المحرر موضوع: آه ياشط الشامية : ......!؟  (زيارة 967 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ذياب مهدي آل غلآم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 337
    • مشاهدة الملف الشخصي
آه ياشط الشامية : ......!؟
« في: 21:12 17/06/2016 »

آه ياشط الشامية : ......!؟
ذياب مهدي آل غلآم
قبل شهر زرت العراق الأشرف ، زرت اولاً النجف ، والحلة ، بابل ، وبغداد ، ورجعت الى الشامية وما أدراك ما للشامية من صحائف في ذاكرتي وأمر على الديار ديار أهلي وصباي وبعض عشقي ...حيث توقفت على الجسر او بقايا جسرها ، المشفوع بالذكريات والنذور ، آه ياشط الشامية : كنت اتمنى ان يأخذني رفيقي الكبير ( عبد المنعم جواد / ابو بيان ) في زورقه الذي اعرفه من زمان ، كنت امني النفس ان اذهب بماطور " اضعيف او ماطور أبن ابو سلامات وكنت اتذكر فلكة حمادي ابو سلامات وفلكة سيد فاهم وفلكة كريم ابو سلامات " وغيرهم اردت ان اذهب لمكان رسو المواطير والفلك الذاهبة شمال الشامية ، ومرساتها قرب خان حاج حسين بليبش ومكان كراج الصلاحية والمهناوية لسيارات التورن الصغيرة . التي تنقل الناس وحاجياتهم بعد التسوق ظهرا باتجاه ناحية الصلاحية حيث نهاية توقفها ومرساتها هناك في منطقة اصدور " عكر ونهر غضيب وابو جفوف " في هذا المكان يستدير نهر الفرات يشكل خورة كبيرة بنصف دائرة يشرف عليها بستان ملك الراحل أبي مهدي غلآم ووكيله الحاج حمادي ابو جبار أبو سلامات ، تذكرت ان لأبي كانت فلكة في بداية الاربعينات (دريولها ) أمين عزيز الصديق ومن ثم الشريك لوالدي . المهم اتجهت بوجهي الى جنوب الشط هناك مرسى ثاني للمواطير وللفلك وللكعوده الكبيرة التي نسميها السفن لنقل الحبوب والتمور للبصرة والى مجارش الهندية ( طويريج ) ومكانها جرف علاوي الشامية تكون امام مرساها ...واشهر المواطير هي مواطير آل الصخيل وغيره . آه ياشط الشامية : تمنيت انا ورفيقي ( سيف صلاح ) أن نستقل زورقاً بخارياً ( ماطور) في نزهة قصيرة بين مياه شط الشامية ونمور به من منطقة العين مرورا بالكافي جنوبا حتى اصدور عكر شمالا .. فتبادر الى خاطري استذكار جميل عن الشط أيام زمان حين كُنا نسبح بين مويجاته ونصطاد السمك بــ ( الشص ) وحيث صفاء الماء وعذوبته التي تروينا كلما اشتد بنا العطش ونحن نلعب .. ففي خمسينات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي وحينما كنا صغاراً كان الشط سمير أيامنا حيث المراكب الكبيرة والزوارق البخارية والشراعية والدووب وفلكة الري التي يسوقها أبن السويله ابو قاسم ، تمخره ليلاً ونهاراً باعثةً فينا شعوراً بالفرح ونحن نسمع هدير محركاتها وصفيرها.. كان ماؤه عذباً صافياً نكرع منه ونغترف كل لحظة ، ويامحله " ماء العروس" (ماء الكرار) وايام الجليلو .
