المحرر موضوع: العراق بين الملك والرئيس وعلي الوردي!  (زيارة 1041 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كفاح محمود كريـم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 664
    • مشاهدة الملف الشخصي
العراق بين الملك والرئيس وعلي الوردي!

كفاح محمود كريم

     بعد ما يقرب من قرن وبالضبط 95 سنة من تأسيس الدولة العراقية، لا يزال الحال الذي تحدث عنه مليك العراق الأول، ومفكره الكبير عالم الاجتماع علي الوردي وإجابات أحد رؤسائه، وما أنتجته حضارة هذا البلد اليوم في خارطة مغبرة ملونة بالدماء والإرهاب والفقر والضياع، فحينما نقرأ لعالم الاجتماع العراقي الكبير علي الوردي وهو يصف الشخصية العراقية بأنها:

    ( شخصية ازدواجية تحمل قيم متناقضة هي قيم البداوة وقيم الحضارة وأثبت أن لجغرافيا العراق أثر في تكوين الشخصية العراقية فهو بسبب وجود النهرين، بلد يسمح ببناء حضارة، ولكن قربه من الصحراء العربية جعل منه عرضة لهجرات كبيرة وكثيرة عبر التاريخ آخرها قبل 250 سنة تقريبا ).

     يصاب المرء بالذهول أو ربما يتهمه بالمبالغة والتعميم، خاصة وإذا ما استرسل في القراءة حتى يصل إلى توصيف لأدق مكنونات الشخصية العراقية نفسيا وسوسيولوجيا حيث يقول الوردي:

     ( أن شخصية الفرد العراقي تتسم بالازدواجية، فنجد أن العراقي المسلم هو من أشدّ الناس غضباً على من يفطر برمضان علنا ولكنه هو من أكثرهم إفطارا وأن العراقي، سامحه الله، أكثر من غيره هياماً بالمثل العليا ودعوة إليها في خطاباته وكتاباته، ولكنه في الوقت نفسه من أكثر الناس انحرافا عن هذه المثل في واقع حياته، وأنه أقل الناس تمسكا بالدين، وأكثرهم انغماسا في النزاع بين المذاهب الدينية، فتراه ملحدا من ناحية وطائفيا من ناحية أخرى ).

     وإذا ما عدنا إلى الأيام الأولى لمباشرة الملك فيصل الأول لمهامه على مملكة تأسست بتوجيه من بريطانيا وفرنسا، عقب اتفاقيتهما حول تقاسم ارث إمبراطورية آل عثمان عام 1916م، نراه متشائما ومحبطا إزاء العرش الذي منحه له البريطانيون على مكونات بشرية لم ترتق إلى مستوى شعب كما يقول:

     ( لا يوجد في العراق شعب عراقي بعد، بل توجد تكتلات بشرية خيالية، خالية من أي فكرة وطنية، متشبعة بتقاليد وأباطيل دينية، لا تجمع بينهم جامعة، سمّاعون للسوء ميالون للفوضى، مستعدون دائماً للانتفاض على أي حكومة كانت... ).

     وبعد ما يقرب من أربعين عاما على تصريح ملك البلاد العراقية الأول، ومحاولات كثيرة لإرساء مفهوم للمواطنة يجمع كل تلك المكونات تحت سقف هذا الكيان، دخل العراق في دهاليز الدكتاتورية والتناحر الدموي بين فعالياته السياسية ومكوناته بعد انقلاب 1958م وما تلاه من عمليات سرقة بالقوة للنظام السياسي الذي شرعن أولى قوانينه حزب البعث والحرس القومي.

     لقد كانت واجهة البعثيين بعد انقلابهم على الزعيم قاسم، رفيقه وكاتم أسراره عبد السلام عارف، الذي عبر بدقة عن الانتهازية السياسية وهو أمام جمال عبد الناصر في القاهرة حينما سأله عن حجم وعدد الشيوعيين في العراق ؟
فأجاب 8 ملايين شيوعي!
تعجب عبد الناصر وقال له إذن كم هو عدد القوميين ؟ فأجابه ( الرئيس المؤمن ) وهكذا كانوا يسمونه في حينها:
8 ملايين قومي، وما عدد الإسلاميين: فقال 8 ملايين أسلامي!؟
غضب عبد الناصر وألقى القلم وقال: أي ده يا ريس أمال عدد العراقيين كلهم كام؟ أجابه عارف ضاحكا:


( 8 ملايين يا فخامة الرئيس، بس العراقيين تريدهم شيوعيين يصيرون وتريدهم قوميين يصيرون، وتريدهم رجعيين يصيرون، وتريدهم إسلاميين يصيرون، العراقي كل شيْ: عالم دين, عسكري, سياسي, اقتصادي, علماني. ملحد، كل شيْ يفهم... !)

