فرض الضرائب على المشروبات الكحولية , يعني اقرارا بمشروعيتها وهذا حرام في الشريعة !!
المحامي
افرام فضيل البهرو ( .. كشفت اللجنة القانونية في مجلس النواب العراقي يوم الثلاثاء 13 ايلول 2016 , عن خلافات داخل البرلمان , بشأن فرض ضرائب على المشروبات الكحولية , ضمن موازنة 2017 ..وقال احد اعضاء اللجنة القانونية , ان هناك رأياً يعتبر فرض الضرائب على المشروبات الكحولية , هو اقرارا بمشروعيتها , وكان المجلس صوتَ على فرض ضريبة بنسبة 100% على استيراد الكحول خلال موازنة 2016 ..).
نصت المادة اولاً / ب من دستور العراق , على : ( لا يجوز سن قانون يتعارض مع ثوابت احكام الاسلام ).. وبما ان المشروبات الكحولية هي من المنكرات التي نَهى عنها الاسلام ,وبالتالي تعتبر من ثوابت احكام الاسلام , وفرض الضرائب عليها يعتبر اقرارا رسميا بمشروعيتها ويجوز التعامل بها , وان سن قانون بهذا الخصوص ,سيكون مخالفة صريحة لأحكام لشريعة الاسلامية وكذلك الدستور , وبالتالي سيكون النواب قد ارتكبوا مخالفة قانونية ومعصية دينية وسيكونون مسؤولين امام الله وامام الشعب فيما لو تطاولوا على احكام الشرع والدستور ,وان فرضها بحجة كونها موردا جيداَ للخزينة هو تبرير ضعيف امام هول وعظمة المخالفة , وهناك قاعدة في الشريعة الاسلامية تقول (.. درء المفاسد خير من جلب المنافع ) وان فرض الضريبة هو اقرار بمشروعية التعامل بالمشروبات الكحولية , وهذا حرام شرعا , والشعب العراقي يرفضه , كما يرفض ان تتلوث ميزانية العراق الخاوية بأموال تأتي من مصادر غير شرعية _ في نظرهم _ , خاصة وان هذه الاموال تذهب معظمها كرواتب الموظفين و المؤمنين الذين لا يقبلون ان تكون رواتبهم قد تدنست بأموال المشروبات والتي قد تستخدم كمصاريف لحج بيت الله او العمرة , اضافة الى ذلك , فان فرض الضرائب على المشروبات الكحولية سيؤدي الى ارتفاع اسعارها , وهذا سيحرم شريحة واسعة من ابناء الشعب العراقي من الحصول على كفايتهم من المشروبات الكحولية , وبالتالي سيبقون صاحين وبكامل وعيهم وهذا سيدفعهم للمشاركة في التظاهرات والاعتصامات , وطبعا هذا ليس في مصلحة البرلمان والحكومة , وقد يسبب خللا في العملية السياسية التي اثبتت نجاحها منذ 2003 ولحد يومنا هذا لما حققته من مكاسب وانجازات مذهلة لم يسبق لها مثيل في تاريخ العراق , من ناحية توفير الامان والاستقرار والرخاء والرفاهية التي يتمتع بها الشعب العراقي ( والعاقل يفتهم ) ولهذا ننصحهم بغض النظر عن موضوع فرض هذه الضرائب .
واخيراَ .. نود ان نقول بانه من المؤسف حقا ونحن في الالفية الثالثة ان نجد في البرلمان العراقي من يحملون عقلية متحجرة و متطرفة , يحللون الفساد الذي ازكم الانوف باعترافهم واصبح حديث الساعة للشعب وللعالم اجمع وهم يتسترون على الفساد خوفا على مصالحهم ولا يخافون يوم الحساب , و لكنهم يُحَرمون ما هو لمصلحة الشعب الذي لا حول له ولا قوة , و هنا لا نستطيع القول سوى ( الله يكون في عونكم يا ابناء العراق .. والى متى ستتركون البعير على التل ؟؟؟) .