المحرر موضوع: حسين حامد في رواية تتذكر...  (زيارة 607 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حسن حاتم المذكور

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 561
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حسين حامد في رواية تتذكر...
حسن حاتم المذكور
 
تحاول الغربة ان تقطع في مؤبديها جذور الأنتماء ومواقف الولاء لوطن لم يلتقيا فيه ولن يفترقا فيهم, في وجع الحنين تشتعل الأشواق لتمنع النسيان من ان يأخذ مكاناً في قلوب لم يتوقف فيها عشق الأرض والأنسان وخلود البدايات.
الدكتور حسين حامد حسين ومن مؤبد اغترابه يعيش إلفته من داخل فضاءات شوق تحاصر الأختناقات التي تفرضها طفيليات العتمة على ارض تتذكر ما فقدته وما احوجها اليه لترفع سياجها الوطني بوجه غزو جراد التطرف الطائفي العرقي.
الكاتب يأخذ من الذاكرة دليل سفر وخيال عاشق, يرتدي سحاب موهبته يحلق في الأعالي ليمطره على شاطيء الفرات ليفتح صفحات الذاكرة لجسد رواية يتحرك فيه ملح الجنوب وسمرة الأشياء.
العراق واكباده المغتربة يسكنا بعضهما, المهاجرون والمهَجرين يلتقوه منتظراً في محطات غربتهم, يصرخهم الحنين اليه قصيدة ولوحة ومقالة او رواية تتذكر.
المؤلف حسين حامد اتخذ من عراق (سالم) (1) نافذة لدخول الذاكرة في عراق يتذكر, (سالم) يبحث عن نفسه في رغيف خبز على طبق من الأمن والأستقرار في وطن هو الآخر يبحث عن سكينته, تلك الأشكالية التي تجمع العراقي والعراقي في رقصة وجع على وبين ضفاف الرافدين, رقصة ترجمها المؤلف رواية تنقل احداثها الى وعي المجتمع الأمريكي ليقول لهم , خذوا تلك هي حقيقة عراقنا وعراقتنا وهوية الأنسان في وطن يشكو غربته فينا كما نشكوا غربتنا فيه.
طيور الأهوار العراقية لا تهاجر عن بيئتها, انها تسافر ومعها ما يكفي من متاع الذاكرة وعبر الاف الأميال يجذبها الحنين الى عطر تاريخ الزلال ولهفة الكائنات المنتظرة, هكذا هم مؤبدي الأغتراب, مسافرون وعلى اكتاف حنين العودة ما يكفي من متاع الذاكرة ودليل الشوق يدعوهم الى وطن لا وطن فيه ان لم يكونوا هم.
هكذا هو الدكتور حسين حامد ومن مؤبد اغترابه يسافرعودة لتولد طفلة روايته من احشاء الناصرية ثم يعود بها وفي انتظاره دور نشر امريكية تحترم انسانية الطاقات المعرفية للوجع العراقي, كنوز وحي تستعير منها الرسل والمبشرين لأكمال رسالاتهم, هكذا ومن حبر الوجع كتب الدكتور حامد رواية تتذكر وتذكر في "رقص على الفرات".
(سالم) الأمس هارب يطارده نصيبه في رغيف خبز جاف حاف مصاباً بفقر التغذية, (سالم) اليوم نسى فقر الأشياء المزمنة فيه يتواصل ضياعه وفقدان سكينته في البحث عن حياة مغموسة بالمتواضع من الكرامة.
زمن تمددت فيه عدوى (كوليرا) الثقافة الرسمية عبر اكثر من اربعين فضائية طائفية تثرثر الجهل والأستغباء والتلوث, مؤسسات اعلامية وثقافية تحاصصتها العدوى وزارات للثقافة والأداب والتعليم ووكالات انباء ونقابات واتحادات وملحقيات افقدتها الأصابات هويتها, انتكاسات اجتماعية واخلاقية ومعنوية تقبع في مفاصل الدولة والمجتمع يصطادون في عتمتها المنافع الشخصية والفئوية والحزبية على حساب القيم التراثية للثقافة العراقية.
جاءت رواية الدكتور حسين حامد حسين صرخة النفس الأخير للأنتماء الوطني, شجاعة متحدية في "رقص على الفرات" تطوي ستائر ظلام (كوليرا) الطائفيين عن الوجه المشمس للمشروع الوطني العراقي وتضمد اصابات الوطن والأنسان في عراق ما مات يوماً ولن يموت.
اعتزازنا ومباركتنا لجهد المؤلف حسين حامد ولكل جهد يخترق المستحيل.
ـــ (سالم) بطل الرواية
ـــ (رقص على الفرات) عنوان الرواية
15 / 10 / 2016