تحية للجميع
- انا اريد الان ان اتطرق الى قراءة جديدة لم يهتم بها احد وهي اعتبرها نقطة مهمة للغاية.
السؤال هو: كيف سيرى شخص مسلم هذا اللقاء البائس مع المطران توما داود وهاوي الكتابة موفق نيسكو الذي يسمي نفسه بنفسه ولوحده بالباحث؟
اذ ان لحد الان تم التطرق والكتابة من وجهة نظر اشخاص مسيحين, ولكن هكذا لقاء تلفزيوني هو موجه للكل وبشكل اكبر للمسلمين لكونهم اكثر من يتابع هكذا قنوات تلفزيونية. لذلك سيكون مهم جدا ان نعرض هذا اللقاء البائس من وجهة نظر مسلم وليس فقط من وجهة نظر مسيحي.
في البداية اقول بانني كنت مشترك في عدة مواقع حول العالم ولم اجد اطلاقا حقد عصبي انتقامي يصل الى هكذا حقد بائس لعين مثل الذي شاهدته في اللقاء.
اذ ان المطران وموفق نيسكو لم يقولان فقط بان ليس هناك وجود للاشوريين والكلدان على الاطلاق بل بحثا عن اية طريقة سيمكنها ان تكون اكثر مؤذية.
والان لنبحث في مجتمع مثل العراق حيث غالبيته من العرب والمسلمين ونسال ما هو الشئ الذي يثير حنقة العرب والمسلمين؟
بالتاكيد الجواب سيكون من يعرف بثقافة المنطقة , بان ذلك هو الاشارة الى عملاء للغرب وبالاخص عندما يكون الغرب دولة مثل بريطانيا لكونها كانت موجودة في العراق كاستعمار, وايضا النقطة الاخرى هي اسرائيل.
وهذه بالضبط هي النقاط التي استخدمها واختارها كل من المطران توما وموفق نيسكو. حيث جرت اعادة لاكثر من المرة موجهة بالاخص الى المسلمين والعرب بان الاشوريين اوجدهم الاستعمار البريطاني. وهما لم يكتفا بذلك فهما حرصا على اضافة النقطة التالية:الاشوريين اوجدهم الاستعمار البريطاني لغرض انشاء دولة لهم على غرار دولة اسرائيل.
لماذا مثل اسرائيل؟
دولة مثل اسرائيل يفهمها العرب بان اليهود لم يمتلكوا حق فيها اطلاقا وبانها ارض العرب وتم احتلالها من قبل اسرائيل بمساعدة بريطانيا. وهذه النقطة كانت بهكذا خطورة خلال التاريخ بحيث جرى فيها اعدام وقتل وتعذيب مئات الالاف من الابرياء بتهمة العمالة للغرب بشكل عام وبريطانيا واسرائيل بشكل خاص. وهذا ما هو متاكد منه كل قارئ.
لذلك فان اختيار هذا التشبيه من قبل المطران وموفق نيسكو لغرض تطبيقه على الاشوريين هو تشبيه مختار بدقة والهدف منه محاولة تاذية باكبر قدر ممكن, بحيث ان يصاحبها ليس فقط حقد بعض القوميين السريان على الاشوريين , بل ان يصاحبها حقد عربي واسلامي ضد الاشوريين. وهذه يقولونها بان الكلام والتشبيه اعلاه باسرائيل وبدعم من بريطانيا هو مؤكد , حيث يشيرون للمشاهدين العرب والمسلمين بان من يقول ذلك هو شخص مطران وشخص يسمي نفسه باحث. هذا بالرغم من ان السخرية هنا هي ان زوعا ويونادم كنا موجودين في العراق ومن هو في بريطانيا هو المطران توما داود.
هذا الكلام بالتاكيد سيكون له عواقب ونتائج سيئة, خاصة ان المطران وموفق نيسكو يؤكدونها ويعيدونها لاكثر من مرة للمسلمين والعرب.
ومن هنا اقول, اذا حدث اي اعتداء مجددا على مسيحين وفقد مسيحين حياتهم, فان من سيتحمل المسؤولية لن تكون فقط الجهات الاسلامية والعربية التي قامت بالاعتداء وانما ايضا اشخاص مثل المطران وموفق نيسكو.
اقول نعم, سيتحملان المسؤولية, ويجب على الجميع ان يفكر قبل ان يكتب حرف واحد او ان ينطق بحرف واحد بانه مسؤول عن اية عواقب ونتائج قد تنشرها كتاباته او تصاريحه.
اذ ان هناك ايضا مشكلة عامة : هناك عدة كتاب واشخاص يطلقون تصاريح وبنفس الوقت لا يعتبرون انفسهم مسؤولين عنها او عن نتائجها. بهذه الطريقة فان اي كاتب او محاور لن يحتاج ان يكون خريج جامعة او يمتلك منصب معين...اذ ان هكذا كتابة وتصريح لا احد يعتبر نفسه مسؤول عنها يستطيع ان يقوم بها ايضا طفل في الروضة, نعم بامكان طفل في الروضة ان يكتب اي شئ او ان يطلق تصريح معين ولا يعتبر نفسه مسؤول عن اي شئ.
ولهذه الاسباب اعلاه انا شخصيا ارفض ان اعتبر شخص مثل موفق نيسكو كجزء من ابناء شعبنا واذا كان هذا المطران مقيم بنفس المدينة التي اقيم بها فانني ساغادر تلك المدينة وانتقل الى مدينة اخرى, انا ارفض ان اكون قريب باي شكل من الاشكال من هكذا مطران.
هذا الاسلوب بالاشارة الى بريطانيا واسرائيل للتحدث عن الاشوريين لا يمكن تسميته سوى بمحاولة تشجيع وحث العرب والمسلمين في ان يشدو حقدهم على كل مسيحي يعتبر نفسه اشوري.
