المحرر موضوع: كيف نخلد ذكرى ماساة صورية...ليس بالمقالات فقط  (زيارة 1701 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سعيد شامايا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 125
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                        كيف نخلد ذكرى مأساة صوريا ليس بالمقالات فقط
  ليس فقط بالكلمات المؤثرة والمقالات المستنكرة التي تَعْبر بعبورِ المواسم وتُنسىى إنمـا بوسيلة تعمـل عَمَل وثيقة تدين الجـاني وتصون حقوق ابنـائها الذين نُكيوا وحقوق شَعيهاالذي يعتبره المستهينون بنـا أمرسهل لاننـا مجرد اقليات !!!
مرت قبل ايام ذكرى مأساة صورية ( 1969) التي مارسها (الجحيشي) احمق بعثي  اودت بحياة جمع من ابناء صورية الابرياء المسالمين تتناولتها وسائلنا الاعلامية كاشخاص ومنظمات، وكأنه واجب مقدس على كل منا أن يمارسه معبرا عن مشاعره ببضعة اسطرمستنكرا كاحدى النكبات التي طالت شعبنا المظلوم دوما، ومنهم من يقصد بها رصيدا لنكباتنا التي نستثير بها الرأي العام العالمي والمنظمات الانسانية الملتزمة برعاية حقوق الانسان متى وحيثما كان دون تمييز وهو عمل مشكور يذكرنا ويحركنا من اجل حقوقنا خصوصا في هذه المرحلة المعقدة والمقبلة الى متغيرات قد تهدد وجودنا في وطننا على ارضنا .
بالنسبة لي تنتابني مشاعر أكثر اثارة وكانني اشارك صورية أحزانها والامها لانني عشت تلك الذكرى وأنا أكتب نصا لفلم يجسد المذبحة بتفاصيلها واوصافها التي استقيتها من بعض الاشخاص اقرباء لهم  او اصدفاء عانوا من المجزرة الوحشية واسلوب ممارستها حقا هو عمل يرقى أن يكون ابادة جماعية لشعبنا بحجم من الضحايا لا زال تأثيرها على من فقد عزيزا  له  من ضحايا صورية، إذ اثارتني تلك الذكرى وبما جرى موصوفا بانفعالات حطت على أفكاري ومشاعري مجسمة،  كقضية تعبر عن واقع شعبنا المظلوم ففكرت أن نجعل الغيارى من ابناء يستثمرون هذه التجارب المرة و كماخذ ومستمسكات فريدة يعتمدها شعبنا أو نجعلها وسائل تُوَثق وتُرسخ ادعائنا لواقع شعبنا المضطهد  كهذه القضية، ولاهميتها اضافة الى ما يكتب دوما والذي يُنسى مع عبور المواسم الراحلة،  وجدت اصلح وافضل وسيلة ترسخ النكبة كمستمسك سياسي واجتماعي هو وسيلة استثمار  الفن اضافة الى الادب واعلامه، بعد اعداد فكري وقناعتي أن الفلم العاكس للمذبحة سيكون اكثر تاثيرا فرحت اتشبث بكل معين للمزيد من المعلومات التي يُعتمد عليها بدقة واستطعت أن اصل الى  وصف لصورية وساكنيها ونوع الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ايضا معتمدا الحقيقة والدقة في تصوير المجزرة، ونحن حين نتباكى اعلاميا على ابنائنا الكلدان في صورية علينا أن لاننسى من شاركهم المأساة اخوتهم الاكراد وإن كان موقعهم أضمن لنيل حقوقهم، المهم ايضا واقع صوريا الذي عكسته ممكن ان يكون نموذجا لالفة اجتماعية كرست حياتها بتوافق مريح رغم اختلاف القومية والدين، يدل على الاندماج الاجتماعي الفعلي فحين تتحدث الفتاة الكردية ممازحة صديقتها السريانية بلغة ولهجة الفتاة المسيحة وحين تكون هناك مشاركات في مناسبات الافراح والاحزان دون أي تمييز او استغلال، حينها تكون الالفة حقيقية نتمناها نموذجا وتجربة صادقة تخدم شعبنا المختلف قوميا ودينيا او طائفيا، خصوصا ونحن نعيش الصراع الطائفي لنسبة كبير من ابناء العراق من دين واحد وقومية واحدة وما سببه هذا الصراع من نكبة الوطن بمن فيه، إلا من بيدهم القوة من احزاب فشلت في ادارتها مستغلة مواقعها لصيانة نظامها الفاسد حتى باتت ايديهم طويلة من اجل مصالحهم تمتد فاسدة لس !!!.....
 وقصدت بعملي هذا أمرا مهما، ادعو القيادة الكوردية في الاقليم والمنظمات الاجتماعية والانسانية ايضا ان تتحمل مسؤوليتها في متطلبات قضية أبناء صورية بل صورية كتجربة مأساوية  بتخليدها(والنصب الخاص بها ينتظرالتتمة)  وبتعويض مُستَحَق .
كتبت هذه الاطلالة قبل أن اتطرق الى الوسيلة التي اشغلتُ قارئي متشوقا لمعرفتها، ذلك حرصا على جعلها درسا  لشعبنا واشعارا نتمنى من الجهات المعنية التي تتحمل المسؤولية في الاقليم ان تستثمر تلك الحياة الاجتماعية التي عاشتها صورية مثالا ووسيلة لتطوير العلاقات الاجتماعية بين ابناء الاقليم ، من هذا المنطلق يجب ان تولي تلك الجهات اهتمامها الثقافي منه الفني الذي يوثق هذه التجارب الكبيرة والمرة كنشجيع انتاج مثل هذا الفلم او إن أبدع احدهم لوحة تشكيلية او انشودة او لحنا موسيقيا كصدى، هكذا تخلد بالنسبة الى التجارب الصعبة والمآسي التي يمر بها شعبنا بكل اطيافه مطلوب منا أن نوثقها لا أن تعبر اعلاميا ثم منسية.
الوسيلة التي أنا بصددها هي فيلم وثائقي كتبته عن نكبة صورية في 2006بتأثير جيرتي لعائلة فقدت ربة الاسرة امها واختها واصيب أخيها في تلك المجزرة البشعة وعرفني ابنها الشاب الاكاديمي المثقف (سرمد) الذي زودني وامه المرأة الطيبة بالمعلومات التي قادتني الى العمل ووجهني لاتعرف على القضية مستعينا باخرين ورحت من جانبي اوسع بحثي لاظفر بادق المعلومات، وللتشويق صغت الفلم كقصة حياتية درامية من مظاهروتقاليد شعبنا في قراه، منها صورية مستعينا باشخاص عاشوا المعاناة اقرباء او اصدقاء الذين لَفَتهُم النَكبة فكانوا شهداء او جرحى، صورتُ فيه الحياة الاجتماعية في صورية بافراحها واحزانها والعلاقات بين اهلها كما صورت الحدث الاجرامي الذي مارسه الضابط المجرم ودوافعه الشخصية والسياسية والموقف الجرئ لبعض الضحايا منهم القس الشهيد وابنة المختار، الفلم بثلاث لغات السريانية والكوردية البادينانية والعربية وكم تبد و الصورة جميلة حين  يطلب الفلاح الكوردي من المرأة العجوز التي تخبزمنشغلة وتنورها: ( داي شمي هلّي قِصا لخما شخينا )او حفلات الطهور او الزواج، واثق أن تأثير الحدث المصور والمسبوك فكريا وفنيا يعطي صدى و دلالات وتأثيرات اقوى، ليس فقط عندنا وفي محيطنا وإنما تأثيرها اعظم لدى الاخرين لو عرض مترجما لدى المجتمعات التي تدعي مساعدة الشعوب المضطهدة والمغلوبة حقوقها في ارضها وتاريخها. وكم اقترحت في مجال آخر أن تكون مستنداتنا ومستمسكاتنا وجداولنا القومية الغنية بالمعلومات المطلوبة ايضا غنية بتلك الوثائق المعبرة فنيا، فيلما او مسرحا او تشكيلا او من فنوننا الشعبية التراثية التي تُعَبر عن مكانتنا الفكرية والفنية، هكذا أتامل كل سنة حين تمر الذكرى تجربتي حزينا،  ونحن نجتر الذكرى بكلماتنا ومقالاتنا، اتصفح الفلم تجربتي التي اركَنَتها الظروف القاسية مؤمنا وواثقا ومؤملا ان تصير يوما  ما خير وسيلة معينة لنيل حقوقنا .
                                                     سعيد شـامـايـا
                                                    17/9/2016



