المحرر موضوع: الانقلاب التركي الذي اثار الكثير من الشكوك و الريبة و الجدل !!  (زيارة 620 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سلام يوسف

  • اداري منتديات
  • عضو فعال جدا
  • *
  • مشاركة: 188
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
              الانقلاب العسكري التركي المثير للشك و الريبة و الكثير من الجدل !!

لم يعد اليوم  يختلف فيه أثنان من المهتمين بالشأن التركي و المتابعين لتطورات الاحداث التي طرأت في اعقاب الانقلاب العسكري الاخير في تركيا ، بان هذا الانقلاب كان غامضا و مبهما و غير واضح المعالم  ولهذا أثار الكثير من الشكوك و الجدل و العديد من التساؤلات التي تبحث عن أجابات مقنعة ، و لعل بأن من اهم تلك التساؤلات هو هل كان انقلابا عسكريا حقيقا ام مدبرا ؟
لم يعد خافيا على احد بان تركيا هي بلد الانقلابات العسكرية رقم واحد بدون منازع عند مقارنتها مع كل دول العالم و حتى عند مقارنتها مع دول العالم الثالث حيث العشرات من الانقلابات العسكرية حدثت فيها  منذ تاسيسها بقيادة مصطفى أتاتورك الذي يعتبر مؤسس و باني الدولة التركية الحديثة بعد سقوط الامبراطورية العثمانية (الغير مأسوف عليها) بعد الحرب العالمية الاولى و لهذا فان الانقلاب الاخير يمكن ان يكون انقلابا عسكريا حقيقيا ولكنه كان ضعيفا و هزيلا  افتقد الى عناصر القوة و التنسيق العالي بين القادة الانقلابيين و قواعدهم من الجنود و المراتب المتواجدين على الارض و الذين سيطروا في اليوم الاول من الانقلاب على البرلمان و على مبنى الاذاعة التركية الرسمية والساحات العامة في مدينتي انقرة و اسطنبول و لكن الشئ الذي لم يكن يتوقعه الكثيرين هو أستسلام المئات من الجنود الحاملين لاسلحتهم و دباباتهم الى الشعب التركي بدون أطلاق ولا حتى رصاصة واحدة ضد المدنيين المناوئين للانقلاب العسكري و هذا  بحد ذاته اصبح كالقشة التي قصمت ظهر البعير والسبب الرئيسي لفشل الانقلاب ، و رأى العالم كله بأم عينه عبر الفضائيات و شاشات التلفزة طريقة تعامل دواعش تركيا الهمجي والبربري الغير مبرر  ضد جنود الاترك الانقلابيين المسالمين واللذين كان بمقدوهم استخدام اسلحتهم ضد ابناء شعبهم و لكنهم أبوا ذلك وبذلك عكسوا عن اخلاقهم الوطنية العالية في عدم أراقة الدماء البريئة ، و لكن يبدُ بأن مرتزقة أردوغان من الاتراك الدواعش استغلوا سلمية الجنود للأنقضاض عليهم على طريقتم الخاصة المُدانة من قبل كل احرار العالم .
إن الاجراءات السريعة التي اتخذها أردوغان منذ الساعات الاولى لفشل الانقلاب العسكري أوحت للعالم بانه كان على علم بالانقلاب وهذا ما أعطى انطباعا للناس بأن الانقلاب كان مدبرا و مخطط له من قبل أردوغان لتصفية خصومه و المعارضين لسياساته الدكتاتورية وخطه الاسلامي الراديكالي المتطرف ، و لكن الشيء الذي لم يتوضح لحد هذه اللحظة هو الهوية الفكرية للانقلابيين و خطهم السياسي الغير معلن رغم أتهام الحكومة التركيةل( فتح الله كول ) ، رجل الدين المعارض لنهج أردوغان الذي يعيش في منفاه في الولايات المتحدة الامريكية ،و لكن مهما تكن هويةالانقلابيين الفكرية و خطهم السياسي فلم و لن تكون اكثر تطرفا من نهج أردوغان الاسلاموي الفاشي و الداعشي بأمتياز الى الدرجة التي يمكن اعتبار أردوغان الزعيم الروحي للدواعش في كل العالم ومنهم دواعشنا العراقيين ( كردا و عربا ) .
إن الاعتقالات التي شملت الالاف من القضاة و رجالات الجتمع المدني التركي من مهندسين و أطباء و اساتذة جامعات الى جانب بعض العساكر المعارضين لنهج اردوغان دليل مادي قاطع على إن أردوغان استغل هذا الانقلاب لتصفية خصومه و في محاربة المدنية و الفكر العلماني المتجذر في المجتمع التركي  لكي يصبح الطريق سهلا لأسلمة المجتمع التركي   على الطريقة السلفية الوهابية المتطرفة و المسنودة بقوة من الدول الراعية للارهاب كالسعودية و قطر ، فلا نستغرب قول شيخ الارهابيين في العالم ( يوسف القرضاوي )، بأن الله و جبرييل و الملائكة كانوا مع أردوغان .
إن الأجراءات القمعية الفاشستية التي يقوم بها أردوغان الآن تشبه الى حد كبير الأجراءات القمعية التي قام بها أنقلاب العساكر سنة 1960 في تركيا حيث قام العساكر بقتل و اعتقال الالاف من المدنيين و العسكريين ويعود بذاكرتنا نحن العراقيين ايضا الى انقلاب الشباط الاسود سنة 1962 الذي حول العراق الى بركة من الدماء فهل نتعض ؟
من أقوال أردوغان  :
مساجدنا ثكناتنا و قبابها خوذنا و منارات جوامعنا رماحنا ، أفلا يستحق لقب الأب الروحي للأرهاب في العالم .