وهذا الاسلوب الذي صاحبه اولا تقديم تهنئة للعرب والمسلمين من قبل الكنيسة الأرثوذكسية وهي كنيسة لم تنجب اشخاص سوى اشخاص مثل احمد عفلق هو ليس اسلوب استغرب منه. فاكثر من شخص يعتبر نفسه قومي سرياني عبر عن ذلك بكل وضوح وتعرض الى انتقاد مني, وهنا اعطي احد الامثلة:
السيد لوسيان
مليون مرة اقبل ان يحكمني العرب والاكراد ولا مرة ان يحكمني الاشوريين لقد ذهبت الارض ولم يبقى في العراق ال20 سنة القادمة مسيحيين
عدنان فتوحي
هذه النقطة كتبها اكثر من شخص يدعي بانه قومي سيرياني. وكما نلاحظ فان الاسلوب المستعمل ليس يقتصر على تحريض العرب والمسلمين لضرب الاشوريين وانما يرافقه ايضا دعوة بان يحكمهم العرب. وهذه النقطة يجب على القراء ان يبقوها تحت المراقبة.
- النقطة الاخرى: الاخ يوسف شكوانا قام بفند كل ادعاءات المطران وموفق نيسكو. وبالبطع اي شخص يعرف بان زوعا تستعمل منذ فترة طويلة مصطلح ابناء شعبنا السرياني الكلداني الاشوري وفي كل مؤتمراتها. الا ان هذا اللقاء التلفزيوني هو ليس فقط لقاء يحوي بؤس كبير وانما ايضا هو لقاء كوميدي مضحك للغاية. فالشخص الذي نفى وجود السريان كانا المطران توما داود وموفق نيسكو, حيث اكدا بان كلمة السريان لم يكن لها وجود اطلاقا قبل المسيحية وبانها كلمة ظهرت بعد المسيحية.
انا بالنسبة لي ارفض التسمية السريانية. وانا ارفضها بالاعتماد على قانون المسالة والعدالة حول الفقرة المتعلقة باجتثاث ثقافة البعث المقيتة التي كانت تعتبرنا عرب ناطقين بالسريانية.
موفق نيسكو كان يطالب بان تقوم كل الحركات الاشورية بان تغير اسمها الى الحركات السريانية. وبان تقوم المطرانية الاشورية التي انشات مدارس تعليم اللغة بان تسميها المدارس السريانية وليس الاشورية. هذا كان مطلبه واشار بان اذا لم يحدث ذلك فانه سيبقى عصبي. وكان يبرر ذلك بان الاشوريين حاقدين على كل شئ اسمه سرياني. هذه الحجة بالطبع يستطيع اي شخص ان يبحث عنها بطرح السؤال: حسنا لنرى كيف سيكون موقف القوميين الاشوريين اذا وجدوا فعلا شئ عملي على ارض الواقع ويحمل الاسم السرياني. ولسوء حظ موفق نيسكو فان ذلك حدث. ففي شريط للاستاذ كوثر نجيب حول فتح قسم اللغة السريانية في كلية التربية اربيل, لم اجد فيها شخص سرياني واحد يقول ساكتب الى المطران توما واطلب منه الدعم, وانما باركها قوميين اشوريين وفرحوا بها واكدوا بانهم على استعداد للقيام بتوجيه طلب التبرع لها من قبل الجمعيات الاشورية في الخارج. ومرة اخرى يتم فند هذا الشخص من هواة الكتابة والذي يقع دائما في اخطاء وهو موفق نيسكو.
- واخيرا اريد ان اقول شيئا للسيد المطران وكل مطران اخر وحتى لكل بطرك:
من يمتلك مكانة عالية عندنا هم المقاتلين الاشوريين الذين هم مستعدين بان يضحوا بحياتهم في مواجهة داعش. هؤلاء المقاتلين يمتلكون اهمية اكبر بكثير من اي بطرك واي مطران. وهذا الاسلوب تتعامل معه ايضا كل الدول المتقدمة.
وفي النهاية اقول بان هناك الان اصوات بين ابناء شعبنا تتعالى لتطلب من السيد المطران توما داود بان يرجع الى بغداد ويشكل حزب سرياني يكون من الافضل رئيسه موفق نيسكو ليقوموا بالمطالبة والدفاع عن حقوق السريان بانفسهم.
وبالنسبة للاتهامات الاخرى الموجهة للسيد كنا اقول بان العلم يقول بان من يدعي شيئا فانه يبقى الشخص المطالب باثبات ما يدعيه وليس العكس. اذ لا استطيع القول بانني صنعت طائرة ورقية وانها الان تدور حول المريخ ومن ينكر ذلك فليثبت العكس,’ اذ انني في هذه الحالة ساكون من هو مطالب باثبات ما ادعيه. ولهذا فان هذه الاتهامات علميا وقانونيا تبقى كذب طالما لم يحاول الشخص المدعي بها باثباتها.
كل الكلام اعلاه لو كانوا قد قالوه في موقع مسيحي خاص بالمسيحين ما كنت قد كتبت اي انتقاد, ولكن ان يقولونه في قناة تلفزيونية الاغلبية الساحقة من مشاهديها هم عرب ومسلمين وبهذه الطريقة , فان علينا ان نسال لماذا استعملوا بالذات هكذا طريقة؟ ما هو السبب؟ وما هو الغرض؟ كيف سيفهمها شخص عربي ومسلم ووكيف سيتصرف شخص عربي ومسلم بالاعتماد على هذا اللقاء وكيف ستكون مسؤولية اصاحب هذا اللقاء عندها؟