المحرر موضوع: مذبحة صوريا، رصاصة في قلب الإنسانية  (زيارة 1398 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سعد عليبك

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 471
    • مشاهدة الملف الشخصي
               مذبحة صوريا، رصاصةٌ في قلب الإنسانية

سعد توما عليبك

     لم تكن قرية صوريا المنكوبة جحراً لقطاع الطرق أو وكرا لحبك المؤامرات ضد النظام الحاكم آنذاك.... في بلدٍ خنق فيه كل شهيق و زفير يحمل نبض الحرية و قصت أجنحة الطيور لكي لا تعبر الحدود و ترى الوان الحياة الزاهية خلف قضبان سجن الوطن الكبير.

انها قرية صوريا الكلدانية ، تلك البقعة الرائعة من بلاد النهرين .. الجميلة بأهلها و عشبها و نسيمها و ربيعها. إنها قطعة من الجنة أهديت لهؤلاء البسطاء الكرماء الطيبين الذين لا يردون سائلاً أو محتاجاً الاّ و أدخلوا الفرحة و الأمان في قلبه و قضوا له حاجته و ودعوه بسلام الرب.

في قرية صوريا لم يكن هناك مركزاً للشرطة ولا كاهنا مقيماً في الكنيسة لأن أهلها اناس مسالمين و يعيشون حياتهم بمحبة الرب و الأيمان الصادق ، فلم تكن لديهم مشاكل او خلافات الاّ ما ندر أو صغر منها.

إن ما حدث يوم السادس عشر من ايلول عام 69 كان عرسا دامياً للأفكار الشوفينية  و رصاصةً في قلب الإنسانية هُدمت فيه آمال و أماني عشرات من العوائل الكلدانية لتصبح ضحية  لنزوة الشر في قلب جانٍ محترف الإجرام دخل كذئبٍ غاشمٍ بين خراف الأيمان و دعاة السلام  لا ترده عن غيّه أحاديث الكاهن القدسية و لا توسلات النساء و الكهول ولا دموع الأطفال البريئة.
فقد كانت رصاصات الغدر و الشر أقوى من جموع الخير و المحبة في زمن الظلم و ارهاب الدولة المنظم و القتل الجماعي اللامبرر...

سَقيتِ ثراك يا صوريا منذ سبعة و اربعين عاماً خلت بدماء زكية طاهرة من أوردة الأطفال و النساء و الشيوخ و أخضّرت مشاتل الأماني بعد الصبر و بسقَ فجرٌ جديد  و دحر الطاغي الآثم.
فكلُ برعمٍ سيحكي قصة ليلى وذلك ألشرير ، وكل حجرٍ سيحفظ للتاريخ سيرة الجناة ، وكل ذرة من ترابك ستصبح تذكاراً مدوياً يطارد القتلة في أحلامهم و بقايا ضمائرهم.

المجد و الخلود لشهداء صوريا و كل شهداء الكلدان و العراق.


