بناءً على كل ما تقدّم أرى أنّ على جميع الكتاب ذوي العلاقة التوقّف عن هذا التشريح غير المبرّر ضدّ رجل الدين الذي يحاول قدر المستطاع ايجاد بعض الحلول للأوضاع المأساوية التي يمر بها ابناء شعبنا وبالصورة التي يراها الأنسب حسب تقديره وفهمه للوضع الذي يعايشه والابتعاد عن أسلوب التجريح وتصفية الحسابات لأنّ من يعمل يمكن أن يخطئ ولا أعني بهذا التوقّف عن النقد الهادف والبنأء بعيداً عن أسلوب التهجّم والتجريح تكون الغاية منه التنبيه عن خطأ بغية تصحيحه .
اخي العزيز عبدالاحد سليمان بولس المحترم
تحليل دقيق لمفهوم فصل الدين عن السياسة والذي استفادت منه الدول المتقدمة وأوروبا تحديدا، وهي التي عانت من التدخل الفعلي لرجال الكنيسة انذاك في أمور السلطة وفرض آرائهم في الكثير من الأمور الأخرى وخاصة في أساليب الحكم والسلطة والتشريع.
وهذا الأمر لم يحدث عندنا أبدا وإنما اقتصر دور رئاسة كنيستنا على التوجيه من هذا الشأن او ذاك والتحذير احيانا من أمور قد تكون نتائجها وخيمة ومضرة كما في موضوع تسليح فئات معينة من أبناء الأمة لتصبح ميليشيات غير نظامية حالها حال ميليشيات الأحزاب الاسلامية مثل بدر والدعوة وحزب الله العراقي التي استغلت لقتل أبناء الشعب العراقي من اجل أجندة سياسية طائفية واليوم أصبحت جميع هذه الميليشيات في دائرة الاتهام الرسمي من قبل الامم المتحدة.
اما موضوع تدخل البعض من كتابنا في هذا الشأن من خلال النقد الهدام والتهجم على رئاسة الكنيسة فهي الاخرى مبرمجة وتدخل في خانة التشويش او التقليل من دور كنيستنا الكبير في كونها صمام الأمان لمن تبقى من أبناء الأمة في الوطن وهناك جهات لا يروق لهم هذا النشاط الكنسي ليتهجموا على رئيس كنيستنا وينتقدوه دون مبرر.
هؤلاء الكتاب راوا في فسحة الحرية الممنوحة لهم وفي عدم الرد على تخرصاتهم رأوها فرصة اما لإرضاء جهات معينة تريد احداث بلبلة وأما انهم موجهين ومسيرين من الذين لا يريدون لكنيستنا ان تكون حية وحاضرة على مسرح الحياة لتعمل وتوجه وتحذر وتشجع عندما يكون الامر إيجابيا.
كما وهناك أشباه كتاب لا عمل لهم!!! قد وجدوا في نشاطات غبطة البطرك وتحركاته ومقابلاته وفي بيانات البطريركية وإعلامها مادة دسمة يتناولونها كمواضيع ومقالات لكي تبقيهم يشعرون بوجودهم في الحياة وتجذبهم مشدودين لشاشات كومبيوتراتهم منتظرين تعليق هذا او رد ذلك ليستمروا في النقد والتهجم لغرض تمشية الوقت وقتل فراغهم والانكى في هؤلاء انهم يأتون بآمثلة تمثل ثقافاتهم البالية او يدعمون كتاباتهم بآيات من الكتاب المقدس يقتبسونها من العم كوكل لذر الرماد في العيون وحتى يعطوا مصداقية لكتاباتهم وفي النهاية يذيلون كتاباتهم بعبارات مثل بارك الله بك اخي او الرب يبارك وغيرها من الكلمات المسمومة من الداخل والمغلفة بالعسل الإيماني من الخارج ولكنهم في الحقيقة يزرعون الخبث من اجل الهدم والمزيد من التفرقة والأنتقاص من قيمة هذه الرئاسة وأعمالها !!!
وهؤلاء لن يتوقفوا ولكنهم غير مؤثرين وهم معروفين (وقد عروا أنفسهم بتوجههم هذا) وهم قلة ولا يتجاوز عددهم عن عدد أصابع اليد الواحدة وتراهم في مقالتهم التافهة يجاملون احدهم الاخر وربما يصدقون بعضهم البعض بأنهم على صح وهم بذلك يضحكون على أنفسهم !!!
لن يستطيع احدهم (من المذكورين في أعلاه) التأثير على عمل الكنيسة الإيجابي والتوجيهي او التشجيعي احيانا ما دامت الكنيسة ورجالها الكرام ينطلقون من واجباتهم الدينية والإنسانية وشكرا.
كوركيس اوراها منصور