المحرر موضوع: تركيا في طريقها نحو الإنهيار والسقوط (2)  (زيارة 890 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مهدي كاكه يي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 216
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تركيا في طريقها نحو الإنهيار والسقوط (2)

د. مهدي كاكه يي

قيام أردوغان بِفصل عشرات الآلاف من أفراد الجيش والشرطة والقضاء وأساتذة الجامعات والمًدرّسين والمُعلّمين ورجال الأعمال ورجال الدين وغيرهم بِحُجّة إنتمائهم وموالاتهم لِحركة فتح الله گولن، يخلق مشاكل سياسية وعسكرية وإدارية وإقتصادية كبيرة للحكومة التركية الإسلامية والتي قد تقود الى الإطاحة بِالحُكم الإسلامي. حرمان هذا العدد الكبير من العسكريين من مصادر معيشتهم، بالإضافة الى تسببه في تذمر أفراد الجيش والقيام بِمحاولات إنقلابية للتخلص من الحُكم الإسلامي، فأنه يؤدي الى إنخفاض القدرة العسكرية التركية والخلل في التركيبة العسكرية التركية. عزل هذه المجاميع الكبيرة من منتسبي مختلف الدوائر الحكومية وشبه الحكومية والأهلية، وخاصةً في  مجال الأبحاث والتدريس، يقود الى تدّني العلم والمعرفة اللذين هما عماد تقدّم  وتطوّر الأمم والشعوب، بالإضافة الى أنّ خلق هذا العدد الهائل من العاطلين عن العمل، يؤدي الى إنخفاض  الإنتاج والإنتاجية وبروز مشاكل إقتصادية وإجتماعية خطيرة، تهدد السلم الوطني ويُنعش بيئة مناسبة لإندلاع موجات من الإحتجاجات والثورات الشعبية والعصيان المدني.

كما أنّ السير بإتجاه فرض حُكمِ شمولي دكتاتوري من خلال فرض حالة الطوارئ في  البلاد والتفرد بالحكم والقيام بإعتقالات كيفية وخنق حرية الصحافة والتعبير، يؤدي الى ولادة معارضة سياسية  وشعبية كبيرة داخل تركيا، بالإضافة الى رفض المجتمع الدولي والدول الغربية ومنظمات المجتمع المدني في العالم، للإجراءات التركية الدكتاتورية والتي تؤدي بِدورها الى عزل تركيا عن المجتمع الدولي.

خلقَ حزب العدالة والتنمية الإسلامي، بيئة خصبة لِنمو الأفكار الإسلامية المتزمتة وبالتالي إنتشار حركات إسلامية إرهابية، مثل القاعدة وداعش، يُزيد من سطوة وقوة ونفوذ هذه المجاميع الإرهابية في تركيا. هدف أردوغان من دعم هذه المنظمات الإرهابية، هو وقف المد التحرري الكوردستاني وإسقاط نظام بشار الأسد وإبتزاز دول الإتحاد الأوروبي للحصول على الأموال  منها والسماح للمواطنين الأتراك بِدخول دول الإتحاد الأوروبي لٍنشر الإرهاب والعنف فيها والحصول على العُملة الصعبة من خلال المغتربين الأتراك في أوروبا وكذلك للضغط على الدول الأوروبية لِقبول تركيا في الإتحاد الأوروبي. أخطأ أردوغان بِتحالفه مع المنظمات الإرهابية مثل داعش وجبهة النصرة وغيرهما، حيث بدأت هذه المنظمات بالقيام بِعمليات إرهابية داخل تركيا وبدأت بإخلال الإستقرار فيها وتُشكّل تهديداً لا يُستهان به للحكومة التركية.

بسبب عدم الإستقرار في تركيا، حيث فرض حالة الطوارئ وإستمرار الثورة المسلحة في شمال كوردستان والإعتقالات الكيفية والعمليات الإرهابية والتدخل العسكري التركي في جنوب وغرب كوردستان و في سوريا والعراق، إنخفضت بشكل كبير نسبة السائحين الزائرين لِتركيا و لا يخفى أنّ السياحة تُشكّل نسبة كبيرة من الدخل الوطني التركي وبالتالي يؤثّر هذا الإنخفاض في عدد السائحين بشكل سلبي على الإقتصاد التركي. كما  أن الثورة الكوردستانية والتدخل التركي في كل من غرب وجنوب كوردستان وسوريا والعراق و الإنخفاض الحاد في الإستثمارات الأجنبية وهجرة الرأسمال الأجنبي والمحلي من تركيا الى الخارج بسبب حالة العنف واللاإستقرار في تركيا، تُضعِف الإقتصاد التركي بشكل كبير. كما أن الإقتصاد التركي يتعرض لِهزات كبيرة بسبب إنتشار مستوى البطالة نتيجة تسريح عشرات الآلاف من الموظفين والأكاديميين والقُضاة ونتيجة إنتشار العنف والفوضى. 

الثورة الكوردستانية هي عامل مهم آخر في عدم إستقرار تركيا والتي تتسبب في خسائر بشرية وإستنزاف الخزينة التركية وإنخفاض السياحة وإرتفاع المد الجماهيري المًطالِب بِإعتراف الحكومة التركية بِحق الشعب الكوردستاني في تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة وتدفع الأمم المتحدة والدول الكبرى والعالم الحر بالضغط  على الحكومة التركية للإعتراف بِحقوق شعب كوردستان.