المحرر موضوع: المؤامرة  (زيارة 618 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل متي اسو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 926
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
المؤامرة
« في: 13:19 11/08/2016 »
المؤامرة
يظن الكثيرون بأن رفض " نظرية المؤامرة " معناه رفض وجود مؤامرات سياسية على ‏ساحة الصراعات السياسية المحلية او الاقليمية او الدولية ... وهذا خطأ فظيع ...‏
عندما نرفض " نظرية المؤامرة " ، فإننا نقصد بتلك النظرية ااذي إخترعها وأوجدها العالم ‏العربي والاسلامي تحديدا ، مفادها ان الغرب يستهدف " العرب والاسلام " في دينهم وفي ‏قوميتهم وفي اقتصادهم طوال الوقت . وان هذه المؤامرة ، في نظرهم ، قائمة منذ قديم ‏الزمان ومستمرة الى ابد الآبدين ....‏
ان الذين يحلو لهم ان يسمّوا العلاقات الامريكية السعودية مثلا بـ ( التحالف ) يتغاضون ‏عن حقيقة ان السعودية تنشر وتروّج في مؤسساتها الدينية التي تتمتع بمنزلة سياسية رفيعة ‏لـ " نظرية المؤامرة " ، وملخصها ان الغرب يستهدف الاسلام ... وهكذا نجد ، انه رغم ‏العلاقات الاقتصادية الجيدة بين دول الخليج والغرب ، إلآ ان شعوب هذة الدول تكّن كرها ‏شديدا للغرب الى مرتبة القيام بنشاطات ارهابية ضدّه ... وكذلك الحال في باكستان وفي ‏تركيا الآن رغم إصرار البعض على تسمية هذه الدول بحلفاء الغرب .‏
‏" نظرية المؤامرة " هذه ، تعني ان الدول الغربية لا عمل لها ولا هم  سوى حياكة ‏المؤامرات على المنطقة العربية والاسلامية تحديدا ....‏
الذي إستفاد من هذه النظرية ( نظرية المؤامرة ) هو الاسلام السياسي في المقام الاول ، ‏وكذلك الحركات القومية ، لأنها كانت الوسيلة الناجعة في استقطاب الجماهير الفقيرة من ‏اجل مآربها السياسية ... كانت وسيلة ناجحة في ذر الرماد في عيون الطبقات الكادحة ‏بتحويل انظارها عن المطالبة والنضال من اجل حقوقها المشروعة  ومن ثم استغلالها ‏سياسيا ... ان اكثر الناس تطرفا دينيا في مصر مثلا هم اولئك الفقراء الذين يعيشون في " ‏العشوائيات " او في المقابر ... ان " جهاد وصراع " هؤلاء المساكين موجه فقط ضد ‏اخوانهم في الفقر من الاقباط !!! .. وهكذا نسمع كل يوم عن حرق مساكن الاقباط وكنائسهم ‏‏.‏
الذي إستفاد من " نظرية المؤامرة " هم الحكام الطغاة الذين أجادوا في استعمالها في تعبئة ‏الغوغاء والانتهازيين و في قمع شعوبهم وتخوين المعارضة وسحقها .‏
ومن المؤسف جدا ان نجد من  بين الحركات التقدمية ايضا من يؤمن بـ " نظرية المؤامرة ‏‏" لسببين فقط ، أولهما كان بسبب الحرب الباردة بين المعسكرين الرأسمالي والاشتراكي ، ‏وثانيهما هو فشل هذه الحركات في قيادة الدفة السياسية في بلدانها بسبب " قصر النظر " ‏في سياستها وليس بسبب آخر ...فشلت بعد ان كانت الجماهير الى جانبها ... وكانت " ‏نظرية المؤامرة " عُذرا تُخفي به إخفاقها .‏
وهكذا... فإننا عندما  لا نؤمن بـ " نظرية المؤامرة " ليس معناه إننا ننكر وجود مؤامرات  ‏قائمة على قدم وساق  بين " المافيات السياسية " في الداخل وفي علاقاتها مع دول الجوار  ‏او مع جهات اجنبية ... وهذه متغيّرة بتغيّر الظروف ,‏
هذا هو مفهوم الواقع ، والذي يختلف جذريا عن مفهوم " نظرية المؤامرة " التي تعني " ‏إننا قوم مستهدفون طوال الوقت من أقوام آخرين " ....‏
لكننا ، رغم اعترافنا بالمؤامرات التي تُحاك في الداخل ، لا ينبغي ان نضع كل تحرك ‏سياسي ، مهما كان نوعه أو غرضه التكتيكي ، في خانة " المؤامرات " ...‏
كي أوضّح ذلك ، سأضرب مثلا ... لا شك ان الاخوة الاثوريين " الاشوريين " يخطّطون ‏على كافة الاصعدة من اجل توجّهاتهم القومية ... لكني ، رغم شجبي لتلك التوجهات ، فاني ‏لا استطيع ان اضع ما يفعله الاخوة الاشوريين في خانة " المؤامرة " ضد بقية المسيحيين ‏‏... لأنه ببساطة يهدف الى " احتواء " بقية المسيحيين  ولا يهدف الى انهاء او حتى النيل ‏من الوجود المسيحي .‏
لكن التخطيط على الاستيلاء على البلدات المسيحية والمضي في التغيير الديمغرافي هو " ‏المؤامرة الكبرى " بعينها ، لأنه ، وببساطة أيضا ، يستهدف الوجود المسيحي ... وعلى ‏المسيحيين التوحد وايجاد حلا لذلك ..‏
ان بقاء سهل نينوى مع محافظة نينوى او ربطه بأقليم كردستان يجب ، يجب ، يجب ان يتم ‏اقراره على مبدأ واحد لا غيره ... من هي الجهة التي تتعهّد " رسميا " بإزالة التغيير ‏الديمغرافي ....‏
اناشد الاخوة المسيحيين ان يتناسوا كرههم ( الشخصي او السياسي ) ضد هذا وذاك ‏‏...عليهم ان يركّزوا على شيء واحد فقط .... الذي يحقّق لهم إعادة خصوصية المناطق ‏المسيحية هو الجدير بالاتفاق معه ...‏
نحن لا نبكي على قوميتنا .... بل على وجودنا ....‏