المضحك والمبكي في عمل وتصريحات أعضاء كوتا للمسيحيين في البرلمان الاتحادي
بطرس نباتيقبل مدة في مقال لي وكان بعنوان (لا احد يستطيع ان يركب ظهرك الا اذا انحنيت ...)
ذكرت في جزء منه ما يؤلمنا من أعضاء الكوتا المسيحية في برلمان الاتحادي والمضحك والمبكي من جراء تصريحاتهم ومواقفهم وخاصة عدم اتفاقهم مع بعضهم البعض حيث أوصلوا الامر بينهم الى قطيعة مزمنة يندى لها الجبين، وأصبحت تصريحاتهم ضد بعضهم البعض مثار تندر وغمز وهمس بين معظم أعضاء الكتل الاخرى لكون اصبح حال خصوماتهم تجري على المكشوف وبصوت مرتفع لحد الصراخ ، ووصلت معضمها الى السيدة آلاء الطالباني ( حسب تصريح الاخ جوزيف ) وكذلك العلاوي. ( في تولي الوزارات ) والجبوري وغيرهم ، وهذا الامر ترك و له تاثيرا سيئا وسلبيا على ايدائهم داخل مجلس النواب ،وخاصة حينما يتعلق الامر باتخاذ قرارات مهمة بالنسبة الى عموم المسيحيين في العراق ،وكان اخرها ما اتخذ بشأن البطاقة الموحدة وفرض مسألة اسلمة القاصر، وكذلك هذه الحالة ،اي حالة الخصام وتبادل الاتهامات بينهم اثرت على العديد من القرارات الاخرى حيث ما صدر منها ، لم تلبِ الحد الأدنى من طموح شعبنا ، ولكن ما صدر مؤخراً من بيان معزز بوثيقة من قبل مكتب النائب جوزيف صليوا نشرها في عنكاوا كوم ،وفي موقعه على الفيس بوك، وهذه الوثيقة تكشف الى اي مدى وصلت بالبعض الانانية وتعظيم الذات والتباعد بين من يدعي بتمثيل شعبنا ، يقول النائب جوزيف صليوا في إيضاحه بان المكون المسيحي خسر رئاسة لجنة مهمة وهي لجنة حقوق الانسان في البرلمان الاتحادي وشعبنا وما تعرض له في الموصل وسهل نينوى وفي مختلف مناطق العراق الاخرى هو بأمس الحاجة الى تولي مثل هذه اللجان ، وسبق لهذه اللجنة ان عقدت اجتماعات مع أطراف دولية لمناقشة وضع المهجرين وخاصة المسيحيين والازديين علمت ان في احد هذه الاجتماعات ،ان لا وجود لأحد من برلماني الكوتا في ذلك الاجتماع واتصلت فورا بأحد الاخوة البرلمانيين وحسب ضني كان الاخ جوزيف او عماد يوخنا لاني لا املك ارقام هواتف باقي الاخوة ، هناك وكان رده بانه لا تمثيل لهم بهذه اللجنة المهمة ويمكن ان يحضر الاجتماع ولكن بصفة مراقب وليس كمشارك وشكرني على اتصالي به ..
وخلال قرائتنا المتأنية للإعلان الذي اصدره الاخ جوزيف و ما يجري داخل المقاعد ووراء الكواليس بين الإعضاء الخمسة الذين انتخبناهم كي يتولوا عضوية البرلمان وكي تكون قرائتنا واضحة سوف نضع بعض النقاط على الحروف كما يقال:
اولا : السيد جوزيف صليوا دخل الانتخابات في عام 2014 ضمن قائمة الوركاء وكانت تقودها شميران مروكل وطرحت برنامجها الانتخابي وكانت تنافس القوائم الاخرى وحصلت على أصوات أهلتها بان يتبوء احد أعضائها عضوية البرلمان وهو الاخ جوزيف صليوا وجاء تسلسلها الأخير في فرز القوائم الفائزة حيث فازت قائمتي الرافدين والمجلس الكلداني السرياني الاشوري باربعة مقاعد .
ثانيا : كانت الأخت شميران مروكل تترأس القائمة وشميران من خلال مسيرتها النضالية في الحزب الشيوعي العراقي والتي لا يجهلها من عاصرها او تعرف عليها لا يدانيها احد من السادة النواب بما فيهم رئيس قائمة الرافدين مع احترامنا وتقديرنا للجميع ، سواء في مقارعتها الدكتاتورية وتحملها الفذ لجميع عذابات الأبعاد والمعتقلات اضافة الى دورها المميز في الدفاع عن حقوق المرأة والطفل ولا أتصور مطلقا ان الحزب الشيوعي العراقي لو وصى أعضائه فقط من بغداد وكانت شميران مرشحة عن الكوتا المسيحية في بغداد لكانت قد احرزت من الأصوات لم تحققها جميع مرشحي الكوتا المسيحية من القوائم الاخرى .
