صديقنا واستاذنا العزيز ليون المحترم
تحيه طيبه
مقتبس من ردكم وجنابكم مشكور عليه
(لدي سؤال لحضرتك. لماذا اغلب او ربما كل الأمم ذات الثقافات المختلفة التي دخلت الإسلام حفظت على ثقافتها( لغتها وشعرها وطقوسها وغيره من الذي أذكره دائما) مثل الأكراد والفرس والأتراك وغيرهم من الأمم
ولماذا عندما دخلت او أجبرت على الدخول في الإسلام مجموعات كبيرة جدا من شعبنا شأنها شأن الأمم الأخرى تخلت عن ثقافتها؟)) . انتهى الاقتباس.
بصراحه لو كان في استطاعتي استنباط سؤالكم المفيد جدا هذا استاذي العزيز, لكنت سبقتك في توجيهه لكم وارفقته مع تساؤلي في مداخلتي الاولى, لان كلانا سيجد من خلال الاجابة عليه الجزء الأكبر من العلة التي نعاني منها كمسيحيين اولا ثم كأنتماءات قوميه كان لديننا ( او لطريقة فهم فلسفة ديننا)دورا كبيرا في إضعاف الانتماءات القوميه خاصة بعد ظهور الاسلام.
باعتقادي الاجابه على تساؤلكم في شقيه,يمكن ان نجدها او نجد جزءها الاساسي في الفرق الموجود بين نصي الكتابين القران والانجيل, فعندما فرض على المسيحي قسرا اعتناق الاسلام كدين جديد بقي المسيحي لاجيال عديده حاملا معه ( بخوف)الكثير من موروثه الديني حتى في عبادته الاسلاميه, فلم يتطبع ولم يتأثر بعنف النص الديني الجديد بالسرعه التي تاثرت فيها الاقوام الاخرى التي لم تكن قبل دخولها الاسلام تحمل او تعتنق مفاهيم او معتقدات تشبه المسيحيه..
في القرآن هناك وجهان من النصوص الدينيه, وجه يعطي الحق للاخر بممارسة معتقده المغاير باشتراطات , اما الوجه الآخر وهو الطاغي على الكتاب , فهو المتمثل او الذي تماشى مع حد السيف و فرض الجزيه ,استخدمته الاقوام الاسلاميه في فرض ثقافاتها القوميه والدينيه في آن واحد و في توسيع رقع تواجدها بالسيف سواء كان بالتتريك والتفريس والتعريب والتكريد, وهذا ما استغلته الماكنه الغربيه لفرض سيطرتها في القرن العشرين ولحد اليوم , اما كتابنا المقدس فلا داعي ان نقول بانه كتاب التسامح والسلم الاجتماعي لان ذلك لن يشفعنا حين نكون نريد تطبيقه في جغرافيه مشبعه بالعنف والظلم والسيف والقصاص .
ارجو المعذره عزيزي ليون , لاني أطلت والموضوع يحتاج الى اكثر من ذلك وانتم سيد العارفين,, فقط احببت ان اؤدي واجبي بكل ممنونيه بالاجابه على تساؤلكم وإن كان ردي متواضعا لكني لا امتلك اكثر او اعمق منه .
شكرا لكم على تواصلكم وتقبلوا خالص تحياتي