المحرر موضوع: لـيــس دفـاعـاً عـن "زوعـا" ولكــن  (زيارة 1096 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل غسان يونان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 388
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لـيــس دفـاعـاً عـن "زوعـا" ولكــن

بقلم: غسـان يونان
بدايـةً، قـد يفسـر البعـض هـذا الرأي وكـأنـه تحـويلـة أو نقلـة مـن مـوقـع لآخـر، ولكـن الحقيقـة هـي قـراءة موضوعيـة لمجـريـات الأمـور ومحـاولـة جـريئـة نابعـة مـن أرض الـواقـع مـن أجـل فتـح ثغـرة فـي الجـدار المسـدود. وعليـه،
ليـس دفاعـاً عـن الحـركـة الـديمقـراطيـة الآشـوريـة (زوعـا) كمـا وليـس تهجّمـاً علـى هـذا الطـرف أو ذاك لا سـمح الله، وإنمـا لعـدم السـكوت بعـد اليـوم عـلـى المتطـاولـين علـى مـؤسـسـات شـعبنـا وممثـلينـا الشـرعـيـين، أيـّاً يكـن هـؤلاء الممثلـين، لا سـيمـا والقضيـة الآشـوريـة تمـر ومنـذ بضـع سـنوات بمـرحلـة مخـاضٍ عسـيرة يتحـتم علـى جميـع أبنـائهـا المخلصـين البحـث عـن كـل مـا يجمـعهـم وليـس العكـس كمـا يحـاول البعـض فـي هـذه الفـترة بالـذات لا سـيمـا ذوي النفـوس المـريضـة، أكـانـوا رجـال ديـنٍ أم غـير ذلـك.

إن تـاريخ هـؤلاء الأسـود معـروف للجميـع وانتقـالـهـم لأحضـان العـروبـة حينمـا كـان الـدم العـروبـي يجـري فـي عـروقهـم (كمـا ورد علـى لسـان أحـدهـم) إلـى تخـويـن كـل مَـن ينـادي بالقـوميـة الآشـوريـة (كما جـاء علـى لسـان آخـر)، بالإضافة إلـى الكـثير الكـثير مـن المغالطـات التـاريخيـة. فمـاذا ننتظـر مـن هـؤلاء، إذ يحمل البعـض منهـم صلبـانـاً لكنهـم قسـّمـوا الكنيسـة بالأمـس واليـوم يحـاولـون تقسـيم البيت مـن خـلال خـلق جـدارٍ بيـن الأب وابنـه وبـين الأم وابنتهـا ليحافظـوا علـى عروشـهم حـتى ولـو يُفنـى الشـعب!

ولكـن، وتبيـانـاً لتسـلسـل الوقـائـع ومجـريـات الأمـور ومـن أجـل عـدم إضـاعـة الفـرصـة التـاريخيـة هـذه ومـن أجـل اسـتمـراريـة التمسـك بمقـومـات وجـودنـا التـاريخيـة ومـواجهـة كـل التحـديـات، لا بـد مـن وضـع الأصبـع علـى الجـرح ليـس لتعميقـه وإنمـا لتحـاشـي انتشـاره فـي كـل أنحـاء الجســم.

بـاختصـار ومـن دون مقـدمـات؛ إن مسـار القضيـة الآشـوريـة اليـوم أمـام خيـارَيـن لا ثالـث لهمـا:

•   إمّـا التـآزر والتـآخـي والتعـاضـد مـن خـلال فتـح صفحـة جـديـدة بـين مـؤسـسـاتنـا فـي المهجـر لتكـون السـنـد والـدعـم والصـدى لمـؤسـسـاتنـا فـي الـوطـن لا سـيمـا الفـاعلـة منهـا، وبنفـس الـوقت الضـغـط علـيهـا (أي علـى المـؤسـسـات فـي الـداخـل) لـتـتـوحــد عمـلانيـاً وسـيـاسـيـاً مـن خـلال تشـكيل جبهـة أو قيـادة مشـتركـة قـادرة "مجتمعـة" علـى تـولـي زمـام الأمـور وإسـكات الأصـوات النشـاز إلـى الأبـد. وبكـلامٍ أوضـح، تشـكيل لجنـة أو "هيـئـة إنقـاذ" مـن ممثلـي مـؤسـسـاتنـا فـي المهجـر لا تتـوقف حتـى تشـكيـل "نـواة جبهـة سـياسـيـة" تتـألـف مـن الأحـزاب العـاملـة فـي أرض الـوطــن كـ  "الحـركـة الـديمقـراطيـة الآشـوريـة" و "حـزب بت نهـريـن الـديمقـراطـي" وغيرهما (من دون اسـتثناء)، ليكـون بـذلـك مـن أبـرز الانتصـارات علـى الخـوارج وعلـى كـل المتربصـين بنـا شـراً. 
•   وإمّـا تـرك السـاحـة لأشـباه الـرجـال ولـذوي الأقـلام الصـفـراء الـذيـن "وللأسـف" لا هَـم لهـم إلاّ ضـرب القضيـة الآشـوريـة، متنـاسـين أن أسـيادهـم ومنـذ آلاف السـنين فشـلوا مـن النيـل مـن آشـورَ الصامـدة ونـيـنـوى الخـالـدة، فهـؤلاء المـدسـوسـين ليسـوا إلا أشـخاصاً معـاقـين وأدوات بيـد أعـداء أمتـنـا. فهـل نـترك السـاحـة لهـؤلاء الـدُخـلاء الإنتهـازيـين أم نـواجهـهـم ونكشـفهـم ليلعـنهـم التـاريـخ إلـى الأبـد.

لقـد آن الأوان لنقـولهـا وبصـوتٍ عـالٍ: "مَـن لا يشـعر بانتمـائـه للقـومـيـة الآشـوريـة، عليـه الـرحيـل عنـا اليـوم قبـل الغـد.

ومَـن يتملـك هـذا الشـعور فهـو مـن أهـل البيـت ولا تفضيـل بـين أخٍ وآخـر إلاّ بمـدى عطـاءاتـه لقـوميتـه."
١٦ أيلول٢٠١٦