ثانيا : لم يدخل مرشحي قائمة الوركاء في منافسة القوائم الكوتا المسيحية سوى في مناطق تواجد شعبنا ولو أرادوا ان يحصلوا على أصوات من خارج أبناء شعبنا الكلدو اشوري لحصلوا على أصوات الشيوعيين الكردستانيين في أربيل مثلا ولحققوا الفوز ليس لعضو واحد وإنما لأكثر من ثلاثة أعضاء .
ثالثا : النائب جوزيف صليوا وغيره في قائمة الوركاء كانوا جميعهم يتبعون منظمة كلدو أشور للحزب الشيوعي الكردستاني وهذه المنظمة هي احد احزاب تجمع احزاب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري
منذ تأسيس هذا التجمع بعد احداث كنيسة النجاة في بغداد في 2010 على ما اضن اي انها تزاول نشاطها ضمن هذا التجمع منذ تأسيس هذا التجمع ولحد الان ولها مواقف قومية ووطنية فكيف يا ترى ممثلها لا يمثل شعبنا وهو عضو فاعل في هذه المنظمة ؟ .
رابعا : ان لم يكن جوزيف صليوا ممثلا لشعبنا في البرلمان فكذلك أعضاء الكوتا الآخرين ليسوا ممثلين لانهم هم ايضا جاءوا ممثلين عن احزاب موتلفة في هذا التجمع وبتصوري كيف تعطى عضوية لجهة سياسية من طرف بانها من احزاب شعبنا ومن جهة اخرى يتم محاربة احد مرشحيها ويوصم بانه لا يمثل شعبنا.
خامسا: كيف يمكن ان ننكر بان هناك مسيحيين من الاشوريين او من الكلدان او السريان منضمين
الى احزاب اخرى غير التي تدعي الآشورية او الكلدانية كالحزب الديموقراطي الكردستاني واتحاد الوطني الكردستاني او الحزب الشيوعي العراقي او غيرها هل هولاء ليسوا مسيحيين ؟ نحن نعرف العديد من هولاء لا يقلون في شعورهم القومي عن من يدعي الآشورية او الكلدانية واعرف العديد منهم يخدمون شعبنا من خلال احزابهم عشرات المرات مضاعفة ما يقدمه غيرهم من الأحزاب التي تدعي القومية وتدعوا نفسها آشورية او كلدانية او سريانية وارى من حق هولاء الدخول في أية انتخابات اذا ما اعتمدت على دوائر انتخابية بدون الاعتماد على أصوات من خارج أبناء شعبنا كما فعلت الوركاء مثلا وكما فعلت قائمة شلاما في تولي احد أعضائها عضوية مجلس محافظة أربيل والذي يشهد له بانه افضل في ايدائه
في مجلس المحافظة من الاخر المرشح عن المجلس الكلداني السرياني الاشوري .
سادسا : الذين يصفون انفسهم بأنهم ممثلين لشعبنا في البرلمان يا ترى ماهي الإنجازات التي قدموها لناخبيهم ؟ وما فعلوا هم وتوانى عن فعله جوزيف صليوا؟ رغم ان من بين الأعضاء الأربعة من تولى عضوية البرلمان منذ مجلس الحكم وفي عهد بريمر ولحد هذه الدورة.
سابعا : أتصور من خلال تتبعنا لما يحدث بين أعضاء الكوتا المسيحية بان هناك تكالب على المصالح والتصارع على المناصب وليس الصراع على من يخدم اكثر او يقدم لشعبه منجزات اكثر من الاخر، وهذا التكالب ادى الى تطفوا الى السطح بعض المخازي التي لا يتقبلها اي عاقل وكأن بعضهم يتمسك بالمثل العراقي القائل لو العب لو اخرب الملعب .
مقصدنا من هذا المقال ليس النيل من احد او التشهير من جهة سياسية ، نحن لا نقصد هنا التشهير بأحد بالتحديد، ولكن ما يهمنا ان يعمل أعضاء البرلمان معا يدا بيد لصالح شعبنا وخاصة نحن نمر بفترة عصيبة جدا من تاريخنا وهذه الفترة العصيبة تقتضي منا جميعا وخاصة سياسيينا ومثقفينا التكاتف والتصالح ونبذ كل الخلافات وعدم فرض الإرادة الفردية والمصالح الضيقة على مصالح أبناء شعبنا فلا إرادة مهما تكن تعلوا على إرادة الشعب ..