أذكر إنني اتخذت مكاناً قريباً منه للدراسة والقراءة وللرسم يومياً، حيث كان يحثني على الرسم استاذي مصطفى سعيد مله شهاب ابو فرات معلمنا في مدرسة الشامية الابتدائية ، فصار ملاذاً لي في ذلك الوقت كان يُعرَفُ بإسمي وإذا أرادني أحد من أهلي وأصدقائي وجدني فيه.. بين النخيلات وسط حشائش الشاطئ الخضراء وقبالة مياه الشط . واتذكر الصفصافة الكبيرة على جرفه بالقرب من رأس الجسر (ركبته) من جانب الصوب الصغير ، وخشبتان امامها لمعرفة مناسيب المياه حينما تمر أيام الخنياب في فصل الربيع خاصة بداية شهر آذار ونيسان اوقات الفيضانات ودهلة الخير . استذكرت تلك الأيام وتحسرت كثيراً وأنا أشاهد ماء الشط الآن ملوثاً نتيجة ما ترمي فيه الأنهار القادمة من عمق المدينة من مياه ثقيلة ( مجاري) وما يحمله من أوساخ وبقايا علب العصير والبيبسي الفارغة وقناني الماء.. كما نظرت الى الجرف وهو يتآكل شيئاً فشيئاً، إضافة إلى الجسر الذي كان وكنا وكان الزمان !؟ الذي ذهب ولم يعد حيث مكانه جسر حديد من الجسور العسكرية ، لا أدري هل توقف العمل لبناء جسر جميل عوضا عن ذاك ! كحال المشاريع الاخرى التي بقيت نص ستاو! شط الشامية معلم من معالم القضاء المشهور بعنبره "آه ياعنبر الشامية اشكد صلف يتواكح وي الهيل " آه ياشط الشامية :علينا أن نفكر جادين بجعله لائقاً بإسمه وتاريخه وأن نبعد أنابيب الصرف الصحي ومياه المجاري الأخرى عنه وبالأخص ما تحمله مجاري اطراف المدينة القديمة العالية والنزيزة ،وغيرها من المصبات، ليعود الى سابق عهده نقياً صافيا يسقي الزرع والضرع.
كذلك أن نفكر بكيفية تنظيفه وكريه بين فترة وأخرى وتجميل شاطئيه وبناء متنزهات على جانبيه في جرفه الذي انحسر عنه الماء بسبب السدود وتقنين المياة التي تمنح للنهر ، ليكون محطة استراحة ونزهة فهو سميرنا ونديمنا في أوقات النزهة والترويح عن النفس والبحث عن الهدوء ، كما انه يسكن ذاكرتنا منذ الطفولة فلنا معه حكايات وحكايات . ايام الزهر والنوجة والشبك والسلية "وعسنك ياشط عسنك ؟ " ايام الصبا والعشق والمراهقة ، وصوتنا حين نداء " جليب الماي تشرب حليب لو جاي " ويأتي الصدى : جاي ، جاااي ، جااااا ، جا..... ويتلاشى بفرحتنا على ان الجرف الثاني ينادي بصوت الشط انه يحب شرب الشاي ! وكلب الماء هو ممن ننادية لكونه يأتي بالشط احيانا وخاصة في فصل الفيضانات ... انه شط الشامية فرع من نهر الفرات ... والفرات : أغنيتنا المفضلة في كل حين وقد انشد له المطربون ووصفه الشعراء بأجمل الأوصاف ... وللأديب والصحفي الصديق وشريك العشق العراقي ( محيي المسعودي ) وكنا معا في غربتنا ونضالنا ضد الطاغية الهالك جرذ الحفرة النتنة قبل ارساله الى مكتب الصرف الصحي غير مأسوف عليه . كتب عن نهر صغير قصيدته الجميلة فأحببت ان ارفقها لمعانيها وفيها من نشيج روحي وعاطفي ووجداني وذكرى هي ايضا تخصني  ... النهر والصفاصة :
... كان قماط طفولتنا
والماء الغرين فيه، نلبسه ظهرا
كقمص واقٍ
يمنع في الصيف رصاصات الشمس....
وهو الترياق
اذا عضّتنا " ريح سموم "
نهر ..... 
كنا في حضرته ..
نعوم عراة، وقداسته اثوابا نلبسها
نغطس تحت الماء
نشرب ماء ممزوجا بالرمل
" ماء عروس "
نروي احلام طفولتنا
نتمنى اشياء واشياء ...!!
ذات حريق، غادْرنا النهر سنينا ..
بحثا عن سنبلة القمح وغصن الزيتون ..
فتجرعنا كأس الغربة علقما ..
ظلَّ النهر هنا ..
يجري ... يجري ... يجري ... 
ابدا ما غادَرنا !
فقد النهر جميع رفاقه.. الّا اياي
كنت اراقبه، اداعبه،
اجري قسطرة القلب له، لو ضعف نبض الماء بشرايينه
واذا غص .. بيدي ادفع لقمته
لمّا كبر رفاق النهر ..
وصاروا.. آباء اولاد.. ارباب بيوت
قذفوه بالاحجار وبالازبال وبـ "حفاظات" الاولاد
طعنوه بخواصره
بمياه آسنة من حمامات الدور
دفعوا حُجر الحمامات على النهر
ارقوا فيه خزائنها
ولشدة طهارته هرب النهر ..
لكن، لمّا يجد، أي مفر ..
الّا داري ..
