الاستاذ الكريم لطيف سياوش المحترم
تحيه طيبه
استاذنا الطيب لطيف, ليس لدي اي شك في حُسن قصداثارتكم لموضوع هذه الظاهره وهو سلامة وأمن وصحة الإنسان , لكن ذلك لا يمنع ان تلاقي دعوتكم الرفض.
في نهايات خمسينات القرن الماضي , أتذكر وانا صبي صغير كيف كانت العوائل المسيحيه في الموصل تحتفل في هذه المناسبه, وعائلتنا بالذات لم تكن من العوائل المرفهه ماليا كي تبذخ في شراء الصاعودات والزنابير , كل ما كنا نفعله وهكذا غالبية العوائل الأخرى, هو خشبتين نصنع منها صليبا نربط به شبكة مصابيح كهربائيه صغيره او مصباح واحدثم نغلف الخشبتين بورق ملون بحسب اختيارنا فيبقى طيلة الليل مشدودا على ستارة السطح ,وحين كنا نحصل الاذن من الوالدين , كنا نصنع كرات من التراب او من روث البقر ( بطوخي) نبللها بالنفط ثم نضعها داخل طاسه او قوطيه ونشعلها فوق الستار.
سيدي الكريم, ما رايك بان هولنده لوحدها تصرف في شراء الملاعيب الناريه Fire works ما لا يقل عن 150 مليون ايرو سنويا تحرقها في ليلة راس السنه,تخيل كم عدد السيارات التي تحترق او تتشوه وكم هي خسائر شركات التأمين التي تتحمل ذلك , وكم من المصابين سواء بالحروق او بضيق التنفس ينقلون الى المستشفيات وقد حدثت وفيات ايضا , كل ذلك لم يمنع من ان تصبح الظاهره تقليد شعبي ترفيهي سنوي ليس فقط في هولنده بل في عموم اوربا وهكذا امريكا , لكن المؤسف هو ان الفرق بين احتفالات العراق وبين المحتفلين في اوربا , هو ان اوربا تتخذ اقصى الاحتياطات والاجراءات ابتداء من السيطره على تحديد نوعية الملاعيب الناريه المسموح بها زائدا اجراءات الشرطه المكثفه ثم تهيئة اضافيه لتلبية دعوات النجده إن كان في سيارات الاسعاف او سيارات الاطفاء.
لذا صديقنا الكريم لطيف, الظاهرة حمالة وجهين , لكني ارى ان نقدها هو الاصح دائما سواء عراقيا او اوربيا.
شكرا لكم
وتقبلوا خالص تحياتنا