غير متصل جاك يوسف الهوزي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1114
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأستاذ سعيد شامايا المحترم
تحية طيبة
شكرا على هذا المقال الرائع الذي يختلف كليا عن ما كُتِبَ سابقاً، لأننا بصراحة نقرأ كل عام قصة المأساة ونتفاعل معها في ذكراها، وتزداد الطلبات بإنصاف ضحاياها وذويهم، ولكن دون عمل أو نشاط ملموس لتبرد العواطف بعد مرور ايام وكأن شيئاً لم يكن، لتعود من جديد في الذكرى القادمة الى ان تتلاشى مع الأيام إنْ لم يكن ما يجعلها خالدة للأجيال القادمة.
والحل يكمن في قولكم:
واثق أن تأثير الحدث المصور والمسبوك فكريا وفنيا يعطي صدى و دلالات وتأثيرات اقوى، ليس فقط عندنا وفي محيطنا وإنما تأثيرها اعظم لدى الاخرين لو عرض مترجما لدى المجتمعات التي تدعي مساعدة الشعوب المضطهدة والمغلوبة حقوقها في ارضها وتاريخها.
يُعتَبَر هذا الكلام من أهم وأجمل ما كُتِب عن المأساة، وأحسن طريقة لتخليد ذكراها وتعريف العالم بالظلم الذي وقع ويقع علينا كشعب أصيل ومسالم دون أن ينصفنا أحد.
عشتُ وأنا لم أتجاوز التاسعة من عمرى جزء من هذه المأساة في زاخو عن طريق حدثين مازالا محفورين في ذاكرتي، وكتبتُ عنهما مقالاً بمناسبة ذكرى المأساة في العام الماضي.
المقال على الرابط التالي :
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=792438.0
أستاذنا العزيز، بارك الله بجهودكم الخيرة، متمنيا لكم دوام الصحة والتوفيق.

غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2496
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ سعيد شامايا المحترم
تحية شكرا لجهودك بخصوص قضية مذبحة صوريا الكلدانية
بخصوص قضية وجود شهداء من الاخوة الاكراد في القرية نحن في الاتحاد الكلداني الجهة الرسمية التي تبنت هذه القضية لحد الان لم ننكر يوما وجود شهداء من الاخوة الاكراد.
لكن ككلدان لدينا قوافل عديدة منذ قانون القرار العثماني (سفر برلك ) السيء الصيت لحد الان ، لكن احدا لم يذكرنا  أحد ولو في مناسبة صغيرة تضحياتنا من خلال الثورة الكردية منذ انطلاقها في أيلول 1961 . حتى الكثير من المسؤولين الرسميين في الحكومة المركزية والاقليم لا يذكر اسم الكلدان ولا شهدائهم خلال القرن الماضي، بينما القوميات والمذاهب الكبيرة الاخرى تم محاكمة المعتدي وتعويض اهل الشهداء.



بخصوص الفلم والمعلمات عن الحادثة نحن لدينا في مدينة ملبورن أقرب الناس للشهداء أنفسهم وان اللجنة الاعلامية في الرابطة الكلدانية والاتحاد الكلدانية يتعاونون من اجل عمل فيديو كليب قصير عن الحادثة عن طريق اجراء مقابلات مع أهالي الشهداء وبعض الجرحى الذين كانوا موجودين في حادثة صوريا.

شكرا لجهودك مرة اخرى
يوحنا بيداويد
ادناه الرابط للتقرير الذي اجريته حول مذبحة صوريا قبل ثمن سنوات

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,345593.0/nowap.html

غير متصل سعيد شامايا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 125
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الصديقان المحترما جاك الهوزي ويوحنا بيداويد/تحية وتقدير لردكما
كل سنة كنت احاول ان انوه عن اسلوب ذكرياتنا ومآسينا لاعلم القارئ النبيه اننا مقصرون في توثيق وتخليد تلك الذكريات باعتمادن الخطاب المكتوب مهما كانت فصاحته وبلا غته لان التوثيق القيقي يأتي بفعل التذكير الدائم ان ترك اثرا مرسوما او ممثلا بفلم او صورة اوفيلم او لحن لهامكانتها عند الغريب كما عند اصحابها، لذا دأبت دوما أن اسجل كل حدث مهم في حياة شعبنا دون ادعائي انني ابدعت لكنه يبقى ارثا قد يستثمره من بعدي آخر فيضيف اليه قوة وابداعا لحقيقة مجسمة حصلت وهذا ما فعلته في وصف الهجرة التي سببها داعش  بفلم اسميته يوم غادرنا الدار ، لا اقصد اشغالكما فقظ التقدير لتقييمكم المشكور، اما عن ذكر الاكراد كان هدفي الذي لمحت عنه أن اشعر المسؤولين و المهتمين بالعلاقات الاجتماعية في الاقليم أن يتبنوا متابعة اوانتاج مثل هذه الحواث المهمة المصورة اخلاصا للشعب الذي تكون له ميزة اجتماعية ودفاعا عنه مهما كان دينه او قوميته.
مع تحيتي وتقديري/سعيد

غير متصل جوليت فرنسيـس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 272
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
السيد سعيد شامايا المحترم الكاتب  الخبير بالبناء الاجتماعي الهادف المحب شكرا
فكرة الفلم او القصة او التمثيلية اوالتصوير او لحنا حزينا وغيرها  في هكذا حالات حتما ستخلدها وتشرك كل الحواس بها والتاثر بها والتحرك للتعويض بكل انواعه لورثتهم  فعلا انها ماساة جماعية مؤلمة وابادة .

مئات المرات  سمعت هذه القصة المؤلمة  وانا شخصيا عشتها كما ذكرت في كتاباتي ,حينها كنت في زاخو ,نسكن محلة النصارى  كنا في الاخوية سمعنا الخبر وهرعنا الى الكنيسة وقرأنا  القائمة  بالم ودموع والتكملة طويلة .

 الكل يسكت بحزن لحد الان وينهي الكلام عنها بان القاتل لازال حيا  فالحكومات  المركزية والاقليم هي المسؤولة  على محاكمته على الاقل في وقتها  ومعرفة مصيره الان. حتى لاتسول نفس اي شرير على الاقدام على الجرائم  المشابهة لها ويظلم ابرياء .
اتمنى ان ينهوا النصب التذكاري في قريتهم وان تتميز القرية عن غيرها وعن تضحيتها التي قدموها وان يعوّضوا ورثتهم بكل الامور القانونية لانريد غيرها .ويخلدوا ذكراهم بكل السبل سنويا لعدم تكرار هكذا مصائب على الفقراء .واحتراما للانسانية

                جوليت فرنسيس من السويد/اسكلستونا