المحرر موضوع: رائحة البارود انتقلت من مكروهة لدينا الى مرغوبة لدى أبنائنا !!..  (زيارة 1612 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

متصل لطيف نعمان سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 694
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رائحة البارود انتقلت من مكروهة لدينا الى مرغوبة لدى أبنائنا !!..
                                                                  لطيف نعمان سياوش


من ينسى  أيام  وسنين الحرب العراقيه الايرانيه  (1980 - 1988) المعجونة بالدم ورائحة البارود والموت الزؤام  وبكاء الامهات ؟.. تلك الحرب التي سيّقنا اليها كالقطعان ..
وقتها كنا مكرهين  ومرغمين أن نستنشق  رائحة البارود في جبهات القتال ..
أن الملفت للنظر ومنذ عدة سنوات في مثل هذه الايام بدلا من أن نفرح ونهلل ونبتهج لمناسبة (عيد الصليب) 14-9 من كل عام  ، نرى ان هذا العيد صار سببا لشقاء العديد من العوائل ، لاسيما تلك التي تعاني من ضنك العيش وضيق الحال .. فمنذ اسبوع خلى ما أن يدنو الظلام حلكته سمائنا نجبر على سماع دوي المفرقعات ، والالعاب الناريه في عنكاوا وهي مقرونة برائحة البارود المقرفه التي تعيد الى ذاكرتنا سنين الحرب للحد الذي نخال فيه كأن تلك الروائح التي كنا نشمها مكرهين صار ابنائنا وأحفادنا يثيروها ويشموها  بلهفة وفرح وبمحض إرادتهم ..
أذكر هذا الامر لأني مررت شخصيا بعدة حوادث تبعث المراره والالم في النفس ، وأجد نفسي مضطرا الى ذكرها ولو بأختصار شديد :-
الحادثه الاولى :- في العام الماضي وفي احدى أزقة عنكاوا تحديدا ، فجّر مراهق مفرقعه قويه جدا بالقرب من طفله عمرها لايتجاوز ال خمس سنوات .. أرتعبت الطفله ، وظلت تصرخ بصوت عال وتبكي .. هرعت اليها ، أحتضنتها لأخفف عنها ، شعرت أن صدري تبلل لأن الطفله بالت على نفسها .. ثم هرعت امها صوبي وأخذت ابنتها وضمتها الى صدرها وتضامنت معها بالبكاء !!
الحادثه الاخرى :- يوم 13-9-2016 سمعنا صوت سيارة طوارىء  في عنكاوا ، ضننا أنها سيارة اطفاء وان حريقا ما قد نشب نتيجة المفرقعات والالعاب الناريه ، لكن تبين فيما بعد انها سيارة اسعاف جاءت لتنقل رجل مسن مصاب بالربو المزمن تأزمت حالته الصحيه نتيجة استنشاقه كميات كبيرة من رائحة البارود ، وكاد الرجل يفارق الحياة لولا عناية الرب تشمله !!..
الحادثه الثالثه :- شبت معركه حامية الوطيس بين عائلتين في منطقة 108 بعنكاوا يوم 14-9-2016 بسبب الالعاب الناريه والمفرقعات ، ولولا تدخل الاخيار لكانت الشرطه والاساييش قد تدخلوا لفض النزاع ، وتتلخص الاسباب بالاتي :-
العائله الاولى وضعهم المادي حسن لها اربعة اطفال كل منهم يمتلك كميات كبيره من المفرقعات يلهو بها .. العائله الثانيه لها ثلاثة اطفال امكاناتها محدوده لاسيما في غمار الحاله الاقتصاديه الاستثنائيه الحاليه واطفالها يبكون منذ ثلاثة ايام مطالبين امهم بشراء المفرقعات (والماعنده منين يجيب) ؟..
ظلت العائله الفقيره تندب حظها العاثر امام حسرة ابنائها وتعتب بمراره جارتها وترجوها ان يكفوا ابنائها من اللهو الذي يسبب بتحسر اطفالها وبكاؤهم المرير . والعائله المقابله لم تكترث لمعاناة جارتها .. وكان هذا السبب كافيا لنشوب معركه تدعوا للالم بين جارين ربما امتدت جيرتهم لسنوات عده ..
تلك كانت بعض من الحالات التي تمكنت أن أرصدها ، وأصطادها بنفسي ، وماخفي كان أعظم ..
عموما الى ذلك الفت عناية الاخوه المسؤولين  في المنطقه ، وأولياء الامور ، ورجال الدين الافاضل عسى ان نضع حدا لهذه الفروقات الطبقيه في السنوات القادمات رأفة بالعوائل الفقيره وذات الامكانيات المحدوده ، وبدلا عن ذلك لنركز مثلا على احياء مهرجانات  في الكنائس ، والاندية الاجتماعيه والعائليه تتضمن فقراتها  سوق خيري ، وسباق الشطرنج ، والماراثون ، والالعاب الشعبيه ، وغيرها من الامور المسليه التي لاتحدث ضرارا بالبيئه والذوق العام....
نحن نريد ان يكون عيد الصليب سببا لأرساء دعائم المحبه والسلام بين العوائل ومع الناس ، لاأن يكون سببا للنزاع والخصام بينهم ، أو تضرر الناس ..
كلمه اخيره لقد سئمنا رائحة البارود والدم  ، لاتعيدوا الى أذهاننا ايام السنين العجاف ..

