طريق هلاري للبيت الأبيض
بقلم / سلوان ساكو
حسبي أن الطريق للرئيس القادم للولايات المتحدة الامريكية هلاري كلنتون باتَ معبداً، وهي الان تحزم حقائبها وأمتعتها والملفات العالقة لتحطّ الرحال بعد أشهر قليلة في المكتب البيضاوي. فبات من المؤكد الأن أنها الأكثر قرباً من أسوار البيت الأبيض من المرشح الجمهوري ورجل المال والأعمال دونالد ترانب ، الذي يبدو انه أضاع بوصلة الرئاسة بعد مؤتمر الحزب العام الأخير، والذي بان مدى سطحيته وعدم فهمه في دواخل السياسة الامريكية المعقدة والصعبة وصار يتخبط في وحلها الثقيل ، حتى زوجته الشابة الجميلة لم تضبط الخطاب الافتتاحي الذي يفترض ان تكون السيدة الاولى بعد أشهر أمام آلاف المحتشدين من أنصار ترانب الجمهوريين فكان مقتبس طبق الأصل من خطاب ميشيل أوباما قبل سنوات فظهر كأنه سرقة وسبب أحراج شديد كان من السهل جداً تجنبه . هلاري ليست المرشح الأفضل لقيادة الولايات المتحدة وليست بتلك الدرجة من الكفاءة لتولي قيادة العالم صحيح انها أمرأة مأسسات وتبوأت مناصب عديدة ليس اخرها وزيرة للخارجية ،لكن منصب الرئيس شيء اخر. ضعف برنامج المرشح الجمهوري ترانب وسذاجته في طرح الأفكار بشكل مباشر وهو خطأ فادح يتجنبه السياسي المحنك والمكيافيلي ، وتصريحاته التي تفتقر الى الكياسة هو الذي رجح كفة الميزان وأعطى دفعة قوية لكلنتون بتجاه المكتب البيضاوي.
تغيرت الكثير من البديهيات وأصول اللعبة في خطوط السياسة الامريكي في السنوات العشرين الاخيرة فبات الناخب الامريكي يحتار لمن يصوت هل للديمقراطيين الذين لم يحركوا ساكن في مصير دول هزتها الصراعات الدموية مثل سوريا والعراق واليمن ام للجمهوريين الذين هم من كان السبب في هذه الصراعات والحروب من الأساس.
أرى أن الولايات المتحدة لن تستعيد عافيتها ومكانتها كقوة عظمى في العالم ما لم ترتب البيت الداخلي من الاول وتعيد بناء وفهرست كل السياسات الخاطئة التي كانت السبب في كل هذا التخبط الذي تعيشه الان ، والعودة مجدداً الى المسكّ بزمام الأمور كقوة يحسب لها حساب.