المحرر موضوع: الرجل وفوبيا المرأة القوية  (زيارة 946 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عمانويل ريكاني

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 147
    • مشاهدة الملف الشخصي
                   الرجل وفوبيا المرأة القوية
             بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا
لماذا يخاف غالبية الرجال لا سيما في شرقنا العربي من المرأة الذكية ذات الشخصية القوية ويفضلون أن تكون شريكة حياتهم زوجة ضعيفة خاضعة وحتى غبية أحياناً ؟
إن جذور المشكلة تكمن في الثقافة الذكورية المهيمنة على الفكر والواقع والتي أفرزت ثنائية السيد والعبد والآمر والمأمور والأعلى والأسفل حيث أصبحت الطاعة العمياء مقياس الأدب والفضيلة وعنوان الأخلاق والمفخرة.لقد لوثت هذه الذهنية السائدة منذ أمد بعيد الهدف الأسمى من الحياة وهو الحب والود والتفكير السليم وشوهت قيم الأنسان الأصيلة الحرية والمساواة والعدل .وفي هكذا أجواء يتطاير فيها غبار الجهل والتخلف ويتناثر ضباب البلاهة والرعونة أحتكر الرجل (الذكر) تفسير كل شيء في الحياة من منظوره هو من طقطق الى السلام عليكم فبصمته موجودة على الدين والأخلاق والمجتمع .وسخر العلم والمعرفة بعد لوي ذراع الحقائق بالتزوير والكذب والتزييف كي تكون في خدمة نزعته السلطوية الأستعلائية الفوقية والتي تحط من قيمة المرأة وكرامتها وأستلم صك التملك بجسد ونفس وروح المرأة من بنك الثقافة العرجاء أللا أنسانية ليمنحه حق التصرف بها بلا خجل ولا حياء ولا حشمة.
وحدث ولا حرج عن النصوص الدينية والأقوال والأمثال التي تطعن في عقل المرأة وطبيعتها وتعتبرها أقل قيمة ومكانة من الرجل.بعد كفاح طويل وشاق وعسير ضد الظلم والأستعباد والدونية أستطاعت المرأة أن تنال حريتها وتشارك في جميع مجالات الحياة السياسية والأجتماعية والأقتصادية وأن تعتلي سدة الحكم وترأس القضاء الذي كان محرماً عليها.وتبددت غيوم الثقافة المظلمة التي أعتبرتها نكرة وأسكرتها حتى الثمالة من خمر الذل والهوان والعبودية وحكمت عليها بالأقامة الجبرية في البيت والفراش وظهرت سماء الثقافة الجديدة ذات الملامح الأنسانية صافية تتلئلئ فيها نجوم الحرية والمساواة والكرامة بين الرجل والمرأة والتي أكدها العلم وشرعتها منظمة حقوق الأنسان وأصبحت حجر الأساس في بنيان الحضارة المعاصرة فهما أي (الرجل والمرأة) يكمل أحدهما الأخر بدون أي تفاضل.والذي يقول غير ذلك هو خادم أمين لأيديولوجية مزيفة يجري تحقيق من ورائها أهداف خسيسة.
رغم التطور والتقدم في الحياة لا تزال عقول كثير من الرجال سجينة الثقافة الماضية الرجعية وحنينهم وشوقهم دوماً الى ما يعتبرونه الزمن الجميل حيث كانت المرأة كاتمة الصوت لا فكر ولا حس ولا شعور نموذج ومثال الصلاح والطهارة والعفة والتي يدغدغ ضعفها مشاعر التسلط وحب السيطرة والنرجسية العالية لديهم.
أما المرأة الحرة والواعية والمثقفة فهي مصدر خطر وتهديد لا بل فايروس قاتل قد يضرب جهازهم النفسي ويصيبه بالتشويش والعطل .
أن الشخصية المتسلطة لا تتمتع بمرونة مع الأخرين ويتعامل مع الغير بأنهم مسخرين لتلبية رغباته وتحقيق مطالبه لا يحترم أنسانيتهم جليد المشاعر والعواطف تجاههم فهو ينظر الى الأخرين من علياء سمائه لذلك يراهم حشرات صغيرة متصلب ومتخشب برأيه حتى العناد ويرى ما هو صحيح وما هو خاطئ من منظوره هو دون أي معيار متفق عليه لذلك هو غرقان حتى النخاع في الذاتية فلا قيمة لديه رأي ونظر الأخرين ولا يعرف الحل الوسط أما اسود او ابيض وشعاره معي او ضدي.
صرنا الأن أمام قاب قوسين لمعرفة لماذا يفضل بعض الرجال المرأة الضعيفة على القوية الجاهلة على المتعلمة المتخلفة على المتحضرة .أن لب نمط هذه الشخصية يتأكله الضعف وينخره عدم الثقة بالنفس ويستر عورته بورق التين لئلا تنكشف الحقيقة ويخجل.لذلك فهو عاجز عن أقامة علاقة حقيقية مع المرأة القوية والذكية والتي نعني بها تلك المرأة المتحررة في تفكيرها والمستقلة في قراراتها والتي هي زوجة وأم وأكثر ولها طموحات وأحلام تحاول ان تعمل من اجل تحقيقها وتساهم وتشارك مع الرجل كطرف أساسي ومهم لبناء الأسرة والمجتمع وتأبى دورها السلبي والناقص عاملة نظافة وسيدة المطبخ وأشباع رغبات الرجل الجنسية فقط .عوضاً ان يتفهم الرجل الوضع ويعالج عقده النفسية المدمرة ويعمل على تفكيكها كي يكون مستعد نفسياً وعقلياً وأنسانياً للأرتباط بأمرأة يكون مقياس الأختيار جمال عقلها وفكرها وروحها وثقافتها لبناء عِش زوجي وعلاقة حميمة لا تهزها الرياح لا للبحث عن شريكة أستقوي بضعفها وأسعد بتعاستها وأرتفع بأنحطاطها.
كما ان السائل يأخذ شكل الأناء الذي يوضع فيه هكذا الحب المولود من رحم الشخصية يحمل جيناتها .فالشخصية التسلطية السادية المازوخية تحمل حباً متسلطاً وسادياً ومازوخيا.للأسف كثير من العلاقات الزوجية يسود بينهم احد انواع هذا الحب بشكل او بأخر وبدرجات متفاوتة أن لم نسارع للتخلص من هذه المشاعر السلبية والشفاء منها لا يمكن بناء أسرة سليمة ومجتمع سليم .