المحرر موضوع: قلق ومخاوف وشكوك يساور المهجرين من ابناء شعبنا مع اقتراب ساعة تحرير الموصل  (زيارة 2189 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بهنام شابا شمني

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 502
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
قلق ومخاوف وشكوك يساور المهجرين من ابناء شعبنا
 مع اقتراب ساعة تحرير الموصل

عنكاوا كوم / خاص
بهنام شابا شمني

يبدو ان الاستعدادات لمعركة الموصل قد وصلت الى مراحلها الاخيرة ولم يبقى هناك غير من يعلن ساعة الصفر . وبحسب بريت ماكغورك مبعوث الرئيس الامريكي باراك أوباما الى التحالف الدولي ، فان القوات العراقية هي من تحدد ساعة الصفر ، التي أكد ستيف تاوسيند قائد قوات التحالف الدولي امكانيتها بالفعل استعادة المدينة باسناد من التحالف الدولي . في حين توقعت صحيفة صنداي تايمز ان يشهد الاسبوع المقبل بدء معركة الموصل اذ جاء فيها " يريد الرئيس الامريكي باراك اوباما توجيه ضربة حاسمة لعدوه قبل ان يترك منصبه في كانون الثاني " .

ليست القوات العراقية الوحيدة التي من اعلنت جاهزيتها للمشاركة في معركة استعادة الموصل ولكن فصائل أخرى اعلنت هي ايضا انها ستشارك في العملية مثل " الحشد الوطني " الذي يقوده محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي ، ويتألف هذا الحشد من مقاتلين من عشائر سنية .

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد اعلن ، ان الحشد الشعبي سيشارك في معركة تحرير الموصل وهي القوات التي تلقى معارضة سنية .

من جانبها عززت قوات البيشمركة تواجدها في جميع المحاور المحيطة بمدينة الموصل .
تركيا التي لديها قوات في بعشيقة على اطراف الموصل هي الاخرى وبحسب اخر تصريح لرئيسها رجب طيب اردوغان "لا يمكن ان نبقى متفرجين حيال ما يحدث في العراق ، ولا يمكن أن نصم آذاننا لدعوات أشقائنا هناك" بحسب قوله . وتصريحات أردوغان هذه جاءت ردا على ما اعلنه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ، الاحد "ان الحكومة العراقية لن تسمح بمشاركة القوات التركية في عملية تحرير الموصل" .

كما أبدى حزب العمال الكوردستاني الفصيل المسلح الذي تقاتل عناصره الجيش التركي في جنوب شرق البلاد ، والذي يملك تواجدا لمسلحيه في قضاء سنجار غرب الموصل أبدى هو الاخر جاهزيته للمعركة . 
 
هذا على الصعيدين السياسي والعسكري لما يحيط بمعركة تحرير الموصل . التي يسبق الدخول اليها وتحريرها ، تحرير مناطق سهل نينوى التي تضم قرى وبلدات شعبنا فماذا يقول ابناء شعبنا عن معركة التحرير .

"أبو كرم" مسيحي من سكان الموصل . يقول لا شأن لي في من سيشارك في معركة التحرير ، المهم ان تتحرر المدينة . أبو كرم لا يفكر بالتحرير لكي يعود الى المدينة ويسكن فيها ثانية ، فهذا يعتبره غير ممكن بل من الجنون العودة للسكن في الموصل بعد كل الذي حصل لهم بحسب قوله . أبو كرم ينتظر التحرير ليُصفي ما يملكه في المدينة ( داران ومحل ) ويهاجر ليلحق ولديه اللذين سبقاه في الهجرة منذ بداية التهجير ، أحدهما الى السويد والاخر الى ألمانيا . ابو كرم وضع لنفسه مهلة للهجرة حتى شهر كانون الاول سواء تحررت المدينة او لم تتحرر .

السيد "متي" مهجر من سهل نينوى يختلف في نظرته للاحداث فيقول . لا يكاد يفك عن متابعة أخبار التحرير خصوصا في هذه الايام ، بل يحدثك عن تفاصيل ما يحدث على الساحة السياسية والعسكرية فهو متشوق للعودة ، ولكن متي قد رسم صورة سوداوية للاوضاع بعد التحرير وفقا لما يصرح به ألاطراف التي ستشارك في معركة التحرير .

يشاركهم الحديث "تحرير" شاب من سهل نينوى ومنضوٍ في صفوف أحد الفصائل المسيحية المقاتلة ، يعبر عن مدى اشتياقه لاقتراب يوم التحرير ، ويصف ما جرى بالمسرحية أو الفلم ، فيقول لا بد لكل فلم نهاية ونحن ننتظر هذه النهاية . 

السيدة "انتصار" التي عانت من أزمات نفسية كانت تأتيها بين فترة واخرى طيلة سنتي التهجير بسبب عدم تحملها لما حصل وانتظارها ليوم التحرير ، هذا مما جعلها أسيرة الاخبار التي ما تكاد تنفك من متابعة قناة تلفزيونية لتتحول الى أخرى ، ومن التلفزيون الى الانترنيت وهكذا ، لذا فان يوم التحرير بالنسبة للسيدة " انتصار" سيكون بمثابة حياة جديدة ، فهي تعيش في حالة توتر هذه الايام وهي تراقب الاحداث .

الشاعر "أمير بولص" يقول لم تعد هناك مصداقية في كل ما يقال عن قرب ساعة الصفر ، سنتان ونحن نسمع عن اقتراب هذه الساعة ثم تعود الامور وكأن شيئا لم يكن ، ويتابع أمير بولص لقد فقدت كلمة التحرير معناها بالنسبة لنا بسبب ذلك . لن أصدق بخبر التحرير إلا وانا أجد نفسي واقفا أمام باب داري وأشم رائحة تراب بلدتي .

يشاركه الرأي الشاعر "نمرود قاشا" الذي لم يعد يهتم بأخبار التحرير وترك حتى متابعتها ويقول كيف لنا ان نصدق ما تقوله الحكومة ، ويتابع هذه الحكومة التي أصبحت قراراتها مثار سخرية المواطن . مستهجنا قرار المحكمة الاتحادية بعدم دستورية الغاء مناصب نواب الرئيس التي كان رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي قد قرر الغائها في 9 آب من العام الماضي .

هل فعلا ستكون كل هذه التحركات والاستعدادات للتحرير مجرد أكذوبة وستمر مثل سابقاتها ، عندها ماذا سيكون وقعها على هؤلاء المهجرين الذين طال انتظارهم للحظة التحرير اكثر من سنتين . هذا ما ستكشفه الايام القادمة .