ألصالون الثقافي الكلداني بعد عامين – بعض ما حصل ؟
د. صباح قيًامساء الخميس المصادف 8 أيلول عام 2016 سيطفئ الصالون الثقافي الكلداني شمعتين إحتفالاُ بمرور عامين على بدء مسيرته الثقافية والتي ساهمت بجد في رفد الفكر الثقافي بعناوين متنوعة لم يطرب لها العقل الكلداني فقط ’ وإنما جذبت العديد من العقول التابعة لأطياف أخرى من شعبنا المسيحي العراقي خصوصاً والشرق أوسطي عموماً , وهذه الظاهرة بحد ذاتها مفخرة يعتز بها الصالون الذي استطاع أن يوحد الأمة المسيحية المشرقية على درب الثقافة بدون تخطيط مسبق ’ بل بعفوية طغى عليها الشغف الإنساني لرواده وعشقهم للمعلوماتية رغم تباين الإنتماء , وبذا تتحق الوحدة المنشودة في الخميس الثاني من كل شهر , والذي هو الموعد الثابت للنشاط الثقافي , كتأكيد على أن أمل الوحدة تحققه الرعية الواعية لا القيادات الكنسية التقليدية , وهذا مجرد رأي شخصي ليس إلا .
لم يكن مسار الصالون معبداً بالورود على طول الخط ’ بل صادف العديد من العراقيل والمطبات لسبب أو آخر أقل ما يقال عنها هو الشعور بالإستصغار الذاتي عند الذين لم يقدموا , بصورة عامة , خلال وجودهم الطويل في بلاد المهجر غير الحفلات الصاخبة في رحاب قاعة الكنيسة المبجلة بحجة تهيئة الأجواء المناسبة لعوائل الرعية للتعارف فيما بينهم , والحق يقال بأنها لم تكن سوى مرتعاً خصباً لمراقبة بعضهم للبعض الآخر وما ينتج عن ذلك من همسات ووشوشات وقشب . كما أنه لا يمكن إخفاء حقيقة الربح المادي الذي تجنيه الكنيسة , بتشجيع راعيها , عند القيام بمثل هذه الحفلات الغنائية الراقصة . ولا بد أن أذكر بأني سبق ونوهت لراعي الكنيسة الجليل بأن ما يستوجب أن تقوم به الكنائس في المناسبات هو حفلات التراتيل التي تتماشى مع الجوهر الإيماني ’ وأن يترك تنظيم الحفلات الأخرى لأهل الشأن من العلمانيين والتي هي أصلاً مهنتهم ومصدر رزقهم . لم تكن إجابته إيجابية بل عاتبني بسبب قيام الصالون أحياناً بتنظيم الأمسيات التراثية العائلية , وشتان بين الكنيسة التي هي بيت الرب وبين الصالون الذي هو مؤسسة ثقافية علمانية والتراث أحد أعمدتها المهمة . وبدون شك ليس هنالك أفضل من الأجواء الثقافية المتنوعة كوسيلة للتعريف وزيادة المعرفة . ولكن للأسف الشديد , قد تغيض العديد من النفوس المنتفعة , وكما هو معروف أن العين تحسد الأرجح منها .
إقترب مني أحد الأعزاء خلال انتخابات الهيئة الإدارية لجمعية مار ميخا الإجتماعية في وندزر وهمس بأذني كي أرشح نفسي . شكرته على ثقته بي ’ وقلت له قد لا أصلح لهذه المهمة المتعددة الواجبات , حيث توجهاتي يغلب عليها الطابع الثقافي وأخبرته عن نيتي في تأسيس مشروع ثقافي باسم " ألصالون الثقافي الكلداني " , وبصراحة بدى على وجهه الحماس معقباً بأني سأفجر قنبلة الموسم ... نعم انفجرت قنبلة الموسم فارتعب الهامشيون وخاب فأل المتسلقين .
لم يكن صعباً علي اختيار نخبة من أبناء الرعية لتشكيل معاً نواة الصالون والتي ستضطلع بكافة مهماته التنظيمية .... وتم ذلك بالفعل كما ذكرته في الرابطين أدناه ... وبحكم اعتزازي براعي الكنيسة الجليل , عرضت عليه مسودة النظام الداخلي مع القائمة التي تتضمن أسماء أعضاء النواة , والتمست منه أن يسمح للصالون بإشغال قاعة الكنيسة مساء الخميس الثاني من كل شهر ... حصل ذلك عند مراجعته مركز أمراض القلب الذي أعمل فيه ... وافق على ذلك عن قناعة أو ربما خاطرانة كما يقال , وثبت بعد ذلك أن موافقته كانت على مضض ’ لذلك حصل الذي حصل للأسف الشديد . ولا بد أن أشير بامتعاضه واعتراضه على إسمين من أعضاء النواة , وطلب مني استبدالهما , وبينت له وجهة نظري بوضوح وحرصي على بقائهما كونهما من أيناء الرعية الملتزمين والمعروفين بالكفاءة والمقدرة وما يتلاءم مع عمل الصالون الثقافي ... أليس الواجب يا أبتي أن نبحث عن الخراف الضالة ’ أم تترك في العراء لحين افتراسها من الذئاب أو الموت جوعاً ... أبقيت على الإثنين ولم أخبرهما بما دار بيننا ... قناعاتي ثابتة ولن تتزعزع إلا بقناعتي .
حقيقة معروفة للقاصي والداني ومترجمة لمعظم اللغات إن لم تكن جميعها بأن الفوز له ألف قائد , أما الخسارة فقائدها يتيم واحد .... كان هدف النواة أن ننزل إلى الساحة أقوياء ... أي أن نقدم بدءاً ما يلفت النظر ويثير الإعجاب ... تشييد البناء طابوقة طابوقة لا ينطبق على الصالون الذي لن يحيا ولن يدوم بدون الحضور وتواجدهم خلال اللقاءات . ألصالون صفر لوحده ولكنه يحصل على رقم بواسطة رواده ... وكان المهرجان الأول في الخميس الثاني من شهر أيلول 2014 باكورة نشاطاته والذي أثار مشاعر الضيوف وتقديرهم ....
أذكر تعليق ضيوفنا الأعزاء من المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد ومن إذاعة صوت الكلدان – مشيكن - خلال الفقرة الحرة من المنهاج عن ضرورة الإستمرار بانتظام ... تحقق ذلك ولم يتوقف النشاط منذ ذلك الحين والى اليوم ... أثبت الصالون أنه مشروع ثقافي متميز بل ظاهرة كما يحلو لبعض الأحباء أن يطلق عليه ... لم يأتي ذلك اعتباطاً بل كولادة طبيعية لمن أسقط " الأنا " من قاموسه ... هنالك من يحاول أن يسرق الجهد , وأن يدعيه لنفسه ويسخر قلماً مأجوراً مدفوعاً ثمنه مسبقاً ... نقول لهذا القلم والذي يشيد به , أسفاً , من هو محسوب على الأكاديميين بأن قاعدة " أكذب إكذب حتى يصدقك الناس " لن تمس من الصالون قيد أنملة .... فالقافلة تسير ولن يضيرها طنين الذباب , والحسود له ما شاء من العود ....
.يتبع http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,794766.msg7429556.html#msg7429556http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,798084.msg7438665.html#msg7438665