المحرر موضوع: حكاية جارتي الصيدلانيه  (زيارة 1627 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل لطيف نعمان سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 693
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حكاية جارتي الصيدلانيه
« في: 14:30 05/09/2016 »
حكاية جارتي الصيدلانيه                                                             لطيف نعمان سياوش
-----------------

جارتي صيدلانيه متقاعده من جيل بداية الستينات - زوجها باش مهندس اقدم متقاعد ايضا . تعرض قبل اسبوعين لجلطه دماغيه شديده نجم عنها اصابته بشلل في الجانب الايسر من جسده ..
هذه العائله نازحه لكن ولله الحمد وضعهم المادي حسن .. لما كانت المشافي الحكوميه تفتقر الى الكوادر الصحيه والعنايه الجيده هذه الايام  بحكم الضائقه الماديه والاقتصاديه التي تمر بالاقليم ، أظطرت العائله لأدخال الرجل في العنايه المركزه لأحدى المشافي الاهليه  في اربيل  برغم كلفتها الباهضه والخياليه . ومن يومها صاروا ينفقون حوالي 1000 دولار في اليوم الواحد (أدويه ، وتحاليل، وعنايه مركزه ، ومرافق للمريض ، و3 وجبات طعام ...الخ)..
بعد ان نفذ المبلغ الذي كان بحوزتهم التجأوا الى  بنك الرافدين ليسحبوا بعض المبالغ من رصيدهم هناك  مستصحبين معهم وثائق المشفى وتقارير الطبيب المعالج ليصدقوا مدى حاجتهم للمال .. تعذر البنك منحهم  أي مبلغ  لكونهم سحبوا من رصيدهم بضعة ملايين من الدنانير منذ اسبوع  لعدم وجود سيوله لديهم  في البنك !!!
اين يذهبوا بهذا المريض ؟.. اذا كانت المشافي الحكوميه عاجزه عن استقباله ، والبنك لايعيد ولو جزء من رصيدهم  لتمشية مصاريف المشفى وحياتهم اليوميه ..
هل يرمون المريض في الشارع لينتظر حتفه ؟..
وماذا يفعل الانسان الفقير وصاحب الامكانيات المحدوده لو تعرض لأزمة كهذه او شبيهة بها ؟..
حري بالاقليم أن يعيد النظر بحال البنوك والمشافي ، وأن يرعى العوائل المعففه ، وليعلم الجميع أن هناك مئات الالاف  من العوائل تعاني من ضنك العيش واستحالة التواصل في الحياة مما يعرض ابنائها الى اللجوء الى وسائل لايحمد عقباها من اجل العيش ، ويؤدي هذا الى تفشي الجريمه وتدهور العوائل والمجتمع  ، وبدلا من ان تنحاز حكومة الاقليم الى تفعيل القطاع العام للتخفيف عن كاهل الانسان الفقير نراها تفضل وتدعم الخصخصه في مجالات الصحه ، والتربيه والتعليم وغيرها من الجوانب الحيويه جدا في حياة الانسان ....
هذا كله جانب ، ومن جانب آخر نلاحظ في خضم السنتين الاخيرتين تحول الموظف والمتقاعد الذي كان يعد من الطبقه الوسطى تحول الى الطبقه الفقيره وهي حالة لم تشهدها المنطقه منذ عشرات السنين .. ترى من السبب في ذلك ؟.. ولماذا ؟..
مهما قيل ان الازمه الاقتصاديه سببها تدني سعر برميل النفط والحرب مع الدواعش لا اقتنع بذلك البته .. اليوم ظهرت  على ارض الواقع طبقتين متناقضتين ..طبقه ثريه جدا ، وأخرى فقيره ومسحوقه وهي الغالبيه .. والطبقه الثريه معروفه للجميع من تكون .. وللسياسه الخاطئه التي انتهجتها كلا الحكومتين في المركز وكردستان السبب الرئيسي في ذلك ، سواء بالتعامل مع البترو دولار ، أو المحاصصه ، أو الفساد المستشري ، أو الاحزاب الدينيه المتخلفه ،  أو عدم التوافق بين حكومة المركز والاقليم ، وما الى ذلك من الاسباب المعروفه للجميع ..
الى ذلك نلفت عناية الساده المعنيين ودعواتنا أن لاتستمر هذه الحاله وان يسارع الجميع متعاونين في اذلال العقبات والخروج الى بر الانفراج  قبل أن تستفحل الامور ..

عنكاوا


غير متصل اوراها دنخا سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 687
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: حكاية جارتي الصيدلانيه
« رد #1 في: 11:14 06/09/2016 »
الاستاذ لطيف نعمان المحترم
شلاما
لو كانت السلطة والحكومة والمسؤولين يهتمون بالمواطن بنصف مستوى اهتمامك الذي تحاول دائما تسليط الضوء عليه لكان العراق بخير. السلطة والحكومة تريد ان تأخذ فقط، ولا يهمها حياة المواطن... رحم الله ايام زمان عندما كان العلاج شبه مجاني، ومدينة الطب كانت احدى رموز العراق العلاجية.
كل هذا التطور المزعوم في الاقليم ولا يستطيعون بناء مستشفى بمستوى مدينة الطب ايام زمان، تخدم المواطن من دون ان يدفع ماله للخدمات العلاجية الخاصة، ويكعد عالحديدة.
تحياتي

غير متصل لطيف نعمان سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 693
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: حكاية جارتي الصيدلانيه
« رد #2 في: 11:47 07/09/2016 »
صديقي وأبن عمي رابي أوراها دنخا سياوش
شلامي وإيقاري

اليوم قرأت المقوله  التاليه وأعجبتني كثيرا ، لكن للاسف لا أعلم لمن تنسّب : - ((إذا استطعت أن تقنع ألذباب بأن الزهور أفضل من القمامه ، حينها تستطيع أن تقنع الخونه بأن الوطن أغلى من المال))..
شكرا لمرورك الرائع رابي سياوش ، وتقبل محبتي ..

لطيف نعمان سياوش