مرحباً بالصديق
لوسيان !
بحثتُ الآن عن المقال الذي نوّهت عنه وفيه حوار بين داوكنز وأسقف كاونتربيري
وتبيّن انّه الجزء الاوّل من هذه السلسلة الأخيرة (أعظم عرض على وجه الارض / ريتشارد داوكنز)!
ساضع رابطه وشطر منه للفائدة العامة :
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,811346.msg7472492.html#msg7472492ص 8 / موقف رجال الدين مقارنة مع أتباعهم من العامة !
إنّ رئيس أساقفة كانتر بيري ليس لديه مشاكل مع التطوّر .ولا حتى بابا الفاتيكان .ولا القساوسة المُثقفين وأساتذة اللاهوت !في الواقع هذا الكتاب يتناول الأدّلة اليقينيّة على أنّ التطوّر Evolution حقيقة علمية .لا أقصد منه أن يكون ضدّ الفكر الديني ,فقد فعلتُ ذلك سابقاً !
هناك كثرة من الأساقفة واللاهوتيين (المُثقفين) الذين أصغوا الى بعض الأدّلة عن حقيقة التطوّر ,فأقلعوا عن الصراع ضد تلك الحقيقة !
الجميع تقريباً (عدا غير المُطلعين علميّاً على نحوٍ تعيس) مُضطّرين لقبول حقيقة التطوّر !
ربّما يعتقدون أنّ الله كانت له يد في بدءِ عمليّة التطوّر ,ثمّ تركَ تلك العملية تسير وفق الحاجة و حسب القوانين الفيزيائية .
بمعنى أدار عجلة عملية التطوّر ,ثم تركها تأخذ مجراها الطبيعي !
(في الواقع هذا مَخرج جيّد لرجال الدين العقلاء ,كي لا يبدوا أنّهم طيلة الوقت في صراع واضح ضدّ العِلم / كاتب السطور) !
السؤال الآن :إذا كان رجال الدين يقبلون بحقيقة التطوّر فأين المشكلة إذاً؟
المشكلة تبرز بوضوح ,في أتباعِ رجال الدين !
فكما بيّنتُ في وثائق نهاية الكتاب فإنّ أكثر من 40% من الأمريكيين يُنكرون التطوّر ,ويعتقدون أنّنا (وباقي أشكال الحياة) قد تمّ خلقها من الربّ خلال العشرة آلاف سنة الأخيرة !
ولعلكم تسألون :لماذا هذا الإختلاف في الإعتقاد حول حقيقة التطوّر بين رجال الدين (المُثقفين) ..وأتباعهم ؟
الجواب :لأنّ رجال الدين (عن قصد) لا يُعلنون فهمهم ذلك لأتباعهم ولا يحاولون مجادلتهم في التفاصيل ليصلوا الى فهمٍ مشترك !
بل هم طيلة الوقت يناورون وأقصى مايفعلوه هو قولهم عن تفسير بعض الآيات المستحيلة علميّاً في الكتب المُقدّسة أنّها ذات تأويل رمزي صرف
كحديثهم عن قصة آدم وحواء (الذين لم يوجدا قطّ) !
ولو تمّ تحدّيهم علناً عن سبب إستخدامهم تلك القصة رغم علمهم بعدم حقيقتها؟ سيقولون أنّهم يحتاجونها لتوضيح (الخطيئة الأصلية للبشر) وأن لا أحد من الأتباع سيكون غبيّاً الى درجة بحيث يأخذ كلامهم حرفيّاً !
لكن السؤال المهم هنا : أيعرف أتباعهم ذلك ؟
كيف يُفترَض بالشخص الجالس على مقصورة كنيسة أو واقف على سجادة صلاة أن يعرف أيّ جزء من الكتاب المقدّس يجب أن يؤخذ حرفيّاً وأيّها رمزيّاً ؟؟؟
أمِنَ السهولة على الأتباع (خصوصاً البُسطاء في التعليم) أن يخمّنوا ؟
في الواقع الجواب بجلاء في أغلب الحالات هو : كلا !
لو أراد رجال الدين الإخلاص في عملهم ,فليحرصوا على عدم اللعب بالديناميت ,فإساءة الفهم من أغلب الأتباع واردة جداً !
والكتاب المقدّس نفسه يقول لهم ذلك :
[لتجعل كلمتك نعم هي نعم ..وكلمتك كلا هي كلا ! متى 37:5 ]
وكي لا تقعوا في الإدانة عليكم مكافحة سوء الفهم المُنتشر بإفراط لدى العامة ,وتقديم مساعدة فعّالة ومتحمّسة للعلماء ومدرّسي العلوم !
ولكَم سيكون لطيفاً لو قمتم (كأساقفة ولاهوتيين ورجال دين مثقفين) بجهدٍ أكبر قليلاً في مكافحة اللاعقلانيّة المُضادة للعِلم المنتشرة بين أتباعكم !
***
تحياتي
رعد الحافظ