صار النهر يلوذ بجدار الدار
والجيران
تقذفه بالطمم بالاحجار ..
انقض عليه رفاق الامس بكل مقابحهم ..
خنقوه ...
اندفع، مخذولا، مندهشا، يلوذ تحت جدار الدار
هربا من حقد اصابعهم
من زنخ مباولهم
من خُلق دنس كان يلبسهم
كنت اعرف ان النهر
يحب الاشجار وليس جدار الدار
فصرت كلما قذفوا النهر بحجر
او زحفوا عليه بأشر
ضمّدت جراحه بشُجيرة
صفصاف او توت
غربات والنخيلات
تفيئ على النهر وتهدهده
واردّ بها على زحف الجيران
لكنْ.. ما ابكاني
انّي رأيت النهر يقتل اشجاري
ويبكي عليها ويقول :
لا مندوحة لي
لا مندوحة لي
ثمة اصابع عُمْيٍ تخنقني ...
ظلّ النهر يزحف هربا
من نفايات حضارتنا
من نفايات علاقتنا القذرة
ببيئتنا ... بهذا الكون .
حتى وصل النهر اسفل – شِجْرة – الصفصاف عند ( ركبة الجسر !)
كانت قد ولدتني امي وفي فيئها الوارف
رمت جدتي بقايا الحبل السري
ذات ظهيرة من " آب اللهاب " قبل 6 عقود
خجل النهر من الصفصافة ؟
احترم عمرها الطويل وتجاعيد السنوات على جسدها
وتوقف معتصما، انحى لجذورها العتيدة اكبارا
لكن الجيران سخروا منه.. شتموه
عرّوا جذور الصفصافة
اغتصبوها. هتكوا كل حياء فيها .
وبلؤم دفعوا النهر ليغتصب الصفصافة
وما ان حدث المكروه
انتحرت الصفصافة خجلا، من فعلتهم
وتوقف قلب النهر عن النبض
فانقض الجيران وحوشا
قضموا جسدا الصفصافة
وعلى قلب النهر اقاموا حفلة عرس ...!!؟
آه ياشط الشامية ..... / بيرث / غرب أستراليا .... قرنفلاتي
............................











غير متصل الكفيشي

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 24
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: آه ياشط الشامية : ......!؟
« رد #1 في: 00:37 19/06/2016 »
آه ياشط الشامية : ......!؟
ذياب مهدي آل غلآم
قبل شهر زرت العراق الأشرف ، زرت اولاً النجف ، والحلة ، بابل ، وبغداد ، ورجعت الى الشامية وما أدراك ما للشامية من صحائف في ذاكرتي وأمر على الديار ديار أهلي وصباي وبعض عشقي ...حيث توقفت على الجسر او بقايا جسرها ، المشفوع بالذكريات والنذور ، آه ياشط الشامية : كنت اتمنى ان يأخذني رفيقي الكبير ( عبد المنعم جواد / ابو بيان ) في زورقه الذي اعرفه من زمان ، كنت امني النفس ان اذهب بماطور " اضعيف او ماطور أبن ابو سلامات وكنت اتذكر فلكة حمادي ابو سلامات وفلكة سيد فاهم وفلكة كريم ابو سلامات " وغيرهم اردت ان اذهب لمكان رسو المواطير والفلك الذاهبة شمال الشامية ، ومرساتها قرب خان حاج حسين بليبش ومكان كراج الصلاحية والمهناوية لسيارات التورن الصغيرة . التي تنقل الناس وحاجياتهم بعد التسوق ظهرا باتجاه ناحية الصلاحية حيث نهاية توقفها ومرساتها هناك في منطقة اصدور " عكر ونهر غضيب وابو جفوف " في هذا المكان يستدير نهر الفرات يشكل خورة كبيرة بنصف دائرة يشرف عليها بستان ملك الراحل أبي مهدي غلآم ووكيله الحاج حمادي ابو جبار أبو سلامات ، تذكرت ان لأبي كانت فلكة في بداية الاربعينات (دريولها ) أمين عزيز الصديق ومن ثم الشريك لوالدي . المهم اتجهت بوجهي الى جنوب الشط هناك مرسى ثاني للمواطير وللفلك وللكعوده الكبيرة التي نسميها السفن لنقل الحبوب والتمور للبصرة والى مجارش الهندية ( طويريج ) ومكانها جرف علاوي الشامية تكون امام مرساها ...واشهر المواطير هي مواطير آل الصخيل وغيره . آه ياشط الشامية : تمنيت انا ورفيقي ( سيف صلاح ) أن نستقل زورقاً بخارياً ( ماطور) في نزهة قصيرة بين مياه شط الشامية ونمور به من منطقة العين مرورا بالكافي جنوبا حتى اصدور عكر شمالا .. فتبادر الى خاطري استذكار جميل عن الشط أيام زمان حين كُنا نسبح بين مويجاته ونصطاد السمك بــ ( الشص ) وحيث صفاء الماء وعذوبته التي تروينا كلما اشتد بنا العطش ونحن نلعب .. ففي خمسينات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي وحينما كنا صغاراً كان الشط سمير أيامنا حيث المراكب الكبيرة والزوارق البخارية والشراعية والدووب وفلكة الري التي يسوقها أبن السويله ابو قاسم ، تمخره ليلاً ونهاراً باعثةً فينا شعوراً بالفرح ونحن نسمع هدير محركاتها وصفيرها.. كان ماؤه عذباً صافياً نكرع منه ونغترف كل لحظة ، ويامحله " ماء العروس" (ماء الكرار) وايام الجليلو .
