الأخ ماجــد ايليـــا المحتـــرم
يقال ( إذا عُرِفَ السَبب بطلَ العَجب ) لذا لا غرابة في عدم الأكتراث والأهتمام بمعالم الحضارة الأشورية وحضارة وادي الرافدين العريقــة في الوقت الذي بقيَّ المسروق منها من قبل مَنْ يقدر قيمة الحضارة ويعرف معناها ويقيِّمها بمثابـة كنوزاً تركن في متاحفهم ، يتباهون بها. ففي الوقت الذي كانت التغيرات وتعاقب الحكومات في معظم بلدان العالم لغرض التجديد والتطوير،عليه كانت العملية تكاملية يحترم الموجود الذي هو عطاء الأباء ويصان ويضاف اليه ما يقدمه الأبناء والأجيال التي تليهم . ولكن الحالة في العراق والشرق الأوسط عموماً تختلف جذرياً وبكل المقاييس ، حيث أن معظم الأقوام التي غزت العراق وسكنت فيه لا علاقة لها بجذور الحضارة ، لذا فإن الحفاظ عليها يعتبر في حد ذاته دليلً دامغاً على كونهم غزات وغرباء وعليه فان عملية طمسه باي طريقة كانت تخدم وتبرر مشروعية تواجدهم، اضافة الى كون معظم الأقوام التي احتلت العراق اعتبرتها غنيمة حرب يؤخذ ما يستفاد منه ولا ضير في تدمير ما تبقى لان الغزاة لا معنى للحضارة لديهم ولا قيمة لها. ولكن كان من حسن حظ اجدادنا ان معظم معالمهم كانت مطمورة تحت الأرض وتمكن (السارقون) من انقاذ بعضه .
لذا فان ما تصبوا اليه وما تتسائل بشأنه وما هو معتمد من قبل المنصفين في جميع اقطار العالم المتحرر يأتي نتيجة احترام العقل البناء للقوانيين والأعراف والمواثيق والقيم الأخلاقية والأنسانية وهذا ما تفتقر عليه كافة الدول التي ما زالت شريعة الغاب دستورها معتمدين على القوة في السيادة والتسلط ومحو الآخر ، لا معنى للحرية والديمقراطية لديهم ولا مجال لتساوي الفرص من اجل وصول الأنسب لتقديم الأفضل ومساهمة الجميع في البناء وخدمة الصالح العام . هذا هو الواقع المرير الذي عاش فيه الأنسان الأشوري منذ سقوط امبراطوريته ، وسارت الأمور نحو الأسوء بعد اعتناقهم المسيحيه، وسيطرة من يؤمنون ب ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بدين الله ....وانصر اخاك ظالماً او مظلوماً ، وألأقربون أولى بالمعروف). فكيف تريدهم ان ينصفونا بتثبيت بعض معالمنا التاريخية واتخاذ بعض من رموزنا دلالات في المدن والشوارع والمناطق العامة في الوقت الذي نحن في وطننا الحلقة الضعيفه ، فما لأهل الذمة من حقـــوق !!!!!! لأن الحقوق إما أن تؤخذ بعدالة القوانيين وقوة ونزاهة تطبيقها أو تنتزع بالقوة بحسب شريعة الغابه . فأين الذي يؤمن بحرفية (من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأخر) من كل هذا، وكأمة مصابنا من الداخل أعظم، بعد أن ترسخت فينا الطائفية المذهبية، فانقطع رباطنا القومي لنبقى تحت خيمة المسيحية التي لا تجمعنا ايضاً بعد ان مُزِقت كنيسة المشرق واصبح المذهب لنا عنواناً والولاء له ايماناً .
تقبل تحياتي / اخوكم ايشو شليمون