عنكاوا



غير متصل اوراها دنخا سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 687
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاستاذ لطيف نعمان المحترم
شلاما
عنوان مقالتك ذكرني باغنية او انشودة، اثناء الحرب العراقية الايرانية، كان قد اشترك فيها مطربي الريف واعتقد كانت تسميتها (هلهل تُفكنا !) حيث يقول احد مقاطعها: ... يمّة البارود من اشتمه ريحت هيل... ومن ثم يلحقها صوت الطبل الصغير، الذي لا اعرف ماذا يدعونه الاخوة الموسيقيين، بخرطة (طرررررررر طررررر !) كناية عن صوت الرشاش الذي ينفث البارود.
استاذنا العزيز لطيف نعمان: بعيدا عن الاطفال ولعبهم كان النظام السابق سباقا الى تنشئة اجيال يكون البارود جزءا من حياتها، لانه بالتاكيد كان يخطط لاعمال عدوانية وحربية واسعة النطاق، فقد تبع حرب الحرب الايرانية بحرب اخرى كانت الكويت هدفا له.
اما موضوع المفرقعات التي تستعمل في المناسبات فباعتقادي يجب ان يكون مسيطرا عليها من قبل البلدية منعا لاي حادث او مكروه قد يصيب الاطفال، والذي احتمالاته تكون كبيرة، بالاضافة الى ما تسببه من ازعاج للاخرين... تحياتي