أذكر إنني اتخذت مكاناً قريباً منه للدراسة والقراءة وللرسم يومياً، حيث كان يحثني على الرسم استاذي مصطفى سعيد مله شهاب ابو فرات معلمنا في مدرسة الشامية الابتدائية ، فصار ملاذاً لي في ذلك الوقت كان يُعرَفُ بإسمي وإذا أرادني أحد من أهلي وأصدقائي وجدني فيه.. بين النخيلات وسط حشائش الشاطئ الخضراء وقبالة مياه الشط . واتذكر الصفصافة الكبيرة على جرفه بالقرب من رأس الجسر (ركبته) من جانب الصوب الصغير ، وخشبتان امامها لمعرفة مناسيب المياه حينما تمر أيام الخنياب في فصل الربيع خاصة بداية شهر آذار ونيسان اوقات الفيضانات ودهلة الخير . استذكرت تلك الأيام وتحسرت كثيراً وأنا أشاهد ماء الشط الآن ملوثاً نتيجة ما ترمي فيه الأنهار القادمة من عمق المدينة من مياه ثقيلة ( مجاري) وما يحمله من أوساخ وبقايا علب العصير والبيبسي الفارغة وقناني الماء.. كما نظرت الى الجرف وهو يتآكل شيئاً فشيئاً، إضافة إلى الجسر الذي كان وكنا وكان الزمان !؟ الذي ذهب ولم يعد حيث مكانه جسر حديد من الجسور العسكرية ، لا أدري هل توقف العمل لبناء جسر جميل عوضا عن ذاك ! كحال المشاريع الاخرى التي بقيت نص ستاو! شط الشامية معلم من معالم القضاء المشهور بعنبره "آه ياعنبر الشامية اشكد صلف يتواكح وي الهيل " آه ياشط الشامية :علينا أن نفكر جادين بجعله لائقاً بإسمه وتاريخه وأن نبعد أنابيب الصرف الصحي ومياه المجاري الأخرى عنه وبالأخص ما تحمله مجاري اطراف المدينة القديمة العالية والنزيزة ،وغيرها من المصبات، ليعود الى سابق عهده نقياً صافيا يسقي الزرع والضرع.
كذلك أن نفكر بكيفية تنظيفه وكريه بين فترة وأخرى وتجميل شاطئيه وبناء متنزهات على جانبيه في جرفه الذي انحسر عنه الماء بسبب السدود وتقنين المياة التي تمنح للنهر ، ليكون محطة استراحة ونزهة فهو سميرنا ونديمنا في أوقات النزهة والترويح عن النفس والبحث عن الهدوء ، كما انه يسكن ذاكرتنا منذ الطفولة فلنا معه حكايات وحكايات . ايام الزهر والنوجة والشبك والسلية "وعسنك ياشط عسنك ؟ " ايام الصبا والعشق والمراهقة ، وصوتنا حين نداء " جليب الماي تشرب حليب لو جاي " ويأتي الصدى : جاي ، جاااي ، جااااا ، جا..... ويتلاشى بفرحتنا على ان الجرف الثاني ينادي بصوت الشط انه يحب شرب الشاي ! وكلب الماء هو ممن ننادية لكونه يأتي بالشط احيانا وخاصة في فصل الفيضانات ... انه شط الشامية فرع من نهر الفرات ... والفرات : أغنيتنا المفضلة في كل حين وقد انشد له المطربون ووصفه الشعراء بأجمل الأوصاف ... وللأديب والصحفي الصديق وشريك العشق العراقي ( محيي المسعودي ) وكنا معا في غربتنا ونضالنا ضد الطاغية الهالك جرذ الحفرة النتنة قبل ارساله الى مكتب الصرف الصحي غير مأسوف عليه . كتب عن نهر صغير قصيدته الجميلة فأحببت ان ارفقها لمعانيها وفيها من نشيج روحي وعاطفي ووجداني وذكرى هي ايضا تخصني  ... النهر والصفاصة :
... كان قماط طفولتنا
والماء الغرين فيه، نلبسه ظهرا
كقمص واقٍ
يمنع في الصيف رصاصات الشمس....
