرمـــز كــــوهاري
                                                               السويد في 21 مايس ـ ايار 2016ا