غير متصل شوكت توســـا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2243
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ الكريم لطيف سياوش المحترم
تحيه طيبه
استاذنا الطيب لطيف,  ليس لدي اي شك  في حُسن قصداثارتكم لموضوع هذه الظاهره وهو سلامة وأمن وصحة الإنسان , لكن ذلك لا يمنع ان تلاقي دعوتكم الرفض.
في  نهايات خمسينات القرن الماضي  , أتذكر وانا صبي صغير كيف كانت العوائل المسيحيه في الموصل تحتفل في هذه المناسبه, وعائلتنا بالذات لم تكن من العوائل المرفهه ماليا كي تبذخ في شراء الصاعودات والزنابير , كل ما كنا نفعله وهكذا غالبية العوائل الأخرى, هو خشبتين نصنع منها صليبا نربط به شبكة مصابيح  كهربائيه صغيره او مصباح واحدثم نغلف الخشبتين بورق ملون بحسب اختيارنا فيبقى طيلة الليل مشدودا على ستارة السطح ,وحين كنا نحصل الاذن من الوالدين , كنا نصنع كرات من التراب او من روث البقر ( بطوخي) نبللها بالنفط ثم نضعها داخل طاسه او قوطيه ونشعلها فوق الستار.
سيدي الكريم, ما رايك بان هولنده لوحدها تصرف  في شراء الملاعيب الناريه  Fire works ما لا يقل عن 150 مليون ايرو  سنويا  تحرقها  في  ليلة راس السنه,تخيل كم عدد السيارات التي تحترق او تتشوه وكم هي خسائر شركات التأمين التي تتحمل  ذلك , وكم من المصابين سواء بالحروق او بضيق التنفس  ينقلون الى المستشفيات وقد حدثت وفيات ايضا , كل ذلك لم يمنع من ان تصبح الظاهره تقليد شعبي ترفيهي  سنوي ليس فقط في هولنده بل في عموم اوربا وهكذا امريكا , لكن  المؤسف  هو ان الفرق بين احتفالات العراق وبين المحتفلين في اوربا , هو ان اوربا تتخذ اقصى الاحتياطات والاجراءات ابتداء من السيطره  على تحديد نوعية الملاعيب  الناريه المسموح بها زائدا  اجراءات الشرطه المكثفه ثم  تهيئة اضافيه لتلبية دعوات النجده إن كان في سيارات الاسعاف او سيارات الاطفاء.
لذا صديقنا الكريم لطيف, الظاهرة حمالة وجهين , لكني  ارى ان نقدها هو الاصح دائما سواء عراقيا او اوربيا.
شكرا لكم
وتقبلوا خالص تحياتنا

متصل لطيف نعمان سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 694
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي أوراها دنخا سياوش
شلامي وايقاري
شكرا لمرورك العذب أبن العم ، وشكرا لحلو الكلمات التي تفضلت بها ..
تحيه واحترام لك رابي ..

لطيف نعمان سياوش

متصل لطيف نعمان سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 694
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي العزيز شوكت توسا المحترم
شلامي وإيقاري
لاأضن حضرتكم تختلف معي لو قلت ليس كل ما تمارسه الحكومات والانظمه وشعوبها صحيحا ، حتى لوكانت تلك الانظمه والشعوب من المتحضرات والمتقدمات بالقياس لغيرها ..
ولعل ما تفضلت بذكره يلتقي (مع الفارق) مع طقوس مصارعة الثيران التي لازالت اسبانيا مصره على ممارسة  هذه الرياضه المستهجنه برغم ادانتها من قبل العديد من المنظمات العالميه المعنيه بحقوق الحيوان ، وتصرف مبالغ طائله كل عام لتنظيم  مهرجانات كبيره تقتل فيها الثيران بطريقه وحشيه مبررة ذلك بأنه جزء من ثقافتها وفلكلورها !!..
وعلى الصعيد الديني نلاحظ في طقوس العاشوراء العديد من الناس يلحقون الاذى بأنفسهم باستخدام الالات الجارحه والخناجر والسلاسل وغيرها ، وهم يعدون ذلك جزءا من ثقافتهم وتاريخهم ، ومعتقداتهم الدينية ..
لا أملك الا ان اتسائل هل هذا صحيح ؟..
بأختصار شديد ليس كل فلكلور شعبي ، أو طقس ديني يدعو الى الاعجاب أو التأييد ..
أنا أرى أن هناك الكثير من الامور تدعو الى الاستهجان  ولا بد من التدخل في جعلها طي النسيان لطالما تسيء الى الذوق العام وتلحق الاذى بالانسان والبيئه ، ولعل ما ذكرته في مقالتي يدخل ضمن الامور غير المستحبه ولا بد من السعي لازالتها ..
شكرا لمداخلتك اللطيفه رابي شوكت الرائع ..
تقبل مني خالص تحياتي وتقديري ..

لطيف نعمان سياوش