     وبعد سنين سود وثقيلة أزاح الأمريكان وحلفاؤهم النظام الذي تحجج العراقيون بأنه كاتم أنفاسهم ومشوه هوياتهم ومدمر بلادهم وعائق تطورهم وحضارتهم!


     فماذا حصل إذن لشعب يشبه الطماطة في وظيفته، منذ 2003 وحتى يومنا هذا ومن الموصل إلى البصرة؟

     اترك الإجابة لأكثر من سبعة ملايين نازح في الداخل والخارج، وللفقراء من بغداد إلى البصرة، ضحايا المفخخات والفساد، لأنهم يشكلون أغلبية السكان!

kmkinfo@gmail.com



غير متصل Adnan Adam 1966

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2883
  • شهادة الحجر لا يغيرها البشر ، منحوتة للملك سنحاريب
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
 تحياتنا
بما أن من طبيعية السيد ناشر المقالة كفاح محمود لا يرد علئ تسألنا علئ ما ينشر من مقالات ،ولكننا نضع ارائنا الشخصية امام قراء موقعنا العزيز ،،،
من عنوان المقالة ندرك ان السيد محمود متأثر بأقوال عالم ألاجتماعيات الدكتور علي الوردي ، وندرك أيظاً ونحس انه أي السيد كفاح محمود ينتقد وكعادته المجتمع العربي العراقي وكأنه يحاول ان يقول ان الكرد ليسوا عراقين ، وهذا من حقه من باب ابدا حرية الرأي ، ومن حقنا نحن ايظاً ابداء الرأي ،
عالم الاجتماعيات ألدكتور علي الوردي يصف في كتابه طبيعية الفرد العراقي المجتمع العراقي كما راه وما نتج عن دراسات مطولة حول طبيعة الشعب العراقي ،، وللتنبيه ان الدكتور علي وردي ذكر بان لا يملك معلومات كبيرة حول أكراد العراق ولأنه لا يتقن اللغة الكوردية ،،
السؤال الذي يطرح نفسه لناشر المقالة هذة ، ان الدكتور الوردي قصد ان أكراد العراق علئ انهم عراقين ، فهل يتوافق السيد كفاح محمود مع هذا الطرح ؟
ثم ان الدكتور الوردي يذكر اكثر من مرة معلومات من مقدمة ابن خلدون ، والطالع علئ كتب الدكتور علي الوردي يرئ  تاثر الدكتور بابن خلدون ، ولهذا نضع هذا الشرح المبسط لما جاء في مقدمة ابن خلدون حول تصنيف الأقوام ومنها الكوردية ،،

     
‎الفصل الحادي والعشرون في أنه إذا كانت الأمة وحشية كان ملكها أوسع:

‎وذلك لأنهم أقدر على التغلب والاستبداد كما قلناه واستعباد الطوائف لقدرتهم على محاربة الأمم سواهم ولأنهم يتنزلون من الأهلين منزلة المفترس من الحيوانات العجم وهؤلاء مثل العرب وزناتة ومن في معناهم من الأكراد والتركمان وأهل اللثام من صنهاجة وأيضا فهؤلاء المتوحشون ليس لهم وطن يرتافون منه ولا بلد يجنحون إليه فنسبة الأقطار والمواطن إليهم على السواء فلهذا لا يقتصرون على ملكة قطرهم وما جاورهم من البلاد ولا يقفون عند حدود أفقهم بل يظفرون إلى الأقاليم البعيدة ويتغلبون على الأمم النائية وانظر ما يحكى في ذلك عن عمر رضي الله عنه لما بويع وقام يحرض الناس على العراق فقال: إن الحجاز ليس لكم بدار إلا على النجعة ولا قوى عليه أهله إلا بذلك أين القراء المهاجرون عن موعد الله سيروا في الأرض التي وعدكم الله في الكتاب أن يورثكموها فقال: {ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} واعتبر ذلك أيضا بحال العرب السالفة من قبل مثل التبابعة وحمير كيف كانوا يخطون من اليمن إلى المغرب مرة وإلى العراق والهند أخرى ولم يكن ذلك لغير العرب من الأمم وكذا حال الملثمين من المغرب لما نزعوا إلى الملك طفروا من الإقليم الأول ومجالاتهم منه في جوار السودان إلى الإقليم الرابع والخامس في ممالك الأندلس من غير واسطة وهذا شأن هذه الأمم الوحشية فلذلك تكون دولتهم أوسع نطاقا وأبعد من مراكزها نهاية {والله يقدر الليل والنهار} وهو الواحد القهار لا شريك له.