انتقادات الدكتور ليون برخو الجارحة لكرسي البطريركية الكلدانية وكرسي روما الى اين؟!
الصديق العزيز الدكتور ليون برخو المحترم
تحية
ارجو ان توسع صدرك لكلماتي ونقدي وتعيد التفكير فيما تفعله.
ان طريقة طرحكم وتهجمكم على الفاتيكان وكرسي روما لمدة طويلة بحجة القضاء على طقوسنا الشرقية وتراثنا وشل سلطة البطريرك هي غير صحيحة، لا بل تدهشننا وتشعرنا كأنك غير متعمذ ولا تؤمن بالمسيحية.
اخي ليون اذا كنت تظن نحن نحلم بإعادة امجاد الكنيسة الشرقية او الامبراطوريات التي اندمجت أبنائها في المسيحية. فانت متوهم، لن ولم نستطيع العودة الى زمن مار طيماثاوس الكبير وابا او مار شمعون برصباعي والى زمن ابن العبري او إسرائيل اودو.
لكل زمان رجال ومقام، الكنيسة الكلدانية اليوم منتشرة في اصقاع العالم 150 ألف اوروبا و300-350 الف أمريكا 60 الف استراليا و60 الف كندا. ماعدا الشرق الأوسط والعراق وإيران والخليج.
ليس من السهل إدارة الكنيسة في كل هذه البلدان والمجتمعات المختلفة التي لها قوانين مختلفة بنفس العقلية او الطريقة او ان لا تجد مشاكل.
هذه اهم نقاط مهمة يجب ان تأخذ بنظر الاعتبار من الناحية الموضوعية للحديث عن علاقة كنيسة الكلدان بروما وهي :-
اولا
عندما تتحدثون عن علاقة الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية المشرقية بكرسي روما ، يجب ترجعون 500 سنة للوراء وتبحثون أصلا عن سبب ارسال القديس يوحنا سولاقا الى روما باسم السينودس للمطارنة المعارضين لتنصيب برماما بطريركا وهو دون سن قانوني.
فالاتفافقية تعود الى هذا التاريخ حينها لم يكن كلداني واحد يعيش في اوروبا، فقط في قبرص كان هناك مجموعة انتقلت اليها بسبب مذابح تيمرلنك1400م، كان المهم لهم الايمان المسيحي وليس اللغة في حينها ولا الطقس وانما الخبز.
ثانيا
كل كنائس الغربية اللاتينية والتي كانت ولازال تمثل اقوام مختلفة متحدة مع روما ويخضع رئيس الاسقف المحلي لها لسلطة البابا. وهي تطبيق عملي والتزام واضح من المؤمن المسيحي ان يكون لهم راعيا واحدا وهو خليفة بطرس، لا يجوز ان يكون اثنان، والكل أصبح منذ 1950 موحدين حسب هذا المبدا الذي وضعه الرب يسوع المسيح نفسه.
ثالثا
ان غبطة البطريرك ساكو ومن قبله المثلث الرحمة دلي، بيداويد ، شيخو ، غنيمة وعمانوئيل كلهم كانت لهم مشاكل ومعوقات في إدارة الكنيسة في وقت ادارتهم، كل واحد قاد الكنيسة حسب الظروف السياسية في مرحلته واتخذ قرارات مصيرية والبعض اخفق والبعض تفوق لكن عمل حسب رؤيته وقدرته.
بعض المشاكل تراكمت بمرور الزمن ولم يتم البت بها لحين مجيء غبطة البطريرك ساكو الامر الذي لم يتحمل الاخفاء. منها اوقاف الكنيسة، طريقة اختيار الأساقفة، وتنقلات الكهنة، تجاوزات الإدارية وحالة الانفلات كانت أصبحت مودة، كل من لم يكن يعجبه قرار سيدنا دلي او مطرانه يترك مكانه ويذهب الى احدى دول الغرب او يلتحق بكنيسة شقيقة. اكثر من 20 كاهن ترك كنيسته من غير مبرر بحجة العلاقة السيئة من اسقفه او البطريركية قبل مجيء غبطة البطريرك ساكو. فاذا قطعت كنيسة الكلدان صلتها بروما هل تظن سيخضع رجال الاكليروس اكثر للبطريرك؟!!
الجواب يكمن في وضعية ابرشية مار بطرس في سانت دياغو.