وهو الترياق
اذا عضّتنا " ريح سموم "
نهر ..... 
كنا في حضرته ..
نعوم عراة، وقداسته اثوابا نلبسها
نغطس تحت الماء
نشرب ماء ممزوجا بالرمل
" ماء عروس "
نروي احلام طفولتنا
نتمنى اشياء واشياء ...!!
ذات حريق، غادْرنا النهر سنينا ..
بحثا عن سنبلة القمح وغصن الزيتون ..
فتجرعنا كأس الغربة علقما ..
ظلَّ النهر هنا ..
يجري ... يجري ... يجري ... 
ابدا ما غادَرنا !
فقد النهر جميع رفاقه.. الّا اياي
كنت اراقبه، اداعبه،
اجري قسطرة القلب له، لو ضعف نبض الماء بشرايينه
واذا غص .. بيدي ادفع لقمته
لمّا كبر رفاق النهر ..
وصاروا.. آباء اولاد.. ارباب بيوت
قذفوه بالاحجار وبالازبال وبـ "حفاظات" الاولاد
طعنوه بخواصره
بمياه آسنة من حمامات الدور
دفعوا حُجر الحمامات على النهر
ارقوا فيه خزائنها
ولشدة طهارته هرب النهر ..
لكن، لمّا يجد، أي مفر ..
الّا داري ..
صار النهر يلوذ بجدار الدار
والجيران
تقذفه بالطمم بالاحجار ..
انقض عليه رفاق الامس بكل مقابحهم ..
خنقوه ...
اندفع، مخذولا، مندهشا، يلوذ تحت جدار الدار
هربا من حقد اصابعهم
من زنخ مباولهم
من خُلق دنس كان يلبسهم
كنت اعرف ان النهر
يحب الاشجار وليس جدار الدار
فصرت كلما قذفوا النهر بحجر
او زحفوا عليه بأشر
ضمّدت جراحه بشُجيرة
صفصاف او توت
غربات والنخيلات
تفيئ على النهر وتهدهده
واردّ بها على زحف الجيران
لكنْ.. ما ابكاني
انّي رأيت النهر يقتل اشجاري
ويبكي عليها ويقول :
لا مندوحة لي
لا مندوحة لي
ثمة اصابع عُمْيٍ تخنقني ...
ظلّ النهر يزحف هربا
من نفايات حضارتنا
من نفايات علاقتنا القذرة
ببيئتنا ... بهذا الكون .
حتى وصل النهر اسفل – شِجْرة – الصفصاف عند ( ركبة الجسر !)
كانت قد ولدتني امي وفي فيئها الوارف
رمت جدتي بقايا الحبل السري
ذات ظهيرة من " آب اللهاب " قبل 6 عقود
خجل النهر من الصفصافة ؟
احترم عمرها الطويل وتجاعيد السنوات على جسدها
وتوقف معتصما، انحى لجذورها العتيدة اكبارا
لكن الجيران سخروا منه.. شتموه
عرّوا جذور الصفصافة
اغتصبوها. هتكوا كل حياء فيها .
وبلؤم دفعوا النهر ليغتصب الصفصافة
وما ان حدث المكروه
انتحرت الصفصافة خجلا، من فعلتهم
وتوقف قلب النهر عن النبض
فانقض الجيران وحوشا
قضموا جسدا الصفصافة
وعلى قلب النهر اقاموا حفلة عرس ...!!؟
آه ياشط الشامية ..... / بيرث / غرب أستراليا .... قرنفلاتي
............................
تسلم ذائقتك الفنيه وحسك المرهف ياأبن مدينتي الحبيبه الشاميه...
تحياتي لك وللعائله الكريمه..
اخوك حسن بن هادي اسماعيل (om)هل تذكرتني؟...