المحرر موضوع: لمن تُهدى الهدايا  (زيارة 978 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ماري مارديني

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 59
    • مشاهدة الملف الشخصي
لمن تُهدى الهدايا
« في: 23:32 23/06/2016 »
      من المُتعارف عليه عامة ان الهدية هي فقط تعبير عن محبة و ربما  تقرب او تودد او ربما "تمسيح جوخ!" او رشوة .. هذا ما تعارف عليه الناس، و لا سيما الناس المحدودين الثقافة، و هذا ما  اعتادوه في  تفسير الهدية او الهدف منها.لكن ايضا من الممكن ان تكون الهدايا مختلفة الاسلوب و السبب و الهدف. اي ان الهدية ممكن ان تكون حث على العمل الافضل و تشجيع على تحسين المستوى . و بذلك تكون  بدل من النقد السلبي  للتحفيز على الاداء الجيد بدل السلبي. و كمثال سريع على ذلك  اذكر رجل كان  في السوق المزدحم، كان  يتنقل بين المحلات التجارية لشراء اغراضه و متطلباته و شعر ان احدما قد مد يده لجيبه لسرقة محفظته لكن الرجل تمكن من ان يقبض على يد ذلك السارق و قال له اطلب النقود مني طلبا اشرف لك فإنني اعطيك اياها اذا طلبتها  لكن لا تسرقها مني سرقة ، قل انك بحاجة نقود و ليس معك نقود  فأفهم ظرفك و اشفق عليك و اساعدك، لكن لا تسلك سلوك مهين لانسانيتك و لغدر الاخر  لتهرب بالنقود مخالفا للقيم و القانون ،ثم قدم ذلك الرجل نقوده للسارق هدية و طلب منه ان يذهب بأمان على ان يفكر و يتعلم من ذلك الحدث.

فالمقصود من المثال السابق ان الهدايا لا تهُدى دوما فقط للجيدين من الناس، و لا الى المحبوبين من الناس، و ليس فقط الى من يستحق الهدية بنظر من يعطي الهدية، لكنها ممكن ان تكون اسلوب عالي المستوى القيمي و الثقافي و التربوي  في النقد و التعبير بشكل ايجابي، و كذلك  اسلوب توجيه ايجابي لمن يحتاج توجيه و لمن لا يجيد العمل الجيد لكي يتشجع على العمل الجيد و التفكير الجيد الايجابي.

مثال اخر : احدما حاول التنصت على مكالمات احد اخر و قام بإستعمال ما سمعه من تلك المكالمات على اساس انه اتى به من خياله  لكن تم كشف تنصته بكامله وتم اثبات ان المتنصت لا يملك قيم و لا مستوى و لا مبدأ ، و بذات الوقت اراد ان يخفي تنصته الذي قام به محاولا ذلك بإسلوب غير حضاري و غير قيمي فتم كشفه و كشف هدفه و ثم  ايهامه انه نجح بذلك فقط لكي يتم اختباره ان كان سيعتذر عن سوء تصرفه بجرأة بدل التخفي كالنعام الغبي المكشوف  لكنه لم يعترف بسوء تصرفه فتم احتقاره كل الاحتقار و الكشف له بإسلوب ساخر انه مكشوف في  التنصت و التحرش بالناس  و استعمال ما تنصت به على الغير بشكل مريض سلبي يشبهه و ان محاولاته في التخفي غبية و معبرة عن اخلاق فاسدة و لم يستوعب انه اشبه بالنعام الذي يصدق نفسه انه مختبئ عندما يضع رأسه بالارض و هو مكشوف جدا ،فالمثال السابق بحقيقته لا يجرؤ ان يرفع رأسه  امام من كشفه او ينظر بعينيه. و مثله يوجد الكثير بالواقع حيث لا يستوعبون الهدف من حسن التعامل معهم في توعية التفكير الايجابي و السلوك الجيد الذي غفا و مات بنفوس و عقول و سلوك الفاسدين الذين لا يعرفون كم هم مكشوفين

 و اذا كان بعض الناس تكون الهدية و المعاملة الحسنة معهم على الرغم من سلبياتهم قادرة على تحسين سلوكهم لانهم قد يتعلمون من المعاملة الحسنة شيئأ ايجابيا يحسن اخلاقهم ، لكن البعض يبقى السوء الذي تربى به متجذر به و بسلوكه ولا يستوعب  ان احسان الاخر له و حسن التعامل معه هو محاولة لاصلاحه و تنبيهه انه يسلك بشكل سلبي غير صحيح ،و ان عليه تحسين نفسه و تفكيره و سلوكه.

الهدايا قد تكون معنوية و قد تكون فكرية و قد تكون انسانية. و الانسان الراقي الثقافة و الحضارة هو من يفهم الهدف من الهدية و معناها و القصد منها و يتعلم منها ان كان ذو تفكير ايجابي.

ماري مارديني