رابعا
لنكن موضوعيين بعض الأمور خرجت من سيطرة الكنيسة ولم تعد بيد الكنيسة أي حيلة، مثل الهجرة القسرية التي فرضت على أبناء شعبنا بدا من البصرة والمحافظات الجنوبية ومن ثم بغداد وأخيرا الإبادة الجماعية لأهالي في الموصل وسهل نينوى شملت 150 الف مرحل. كذلك خطف الكهنة التي وصلت 26 كاهن (كل الكنائس) واستشهاد خمسة منهم بضمنهم المثلث الرحمة الشهيد رحو وكني مع الشمامسة الثلاثة وغيرهم.
خامسا.
لزوم مواكبة الكنائس المحلية الشقيقة، لزوم ادخال الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لربط المؤمنين بالكنيسة، هكذا حاول سيدنا ساكو اعلام أبناء كنيسته بكل الاخبار ما يحصل داخل الكنيسة. هذا القرار لم يكن سهلا بسبب الاختلاف الشاسع في علاقة المؤمنين بالكنيسة وكذلك الاختلاف الذي طرأ على طريقة الادارة، فقسم راها إيجابية وتعاطي معها إيجابيا مثل الاستماع الى الوعظ او التراتيل او الأفلام او قراءة المقالات والأبحاث الروحية للاكليروس وغير الاكليروس .
اخي ليون اشعر بصعوبة بالغة في إيجاد تفسير معقول الى هذه الدرجة من الاتهام الذي توجه للكنيسة الكلدانية على أساس انها متخاذلة وان موظفي روما يديرون شؤونها او يتخذون قراراتها.
كذلك اشعر بصوبة بالغة في فهم مدة حرصك وايمانك المسيحي وما كتبته وتكتبه والذي صرحت به لك بروح الاخوة سابقا.
انا شخصيا اعتبر نفسي مسؤول امام الله والمجتمع لأي خطأ لن اقف مكتوف الايدي باتجاهه حتى لو وقفت كل الكنيسة صامته، لانه قوة الايمان والحرص هي التي تدفعني الى عدم السكوت وليس إرضاء الكاهن او المطران المحلي او البطريرك. لو كلنا نحاول ان نبني صدقني اللغة والطقس والتراث وكل الامور تحل، لكن المشكلة كل واحد يريد ان يسمع الاخرين انه يفهم اكثر من البطريرك.!!
البطريرك ساكو له رؤيته كغيره من البطاركة او الأساقفة او الأشخاص لا نتوقع منه يتخذ قرارات بحسب ما يفكر به كل واحد منا. أي واحد منا في موقعه لن يستطيع حل المشاكل التي تواجهه بكل سهولة. اللغة المستخدمة في الخطابات يمكن ان تتحسن، لكن الكنيسة اليوم دخلت معترك الاعلام قبل عشرة سنوات لم يكن هناك سوى بيان او بيانين كل سنة.
فالمفروض نساعده نقدم الدعم له عن طريق كتابة الاقتراحات او المقالات او الأبحاث او اصدار الكتب وغيرها وليس انتظار بينات البطريركة ليتم الهجوم عليها وكأن معركة.
مع الأسف أقول بكل صراحة تهجمك على كرسي البطريرك الكلدان او كرسي روما لا يعطي الا تفسير واحد إنك لا تؤمن بالمسيحية تماما. والا كانت لغتك اكثر لياقة وادبا معهما.
لا انكر اتفاقي معك بان للطقس واللغة والتقاليد والعادات اهمية في الحفاظ على الهوية، لكن البعض او اكثر المؤمنيين يريدون كلمات يفهمونها.
كما يقول المصلح الصيني الكبير كنفوشيوس: "ان تشعل شمعة خيرا من ان تنزل اللعنات على الظلام".
نريد مشاركة عملية منك في بناء هذا التراث وحمايته عوضا ان تضيع وقتك في نقد مواقف البطريرك وكرسي روما وكانهما اعدائك.!!!
في الختام أقول صحيح المسيح يقول : لا تدينوا كي لا تدانوا
لكن أحيانا ان تشعر اخيك بخطئه يأتي من محبتنا له ربما يعود الى رشده.
..................
مقال الاخ ليون برخو
نهضة المطران سرهد جمو أطلقت أسماء الحيوانات على معارضيها من الكلدان؛ نهضة البطريرك ساكو تطلق تسميات غير حميدة عليهم
http://www.ankawa.com/forum/index.php?action=post;quote=7482512;topic=815141.0;last_msg=7482833