غير متصل Noel Riskallah

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 81
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ سعد توما المحترم
قرأت مقالك عن قرية صوريا مشاعر جميلة تجاه أبناء شعبنا من هذه القرية الذين سفكت دماءهم بدون ذنب اقترفوه، ذهبوا ضحية الغدر ان كان من طرف  المجرم الملازم عبد الكريم جحيش وزمرته من القتلة من الجيش العراقي او ضحية الذين قاموا بزراعة الألغام من عناصر الحركة الكردية. فبسبب هذه الألغام دفعت هذه القرية الدماء الزكية، سؤالنا الي ما يطلق عليهم آنذاك البيشمركة لماذا لم يزرعوا ألغاما على أطراف المدن الكردية التي كان التواجد العسكري الحكومي موجودا فيها ؟لماذ دائما كان الاستهداف للقوات والمراكز الحكومية من قبل البيشمركة هي التي كانت في مدن وقرى أبناء شعبنا وبالنتيجة كان شعبنا يدفع الثمن، وبالمناسبة كانت مدن وقرى شعبنا اكثر الناس دعما للحركة الكردية اقتصاديا وماديا وايضاً قدموا شهداء من خيرة شبابنا، كل هذا والسؤال ماذا جنى شعبنا من هذه التضحيات ،بالعكس السلطات الكردية كافئتنا بالتجاوز على اراضينا وقرانا والتهميش المتعمد وكانت الذروة في حرق محلاتنا ومصادر رزقنا في زاخو وسميل ونوهدرا وديرالوك وامام أنظار السلطات الكردية.
لنرجع الي موضوع صوريا من سنة السقوط ٢٠٠٣ الي ان سلمت محافظة نينوى الي داعش كانت موصل تحت سيطرة البيشمركة، وكان المجرم الذي ارتكب مجزرة صوريا حي يرزق يسرح ويمرح في الموصل السؤال لماذا لم يتم إلقاء القبض عليه وتقديمه للمحاكمة من قبل الأكراد ؟هذا السؤال يحتاج الي جواب صريح وتوضيح من قبل سلطة الإقليم ، اقترفت مجزرة صوريا بسبب اعمال البيشمركة والحركة الكردية ومساندة أهل القرية للحركة الكردية  فالمفروض من الاكراد تقديم المجرم الي العدالة لان بيده السلطة الان  .
الاخ سعد يمكن ستحكم علي بأنني ضد الشعب الكردي أبدا انا كنت من الذين ساندوا الشعب الكردي في ثورته لكن مع الأسف كنّا علي خطأ ، وثق هناك الكثير من الظلم على أبناء شعبنا الذين كانوا سندا للشعب الكردي في ثورته،

غير متصل سعد عليبك

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 471
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأخ نوئيل رزق الله المحترم
شلاما و أيقارا

ما قلته صحيح، فهناك تجاوز في الكثير من المجالات على حقوقنا و اراضينا في اقليم كوردستان، كما علينا أن نفرق بين الشعب الكوردي و الأحزاب التي تتحكم بالسلطة فيه. حيث نجد اليوم معاناة الشعب الكوردي نفسه على أيدي حكامه، من عدم صرف الرواتب الى الفساد بكل أنواعه بالإضافة الى سيطرة الأحزاب على كل أمور الحياة هناك.
و بخصوص مذبحة صوريا علينا أن لا ننسى بأن حوالي 10 ضحايا فيها كانوا من الإخوة الأكراد أيضاً.
نتمنى ان يسود القانون و حقوق المواطن و المساواة في العراق وفي اقليم كوردستان و أن يعم الأمن و الأمان فيهما لكي يعيش الجميع بخير و وئام.
شكراً على مروركم الكريم و تقبل خالص تقديري.

غير متصل Husam Sami

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1080
  • الجنس: ذكر
  • ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ الفاضل سعد عليبك المحترم .
تحية عطرة . هذه هي لعبة السياسة حتى وان كانوا أصحابها مظلومين فأنهم يمارسون دور الظالم أيضا ... لعبة السياسة هي لعبة المصالح ... والنكبات لا تأتي إلاّ من خلالها ... هذا هو الثمن الذي يقدمه أبناء شعبنا المسيحي وسيبقى يدفعه ما دام هناك أطماع في ارضنا وثرواتنا ...
الرب يبارك حياتك

غير متصل سعد عليبك

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 471
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأخ العزيز حسام سامي المحترم
شلاما و أيقارا

إذا كانت السياسة لعبة، فالمفروض بالسياسيين ان يكونوا بمستوى هذه اللعبة، لذلك يجب أن لا ننسى الدور السلبي و الإنتهازي لسياسيينا الذين يدعون تمثيل المسيحيين و تأثير دورهم في زيادة معاناة الشعب المسيحي و تشتيت صفوفه. فأحزابنا الكارتونية أصبحت عبارة عن بيانات و تصريحات و استنكارات فقط بعد كل حدث مؤلم لشعبنا المسيحي دون أن يكون لها أي رؤية مستقبلية لمصير هذا الشعب المغلوب على أمره.
شكراً على مروركم الكريم.