المحرر موضوع: ديك الوالي  (زيارة 1127 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سالم يوخــنا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 503
    • مشاهدة الملف الشخصي
ديك الوالي
« في: 19:13 19/09/2016 »
   ديك الوالي

كان يا ما كان في حاضر الزمان , كان هنا و هناك و لا زال  مدينة واليها يحكم شعبه بقبضة من حديد , كان الناس في تلك المدينة يخشون الوقوف امامه , لا بل كانوا يتحاشون حتى ان يذكروا اسمه , فقد كان جلادا" , قاسيا" لا يرحم .
روي عن ذلك الوالي انه كان يملك ديكا" جميلا"مدللا" , يحبه و يرعاه كاحد ابناءه ان لم يكن اكثر . كان لذلك الديك صوتا" مجلجلا" , قويا" , حادا" تقشعر منه الابدان , كان كعادته ينهض  كل صباح و قبل بزوغ الشمس , يأخذ مكانه فوق احد ابراج القصرالعاليه متبخترا" مغرورا" بذيله الذي يشبه ذيل طاووس بري انيق , كيف لا و هو الديك الوحيد في المدينه و هو من حاشية الحاكم الواحد الاوحد . يبدأ بصياحه المعهود كما كل صباح , و على صوته يستفيق اهل المدينه , هذا متذمر و ذاك منزعج و اخر يكيل الشتائم للحاكم بهمس لئلا تسمعه زوجته فتشكوه  فيلقى مصيره . كان ذلك الديك مصدر ازعاج للمدينة باسرها  . بقي الحال على حاله و اهل المدينة يعانون الامرين , صوت صياح الديك الاميري من جهه و قسوة الامير الحاكم و بطشه من جهة اخرى .
ضاق اهل المدينة ذرعا" بهذا الديك و بصوته المقزز النشاز  ولم تعد لهم قدرة على تحمله اكثر فاتفقوا على ان يتوسلوا  حاكمهم  عله يستجيب فينقذهم منه .
تجمهر الناس امام احد اسوار القصر حيث يلتقون حاكمهم كما في كل مره , وقفوا صامتين , خائفين من هذا اللقاء الذي يختلف كليا" عن ما سبق, و ما ان اطل عليهم من شرفته العاليه  حتى انطلقت زغاريد النسوة و علت اصوات الرجال , عاش الامير , عاش الامير , عاش الامير . حياهم بكلتا يديه ثم بدأ الكلام  بنبرة ناعمة ماكرة مل الشعب من سماعها كاسطوانة مشروخة , كالعاده انهى كلامه بسؤاله العقيم عن ما يشغل الناس او يعكر حياتهم في هذه المدينة المغلوبة على امرها .
يا صاحب الزمان , صاح احدهم , لنا عندك رجاء و طلب , فاعطنا الامان و أأذن لنا بالكلام , اجابه الحاكم , تكلم و لك الامان . قال الرجل يا سيدي ما نحن بحاجة الى شي بفضل الله و فضلك و لكننا سئمنا من سماع صوت ديكك كل صباح , أما تأمر باسكاته لينعم اهل المدينة بنومتهم ساعة الضحى , اجابه الحاكم  , لك ذلك , لن ادعك تسمع صوت هذا الديك مرة اخرى و أمر بذلك .
تفرق الجمع فرحا" بما انجزه  فقد زال هذا الكابوس المسمى بديك الوالي ,  تلك الليله نام الجميع و هم في نشوة انتصار باهر على ديك مشاكس  , استفاقوا  صباح اليوم التالي دون اي يسمعوا نغمات النشاز.
نام اهل القرية في الليلة الثانيه  لكن صباحهم لم يكن كما ارادوه فقد افاقهم صوت صاخب لصياح الديكه من كل حدب و صوب ,كيف لا و قد خلت الساحة لهم بهد غياب  ديك الوالي الذي كان  كالغصة في حلوقهم , أما الان لم يعد هناك من يخرسهم و يعيدهم الى قنهم كالدجاج, فبغياب  كبير الديكه تظهر انصاف الديكه .
ندم اهل المدينة على ما فعلوا و راحوا يتوسلون الحاكم ليعيد ديكه المدلل الى مكانه من جديد , فصوته النشاز  افضل من الفوضى العارمه التي خلقتها الديكه في المدينه , فامر الحاكم , وكان لهم ذلك ...سكتت جميع الديكه  الا ديك الوالي .

من له اذنان للسمع فليسمع .



غير متصل ناصر عجمايا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2363
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: ديك الوالي
« رد #1 في: 09:05 20/09/2016 »
الأستاذ العزيز سالم يوخنا المحترم
تحية .. وبعد
بعد أنتهاء دور ديك الأمير أو الوالي ، سبق للديكة أن أستفادوا من ديك الوالي فقلدوه في غيابه
فالفضل الأول هو لديك الوالي وممارساته القاتلة والؤذية لأهل المدينة
نيران ديك الوالي لسنوات وعقود من الزمن بالتواصل المستمر ، جابت الدخال لأهل المدينة ووالخ من الامور
فعندما حرق الديك الكبير آبار النفط الكويتية جائنا المطر الأسود ..أليس كذلك؟
والآن داعش يحرق الآبار النفطية تيمناً بالديك الفاشي والشعب العراقي يحصد الدخان الأسشود
تقبل تحياتي يا غالي
اخوكم
منصور عجمايا
20\9\2016

غير متصل سالم يوخــنا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 503
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: ديك الوالي
« رد #2 في: 17:17 21/09/2016 »
الأخ العزيز ناصر عجمايا المحترم
متى يندمل هذا الجرح النازف ؟ كان الله في العون .
مرورك بحكايتي أسعدني .
تحياتي .