الجراح العالمي الدكتور جورج ابونا في ذمة الخلود
الكلمات عاجزة من ان تعبر عن الاسئ والالم والحزن الذي اصابنا بفقدان ابن عمنا العزيز جورج ابونا الذي انتقل الى جوار ربه على رجاء القيامة صباح يوم 28 / ديسمبر / 2016 في ولاية بنسلفانا الامريكية .. فعزائنا بهذا المصاب الجلل نحن ابناء عمومته وعائلته يتحتم علينا ان نذكره دائما ونعلم اولادنا واحفادنا سيرته الذاتية ومناقبه الجميلة وعلمه الجم في الطب والهندسه ، و ما قدمه
ليس لعائلته واقرباءه بل للبشرية اجمع من خلال عمله كجراح عالمي ومختص بنقل الاعضاء ، فقد قدم الكثير في معالجة الفقراء والمحتاجين كان همه وشاغله الوحيد ان يعيد الفرحه والبسمه للمريض وعائلته عندما ينقذه من الموت ..
اجرى الكثير من عملبات زرع الاعضاء في انحاءمختلفه من العالم لهؤلاء المحتاجين ، كان يعتبر نفسه احد هؤلاء المحتاجين لانه قد عاش وعانى مثلهم حياة الفقر والفاقه . ، جورج ابونا هو احد ابناء القوش العريقه ولد عام 1933 م والده المرحوم منصور ابونا ووالدته المرحومه راحيل الصفار ، ترعرع في القوش والتحقه بالمدرسة الابتدائية فيها ، وبعدها انتقل مع والديه الى بغداد فاكمل دراسته الثانوية بتفوق عالي فمنحته الحكومة العراقية بعثة دراسية الى انكلترا ، كان همه ان يكمل الطب ، الا ان الظروف قد عكست معه فقبل في كلية الهندسة وتخرج منها عام 1956 بتفوق ، ولما كان طموحه ان يكمل الطب رفض الرجوع الى العراق مما حدى بالحكومة العراقية ان اوقفت عنه الاعانات المالية المقرره ، فاضطر للعمل كعامل في اماكن مختلفة ، وبذات الوقت كان يدرس في الكلية الطبية جامعة ( درم ) واكمل دراسته فيها بتفوق عام 1961 ، فاجتمع لديه الهندسة والطب ـ افاده ذلك بان يخترع جهاز الكبد الصناعي ليكون بدليلا عن الكبد الطبيعي مؤقتا ، اثناء اجراء عملية الزرع ، وهذا كان لاول مرة يدخل هذا الاختراع عالم الجراحه الذي تم على يده هذا العبقري ، مما حفز اشهر اطباء العالم انذاك الاتصال به للعمل معهم ومن بين هؤلاء البروفيسور ( توماس ستازري ) طبيب امريكي واول من زرع الكلى والكبد في العالم ، ....
تنوعت منجزات فقيدنا الراحل جورج ابونا وتراكمت خبرته بعدد كبير من عمليات زرع الكلى والاعضاء ـ مما ازدادت شهرته وسمعته لمايقوم به من اعمال قل من يستطيع القيام بها ، اذ قام بتاسيس اول قسم لزراعة الكلى في جامعة كالكري الشهيرة في كندا ، وكان استاذا ومحاضرا في جامعات مختلفة في اوروبا وامريكا والمغرب والجزائر وغيرها من الجامعات ، حصل على عدة اوسمه فخرية ودعي الى محافل دولية عديده .... طلبته دولة الكويت وتعاقدت معه فافتتح قسم لجراحة وزرع الكلى فكان الاول من نوعه في منطقة الشرق الاوسط استمر بالعمل هناك مدة اثنى عشر سنه وفي مقابله مع وزير الصحة الكويتي قال بالحرف الواحد ان الطب في الكويت اصبح انسانيا بسبب وجود الدكتور جورج ابونا ....
في صيف 1991 اثناء رحلته الى امريكا مع عائلته .. غزا صدام حسين الكويت مما حال دون امكانية رجوعه الى الكويت ، فقرر عدم الرجوع ، وبقى في امريكا يقدم خبرته وعلمه الى طلبة جامعات مختلفه ..
هذه بالمختصر جوله صغيرة في رحاب هذا العبقري الفذ الذي ليس فقط فقدته عائلته وعشيرته أل ابونا بل فقده العالم وطلاب علم الجراحه والطب عموما .. كان انسانيا بطبه وعبقريا بعمله لم يكن للمال مكانه عنده ولا طمعا كان له به ، لم يسعى يوما لطلب الشهرة بل كان مشهورا بعلمه واخلاقه واديه وانسانيته .. كان هادئا متواضعا بسيطا ، ترك هذا العالم الفاني كما دخله بطيبته ودماثةخلقه وانسانيته التي لا تقل عن انسانية اي قديس على مذبح الرب ،، هذا كان بعضا عن فقيدنا الراحل جورج ابونا ..رغم ان هناك الكثير يمكن الحديث عنها في مجال عمله واختصاصه الطبي ، لذلك فهو يستحق بكل جداره ان نحني رؤوسنا اجلالا واكراما لعلمة ولما قدمه للبشرية في مجال عمله خدمة للبشرية عامة ...
ولينعم عليه رب المجد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته مع الملائكة والقديسيين .. ونوره الدائم يشرق عليه ..
ولعائلته وابناءه و ابناء عشيرته الصبروالسلوان ...
ليبارككم ربنا يسوع المسيح ويبعد عنكم اي مكروه ..
له كل المجد امين
اولاء عم الفقيد من هولندا
يعكوب وخالدة ابونا
